التخلص من الخجل: 7 طرق للتخلص من الخجل الاجتماعي بشكل نهائي

الخجل شعور طبيعي إلى حد ما، فجميعُنا نمرُّ بمواقف مُحرجة بعض الشّيء تجعلُنا نشعر بالخجل، لكن إذا كان هذا الشّعور مُلازماً لك باستمرار، فهذا يُعتبر أمراً غير طبيعي أبداً، وقد يتحوّل إلى إحساس بالخوف أو عدم الثّقة بالنّفس، وهو بحاجة للعلاج، لكن هذا العلاج أنت من يصنعهُ وليس طبيبُك، أنت فقط من تستطيع التخلص من الخجل وإنهاء هذه المشكلة التي تراكمت يوماً بعد يوم لتتفاقم وتُصبح مرضاً حقيقياً.



أولاً: تعريف الخجل

يُمكن تعريف الخجل بأكثر من تعريف:

  • هو شعور الشحص بأنَّه مليء بالعيوب، وغير مقبول من الآخرين، وأنَّه مُخطئ دائماً فيما قد يقول أو يتصرف، وعدم الشعور بالرضا عن النفس.
  • هو ميل الشخص إلى العزلة، وتجنب الاختلاط بالآخرين، والارتباك عند التعامل معهم، والتأثر الشديد بانتقاداتهم، والتبرير الدائم والاعتذار، والتقليد الأعمى لهم، ومراعاة شعورهم على حساب شعوره، وعدم القدرة على إبداء  بشجاعة وجرأة.
  • هو النظرة السلبية للذات، والتركيز على العيوب والسلبيات، ولوم النفس بشكل دائم.

1. هل الخجل ضعف شخصية؟

يمكن القول أنَّ الخجل أحد نتائج ضعف الشخصية، إذ لا يُمكن أن نرى شخصاً قوي الشخصية يتصف بالخجل، ويُعرَّف ضعيف الشخصية بأنَّه:

شخص غير مكتمل بنفسه، يشعر بالنقص والخجل، ويُعاني من قلة الثقة بالنفس والتردد في اتخاذ القرار.

ومن أهم علامات ضعف الشخصية:

  • الخجل: يُعد الخجل من أهم علامات ضعف الشخصية، إذ يشعر صاحب الشخصية الضعيفة بالخجل عند التحدث مع الآخرين، وعند حضور الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية، وعند إجراء مقابلات العمل، أو التحدث أمام جمهور.
  • تقليد الآخرين: يُعاني صاحب الشخصية الضعيفة من تقييم متدنٍ للنفس، والاعتقاد أنَّ الجميع أفضل منه، لذا غالباً ما نجده يسعى إلى تقليد الآخرين.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرار: من أكثر مشاكل ضعف الشخصية شيوعاً هي عدم القدرة على اتخاذ القرار، إذ نجد صاحب الشخصية الضعيفة كثير الحيرة والتردد؛ عندما يُطلب منه اتخاذ قرار ما، ويلجأ إلى استشارة هذا وذلك ليساعدونه في القرار.
  • الحساسية المفرطة: يُعاني أصحاب الشخصية الضعيفة من حساسية مفرطة تجاه أي ملاحظة أو انتقاد يسمعونه، وينظرون إلى الأمر على أنَّه إهانة شخصية لهم.
  • لا يقول "لا": لا يقول صاحب الشخصية الضعيفة كلمة "لا" للأخرين، فهو يُلبي طلباتهم حتى لو كان ذلك على حساب نفسه.
  • عدم المبادرة: يفتقد أصحاب الشخصية الضعيفة إلى المبادرة، ودائماً ما ينتظرون أن يأخذ غيرهم زمام المبادرة.
  • عدم تحمل المسؤولية: عادةً ما يتهرب أصحاب الشخصية الضعيفة من تحمل المسؤولية، وإلقائها على غيره، وذلك لخوفه من المواجهة والدفاع عن نفسه.

2. متى يُصبح الخجل أمر غير عادي؟

يعد الخجل أمراً طبيعياً وموجوداً بالفطرة لدى كل البشر، ولكن ضمن حدود معينة، بحيث لا يؤثر على تواصله مع الآخرين، أو يُعيق تقدم حياته وحصوله على الفرص التي يستحق، ولكنَّه يُصبح أمراً غير عادياً ويتحول إلى مرض نفسي؛ عندما يتجاوز هذه الحدود الطبيعية، وتظهر على الشخص العلامات الآتية:

  • الرغبة في الانعزال، وتفضيل البقاء في البيت عن الخروج.
  • قلة القدرة على تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية، وقلة التعامل مع المحيطين من أقارب وأصدقاء وزملاء.
  • تجنب التواجد في التجمعات والمناسبات الاجتماعية.
  • الخجل من التحدث وطرح الأفكار والأراء أمام الآخرين.
  • ضياع الفرص بسبب عدم قدرة الشخص على التعبير عن نفسه، وعن مواهبه وقدراته وحتى عن رأيه؛ وذلك في التفاعل الاجتماعي والمقابلات.
  • زيادة احتمالية إصابة الشخص بالاكتئاب، والحاجة لجلسات نفسية وعلاجات دوائية.
  • قد يتفاقم الخجل إلى ما يُعرف بالرهاب الاجتماعي، فيشعر الشخص بالخوف الشديد والقلق عند الاختلاط بالناس.

3. ما هو الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي؟

حسب علماء النفس يتمثل الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي بـ:

1. الخجل:

  • الخجل عبارة عن سمة في الشخصية، وهو قلق مؤقت، يكون لفترة بسيطة.
  • لا يحب الأشخاص الخجولون الأضواء، أو أن يكونون مركز اهتمام الآخرين.
  • لا يُعاني الشخص الخجول من الشعور بالإحراج، وإنَّما شعور بعدم الثقة بالنفس أثناء التجمعات، ويُمكن أن يتواجدوا في مواقف اجتماعية دون أن تُسبب لهم ضائقة كبيرة.
  • تكون أعراض الخجل أخف حدة من أعراض الرهاب الاجتماعي.
  • لا يضع الشخص الخجول حكم الآخرين في حسبانه، كما يضعه المصاب بالرهاب الاجتماعي.
  • يُمكن للشخص الخجول التخلص من خجله بالإرادة وبعض التمارين.

2. الرهاب الاجتماعي:

  • هو مُكتسب وليس له علاقة بالشخصية، وهو مستمر لمدة طويلة.
  • هو حالة أشد من الخجل، فهو خوف شديد وقلق من مواجهة القلق الاجتماعي.
  • يتميز بمستويات عالية من القلق والرعب؛ مما يجعل الشخص يتجنب المواقف الاجتماعية تماماً.
  • يشعر المصاب بالرهاب الاجتماعي بالإحراج والضيق الشديد عند التواجد في التجمعات.
  • يترافق بأعراض جسدية شديدة؛ مثل: تسرع معدل ضربات القلب، الشعور بالغثيان، آلام في المعدة، ارتجاف اليدين، ضيق في التنفس، وجفاف الحلق.
  • يُسيطر على المصاب بالرهاب الاجتماعي الخوف الشديد من أحكام الآخرين عليه.
  • يُعد التخلص من الرهاب الاجتماعي، أمراً ليس سهلاً، ويحتاج لمساعدة نفسية مختصة.

شاهد بالفيديو: 6 طرق بسيطة للتخلص من الخجل الزائد

ثانياً: أنواع الخجل

للخجل نوعان هما:

1. الخجل الاجتماعي:

يُعد الخجل الاجتماعي خجلاً مؤقتاً، إذ يظهر في مواقف معينة؛ مثل: التواجد في الأماكن العامة، والتجمعات، أو عند إلقاء كلمة في حفل والتحدث أمام جمهور.

2. الخجل النفسي:

يُعد الخجل النفسي خجلاً دائماً، مُرافقاً للشخصية، يظهر في كل أفعالها سواء كانت في حالة انفراد أو في التجمعات.

ويخبرنا علماء النفس أنَّه لمعرفة نوع الخجل عند شخص ما، أن نطرح عليه عدة أسئلة، وهي:

1. في حال تلقيت دعوة لحضور حفل ضخم:

  • هل تُلبي الدعوة على الفور؟.
  • تردد قليلاً ثم تذهب؟.
  • تردد كثيراً ثم تعتذر؟.

2. في حال طُرِح عليك سؤالاً غير متوقع في جلسة عامة:

  • هل تُجيب أو تعتذر بلباقة عن الإجابة؟.
  • أم تشعر بالارتباك وتطلب طرح السؤال ثانيةً؟.
  • أم تتلعثم ولا تعرف كيف تتصرف؟.

3. في حال طُلِب منك إعلان رأيك الصريح بصديق ثالث:

  • هل تتحدث بلباقة ولا تُقدم إجابة واضحة؟.
  • أم تقول رأيك ثم تندم؟.
  • أم تُصارح السائل أنَّك تُفضِّل إعلان رأيك في حضور الصديق المعني؟.

4. في حال وجدت نفسك مظلوماً في موقف معين - مع العائلة أو في العمل-؟:

  • هل تُدافع عن نفسك من دون تردد؟.
  • هل تشكو الأمر إلى شخص مقرب؟.
  • هل تشعر بالكآبة واليأس؟.

5. في حال كان هناك ما يُضايقك في سلوك شخص مقرب إلى نفسك ويُسبب لك الحرج أحياناً:

  • هل تبحث عن فرصة مناسبة لمُصارحته؟.
  • أم تتردد وتُحاول الإشارة للموضوع من بعيد؟.
  • أم لا تستطيع المصارحة؟.

النتيجة:

  • إذا كانت معظم إجابات الشخص (أ): فهو يُعاني من الخجل الاجتماعي؛ خاصة في الأماكن العامة أو التجمعات، لكنَّه بإمكانه تخطي الخجل.
  • إذا كانت معظم إجاباته (ب): فالشخص يُعاني من الخجل الاجتماعي والخجل النفسي، ولكن بحدود وفي مواقف معينة.
  • إذا كانت معظم إجاباته (ج): فالشخص يُعاني من درجة عالية من الخجل الاجتماعي، ويحتاج إلى بذل الكثير من الجهد كي يتغلب على خجله.

ثالثاً: الخجل الاجتماعي في علم النفس

يُعرف الخجل الاجتماعي في علم النفس على أنَّه:

اضطراب نفسي يُعاني فيه الشخص المصاب من الرهبة والخوف الشديد من الاختلاط بالناس خاصة الجدد منهم، وتكون أعراضه: صعوبة في التحدث، وتجنب حضور اللقاءات والمناسبات الاجتماعية، لأنَّه يخشى من حكم وتقييم الآخرين له.

رابعاً: علامات وحركات تدل على عدم الثقة بالنفس

من أبرز العلامات التي تدل على انعدام الثقة بالنفس:

1. لغة الجسد:

تُعبر لغة الجسد بوضوح عن عدم الثقة بالنفس؛ ومن الأمثلة على ذلك:

  • تُشير الوقفة المرتخية للشخص؛ إلى ضعف الثقة في النفس، على عكس الوقفة المنتصبة والمشدودة التي تُشير إلى الثقة بالنفس.
  • يُشير عقد اليدين والساقين؛ إلى عدم انفتاح الشخص على التفاعل مع الآخر.
  • يدل التململ كتفقد الساعة باستمرار أثناء المحادثة؛ إلى عدم سيطرة الشخص على الحديث، وعلى رغبته في التهرب.
  • يُشير تجنب الشخص للتواصل البصري مع من يُحدثه؛ إلى أنَّه يفتقد إلى الثقة بالنفس.
  • تُعد الابتسامة من علامات القوة والثقة في النفس، لذا فإنَّ نسيان التبسم واستبداله بالقلق وتعابير الوجه الصارمة؛ يُعطي انطباعاً أنَّ الشخص غير واثق من نفسه.

2. الثبات الانفعالي:

يُعد الثبات الإنفعالي من أهم علامات الثقة بالنفس؛ فالشخص الذي لا يستطيع التحكم بإنفعالاته ويفقد أعصابه لأتفه الأسباب، وينظر للأمور على إنَّها إهانة شخصية، هو شخص فاقد للثقة بنفسه.

3. الاعتذار والتبرير الدائم:

من علامات انعدام الثقة بالنفس؛ هي محاولة الشحص الاعتذار والتبرير الدائم، لكل ما يقوله أو  يقوم به، ولو لم يكن مخطئاً.

4. من العلامات انعدام الثقة بالنفس أيضاً:

  • عدم الثقة بصحة كلامه، إذ نجد الشخص الغير واثق من نفسه دائم السؤال بأسئلة من قبيل: "أليس كذلك؟"، "صحيح؟"، وذلك للتأكد من صحة كلامه.
  • لا يقبل المديح والإطراء من الآخرين، ويُشكك في قدراته وإمكانياته.
  • يضع نفسه في موضع السخرية والاستهزاء.
  • الشعور الدائم بالتشاؤم، وقلة الحظ.
  • مقارنة النفس دائماً بالآخرين.

خامساً: أسباب الخجل الاجتماعي

هناك عدة أسباب تُساهم في الإصابة بالرهاب الاجتماعي:

1. الوراثة:

تلعب العوامل الوراثية (الجينات)؛ دوراً في الإصابة بالرهاب الاجتماعي.

2. سمات شخصية:

قد يكون الخجل والخوف من المواقف الاجتماعية سمة من سمات الشخصية.

3. أسلوب التفكير:

أساليب خاطئة في التفكير؛ مثل: التوقعات المبالغ فيها، أو النظرة السلبية للذات، أو جلد الذات.

4. التربية الأسرية:

تعد التربية الأسرية الخالية من العاطفة والدعم النفسي، والقائمة على التوبيخ واللوم والانتقاد، وتوجيه الأوامر، من أكثر مسببات الخجل شيوعاً.

5. تركيب الدماغ:

عندما تتنشط اللوزة (وهي مجموعة من الخلايا العصبية الواقعة في عمق الدماغ والمسؤولة عن التحكم في مستويات القلق والخوف) عند بعض الأشخاص، تُسبِّب لهم زيادة الاحساس بالقلق والخوف في المواقف الاجتماعية.

6. البيئة المحيطة:

تشتمل البيئة المحيطة؛ التجارب السيئة التي يمر بها الشخص كالتعرض للتنمر أو السخرية في الصغر، والأحداث الحياتية المرهقة نفسياً؛ كوفاة شخص مقرب، أو الانفصال عن الشريك.

7. مشاكل نفسية:

قد ينتج إصابة الشخص بالخجل من مشاكل نفسية معينة؛ كضعف الثقة بالنفس، أو عدم تقدير الذات.

خامساً: تمارين للتخلص من الخجل

هناك مجموعة من التمارين والتقنيات التي تُساعد في التخلص من الخجل، ومنها:

1. تخيل السيناريو الإيجابي:

عادة ما يتخيل الشخص الخجول أنَّ مقابلة العمل أو الاجتماع أو أي موعد مُقبل عليه مثلاً، سيكون سيء وغير ناجح، حيث أثبتت الدراسات أنَّ العقل الباطن للإنسان يتبنى أفكاره ويُترجمها إلى حقيقة، لذا ينصح خبراء علم النفس بتوقع وتخيُّل السيناريو الإيجابي.

2. المغامرة:

يُنصح الخبراء بالمغامرة كأحد تمارين التخلص من الخجل، أن يبحث الشخص الخجول عن مغامرة أو شيء  يخشاه، ويُجربه كي يواجه قلقه ومخاوفه.

3. لغة الجسد:

تنعكس لغة الجسد التي نتصرف بها على مشاعرنا الداخلية، فالوقوف والمشي بقامة منتصبة، والجلوس بوضعية فرد الظهر والكتفين، والتواصل البصري في عيني المتحدث، والابتسامة الدائمة، والتنفس ببطء، كلها إيماءات من شأنها أن تُشعرنا بالثقة بالنفس والقوة.

4. التنفس العميق:

يُعد التنفس العميق أحد تقنيات الاسترخاء والتخلص من الخجل والتوتر، الذي يكون بأخذ نفس عميق عن طريق الأنف، وحبسه لثوانٍ، ثم إخراجه عن طريق الفم ببطء.

5. التحرر من الأفكار السلبية:

يجب أن يتدرب الشخص على التحرر من الأفكار السلبية حول نفسه؛ مثل: (أنا خجول، أنا ضعيف، لن أنجح في مقابلة العمل)، ويُخاطب نفسه بشكل إيجابي ومُحفِّز، مثل: (أنا قوي، أنا لست خجول، ستجري مقابلة العمل على ما يرام)، فأفكارنا هي من يُحدد أفعالنا وسلوكياتنا.

6. التحدث مع الغرباء:

أحد تمارين التخلص من الخجل أن يُبادر الشخص الخجول إلى التحدث مع الغرباء، سواء في القطار، أو المتجر، أو الحديقة، ولو أجبر نفسه على ذلك في البداية، لكنَّه شيئاً فشيئاً  يكتشف أنَّ الأمر بسيط، وأنَّ خجله غير مبرر.

7. التحدث أمام المرآة:

أن يقف الشخص الخجول أمام المرآة ويتخيل نفسه أمام جمهور، ويبدأ التحدث بثقة وطلاقة، وبصوت عالٍ وواضح، إذ يتحسن أداء الشخص الخجول بالتدريب المستمر والمتكرر لتمرين المرآة؛ ويبدأ بالتخلص من الخجل شيئاً فشيئاً.

8. المطالعة:

أن يُداوِم الشخص على القراءة والمطالعة، إذ يزيد اكتسابه للثقافة والمعلومات في موضوعات المختلفة، من ثقته بنفسه عند الحوار والنقاش مع غيره.

9. الرياضة:

يُنصح بأن تكون ممارسة الرياضة جزءاً رئيساً من روتيننا اليومي، لما أثبتته من فعالية في التخلص من الطاقة والمشاعر السلبية.

سابعاً: كيف تعالج الخجل عند الأطفال؟

يُمكن للأهل مساعدة الطفل في التخلص من الخجل، باتباع ما يلي:

1. عدم وصفه بالخجول:

ينتج عن وصف الأهل للطفل بأنَّه خجول، وتكرار ذلك على مسامعه خاصة أمام الآخرين، تعزيز الاحساس لديه بأنَّه خجول، مما يجعل الأمر أسوأ، لذا يجب أن يتجنب الأهل لفت انتباه الطفل إلى خجله، بل على العكس يجب التركيز على وصفه دائماً بأنَّه طفل جريء وشجاع.

2. تعزيز ثقته بنفسه:

أن يُعزز الأهل من ثقة الطفل بنفسه، من خلال التركيز على نقاط قوة ومواهب الطفل وتنميتها، كالرسم أو العزف أو الحساب أو الرياضة، ووصفه دائماً بأنَّه طفل مميز وموهوب وأنَّهم يفخرون به.

3. المهارات الاجتماعية:

من أكبرالأخطاء التي يقع فيها بعض الأهالي؛ أن يُحيِّدوا الطفل عن الحديث، أو يمنعوه من المشاركة بقول: "أنت ما زلت صغيراً لا تتكلم بوجود الكبار"، حيث أنَّه من الضروري جداً تعليم الطفل المهارات الاجتماعية، من خلال تشجيعه على تكوين الصداقات، ودفعه إلى التحدث أمام الآخرين، وتعليمه إلقاء التحية، وإعطائه الكلمات التي يحتاجها للتحدث مع أشخاص جدد، وإدخاله في الحوارات والطلب إليه المشاركة في الحديث؛ مثل "هيا طفلي الشجاع أخبرهم ماذا حصل معنا في الحديقة؟"، "تعال أيها البطل وحدثهم كيف ساعدنا القطة المريضة"، أو تركه يتكلم ويطلب بنفسه ما يريد شرائه من صاحب المتجر.

4. المديح والمكافآت:

أن يمدح الأهل شجاعة الطفل وجرأته، ويقومون بمكافأته عليها، مثل مكافأته على إلقاء التحية على أحد الجيران، أو الذهاب وفتح حديث مع طفل لا يعرفه في الحديقة.

5. الاعتماد على نفسه:

يُفيد تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه، كارتداء ملابسه، والنوم بمفرده، وتحضير أشياءه للذهاب إلى المدرسة، في زيادة ثقته بنفسه.

شاهد بالفيديو: علاج الخجل الزائد عند الاطفال

ثامناً: كتب عن الخجل عند الأطفال

سنذكر مجموعة من الكتب التي تناولت موضوع الخجل عند الأطفال:

  • كتاب "مشكلة الخجل الاجتماعي لدى الصغار والمراهقين والكبار"؛ للدكتورة سناء محمد سليمان.
  • كتاب "الطفل الخجول"؛ للدكتور محمد عبد الجواد.
  • كتاب "المشكلات النفسية عند الأطفال"؛ للدكتور زكريا الشربيني.
  • كتاب "تربية الطفل الخجول"، للدكتورة باربرا جي ماركواي، مع الدكتور جريجوري بي ماركواي.
  • كتاب "إدارة الخجل"؛ للمؤلف دون جابور.
  • كتاب "التغلب على الخجل"؛ للمؤلف مورى بي شتاين.
  • كتاب "الولد الخجول وتربية الثقة بالنفس"؛ للدكتور كوستي بندلي.
  • كتاب "30 يوماً للتغلب على الخجل"؛ للدكتور بيرناردو جيه كاردوتشي.
  • كتاب "كيف تخلص طفلك من الخجل"؛ للدكتور بيرناردو جيه كاردوتشي.
إقرأ أيضاً: الخجل عند الطفل: أسبابه وطرق التخلّص منه

تاسعاً: تجربتي في التخلص من الخجل

سنستعرض بعض تجارب أشخاص عانوا من الخجل، ونجحوا في التغلب عليه، من خلال مواجهته وإقحام أنفسهم في المواقف الذي تُسبب لهم الخجل، على مبدأ "داويها بالتي كانت هي الداء":

1. تجربة عالم النفس ألبرت إليس:

كان عالم النفس ألبرت إليس في عمر الـ 19 سنة، يُعاني من الخجل عند محادثة النساء، فقرر التخلص من الخجل وعلاجه؛ من خلال إجبار نفسه على محادثة 100 امرأة بشكل منفصل في حديقة، وكانت تجربة ناجحة وبالفعل تخلص من خجله.

2. تجربة روبرت كيوساكي:

كان روبرت كيوساكي مؤلف كتاب "Rich Dad, Poor Dad"؛ خجول جداً، وأراد أن يبدأ مشروعه التجاري الخاص، لكنَّه كان يعلم أنَّ خجله سيُعيقه من أن يكون بائعاً جيداً، وهنا اتخذ قراراً ببدء العمل كبائع، كأفضل طريقة للتخلص على هذه السلبية، ووصف ألبرت هذه الطريقة بأنَها كانت مرعبة، وهو اليوم من كبار مندوبي مبيعات زيروكس.

إقرأ أيضاً: أهم النصائح لتكون شخصًا اجتماعيًا وتتخلَّص من الخجل

عاشراً: كيف اتخلص من الخجل والخوف الاجتماعي؟

موضوع التخلص من الخجل الاجتماعي ليس بهذه الخطورة فإنّ حلّهُ كذلك بسيطٌ للغاية، فهو يحتاج القليل من الثّقة بالنّفس، بالإضافة لتغيير بعض العادات التي أدّت للوصول إلى هذه الحالة، وقد لخّصنا لك الحلول جميعها في هذه الطُّرق السّبعة البسيطة التالية:

1. إبدأ بأقرب النّاس إليك:

في البداية عليك خوض بعض التّجارب لكي تتأقلم مع الوضع الجديد (الطّبيعي)، ألا وهو عدمُ الخجل، هذه التّجارُب عبارة عن خطوات بسيطة للغاية، تقومُ بها مع الأشخاص القريبين منك كالأهل والأًصدقاء والأقارب. أظهر لهم كم تغيرت من خلال ممارستك لحياتك بشكل طبيعي، غيّر لُغة جسدك بشكل إيجابي، بادر بالكلام مع الآخرين، افتح مواضيع معهم للحوار، وإن إحتاج الأمر اكتُب مقدمة لموضوع تطرحه على أحدهم لكي لا تستغرق وقتاً بالتفكير فيما تقول وتشعر بالخجل أثناء الحديث.

2. تفاعل مع الآخرين:

أن تكون شخصاً خجولاً، أي أنك غالباً ما تكون مُنطوياً على نفسك، مُنعزلاً عمن هُم من حولك، خوفاً من سخرية الآخرين أو انتقادهم، وإحراجهم المُتكرر لك، فتُفضلُ عدم الانخراط بهم. من المهم للغاية أن تتفاعل مع الآخرين كي تتخلص من مُشكلة الخجل، تكلم معهُم وساعدهُم وشاركهُم نشاطاتهُم، إذا كُنت تخافُ التجمُعات فتأكد بأن ذلك سوف يختفي مع مرور الوقت لأنّ الرهبة أمر طبيعي للغاية، لكن لا تسمح لها بأن تتملكك.

3. عزّز ثقتك بنفسك:

إنّ التّفاعُل مع الآخرين يقوّي أيضاً ثقتك بنفسك، فالثقة هي من أهم الأمور التي تقضي على الخجل، فمعظم الخجولين عديموا الثقة بالنفس، عزز ثقتك بنفسك لتُواجه مخاوفك، وكلّ ما يعترضك في الحياة، تعلّم كيفية التعامل مع المواقف المحرجة باحترافية بدلاً من الخجل والاختباء.

4. لا تهتم لما يقولهُ الآخرون عنك:

عندما يتملّكُك الخجل سيكون كلام الناس شُغلك الشاغل، وخوفك الأوحد، لا تُفكر فيما يقولون عنك ولا تكترث لهم مُطلقاً، ضعهُم خلف ظهرك واعمل ما شئت طالما أنه صحيح بنظرك، وتأكّد أنه لن يرضى أحد عنك مهما فعلت من أجله، لأنّ إرضاء الناس غاية صعبة المنال.

5. أنت لستَ خجولاً:

قِف أمام المرآة وردّد هذه المقولة بإستمرار، حاول إقناع نفسك بذلك من خلال تغيير طريقة تفكيرك وتصرفاتك في المواقف التي تستعدعي الخجل، فالعقل لا يُصدّقُ إلّا بدليل ملموس. عليك إثبات ذلك لنفسك وليس للآخرين، قُم مثلاً بطرح سؤال لمديرك في العمل أو لأستاذك في المدرسة وأمام زملائك، عندها ستشعر بالفرق وستقول: لقد فعلتها، أنا لم أعُد خجولاً.

6. عبّر عمّا بداخلك بحُريّة:

عندما ترى تصرُّفاً لا يعجبك من أحدهم أسرع بإخباره بأنك متضايق من ذلك ولا تخجل أبداً، حرّر المشاعر السلبية التي بداخلك دون أن تُخطئ بحقّ أحدهم، لكن لا تسكت عن شيء يُثير استيائك وعبّر عنه بطريقة لبقة ودون خجل.

7. استخدم كلمة " لا " عندَ الحاجة:

الخجول دائماً ما يخشى أن يرفض شيئاً من الآخرين حتّى لو كان لا يريده أولا يستطيع فعله، خوفاً على مشاعرهم أو خشية من ردّة فعلهم تجاه رفضه، هذا الكلام مرفوض تماماً، عندما يطلب منك أحدهم شيئاً ليس باستطاعتك القيام به، قُل له "لا" ببساطة شديدة، فهي ليست بالكلمة الجارحة أو السيّئة، وبالتأكيد لن تكون ردّة فعلهم إلا بهذه البساطة ذاتها، فرفضك أو قبولك بالأمر عائد إليك فقط وليس لأحدٍ آخر.

في الختام:

عزيزي القارئ.. تدرّب بداية مع أقرب النّاس إليك ثُمّ عزّز ثقتك بنفسك من خلال مُبادرتِكَ في التفاعل مع الآخرين، زُملائك في العمل أوالمدرسة، جميعُ من حولك من أقارب وأصدقاء. لا تكترث لحديث الآخرين عنك لأنّ المهم أن تكون أنت راض عن تصرُّفاتك، ارفض أي شيء لا تريده وعبّر عما بداخلك دون خجل فأنت سيد نفسك.




مقالات مرتبطة