إليك المفاجأة، في زواجك أنت تعيش ثلاث علاقات مختلفة وليس واحدة

أنت تظن أنَّك تعيش علاقة واحدة مع شريكك، لكن في حقيقة الأمر، يوجد في كل زواج ثلاث علاقات متميزة وفريدة ومترابطة: وهي علاقة عشاق وشركاء وأصدقاء، وكل من هذه العلاقات لها ديناميكية مميزة وطبيعة وهدف خاص، ويمكن لكل منهما تقوية الأخرى أو إضعافها، بسبب الطبيعة التبادلية والتآزرية لهذه العلاقات.



يستطيع الأزواج التعامل بسهولة وفاعلية مع التحديات من خلال فهم الجنس والشراكة وعلاقة الصداقة، والتركيز على العلاقة الخاصة المعنية، مما يؤدي إلى رابطة أعمق وأقوى.

1. العلاقة الحميمة، أول المتضررين وآخر الناجين:

الجنسانية هي المفهوم الذي يتضمن الشهوانية واللمس والجنس والإثارة الجنسية والعلاقة الحميمة، وتتطلب الإثارة الجنسية الوقت والتركيز، كما تؤكد معالجة الأزواج "Ester Perel"، فإنَّ الإثارة الجنسية تُبنى على الطاقة المرحة، والغامضة والمغازلة وغير المتوقعة والقوية والعاطفية والعدوانية والخاضعة.

عادة ما يكون النشاط الجنسي هو المقياس الذي يقيس به الأزواج نجاح علاقتهم وصحتها؛ فالجنس هو أول ما يتأثر عندما تكون العلاقات الأخرى متوترة، وغالباً ما يكون شفاؤه أبطأ حتى بعد حل المشكلات كلها.

2. الشراكة وتقاسم المسؤولية في العلاقة الزوجية:

يبدأ الثنائي (بوعي أو بغير وعي) في تطوير شراكة من أجل إدارة شؤون العائلة بمجرد أن يعيش الزوجان معاً وينجبان الأطفال إلى العالم، ويشمل ذلك دفع الفواتير وتربية الأطفال وتنظيم الميزانية وإدارة الحسابات المصرفية ودفع أجار المنزل، والاهتمام بالأعمال المنزلية والطهي والتنظيف.

تتطلب الشراكة مسؤوليات ثابتة ومعقدة ولا نهاية لها على ما يبدو، كما تتطلب الشراكة الثقة والالتزام والشفافية، ويتفاوض بعض الأزواج على المسؤوليات مع تقدمهم في العلاقة وبداية الإنجاب؛ فتصبح مسؤوليات العائلة أكثر تعقيداً مع نموها.

الشراكة وتقاسم المسؤولية هي النمط الأكثر ثباتاً في العلاقة الزوجية؛ للحاجة إلى الحفاظ على المنزل والأطفال في حالة توازن واستقرار، وستؤثر مشكلات الشراكة فوراً في النشاط الجنسي؛ ومن ثَمَّ في الصداقة.

3. الصداقة في العلاقة الزوجية:

تقوم الصداقة على المرح والحميمية؛ فالصداقة هي المكان الذي يضحك فيه الأزواج ويثرثرون ويتفلسفون ويخرجون إلى العشاء ويشاركون أفكارهم الخاصة وأحلامهم ومخاوفهم ومشاعرهم، والصداقة هي المكان الذي تتكئان فيه على بعضكما بعضاً من نواحٍ عديدة، فإنَّ الصداقة هي التي تمنح الطاقة الدائمة والحيوية للعلاقة الزوجية، وجميع أنواع العلاقات أيضاً.

قد تكون الصداقة هي النمط الأقل وضوحاً في العلاقة الزوجية؛ لأنَّها خفية وأقل علانية من الجنس والشراكة، وفي الواقع، لا يلاحظها كثير من الأزواج حتى إنَّ صداقتهم قد تدهورت أو حتى تبخرت، وعادةً ما تُتجاوز المحادثات والثرثرة والنميمة، وتقتصر الأحاديث على مسؤوليات الشراكة، وأحياناً يقيس الزوجان الزواج من خلال مقدار الجنس (أو عدم ممارسته).

لأنَّ الجنس أسهل في الملاحظة والقياس من المحادثات المرحة؛ فغالباً ما يكون الأزواج أقل وعياً بشأن أهمية صداقتهم، وعادة ما ينتبهون إلى أهميتها فقط عندما تصبح الأمور سيئة جداً.

شاهد بالفديو: 8 قواعد لاستمرار مشاعر الحب بعد الزواج

كيفية تحسين العلاقات الثلاثة:

الآن كيف حالك في كل من هذه العلاقات؟ إليك بعض الأسئلة والاقتراحات الأولية التي ستساعدك على تقييم كل من العلاقات في زواجك والتفاعل معها.

ابدأ بإعطاء درجة إجمالية عن مدى ظنِّك أنَّكما تعيشان زواجكما بصفتكما محبين وشركاء وأصدقاء، وسجِّل على مقياس بين 1 (نحن لا نعمل جيداً)، و10 (نحن نعمل عملاً رائعاً).

1. على صعيد العلاقة الحميمية:

هل أنت غير راضٍ عن حياتك الجنسية؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت للتحدث عنها؛ فالمحادثة الصادقة هي الخطوة الأولى نحو تحسين العلاقة الجنسية، وتستطيع أيضاً قراءة الكتب أو حضور الندوات أو الذهاب إلى الاستشارة الزوجية، وتستطيع جعل العلاقة الحميمية بسيطة، الأمر الذي سيبقي على الأقل العلاقة الجنسية حية في أثناء العمل على تحسينها.

هل تشعر بقلة ​​الانجذاب نحو الشريك؟ إذا كان الأمر كذلك، فلا داعي إلى الشعور بالخجل؛ لأنَّه أمر طبيعي في كل علاقة طويلة الأمد، وقد يشعر شريكك بذلك بالفعل؛ لذا من الأفضل تقبُّل هذا الشعور بدلاً من إنكاره، فقد حان الوقت الآن للتحدث بصراحة واستكشاف الأسباب، وتستطيع المناقشات، وإن كانت صعبة ويتخللها بعض النزاعات، أن تنقل الثنائي إلى مستويات جديدة من الانفتاح والحميمية.

2. على صعيد الشراكة وتقاسم المسؤولية:

هل تشعر بانعدام التكافؤ فيما يخص توزيع المهام؟ إذا كان الأمر كذلك، تستطيع البدء بموازنة المسؤوليات الأسرية من خلال زيادة التعاون.

هل تشعر بأنَّ الوضع المالي خارج عن السيطرة أو لا يُدار جيداً؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت للقاء مستشار مالي ووضع خطة عمل.

هل تشعر بأنَّك تتحمل القسم الأكبر من عبء الأعمال المنزلية؟ إذا كان الأمر كذلك، فأعدَّ قائمة بجميع الأعمال والواجبات المنزلية المختلفة التي يجب القيام بها، وناقش القائمة مع شريكك وأعد التفاوض بشأن من يفعل هذا.

3. على صعيد الصداقة:

هل تستمتعان بالحديث وقضاء الوقت معاً؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد حان الوقت للتحدث عن هذه الأمور واستكشاف سبب عدم استمتاعكما بالوقت معاً، وتتمثل الخطوة الأولى وربما الأهم في البدء بإجراء محادثات غير هادفة، والتي تتحدث فيها عن موضوعات مترابطة أو عشوائية تستطيع أن تساعدك على بناء محادثة لطيفة تعزز من أواصر التواصل مع الشريك.

هل تشعر بالملل إلى حدٍّ ما مع شريك حياتك؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت لتجربة بعض الفرح، نعم الفرح هو فعل، وكلما عبَّرت عنه، شعرت به أكثر.

هل تشارك بصدق وحماسة أكبر مع أصدقائك أو عائلتك أو معالجك مقارنة بشريكك؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت لمعرفة ما إذا استعنت بمصادر خارجية للسعادة والتسلية أكثر من اللازم، وقد تضطر إلى إعادة التفاوض وإيجاد طريقة أفضل للاستفادة من قوة وجود أطراف خارجية في علاقتك.

مشكلة الملل في العلاقة الزوجية:

يقول جوناس فوستر (Jonas Wurster) بصفتي معالجاً نفسياً، لاحظت ثلاثة أسباب رئيسة تجلب الأزواج إلى عيادتي: الملل والصراعات الدائمة، ودخول طرف ثالث في العلاقة، أسميهم "ثلاثي أميجو" للعلاج الزوجي؛ لأنَّ كل معالج للزوجين يعرفهم جيداً.

معظم الناس لا يريدون أن يتأذوا، ومع ذلك، فإنَّ كونك في علاقة حميمة وملتزمة طويلة الأمد (الزواج) له جوانب إيجابية وأخرى سلبية، وفي كل علاقة سوف تتعرض للأذى والإهانة والسخرية والتخلي والخيانة، وحتى التجاهل.

تتمثل إحدى طرائق حماية أنفسنا في التواصل الغامض؛ وذلك من خلال عدم إظهار كثير من نقاط ضعفنا؛ إذ نتجنب الموضوعات الساخنة التي قد تزيد التوترات، مثل الجنس والدين والمال والسلطة والموت، مثل هذا التواصل الدقيق يحمي الشركاء بالفعل من الصراع العلني والألم؛ لكنَّه قد يفسد العلاقة ببطء أو يجعلها راكدة، وأكبر ضريبة على هذه الطريقة الحذرة هو الملل.

بمرور الوقت سيكون لديك عدد أقل من الموضوعات التي تستطيع مناقشتها علانية، يجد الزوجان نفسيهما يأكلان معاً، لكن بصمت، ويهربان إلى الشاشات أو النشاطات الأخرى؛ لأنَّ لديهما القليل للحديث عنه، وعندما يتحدثان، فإنَّ الأمر يتعلق بالموضوعات نفسها: الأطفال والمسؤوليات والأحداث الجارية أو غير ذلك من الموضوعات "الآمنة".

مع أنَّنا جميعاً نتغير ونتطور باستمرار، فإنَّ الملل يمنع الشركاء من النمو داخل علاقتهم، إنَّها علامة على الركود.

شاهد بالفديو: 10 نصائح لكي تجعلي زوجك يستمع إليك

 

ماذا تستطيع أن تفعل لمواجهة الملل في العلاقة الزوجية؟

ما تستطيع فعله حيال ذلك: إذا شعرت بالملل، أو أنَّك عالق في مكانك أو غير مبال، أو تشعر بأنَّك ليس لديك كثير من الأمور للتحدث عنها، فإليك بعض الأفكار التي تستطيع أن تساعدك:

1. قل شيئاً:

قل شيئاً لتنشيط علاقتك، حاول أن تكون منفتحاً وواضحاً مع شريكك، استخدم اتصالاً بسيطاً وجريئاً.

2. ضاعف تواصلك:

ضاعف تواصلك، وتجرأ على التحدث هنا والآن، وليس الاختباء وراء الماضي، ثم تقبَّل العواقب الحتمية للتحدث بوضوح.

3. تحدَّث بلغة الأرقام:

تحدث إلى شريكك بالأرقام؛ فالتحدث بالأرقام يزيل الغموض ويضفي مزيداً من الحيوية على علاقتك.

4. عبِّر عن غضبك:

عبِّر عن غضبك، وتجرأ على التعبير عن غضبك بطريقة محترمة وصادقة وحميمية، وستندهش من اكتشاف ثمن كونك لطيفاً وألم كونك جارحاً.

إقرأ أيضاً: أضرار الغضب الصحيّة و 10 طرق للتخلّص من مشاعر الغضب

الشجار المتواصل في العلاقة الزوجية:

كل الأزواج يتشاجرون، بعضهم يفعل ذلك أكثر من الآخرين، وعلى نقيض الأزواج الذين يشعرون بالملل، لا يستطيع الأزواج الذين يتصارعون باستمرار التوقف عن الجدال والقتال، وعندما تكون النزاعات والمشاحنات والشتائم وغيرها من السلوكات العدوانية (أو العنيفة) هي القاعدة، يتجه الأزواج أخيراً إلى العلاج.

عندما لا يستطيع الأزواج التوقف عن القتال، فإنَّهم يشعرون بالعجز، ويبدو منزلك وكأنَّه ساحة مصارعة، وبمرور الوقت ستؤدي علاقتك إلى استنزافك ولن تكون مصدراً للطاقة أو القوة.

كيف تستطيع حل مشكلة الشجار المتواصل في العلاقة الزوجية؟

ما تستطيع فعله حيال ذلك: إذا أدركت أنَّك غارق في المعارك التي لا تنتهي أبداً في علاقتك، فقد حان الوقت لتعلُّم كيفية تسخير قوة الصراع لتحقيق النمو الشخصي والزوجي، وفيما يأتي بعض التوجيهات الأولية التي تستطيع أن تساعدك:

1. أتقن فن الصراع:

الصراع هو الطريق الذي يُتجاهل للنمو الشخصي والزوجي، فاقرأ عن طرائق تحويل الجدال إلى طاقة دفء وحنان ونماء.

2. اهدأ في الوقت المناسب:

عندما تشعر بأنَّ شريكك يغلي من الغضب، ويريد صب جام مشاعره عليك، حاول تقبُّل هذا الأمر ولو لبعض الوقت؛ لأنَّ شريكك يحاول التفريغ عن مشاعره السلبية، التي ربما تخرج هذه المرة دون رجعة.

3. ابحث عن السبب:

قد تلاحظ بعض المواقف أو الموضوعات التي تثير حفيظة الشريك وتجعل الجو بينكما متوتراً، حاول تحديد هذه الأشياء التي تفسد جو الهدوء والراحة في العلاقة؛ ومن ثَمَّ حاول إبعادها قدر المستطاع.

إقرأ أيضاً: 7 أمور عليك تجنّبها بعد الشجار مع زوجك

في الختام:

العلاقة الزوجية ليست علاقة بسيطة كما يظن ناس كثيرون، إنَّها علاقة معقدة جداً، واعلم جيداً أنَّك لن تتقن أبداً التعامل معها تعاملاً مثالياً، ستبقى تلميذاً وستبقى تتعلم كل يوم شيئاً جديداً؛ لذا أبقِ عقلك منفتحاً على كل جديد، ولا ضير في مطالعة الكتب التي تهتم بموضوعات الحياة الزوجية، والاستفادة من تجارب الآخرين وأخطائهم.




مقالات مرتبطة