التغذية عند الرضيع وأهم مبادئ الإرضاع الطبيعي

تُعَدُّ تغذية الطفل من الأمور الهامة جداً؛ وذلك بسبب حساسية الجهاز الهضمي لديه، فأغلب أجهزة الجسم لديه تكون يافعة وفي طور النمو، ولم تبلغ نضجها بعد؛ لذلك من الطبيعي أن تمرَّ بالعديد من الاضطرابات، وهذا يحتِّم على الأهل أن يولوا تغذية الطفل اهتماماً بالغاً، والالتزام بتعليمات طبيب الأطفال.



متى يُدخَل الطعام إلى تغذية الطفل؟

تختلف المراجع في المدة التي يمكن من خلالها إدخال الطعام إلى النظام الغذائي للطفل الصغير؛ إذ تقول جمعية طب الأطفال الأميركية إنَّه من الممكن إضافة الطعام بعد عمر الأربعة أشهر، ومن جهة أخرى فإنَّ منظمة الأمم المتحدة حددت عمر الستة أشهر كعمر مناسب لإضافة الطعام.

ما هي شروط إدخال الطعام إلى غذاء الطفل؟

يجب على الأم ألَّا تخاطر في إدخال الطعام إلَّا بعد التحقُّق من توافر الشروط الآتية:

  1. أن يكون الطفل قادراً على تثبيت رأسه؛ وذلك لأنَّ عدم قدرته على ذلك تعني أنَّه غير قادر على البلع بشكل متناسق، ومن ثم يدخل الطعام إلى المجاري التنفسية مسبباً الاختناق.
  2. أن يكون لدى الطفل رغبة في الأكل أو انجذاب نحو الطعام.
  3. أن يكون الطفل قادراً على التقاط الطعام بفمه عندما تُوضع الملعقة أمام فمه.

كيف يُدخَل الطعام إلى غذاء الطفل؟

من الأفضل أن يُدخَل الطعام إلى غذاء الطفل بشكل تدريجي؛ وذلك من أجل معرفة المادة التي يمكن أن تكون سبب الحساسية عند الطفل؛ إذ ينصح الأطباء أن تُدخِل الأم وجبة جديدة إلى غذاء الطفل كل ثلاثة أيام وتراقب الطفل في حال حصول أي طارئ.

هل يجب إعطاء الطفل الماء خلال فترة الرضاعة؟

إنَّ إعطاء الطفل الماء خلال فترة الرضاعة هو فعلٌ خاطئ؛ إذ إنَّ الطفل يكفيه حليب الأم الذي يُشكِّل الماء أكثر من 90% من تركيبه، وحتى لو كنَّا نعطي الطفل الحليب الصناعي، فإنَّنا نُحضِّره بإضافة الماء.

متى نسمح للطفل بشرب الماء؟

لأنَّ اعتماد الطفل على حليب الأم أو الحليب الصناعي كمصدر وحيد للماء، فلا بدَّ أن يبدأ الطفل بشرب الماء بعد أن يُفطَم عنهما، ويكون ذلك بعد إدخال الطعام إلى نظامه الغذائي.

شاهد بالفيديو: فوائد الفطور الصباحي للطفل

هل يمكن إعطاء الحليب الصناعي إلى جانب حليب الأم قبل عمر الستة أشهر؟

قد يؤدي إعطاء الحليب الصناعي إلى جانب الحليب الوالدي قبل عمر الستة أشهر إلى حدوث الأعراض الآتية:

  1. قد يؤدي ذلك إلى توقُّف الرضاعة الطبيعية؛ وذلك لأنَّ الطفل قد يحب الحليب الصناعي أكثر.
  2. انخفاض إقبال الرضيع على ثدي أمه سيقلل من إنتاج الحليب؛ إذ تُعَدُّ عملية المص أكبر محرِّض على إنتاج الحليب.
  3. قد يسبب إسهالاً حاداً بسبب حدوث خلل في تركيب الفلورا الموجودة في أمعاء الطفل.

ما هي مميزات حليب الأم؟

  1. يُعَدُّ حليب الأم ملائماً للطفل وجهازه الهضمي.
  2. له حرارة ملائمة قريبة من حرارة الطفل؛ مما يقلل من التشنُّجات المعوية التي يمكن أن تحدث بعد الطعام.
  3. سهل الهضم؛ إذ يُهضَم خلال ساعة إلى ساعتين، على عكس حليب البقر الذي قد يحتاج إلى أكثر من ثلاث ساعات لإتمام عملية هضمه.
  4. يُعَدُّ حليب الأم ممنَّعاً وغنياً بالغلوبولينات المناعية والبالعات واللاكتوزين الذي يدعم الفلورا المعوية المفيدة.
  5. يقوي الرابطة الروحية بين الأم وطفلها.
  6. يؤمِّن مناعة للطفل ضد السالمونيلا والتهاب الأذن الوسطى والكولونيات وشلل الأطفال.
  7. يقلل عدد الولادات ويباعد بينها.
  8. يحمي الأم من الإصابة بالبدانة وسرطان الثدي وسرطان المبيض.
  9. يقلل من حالات الأكزيما والتحسس عند الطفل.

ما هي المدة التي يجب أن تستمر خلالها الرضاعة الطبيعية؟

لا تُوجد توصية واضحة بخصوص مدة الرضاعة الطبيعية، لكن تُوصي منظمة الصحة العالمية بألا تقل عن ثلاثة أشهر.

ما هي الأمور التي يُمنَع فيها الرضاعة الطبيعية؟

  1. إصابة الأم بالملاريا.
  2. النفاس الشديد عند الأم.
  3. النزف (die Hämorhagie) الشديد عند الأم.
  4. تعاطي المخدرات من قِبل الأم.
  5. إصابة الأم بمرض السرطان.
  6. إصابة الأم بالحمى التيفية.

ما هي الأسباب التي تعوق عملية الرضاعة؟

  1. وجود تشوه في شفة الطفل، مثل شفة الأرنب.
  2. وجود تشوه في شكل الحلمة مثل الحلمة المقلوبة أو الحلمة الغائرة أو الحلمة القصيرة.
  3. وجود مرض عصبي عند الطفل بشكل يؤثر في عملية المص.

ما هي أهم التوصيات بخصوص الرضاعة الطبيعية؟

  1. يمكن أن تكون الأم في وضعية الجلوس أو الاضطجاع.
  2. يجب على الأم أن تسند بيدها رأس الطفل؛ وذلك لأنَّه قد لا يكون قادراً على حمل رأسه.
  3. وضع الحلمة بين السبابة والوسطى وتقريبها من فم الطفل.
  4. يجب أن تكون مدة الرضعة الواحدة ربع ساعة في كل جهة.
  5. حمل الطفل بطريقة يكون بطنه على بطن الأم.
  6. تخفيف الملابس التي يرتديها الطفل؛ وذلك لأنَّ كثرة الملابس قد تؤدي إلى زيادة حرارة الجسم ومن ثم طرح الماء والتعرُّق، وهذا يعني زيادة طرح السوائل.
إقرأ أيضاً: الإسهال عند الرضع: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه

لماذا قد يجوع الطفل بعد الرضاعة الطبيعية؟

"حليب الأم لا يحقق الشبع للطفل"، في الحقيقة تنتشر هذه المعلومة الخاطئة في الكثير من الأوساط، ولكنَّ حليب الأم هو مركب مغذٍّ ويحقق الشبع للطفل، لكن قد يبدو الطفل جائعاً بعد وجبة الرضاعة؛ وذلك لأنَّ الأم قد لا تتركه على صدرها فترة كافية؛ إذ إنَّ أول عشر دقائق من الرضاعة أغلبها ماء وشوارد، أمَّا آخر خمس دقائق فهي التي تحقق الشبع؛ وذلك بسبب غناها بالعناصر الدسمة، ومن هنا فإنَّ اكتفاء الأم بالإرضاع لمدة عشر دقائق في كل جانب، يؤدي إلى عدم استفادة الطفل من الدسم ومن ثم عدم شعوره بالشبع.

أهم التوصيات بعد انتهاء الرضاعة؟

  1. يجب على الأم أن تمسح منطقة ما حول فم الطفل وكذلك أسفل الذقن ومنطقة الرقبة؛ لأنَّ بعض الحليب قد يكون منسكباً، وقد يتراكم مسبباً نمو الفطريات في حال عدم تنظيفه.
  2. من الهام بعد انتهاء الرضاعة أن تقوم الأم بالطبطبة على ظهر الطفل وحمله لبعض الوقت بوضعية الوقوف؛ وذلك حتى يتجشأ ويُخرج الغازات التي دخلت إلى جوفه في أثناء الرضاعة؛ فذلك يحميه من المغص والتشنجات وانتفاخ البطن.
  3. تجنُّب هز الطفل أو ملاعبته بعد انتهاء الرضاعة؛ لأنَّ ذلك يؤدي إلى حدوث القلس أو الإقياء؛ لذا من الأفضل أن نضعه في السرير، ونرفع السرير إذ يصبح رأس الطفل أعلى من مستوى جسمه.
  4. بعد انتهاء الإرضاع من الأفضل أن تجلب الأم قطعة قماشية نظيفة مبللة بالماء وتقوم بتنظيف فم وأسنان ولسان الطفل من بقايا الحليب؛ لأنَّ هذه البقايا قد تتخمر مسببة أمراض فطرية ورائحة فم كريهة.
  5. في حال كانت الأم تعاني من ألم خلال عملية الإرضاع فمن المفيد دهن زيت الزيتون على الحلمة، والتي قد تكون متشققة.
  6. في حال كان عمر الطفل أكثر من أربعة أشهر ويتناول الطعام بالإضافة إلى الحليب، فمن الأفضل أن نجعله يشرب القليل من الماء؛ وذلك من أجل غسل فمه من بقايا الحليب؛ كوقايةٍ من الفطريات.
  7. من الهام أن تغسل الأم حلمة الثدي وتجففها بشكل جيد بعد انتهاء الرضاعة؛ وذلك من أجل منع نمو الفطريات والجراثيم، ومنع انتقال الفطريات التي قد تكون موجودة في فم الرضيع إلى ثدي الأم.

شاهد بالفيديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

ما هي أسباب رفض الطفل للرضاعة من الأم؟

  1. وجود التهابات عند الطفل مثل التهاب الأذن الوسطى قد يمنع الطفل عن الرضاعة.
  2. القلاع الفموي يمنع الطفل عن الرضاعة بسبب الألم.
  3. إصابة الفم بالفطور.
  4. انسداد أنف الطفل بالمفرزات.
  5. غياب الأم عن الطفل لفترات طويلة خارج المنزل يجعل الطفل ينفر من الرضاعة.
  6. تغيُّر رائحة الأم بسبب وضعها للعطور أو ما شابه قد ينفِّر الطفل من الرضاعة؛ وذلك لأنَّه قد يكون معتاداً على رائحة أمه.
  7. تغيُّر طعم حليب الأم بسبب تناولها لبعض الأطعمة قد يؤدي إلى نفور الطفل من الرضاعة.
  8. تعاطي الأم بعضَ أنواع حبوب منع الحمل التي تقلل من إنتاج الحليب.
  9. إنَّ انفعال أو صراخ الأم عندما يقرصها الطفل خلال عملية الرضاعة قد يؤدي إلى رفض الطفل للرضاعة.

ما هي الطرائق التي يتم بها التعامل مع رفض الطفل للرضاعة؟

  1. من الهام أن تختار الأم مكاناً هادئاً خالياً من المشتتات مثل التلفاز أو ضجة الناس؛ وذلك لأنَّ الهدوء يساعد الطفل على الرضاعة.
  2. إنَّ وضع الأم للطفل على تماس مباشر مع حضنها يساعد على تقبُّله للرضاعة؛ وذلك لأنَّه يقوي العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها.
  3. علاج المشكلة المسببة مثل التهاب الأذن الوسطى أو القلاع الفموي أو فطريات الفم.
  4. من الممكن أن تلجأ الأم إلى شفط الحليب من الثدي، ومن ثم إعادة إعطائه للطفل عبر قطَّارة أو سيرنغ.
إقرأ أيضاً: حُمّى الرضيع... 5 علامات تستدعي الطّبيب فوراً

هل تخفف الرضاعة الطبيعية من مغص الرضيع؟

تُعَدُّ مشكلة مغص الرضيع شائعة بكثرة عند الأطفال من عمر الستة أسابيع وحتى عمر الستة أشهر، وهي مشكلة قد تكون معندة على العلاج.

في البداية أثبتت الدراسات أنَّ الرضاعة الطبيعية تقلل من مغص الرضيع مقارنةً بالحليب الصناعي؛ وذلك بسبب وجود هرمون الليبتين في حليب الأم الذي يحفز الشبع عند الطفل ومن ثم يقلل من حدوث المغص، بالإضافة إلى أنَّ حليب الأم يحفز الفلورا المعوية المفيدة.

توجد دراسات حديثة أثبتت عدم وجود فروقات هامة بين حليب الأم والحليب الصناعي من ناحية التأثير في مغص الرضيع، ولكنَّ دراسات أحدث وجدت أنَّ حليب الأم يُنقص من مغص الرضيع عند الأمهات الآسيويات اللواتي يعتمدن على الأطعمة النباتية بشكل أساسي.

في الختام:

تعرَّفنا في هذا المقال إلى أهم النقاط الأساسية عن تغذية الطفل، وفوائد الرضاعة الطبيعية، وأسباب رفض الطفل للرضاعة وكيفية التعامل مع هذه المشكلة، وأهم ما يجب على الأم فعله بعد انتهاء الرضاعة.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة