الآثار السلبية للتعارض بين العمل والحياة في شركتك

إن كنتَ تتطلع إلى زيادة تفاعل الموظفين وزيادة الإنتاجية، فعليك مساعدة الموظفين على إدارة التعارض بين العمل والحياة بصورة أفضل؛ حيث تُعدُّ الشركات التي تعزز عافية الموظفين - بما في ذلك الثقافة التي تدعم التزامات الأفراد خارج العمل - أكثر إنتاجيةً وربحية، كما أنَّه يمنحها قدرةً أكبر على جذب أفضل المواهب، والحد من معدل دوران الموظفين، وتقليل التكاليف الصحية.



إذاً، لماذا لا تنجح العديد من سياسات التوفيق بين العمل والأسرة، مما يدفع الموظفين وأرباب العمل نحو الشك في قيمتها؟

سنُقدِّم بعض النقاط في هذه المقالة حول ما يمكِن لأقسام الموارد البشرية والقادة القيام به لمساعدة الموظفين على الحد من التعارض بين العمل والحياة.

هل يُحقِّق القادة الذين يحققون التوازن بين العمل والحياة أفضل أداء؟

من المعروف أنَّ تكريس الذات بالكامل لقضية ما يؤتي ثماره عادةً. ومع ذلك، إنَّ التضحية بتحقيق توازن في الحياة من أجل النجاح الوظيفي قد يأتي بنتائج عكسية؛ فزيادة ساعات العمل لا تؤدي إلى زيادة الإنتاجية؛ بل إلى الإنهاك.

إذا كان قضاء المزيد من الوقت في العمل يتناسب بشكل مباشر مع فاعلية عمل الفرد، فإنَّ القادة الذين يصنفهم الزملاء على أنَّهم يتمتعون بتوازن صحي بين العمل والحياة سيحصلون على درجات منخفضة.

لكن في الحقيقة، العكس هو الصحيح؛ فالقادة الذين صنفهم زملاء العمل على أنَّهم يتمتعون بتوازن أفضل في العمل والحياة هم أكثر فاعلية في أدوارهم.

تُستكمل عادةً تقييمات القيادة من قِبَل المشاركين في برامج تنمية القيادة حول مجموعة واسعة من السلوكات والمهارات، ويطلب التقييم تصنيف القادة بناءً على 5 مسائل تتعلق بالتوازن:

  1. هل يُحقِّق القائد توازناً معقولاً بين العمل والحياة الخاصة؟
  2. هل يتصرف القائد كما لو أنَّ هناك أموراً أخرى تستحق اهتمامه في الحياة أكثر من مجرد الحصول على مسيرة مهنية؟
  3. هل للقائد أنشطة واهتمامات خارج مسيرته المهنية؟
  4. هل يأخذ القائد حياته المهنية على محمل الجد بحيث تتأثر حياته الشخصية؟
  5. هل يسمح القائد لمتطلبات العمل بالتسبب في مشكلات عائلية؟

وجدَت الدراسة أنَّ المديرين التنفيذيين والمديرين الذين يحصلون على درجات أعلى في المسائل المتعلقة بالتوازن، يحرزون درجات أعلى في المسائل المتعلقة بفاعلية القيادة أيضاً؛ حيث يسجل القادة المتوازنون عادةً نتائج أعلى بنسبة 16% في الفاعلية من القادة الأقل توازناً.

لذا، الأمر متروك للمنظمات وقادتها لدعم نهج أكثر توازناً في العمل والحياة.

إقرأ أيضاً: تخلص من التوازن بين العمل والحياة وتبن فكرة الانسجام بينهما

مساعدة الموظفين على الحد من التعارض بين العمل والحياة:

لسوء الحظ، لا تؤيد العديد من الشركات فكرة أنَّ مساعدة الموظفين على إدارة التعارض بين العمل والحياة بصورة أفضل من شأنه أن يعزز إنتاجيتهم.

على النقيض من ذلك، تنظر المنظمات المنتِجة التي تستخدم رأس المال البشري بفاعلية إلى علاقة الموظفين على أنَّها علاقة طويلة الأمد؛ لذلك تُعدُّ الموارد البشرية عالية الجودة من الكفاءات الأساسية للمنظمة، وتُعِدُّ الموظفين أصولاً يجب رعايتها وتطويرها وليس مجرد تكاليف يجب تقليلها.

الحقيقة هي أنَّ الموظفين يشعرون بمزيد من الارتباط في وظائفهم وفي حياتهم الشخصية عندما يكونون جزءاً من بيئات عمل صحية، وإنَّهم يشعرون بصِلة نشطة بعملهم وأنشطتهم العائلية؛ مما يعزز مشاركتهم وإنتاجيتهم وفاعليتهم داخل وخارج العمل.

لذلك، بدلاً من التفكير في التعارض بين العمل والحياة فقط من حيث السياسات أو المنافع، يجب على فِرَق الموارد البشرية وكبار المديرين التنفيذيين والمديرين في جميع أنحاء المنظمة التركيز على خلق توافق أكبر بين رب العمل ومصالح الموظفين.

3 عوامل تشير إلى تمتُّع الموظفين بالعافية:

فيما يلي 3 عوامل تشير إلى تمتُّع الموظفين بالعافية:

  1. يشعر الموظفون بالتقدير عندما يؤدون أداءً جيداً: يعتقدون أنَّ وظائفهم تتلاءم جيداً مع قدراتهم واهتماماتهم؛ وهذا أمر أساسي لزيادة تحفيزهم.
  2. يعتقد الموظفون أنَّ هناك تبادلاً اجتماعياً إيجابياً في علاقة العمل: هذا يعني أنهم يتقاضون أجورهم بإنصاف، ولا يتعين عليهم التضحية بصحتهم الشخصية وعائلتهم من أجل أداء وظائفهم؛ إذ لديهم شعور بالسيطرة على توازن العمل والحياة والحدود بينهما.
  3. يطورون المهارات والمعارف التي تبقيهم قادرين على العمل: وهذا يجعل منهم متعلمين مرنين في وظائفهم مدى الحياة.
إقرأ أيضاً: التحفيز وتأثيره الإيجابي على حياة الإنسان ونجاحهِ العملي

قد تفكر فيما إذا كانت مؤسستك تساعد العاملين لديك على إدارة أي شعور بالتعارض بين العمل والحياة من خلال إعدادهم لاكتساب المرونة، والتي بدورها ستعزز أداءهم، على سبيل المثال: هل هناك إجراءات يمكِن لمؤسستك اتخاذها لدعم النوم الكافي أو عادات الرعاية الذاتية الأخرى؟

بالإضافة إلى ذلك، يمكِن للمنظمات تقديم المزيد من الدعم المباشر لأفرادها الذين يبحثون عن استراتيجيات جديدة لإدارة التعارض بين العمل والحياة بصورة أفضل، مثل: تطوير برنامج مرونة عبر الإنترنت للتأكد من أنَّ الموظفين يفهمون العوامل التي تؤدي دوراً عند إدارة التعارض بين العمل والحياة والحدود بينهما حتى يتمكنوا من تقديم أفضل ما لديهم في عملهم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة