الإجهاض المتكرر: أسبابه، ومضاعفاته، وطرق تشخيصه وعلاجه

تعاني 1% من النساء حول العالم من مشكلة الإجهاض المتكرر، وفي هذا المقال سنحدثكم عن الإجهاض المتكرر، وأسبابه، وكيفية تشخيصه، وطرائق علاجه، وكيفية الوقاية منه، فتابعوا معنا السطور القادمة.



ما هو الإجهاض المتكرّر؟

إنَّ الإجهاض المتكرر هو فقدان الأم جنينها مرتين متتاليتين أو أكثر، كما أنَّ الجمعية الأمريكية للطب التناسلي طالبت بإجراء فحوصات للمرأة الحامل وتقييم شامل لها بعد حصول ثلاث حالات أو أكثر من الإجهاض، وتصل نسبة الحالات التي لا يمكن فيها معرفة سبب حدوث الإجهاض المتكرر نحو 50% إلى 75% من حالات الإجهاض المتكرر، والجدير بالذكر أنَّ حوالي 80% من النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر تمكنَّ من الحمل والإنجاب بعد إتمام المعالجة.

ما هي أسباب الإجهاض المتكرر؟

1. تشوّهات الرحم:

يمكن أن تكون تشوهات الرحم عند النساء وراثية أو مكتسبة؛ إذ إنَّ التركيب التشريحي للرحم يؤثر في إتمام الحمل بشكلٍ كبير؛ فقد بينت الدراسات أنَّ 15% من الأمهات اللواتي عانين ثلاث مرات من الإجهاض المتكرر يمتلكنَ تشوهات رحمية تعيق إتمام الحمل؛ ويمكن كشف تشوهات الرحم من خلال تنظير الرحم، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

نذكر لكم بعضاً من أنواع تشوهات الرحم مع معدل حصول الإجهاض المقترن بكل نوع:

  1. الرحم المزدوج: تبلغ نسبة هذا النوع حوالي 40%.
  2. الرحم ثنائي القرن: تتراوح نسبة هذا النوع ما بين (40-79)%.
  3. الرحم المقوَّس: نسبة هذا النوع غير معروفة بعد.
  4. أورام العضلات الملساء في الرحم: نسبة هذا النوع غير معروفة.
  5. الرحم أحادي القرن، أو الرحم المفصول: تتراوح نسبة هذا النوع ما بين (34-8)%.

2. فرط الخثورية:

إنَّ فرط الخثورية -يعرف أيضاً بأُهبَة التخثُّر- يمكن أن يتسبب بنسبةٍ تتراوح ما بين (49-65)% من حالات الإجهاض المبكر، وهذه الحالة تكون مكتسبة، أو وراثية، ويمكن للنساء اللواتي يعانين من فرط الخثورية إتمام حملهنَّ من خلال استخدام الأدوية المضادة للتخثر؛ إذ يمكن للمرأة أن تتم حملاً واحداً أو أكثر دون حدوث أي مشكلات.

والجدير بالذكر أنَّ فرط الخثورية يتسبب بزيادة خطر تكوين الجلطة في الأوعية المشيمية الوليدة، الأمر الذي يؤدي إلى احتشاء المشيمة؛ كما أنَّ أكثر مشكلات فرط الخثورية انتشاراً هي طفرة العامل الثاني، والعامل الخامس لايدن.

3. أسباب متعلقة باضطرابات الغدد الصماء:

إنَّ المرأة الحامل التي تعاني من قصور الغدة الدرقية تكون نسبة الإجهاض المتكرر لديها مرتفعة، كما أنَّ المرأة الحامل يمكن أن تتعرض لخطورة فقدان الحمل المتكرر، إذا كانت تعاني من تكيس المبايض المرتبط بوجود كميات كبيرة من الأندروجينات، أو بفرط الأنسولينية؛ بالإضافة إلى أنَّ مرض السكري غير المسيطَر عليه، أو غير المشخَّص يتسبب في زيادة معدل الإجهاض المتكرر.

إقرأ أيضاً: اضطراب الهرمونات عند المرأة وطرق الوقاية منه

4. عمر المرأة الحامل:

إنَّ نسبة خطورة الإجهاض تتزايد مع تقدم المرأة في العمر، كما أنَّ زيادة عمر الرجل تلعب دوراً في هذه النسبة؛ إذ إنَّ العمر الذي يزداد معه خطر الإجهاض هو عمر الـ 35 عاماً للمرأة، والـ 40 عاماً للرجل، ويعود ذلك للسببين الآتيين:

  1. مع تقدم المرأة بالعمر تقل كفاءة عمل المبايض والرحم لديها.
  2. انخفاض جودة الخلية البيضية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة احتمالية امتلاك الأجنة اضطرابات على مستوى الكروموسومات.

5. تكسُّر الحمض النووي للحيوانات المنوية:

إنَّ جودة السائل المنوي تتعلق بجودة الحمض النووي؛ إذ إنَّ زيادة نسبة تكسُّر الحمض النووي تؤثر بشكل سلبي في الحيوانات المنوية، كما أنَّ الإجهاض يرتبط إرتباطاً وثيقاً بأضرار الحمض النووي في الحيوانات المنوية.

6. تعرض المرأة إلى العدوى:

يمكن لعدة أنواع من العدوى التي تصيب المرأة أن تتسبب في الفقدان المتكرر للحمل؛ لذا نذكر لكم عدداً من هذه الأنواع:

  1. داء المقوسات، أو داء الليسيريات، والمعروف أيضاً بداء القطط: وهو ناتج عن تناول اللحوم المصنعة، وعند حدوث الحمل فإنَّ العدوى ستنتقل إلى الجنين، الأمر الذي يتسبب في منع اكتمال الحمل، كما أنَّ الإصابة بهذه العدوى تُعدُّ من أحد أسباب تأخر الحمل.
  2. أنواع محددة من العدوى الفيروسية: منها: (البروسيلا، أو الزهري، الملاريا، الهربس البسيط، فيروس كوكساكي، الحصبة الألمانية، الحصبة، الفيروس المضخم للخلايا).

7. العوامل المتعلقة بالمبيض:

وأهمها عيب الطور الأصفر، والذي يُعدُّ من الأمور المعقدة؛ ولكن يمكن أن يفسر السبب بعدم كفاية هرمون البروجسترون المفرز من قبل الجسم الأصفر، واللازم لإكمال الحمل في بدايته، وبالاستناد إلى الأسس العملية؛ يمكن حل هذه المشكلة بإعطاء المرأة الحامل مكملات البروجسترون.

8. نمط الحياة الذي تعيشه المرأة:

يمكن أن يرتبط نمط الحياة الذي تعيشه المرأة بحدوث الإجهاض المتكرر، خاصة عند تناول بعض السموم كالخمر، والتدخين، وبعض أنواع العقاقير.

9. حالات إجهاض مرتبطة بعنق الرحم:

يُعدُّ قصور عنق الرحم من أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإجهاض المتكرر؛ إذ يُفقد الحمل في وقتٍ مبكر، أو يمكن أن يتسبب بالولادة قبل الوقت المحدد.

10. الاضطرابات الكروموسومية:

إنَّ الاضطرابات الكروموسومية تشكل نسبة تتراوح ما بين (3-6)% من حالات الإجهاض المتكرر، وتقسم إلى:

  1. اختلال الصيغة الصبغية: إنَّ اختلال الصيغة الصبغية يزداد أكثر مع تقدم المرأة بالعمر، الأمر الذي يوضِّح قلة جودة الخلية الجنسية؛ كما أنَّ اختلال الصيغة الصبغية يمكن أن يتسبب بالإجهاض المتكرر، إضافةً إلى فقدان تلقائي وعشوائي للحمل.
  2. الانتقالات الكروموسومية: إنَّ الانتقال الكروموسومي المتوازن في أحد الشريكين يؤدي إلى تكوين جنين لا يمكن أن يكتمل، الأمر الذي يؤدي إلى الإجهاض؛ ولكن من الجدير ذكره أنَّ النساء اللواتي يعانين من مشكلة كروموسومية يستطعن إنجاب أطفال طبيعين أو غير طبيعين.

11. العوامل المناعية:

لُحِظَ في أجسام بعض النساء اللاتي عانين من الإجهاض المتكرر وجود سلسلة من الأجسام المضادة الذاتية التي يفرزها الجهاز المناعي بشكلٍ خاطىء، مثل: (الجسم المضاد للدرقية، ومضاد الفوسفولبيد، والجسم المضاد للنواة).

12. التهاب بطانة الرحم المزمن:

إنَّ التهاب بطانة الرحم المزمن شائع بنسبةٍ كبيرة لدى النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر، ويعالَج باستخدام المضادات الحيوية، الأمر الذي يحسن النتائج الإنجابية لديهنَّ، وتُشخَّص هذه الحالة من خلال تنظير الرحم.

13. الالتهابات المهبلية:

إنَّ حدوث الالتهابات المهبلية الشديدة لدى المرأة الحامل يمكن أن يؤدي إلى الإجهاض المتكرر، خاصة في حال لم تلحظ المرأة أي أعراض، أو ألم، أو شكوى، وبالتالي لن تُعالَج هذه الالتهابات.

إقرأ أيضاً: 4 أمور عليكِ الابتعاد عنها خلال فترة الحمل

تشخيص الإجهاض المتكرر:

إنَّ أهم سبب للحصول على العلاج المناسب هو التشخيص الجيد الذي يمكن من خلاله تحديد السبب الأساسي الذي أدى إلى حدوث الإجهاض المتكرر، ويُشخَّص المرض من خلال الخطوات التالية:

  1. مراجعة جميع الأمور المتعلقة بحالات الحمل السابقة، بالإضافة إلى مراجعة التاريخ الطبي للمريضة.
  2. إجراء فحص جسدي كامل، بالإضافة إلى فحص الحوض.
  3. في حال اشتُبِهَ بمشكلة في الرحم، يُتأكَّد من ذلك بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الموجات فوق الصوتية.
  4. في حال اشتُبِهَ بأنَّ الاضطرابات الوراثية هي السبب الذي أدى إلى حدوث الإجهاض المتكرر، عندها يجب إخضاع الشريكين لفحص النمط النووي، والذي يمكن من خلاله تحديد وتقييم حجم وعدد وشكل الكروموسومات، في عينة من خلايا الجسم.
  5. في حال الاشتباه أنَّ المرأة تعاني من مشكلات في شكل الرحم، فيلجأ الطبيب لاستخدام تقنية تصوير الرحم بالصبغة.
  6. وتُجرى اختبارات الدم في حال الاشتباه بوجود مشكلات في الجهاز المناعي لدى المرأة مثل: الإصابة بمتلازمة مضاد الفوسفوليبيد.

علاج الإجهاض المتكرر:

عند تحديد السبب الذي أدى إلى حدوث الإجهاض المتكرر، يمكن عندها العلاج من خلال إعطاء الأدوية المناسبة للسيطرة على المسبِّب والتخلص منه، والجدير بالذكر هنا أنَّه يمكن أن تعتمد الطرائق العلاجية على أحد الخيارات التالية:

1. تغيير نمط حياة المرأة:

يُغيَّر نمطها من خلال الامتناع عن تعاطي الخمر، أو المخدرات، والإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن مناسب وحياة صحية، والتقليل من تناول الكافيين.

2. اللجوء إلى الخيارات الجراحية:

ويُلجأ إليها إذا كانت المرأة تعاني من وجود مشكلات في الرحم، مثل: وجود ألياف في الرحم.

3. العلاج الدوائي:

ويُوصف العلاج الدوائي تبعاً للحالة التي تعاني منها المرأة، مثل:

  1. إذا كانت اضطرابات المناعة الذاتية هي السبب في حدوث الإجهاض المتكرر؛ عندها يُوصَف الهيبارين، أو الأسبرين.
  2. إذا كان التهاب بطانة الرحم المزمن هو السبب؛ عندها يعالج بأخذ المضادات الحيوية الملائمة.
  3. في حالات مشكلات الغدة الدرقية، أو اضطرابات مستويات السكر في الدم، أو الاضطرابات الهرمونية؛ يمكن أن توصف الأدوية المنشطة لمستقبلات الدوبامين في الدماغ، أو مكملات البروجسترون.
إقرأ أيضاً: طرق مهمة وبسيطة تُساعد على الحمل

ما هي مضاعفات الإجهاض المتكرر؟

  1. العقم: يمكن أن يسبِّب الإجهاض المتكرر العقم عند بعض النساء.
  2. ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  3. الإصابة بالتهابات في الجهاز التناسلي: مثال على ذلك: التهاب الحوض.
  4. نزيف حاد ومستمر.
  5. إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
  6. يمكن أن تتسبب الأدوات غير المعقمة المستخدمة في عملية الإجهاض إلى الإصابة بأحد الأمراض المعدية.

نصائح لتجنب الإجهاض المتكرر:

وختاماً، نقدم بعض النصائح التي تساعد كل امرأة ترغب في الحمل والإنجاب وتجنب الإجهاض المتكرر، وهذه النصائح هي:

  1. الابتعاد ابتعاداً تاماً عن مسبِّبات التوتر والقلق.
  2. تجنب التعرض إلى النفايات البيئية.
  3. تقليل تناول الكافيين.
  4. التغذية الصحية السليمة والمتوازنة، والنوم لساعاتٍ كافية.
  5. الابتعاد عن جميع محفزات السمنة وزيادة الوزن.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة