استراتيجيتان للتغلب على العقبات وتحقيق النجاح

عندما تقاوم التفكير في أي أمر، فإنَّك تضع عقبةً في طريقك وتعيش صراعاً داخلياً بين ما تريده وما تفعله؛ فالمقاومة هي ما يمنع الجميع من القيام بأي شيء، لكن ما لا يراه أحد في هذا الشعور، هو أنَّه يُوجِّه حياتك أيضاً، فالمقاومة هي إلى حد كبير مثل النجاح؛ شعور يخبرك بأنَّ حياتك تسير في الاتجاه الصحيح؛ إذ يقول الكاتب "ستيفن بريسفيلد" (Steven Pressfield) في كتابه "حرب الفن" (The War of Art): "تشير المقاومة إلى الاتجاه الصحيح".



لكن لمَ عليك تصديق ذلك؟ ولماذا تشير المقاومة إلى طريق النجاح؟ لأنَّها حقيقةً تشير إلى أماكن لم يصل إليها كثير من الناس من قبل، ولأنَّ فعل الشيء الصحيح أكثر فائدةً من فعل الشيء السهل، لكن من أجل التغلب على هذه المشاعر وبلوغ النجاح، لا يمكنك أن تتجاهلها فقط؛ بل عليك أيضاً تسخيرها كاستراتيجية مكونة من جزأين:

1. الكشف عن المشاعر الدفينة التي تفضِّل إخفاءها:

يدفن الناس المشاعر السلبية وإخفاقات الماضي في أعماق أنفسهم، ولا يحتاج الأمر إلى عالِم أعصاب أو فيلسوف لاكتشاف حقيقة أنَّ دفن هذه الأشياء له تأثير سلبي في صحتك النفسية، لكن حتى اليوم، يُنظَر إلى إظهار المشاعر السلبية والفشل إلى العيان على أنَّه ضعف؛ إذ يريدك المجتمع أن تكون صخرةً صلبةً ومجردةً من أي مشاعر.

عندما تكون منغلقاً على تجاربك الفاشلة وعواطفك السلبية، فإنَّها ستحمل تأثيراً ضاراً ومستمراً في عقليتك، والطريقة الوحيدة للتخفيف من أي مشاعر حزينة أو تجارب فاشلة هو أن تصبح منفتحاً بشأنها، فكن معالجك النفسي الخاص، واكشف للجميع عن إخفاقاتك بقدر نجاحاتك.

عندما تفعل ذلك، فإنَّك لا تُحسِّن من صحتك العقلية فحسب؛ بل تصبح أيضاً أكثر إنسانية، فأن تكون إنساناً عطوفاً هو أكثر قيمة بكثير من كونك مثالياً، وبدلاً من محاولة بلوغ الكمال والحصول على إعجاب الجميع، لا تكن خجولاً واكشف عن جوانبك التي تفضِّل إخفاءها، وكن قصة نجاح يفهمها الجميع ويرغبون في محاكاتها، فكل شخص لديه إخفاقات ومشاعر سلبية، لكنَّ الانفتاح على هذه المشاعر لن يجعل الناس يحترمونك إلا أكثر.

شاهد بالفديو: 7 نصائح للتخلص من التفكير في إخفاقات الماضي

2. إخفاء الأهداف التي تريد تحقيقها في حياتك:

قد يبدو هذا الكلام مناقضاً تماماً للنقطة السابقة التي تقدم لك موعظة بأهمية الانفتاح والصدق، لكن إليك السبب: إذا كان ما تُخفيه في نفسك يستمر، فإنَّ ما تُظهِره إلى العلن، لن يستمر؛ على سبيل المثال، عندما يكون لديك هدف ما، فإنَّ الحديث عنه يمنحك ما يكفي من الرضى لدرجة أنَّك لن تبذل جهداً في سبيل تحقيقه.

حتى لو كان هدفك هو تحسين الذات، يوجد جزء منك يريد بطبيعته نيل إعجاب الناس؛ فعندما تتحدث عن أفكارك المستقبلية في الحياة والعمل، ينتابك شعور بالرضى؛ لأنَّ الشخص الذي تتحدث إليه سينظر إليك على أنَّك شخص ناجح وقادر على اقتناص الفرص، وهذا الشعور ضارٌ للغاية.

فلِمَ عليك أن تبذل جهداً وتنجز شيئاً ما بينما يمكنك إدهاش الناس فقط بما خططت له؟ لكنَّ الكلام سهل جداً لسوء الحظ، فهو يشحنك بشعور كاذب بالرضى، لدرجة أنَّك لن تشعر بالحاجة إلى تحقيق أي شيء ذي قيمةٍ حقيقية، لكن عندما تُخفي أهدافك وتبقيها دفينةً في داخلك، فإنَّ الرغبة الداخلية في تحقيقها لن تزول.

في الختام:

بدلاً من السعي إلى إثارة إعجاب الناس فقط، ابذل قصارى جهدك لتحقيق هدفك فعلياً؛ فهذا يمنحك الرضى الحقيقي ويحمل قيمةً أكبر في حياتك، وقاوم الحديث عن هدفك لكي لا تسعد إلا عندما تحققه، واكشف عن إخفاقاتك وأخفِ أهدافك ونجاحاتك، فلا يمكنك أن تقاوم التفكير في بعض الأمور؛ لذا عليك استخدام المقاومة لدفعك في اتجاه النجاح، أو بعبارةٍ أخرى، ستقودك المقاومة في اتجاه النجاح، فاتبعها.

المصدر




مقالات مرتبطة