التعليم المدمج: أهميته، أنماطه، ميزاته، وأهم مشكلاته

إنَّنا نعيش في عصر التقدم العلمي الكبير، وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسمة الأساسية التي أصبحت تُميِّز هذا العصر هي تبادل المعلومات والخبرات، وكان لا بد للتعليم بصفةٍ خاصة أنَّ يواكب هذه التغيرات والتطورات الحديثة والسريعة؛ وفي هذا المقال أعزاءنا القراء سنقدم لكم لمحة مفيدة عن التعليم المُدمج، وما هي ميزاته، وأنماطه، فتابعوا معنا السطور القليلة القادمة.



ما هو التعليم المُدمج؟

التعليم المُدمج: هو مصطلح تعليميٌّ جديد يعبِّر عن التعليم الذي يجمع بين الطرائق التقليدية والمُتعارف عليها للتعلُّم مع التعليم الالكتروني، وتُعدُّ هذه الطريقة تغيُّراً كبيراً في الأساليب الأساسية للتعليم؛ إذ يسمح للمُتعلمين من خلاله الاستفادة من التكنولوجيا وتحسينها، بالإضافة إلى توفير نهج مُخصص بشكلٍ كبير؛ كما أنَّها تُتيح للمُتعلمين إمكانية التحكم في الوقت والمكان، بالإضافة إلى إحداث تغيير نوعي في طريقة تعامل كلٍ من المُعلم والمُتعلم مع تجربة التعليم.

تعاريف التعليم المدمج:

1. تعريف أ. د الغريب زاهر اسماعيل محمد في العام 2009 ميلادي:

"هو توظيف المستحدثات التكنولوجية في الدمج بين الأهداف والمحتوى ومصادر ونشاطات التعلم وطرائق توصيل المعلومات من خلال أسلوبَي التعلم وجهاً لوجه، مع التعليم الإلكتروني لإحداث التفاعل بين عضو هيئة التدريس بكونه معلماً ومرشداً الطلاب من خلال المستحدثات التي لا يُشترط أن تكون أدوات إلكترونية محددة".

2. تعريف الأستاذ محمد عطية في العام 2003 ميلادي:

"نظام متكامل يهدف إلى مساعدة المتعلم خلال كل مرحلة من مراحل تعلُّمه، ويقوم على الدمج بين التعليم التقليدي، والتعليم الإلكتروني بأشكاله المختلفة داخل قاعات الدراسة". 

3. تعريف أ. حسن زيتون في العام 2005 ميلادي:

"إحدى صيغ التعليم أو التعلُّم التي يندمج فيها التعليم الإلكتروني مع التعلم الصفي التقليدي في إطارٍ واحد؛ إذ توظف أدوات التعلم الإلكتروني سواء المعتمدة على الكمبيوتر أم على الشبكة في الدروس، مثل معامل الكمبيوتر والصفوف الذكية، ويلتقي المعلم مع الطالب وجهاً لوجه معظم الأحيان".

4. تعريف Alekse, et al في العام 2004 ميلادي:

"هو نوع من التعليم الذي تستخدم خلاله مجموعة فعالة من وسائل التقديم المتعددة وطرائق التدريس، وأنماط التعلم التي تسهل عملية التعلم؛ ويبنى على أساس الدمج بين الأساليب التقليدية التي يلتقي فيها الطالب وجهاً لوجه وبين أساليب التعليم الالكتروني".

إقرأ أيضاً: مُقارنة بين المُعلّم التقليدي ومُسهِّل التعلُّم

ما هي أنماط التعليم المُدمج؟

إنَّ أنماط التعليم المُدمج شائعة التطبيق هي:

1. نموذج فليكس:

تكون المسارات التعليمية للطلاب في هذا النمط من التعليم المُدمج فعَّالة وسهلة؛ إذ يمكن للطالب أن يجد الكثير من المتطلبات من خلال استخدام إحدى الأدوات التعليمية عن طريق الانترنت.

2. النموذج الافتراضي المُثري:

وفيه يُجري الطلاب جلسات تعليم؛ إذ إنَّ هذا النموذج من التعليم المُدمج يتضمن جلسات تعليمية رسمية مجدولة بانتظام، وهذه الجلسات تكون بشكلٍ مباشر بين المعلم والطلاب.

3. نموذج التناوب:

يمكن للطالب في هذا النمط التعلمَ بصورةٍ فردية، أو العمل ضمن مجموعةٍ بأكملها، وذلك من خلال مساعدة الطالب على الالتزام بعدد من الأنشطة عبر الإنترنت.

4. نموذج La Carte:

في هذا النمط من التعليم المدمج يدعم مجموعة من المعلمين الإلكترونيين الطلاب؛ إذ يتلقى الطلاب تعليمات محددة خاصة بدورة ما من خلال الإنترنت.

إقرأ أيضاً: التعليم في المملكة العربية السعودية

خصائص ومميزات التعليم المدمج:

إنَّ ميزات التعليم المدمج تجمع بين ميزات التعليم الإلكتروني وميزات التعليم التقليدي، ونذكر لكم من هذه الميزات ما يلي:

1. تعدد وتنوع وسائل المعرفة للطلاب:

يُتيح التعليم المدمج للطالب استخدام أكثر من وسيلة للحصول على المعرفة والمعلومات التي يريد، فيختار الوسيلة التي تتلائم مع مهاراته وقدراته، من بين الوسائل الإلكترونية والتقليدية العديدة المتوفرة؛ الأمر الذي يُساعد الطالب على اكتساب العلم والمعرفة بشكلٍ أكبر، بالإضافة إلى رفع مستوى العملية التعليمية.

2. تحقيق المرونة التعليمية:

إنَّ نظام التعليم المُدمج يحقق المرونة الكافية؛ لتلبية كافة الاحتياجات الطلابية وأنماط التعلم المختلفة لدى المتعلمين باختلاف أوقاتهم ومستوياتهم وأعمارهم.

3. منحُ الطالب الرضا عن التعليم:

إنَّ نظام التعليم المُدمج يُمكِّن الطالب من التواصل مع برامج لزيادة التحصيل العلمي وتدعيم المعلومات، كما أنَّه يُحقق زيادة رضا الطالب عن التعلم، وزيادة فاعلية عملية التعليم من خلال متابعة الممارسة الفعلية بالمؤسسة التعليمية، والتدريب الفعلي. 

4. التحلي بمصداقية التقييم:

إنَّ التعليم المدمج يتابع بشكل حثيثٍ وحيٍّ ومباشرٍ الطلاب أثناء عملية التقييم، الأمر الذي يُحقق أكبر قدر من المصداقية على نظام التقييم التعليمي.

5. زيادة فاعلية التعليم:

إنَّ التعليم المدمج يحاول تحسين مخرجات التعليم؛ وذلك عن طريق توفير ارتباط جيد بين الطالب وبرنامج التعليم وزيادة إمكانية الوصول إلى المعلومات، بالإضافة إلى تحقيق أفضل النتائج في مجال العمل، الأمر الذي يجعل التعليم المدمج يساهم مساهمةً كبيرةً في زيادة فاعلية التعليم.

6. تحقيق التفاعل خلال عملية التعلم:

إنَّ التعليم المُدمج يساهم بشكلٍ كبير في تدعيم العلاقات الاجتماعية والإنسانية لدى الطلاب في أثناء عملية التعليم، وذلك من خلال السماح للطلاب ومساعدتهم في الحصول على متعة التعامل مع الزملاء والمعلمين وجهاً لوجه، وذلك عن طريق وسائل التفاعل التقليدية والإلكترونية.

7. إتقان الطلاب المهارات العملية:

هناك الكثير من المهارات العملية والموضوعات التي من الصعب تدريسها إلكترونياً بشكلٍ كامل، وعلى وجه الخصوص المهارات العملية المرتبطة بالكليات العملية مثل: تكنولوجيا التعليم، والطب، والصيدلة، والهندسة، وغيرها من الأقسام والكليات العلمية، ولكن التعليم المدمج يحقق للطلاب دراسة هذه الموضوعات.

8. التعلم النشط:

يعتمد نظام التعليم المدمج على التعلم من خلال نشاط حثيث يركز على دور الطالب النشط وتفاعله في تلقي المعلومات والخبرات؛ وذلك عن طريق الدمج بين الأنشطة الفردية والتعاونية والمشاريع، ومساعدة الطالب في التخلص من الدور السلبي في تلقي المعلومات فقط.

إقرأ أيضاً: التعلم السلبي والتعلم النشط: أيهما أفضل؟

9. توفير التدريب والممارسة للطالب في بيئة التعليم:

يمنح نظام التعليم المدمج الطالب إمكانية الممارسة والتدريب في بيئة التعليم ذاتها، كما أنَّه يُساهم بشكلٍ كبير في تحقيق جميع الأهداف التعليمية وذلك من خلال تقديم التعزيز المناسب لأداء الطالب، والممارسة الفعلية للمهارات، بالإضافة إلى التدريب العملي.

شاهد بالفيديو: 6 عادات يمارسها الأشخاص الذين يتقنون التعلُّم

أهمية التعليم المدمج:

هناك العديد من الأمور التي تعزز من أهمية التعليم المدمج، نذكر لكم عدداً منها:

  1. يساهم التعليم المدمج في تمكين الطلاب من تحسين أنفسهم وتنميتها بشكلٍ ذاتي، كما أنَّه يحاول تقليل القلق والتوتر عند الطلاب، ويزيد من رضا الطلاب عن أنفسهم.
  2. التعليم المدمج من أكثر أنظمة التعليم متعةً لكلٍ من الطالب والمعلم.
  3. إنَّ نظام التعليم المدمج يُعدُّ النظامَ الأكثر كفاءة؛ إذ إنَّه يحسن فاعلية العملية التعليمية بأكملها.
  4. زيادة التواصل والتفاعل الإيجابي بين المعلم والطلاب.
  5. يساهم نظام التعليم المدمج بشكلٍ كبير في تحقيق نتائج أكثر نجاحاً وزيادة كفاءة الطلاب، كما أنَّه يساهم بشكلٍ كبير في جعل العملية التعليمية أكثر سهولة ومرونة.
  6. يزيد نظام التعليم المدمج من الإحساس بمسؤولية وأهمية التعلم لدى الطلاب.
  7. إنَّ نظام التعليم المدمج يوفر خبرات تدريب شخصية للمعلمين، الأمر الذي ينمي مهاراتهم بصورةٍ ملحوظة.
  8. يُساهم نظام التعليم المدمج في تمكين الطالب من الوصول إلى موارد التدريب متى ما أراد ذلك بكل سهولة ودون أن يواجه أي مشكلة.
  9. يغطي نظام التعليم المدمج جميع أنماط التعليم.
  10. إنَّ نظام التعليم المدمج يحاول خفض نفقات التعلم بشكلٍ ملحوظ مقارنة مع التعليم الإلكتروني فقط.
  11. إنَّ نظام التعليم المدمج يُحقِّق الاستفادة من التقدم العلمي التكنولوجي في التنفيذ، والتصميم، والاستخدام.
  12. يُعزِّز نظام التعليم المدمج التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات؛ لكي تحدث الإفادة والاستفادة من كل ما هو جديد ومبتكر في مجالات العلوم المختلفة.

عيوب وسلبيات التعليم المدمج:

هناك العديد من المشكلات التي تواجه التعليم المدمج، نذكر لكم عدداً منها:

  1. مشكلة اللغة: إنَّ معظم الأدوات والبرامج التي تُستخدم في نظام التعليم المدمج هي باللغة الإنكليزية، الأمر الذي يسبب صعوبة لغالبية الطلاب في التعامل معها بيُسرٍ وسهولة.
  2. العوائق البشرية: إنَّ قلة وغياب برامج التدريب والتأهيل للطلاب بصورةٍ عامة، وعدم توفر الخدمات الفنية والأطر المؤهلة في المختبرات بصورةٍ خاصة، يُعدَّان من أهم العوائق البشرية. 
  3. المناهج والمواد الدراسية: يتطلب الأمر تحويل المناهج الدراسية إلى ملفات إلكترونية للتعامل بسهولةٍ معها، ولكنَّ معظمها لا يزال مطبوعاً ورقياً.
  4. غياب أجهزة الكمبيوتر التي يعمل بها الطلاب في منازلهم.
  5. وجود صعوبات في التقويم ونظام التصحيح والغياب والمراقبة.
  6. العوائق المادية: وتتضمن نقص أجهزة الكمبيوتر والشبكات والبرمجيات، وغلاء تكلفتها إلى حدٍ ما.

وبذلك أعزائي القراء نكون قد قدمنا لكم أهم ميزات، وأنماط، ومشكلات التعليم المُدمج.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة