التبرع بالدم: أنواعه، وفوائده، وشروطه، وموانعه

التبرُّع بالدم (Blood donation) هو إجراءٌ طبيٌّ يحدث فيه نقل الدم من الشخص المُتبرِع إلى الشخص الذي يحتاج إلى الدم لسببٍ مرضي، ويكون هذا التبرُّع طوعياً، ومن المُمكن أن يُنقِذ حياة من كان بحاجةٍ إليه.



يصل عدد وحدات الدم التي يُتبرَع بها عالمياً إلى ما يقارب 117.4 مليون وحدةٍ في كلِّ عام، ويكون مُعدَّل عملية التبرُّع أعلى بـ 7.4 مرة في الدول ذات الدخل المرتفع مُقارنةً بالدول ذات الدخل المُنخفض. يُمكن أن يُعرَف التبرُّع بالدم أيضاً على أنَّهُ: عملية تجميع وفحص وتحضير وتخزين الدم ومُكوِّناته، حيثُ يُمكن فصل الدم إلى مكوِّناته، وهي:

  • خلايا الدم الحمراء Red Blood Cells.
  • البلازما Plasma.
  • الصفائح الدموية Platelet.

ولكن، ما هي فوائد التبرُّع بالدم؟ وهل يستطيع جميع الأشخاص التبرُّع بالدم؟ وما هي شروط هذا التبرُّع؟ سنشرح لكم في السطور القليلة القادمة كلَّ ما يتعلَّق بعملية نقل الدم.

ما هي أنواع التبرع بالدم؟

  1. التبرُّع بالدم الكامل: وهو النوع الأكثر انتشاراً بين أنواع التبرُّع بالدم، ويشمل هذا النوع كافة مكوِّنات الدم، والتي تتضمَّن: البلازما، والصفائح الدموية، وخلايا الدم الحمراء.
  2. التبرُّع بالبلازما.
  3. التبرُّع بخلايا الدم الحمراء.
  4. التبرُّع بالصفائح الدموية.

فوائد التبرع بالدم:

1- تقليل نسبة احتمال الإصابة بنوباتٍ قلبية:

يُقلِّل التبرُّع بالدم من خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، بنسبةٍ قد تصل إلى 80%، كما بيَّنت إحدى الدراسات؛ لأنَّ عملية التبرُّع بالدم تُقلِّل من لزوجته، وتحافِظ على مُعدلات الحديد في الدم والأنسجة، وتبقيها في معدلاتها الطبيعية، وذلك من خلال تنشيط عملية تصنيع الحديد في جسم المُتبرِّع، حيث يعوِّض الجسم ما فقده من الحديد، ويستهلِك أيَّ كميةٍ زائدةٍ منه؛ كما يزيد التبرُّع بالدم نسبة الخلايا الجديدة، والتي تكون كفاءتها أكبر في نقل الأوكسجين، وهذا ما يُساعد في تحسين التروية الدموية للقلب.

يُحافظ التبرُّع بالدم على المُعدلات الطبيعية للهيموغلوبين، حيث بيَّنت الدراسات أنَّ هناك علاقةً بين زيادة تأثير الكوليسترول الضار LDL على شرايين القلب، والذي يُعدُّ مسؤولاً أساسياً عن حدوث تصلُّب الشرايين؛ وبين زيادة نسبة الهيموغلوبين.

إقرأ أيضاً: 8 علامات واضحة تدل على الإصابة بأمراض القلب

2- المُحافظة على سلامة الكبد:

الحفاظ على المُعدلات الطبيعية في الدم هو من أهمِّ العوامل التي تُساعد في المُحافظة على صحة الكبد، حيثُ يُعدُّ الكبد المصفاة التي تُخلِّص الجسم من السموم، والمسؤول عن إنتاج العديد من البروتينات الهامَّة مثل الألبومين الذي يحافظ على السوائل في الدم، ويمنع التورم.

3- تقليل خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات:

يُقلِّل التبرُّع بالدم من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات، وخاصةً سرطان المريء والكبد، وسرطان المعدة، وسرطان الرئة، وسرطان القولون؛ وخاصةً لدى الأشخاص الذين يقومون بالتبرُّع بشكلٍ دوري؛ لأنَّ التبرع بالدم يُحافظ على الأنسجة وسلامتها، وذلك من خلال مُحافظته على المُعدلات الطبيبعة للحديد في الدم.

4- الخضوع لتحاليل حيوية:

قبل القيام بعملية التبرع، يخضع المُتبرع لبعض الفحوصات والتحاليل، والتي يمكن من خلالها الكشف عن مشكلاتٍ صحيةٍ كامنةٍ قد لا يعرف المُتبرِّع أنَّه مُصابٌ بها، حيث تتضمَّن هذه الفحوصات: قياس ضغط الدم ومُستويات الهيموغلوبين في الدم، ومُستويات النبض. وبعد ذلك، يخضع المُتبرِّع للفحوصات المخبرية، وذلك للتأكُّد من أنَّهُ سليمٌ من 13 نوعٍ من الأمراض المُعدية، ومنها: التهاب الكبد الوبائي، وفيروس المناعة المُكتسب، والزهري.

5- التقليل من عوامل الأكسدة ومُحفِّزات الالتهاب:

بيَّنت دراسةٌ أُجرِيت عام 2016 ميلادية أنَّ التبرُّع بالدّم بشكلٍ دوريٍّ يُساهم بشكلٍ فعَّالٍ في تقليل عوامل الأكسدة لدى الشخص المُتبرِّع، وتؤدِّي هذه العوامل غالباً إلى تحفيز حدوث بعض الأمراض الخطيرة مثل: فشل الأجهزة الحيوية، والسرطانات، والجلطات.

6- معالجة بعض الحالات المرضية:

هناك بعض الحالات المرضية التي يكون علاجها الفعَّال هو التبرع بالدم بشكلٍ دوري، ومن هذه الأمراض: الزيادة غير الطبيعية في كريات الدم الحمراء، والتي تؤدِّي إلى ارتفاع ضغط الدم، ومن الممكن أن تتسبَّب بجلطات الدم بسبب زيادة لزوجته، بالإضافة إلى زيادة البوتاسيوم في الدم.

ومن الأمراض الأخرى التي يمكن أن يكون التبرُّع بالدم علاجاً فعَّالاً لها: مرض الزيادة المرضية في كميَّة الحديد في الدم، إذ يُعدُّ الحديد من المكونات الهامَّة للدم، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يمتصه الجسم من الطعام بكمياتٍ كبيرة، أو يمكن أن يكون السبب هو تناول العقاقير الحاوية على الحديد بكمياتٍ أكبر من الكمية المسموح بها؛ ممَّا يؤدِّي إلى ترسُب الحديد في الأعضاء الحيوية ويُسبِّب تلفها، وأشهر هذه الأعضاء: البنكرياس، والقلب، والخصيتين، والمفاصل.

إقرأ أيضاً: 11 نوعاً من الأطعمة الصحية الغنية جداً بالحديد

ما هي شروط التبرع بالدم؟

من أجل التبرُّع بالدم يجب أن يكون هناك بعض الشروط للمُتبرعين، ومنها:

  1. أن تتراوح أعمار المُتبرعين ما بين الـ 18 و60 عاماً.
  2. أن يتمتع المُتبرع بالدم بحالةٍ صحيةٍ جيدة.
  3. ألَّا يُعاني المُتبرِّع بالدم أيَّ حالةٍ مرضيةٍ طارئةٍ مثل الحُمَّى.
  4. يُفضَّل أن يكون قد مضى زمنٌ -على الأقل 12 أسبوعاً للرجال، و16 أسبوعاً للنساء- منذ آخر مرةٍ جرى فيها التبرُّع بالدم؛ وعشرة أيامٍ منذ آخر مرةٍ تبرَّع فيها بالصفائح الدموية، حيث أنَّ الصفائح الدموية تتجدَّد في الجسم خلال فترةٍ تتراوح ما بين أسبوعٍ إلى عشرة أيام.
  5. يجب أن تكون نسبة الهيموغلوبين في دم الشخص المُتبرع الذكر أكبر من 14%، والمتبرعة الأنثى أكبر من 12%.
  6. أن يكون الشخص المُتبرع خالياً من الأمراض التي يمكن أن تنتقل دموياً مثل: نقص المناعة المُكتسب، والتهاب الكبد الوبائي.
  7. أن يكون وزن الشخص المُتبرع بالدّم يتراوح ما بين 50 كغ إلى 160 كغ.

ما هي موانع التبرع بالدم؟

هناك أشخاص لا يُمكنهم التبرع بالدم مُطلقاً، نذكر منهم:

  1. الأشخاص الذين يتعاطون المُخدِّرات بالحقن.
  2. أن تكون المدة أقلَّ من ثلاثة أشهرٍ منذ التبرُّع الأخير.
  3. أن يُعاني الشخص المُتبرِّع أيَّاً من الأمراض، أو الأعراض الصحية التالية: حالات تضخم الكبد، وحالات الفشل الكلوي، والإصابة بالصرع، وحالات التشنج والإغماء المُتكرِّر، ومرض السكري، وزيادة أو نقص إفراز الغدة الدرقية، والحمل، والأمراض الوراثية، والأمراض النفسية، وارتفاع الضغط المُزمن، والأمراض الصدرية المُزمنة، وجميع أنواع الأنيميا عدا أنيميا نقص الحديد، وأيَّ عمليةٍ جراحيةٍ أُجرِيت قبل ثلاثة أشهرٍ من التبرع.
  4. المُصابون بمرض كروتزفيلد جاكوب.
  5. الأشخاص الذين أقاموا علاقةً جنسيةً مع مريض بالإيدز، أو الفيروسات الكبدية، أو مع إحدى بائعات الهوى، أو أيَّ علاقةٍ جنسيةٍ غير آمنةٍ خلال العامِّ السابق للتبرع.
  6. الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية والأسبرين أو أي دواء يحتوي على مادة الأسبرين.
  7. المرضى المصابون بالأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء.
  8. المرضى الذين قاموا بإجراء عملية جراحية من فترة قريبة.
  9. مصابي الأمراض الجلدية مثل تصلب الجلد (Scleroderma).
  10. الأشخاص الذين يقلّ وزنهم عن 49 كيلو غرام.

ماذا نأكل بعد عملية التبرع بالدم؟

  1. من المُفيد الإكثار من شرب الماء وعصائر الفاكهة الغنية بالفيتامينات، مثل: عصير الجوافة، وعصير المانجو، وعصير البرتقال.
  2. تناول الكبد، والفاصولياء، والبرتقال، والتي تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من حمض الفوليك الذي له دورٌ هامٌّ في تجديد خلايا الدم الحمراء، وتعزيز صحة الجسم بعد التبرع بالدم.
  3. يُنصح وبشدةٍ تناول السبانخ؛ لأنَّهُ يحتوي على كميةٍ كبيرةٍ من الحديد والمعادن، والفيتامينات الأخرى، التي تُساعِد في تحسين صحة الجسم، وتزيد قوته.
  4. بعد عملية التبرع بالدم، من المُفيد تناول الخضراوات الورقية الغنية بالعناصر الغذائية من فيتامينات ومعادن، والتي تُسهِم بشكلٍ كبيرٍ في وقاية الجسم من المشاكل التي يمكن أن يتعرَّض إليها، وتساعد في تعزيز صحته.
  5. يُفضَّل تناول الأسماك واللحوم الحمراء، لما لها من فائدةٍ كبيرةٍ في تحسين صحة الجسم، وإعطائه الطاقة والقوة.
  6. من الأطعمة الجيدة جداً، والتي تمد الجسم بالنشاط والحيوية وتقيه من الأنيميا: المُكسرات، بسبب غناها بالأحماض الأمينية والمعادن.
  7. الحليب واللبن من الأطعمة المُفيدة جداً، والتي يمكن للمُتبرع بالدم أن يتناولها بعد عملية التبرُّع.
  8. تُعدُّ البطاطا أيضاً من الأطعمة الجيدة والمُفيدة التي تزوِّد الجسم بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي افتقدها بسبب عملية التبرع بالدم.
إقرأ أيضاً: أهم الفيتامينات الضرورية للجسم ومصادرها الغذائيّة

اليوم العالمي للتبرع بالدم:

اليوم العالمي للتبرع بالدم (World Blood Donor Day) هو يومٌ اختارته منظمة الصحة العالمية في تاريخ 14 يونيو/ حزيران من كلِّ عام، وقد جرى الاحتفال به أول مرةٍ عام 2005 ميلادية، وهو التاريخ المُصادف ليوم ميلاد الدكتور "كارل لاند شتاينر"، والحائز على جائزة نوبل لتأسيسه نظام فصائل الدم ABO؛ والهدف من هذا الاحتفال هو تقديم الشكر إلى هؤلاء الأشخاص الذين ينقذون أرواح أشخاصٍ آخرين، ويساهمون في تحسين صحَّتهم واستعادة حياتهم، عن طريق التبرع بدمائهم دون أيِّ مُقابلٍ غالباً.

تُنسَّق فعاليات وبرامج الاحتفال بهذه المناسبة من قبل مُنظمة الصحة العالمية بالتعاون مع كلٍّ من: مؤسسات الهلال الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لمُنظمات التبرع بالدم، وجمعية نقل الدم الدولية.

وختاماً، عزيزي المُتبرِّع، هناك بعض النصائح التي يمكنك القيام بها بعد عملية التبرع بالدم، وهي:

  1. تجنُّب القيام بأيِّ مجهودٍ عضليٍّ كبيرٍ مثل: رفع الأثقال، أو الجري لمسافةٍ طويلة، أو غيرها من الرياضات التي تتطلَّب مجهوداً عضلياً كبيراً.
  2. في حال وجود أيِّ كدمةٍ أو ازرقاقٍ تحت الجلد حول مكان دخول الإبرة بعد عملية التبرع، فكلُّ ما عليكَ فعله هو استعمال كماداتٍ باردةٍ تُوضَع على المكان بشكلٍ مُتقطعٍ ودوريٍّ لمدة 24 ساعة.
  3. في حال شعورك بدوار، عليك أن تستلقِ على الأرض، وترفع قدميك نحو الأعلى.
  4. إذا حدث نزيفٌ مكان دخول الإبرة، فعندها يجب عليك ضغط المكان بقطنةٍ طبيةٍ مُعقمة، ورفع الذراع إلى الأعلى لحين توقف النزيف.
  5. في حال ظهور أيِّ أعراضٍ مرضيةٍ شديدة، يجب عليك مُراجعة الجهة التي قُمت عندها بعملية التبرع بالدم، خوفاً من أن تكون في أثناء التبرع في فترة حضانة لمرضٍ ما، وقد ينتقل هذا المرض عبر الدم الذي تبرَّعت به.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة