إلى كل أب وأم: ما هي أهمية التواصل في التعامل مع أولادكم المراهقين؟
نظرَت إليَّ ابنتي وسألَتني: "لماذا أنتِ عاطفية جداً؟"، انسابت الكلمات من فمها بسرعة لدرجة تجعل من الصعب فهمها، ولأكونَ صريحة أكثر، ليست لدي أيَّة فكرة عما تتهمني به ابنتي. لدي أنا وزوجي أربعة أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر 22 عاماً وأصغرهم يبلغ 11 عاماً، ولقد كنا نعيش ونتعامل مع مراهق أو اثنين أو ثلاثة باستمرار طوال السنوات التسع الماضية، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّنا نفهمهم. إذا كنت لا تستطيع فهم ما يقوله أبناؤك أو كيف يتصرفون أو ما يشعرون به، فأنت لست الوحيد الذي يواجه هذا الأمر.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة والصحفية "جينيفر مارغوليس" (Jennifer Margulis)، والتي تُخبِرُنا فيه عن تجربتها في التعامل مع الأولاد في سن المراهقة.
المراهقون مخلوقات رائعة لطيفة كما يصفها "الدكتور سويس" (D. Seuss)، أطرافهم كبيرة جداً؛ أي أقدام كبيرة الحجم، وأيدٍ تحتاج إلى قفازات جديدة قبل قدوم فصل الشتاء، والمِرفَقان يتأرجحان في ألف اتجاه، كما أنَّ مشاعرهم غاضبة، وهم شديدو المراس، يدفعونك بعيداً عنهم ويشدونك إليهم في الوقت نفسه؛ إذ إنَّهم قادرون جداً ولكن في كثير من الأحيان لا حول لهم ولا قوة، إنَّهم طيبون ومسؤولون وملتزمون مع البالغين الآخرين، ولكن غالباً ما يكونون عكس ذلك معك.
اللغة الخاصة بالمراهقين:
كتب "ميخائيل باختين" (Mikhail Bakhtin) الناقد الأدبي الروسي، في مقال نُشِرَ لأول مرة في موسكو في عام 1975: "اللغة بالنسبة إلى الوعي الفردي تقع على الحدود بين الذات والآخر، والكلمة في اللغة هي نصف كلمة شخص آخر، ولا تصبح مُلك المتحدث إلَّا عندما يُعبِّر عن نيته وقصده منها".
في تقييم "باختين"؛ من أجل إحياء الكلمات وإيجاد المعنى لها، لا يكفي التحدث بها فحسب؛ بل يجب أيضاً سماعها وفهمها؛ الأمر الذي يستدعي طرح هذا السؤال: إذا كان أولادنا المراهقون يتحدثون بطريقة لا يمكننا فهمها - كما يحدث معي - فهل نحن نتواصل معهم جيداً؟
كلمة "إيمو" (Emo) تعني العاطفي:
اتَّضح أنَّ ابنتي - التي لم تكن قد دخلت رسمياً في سن المراهقة لكنَّها مع ذلك تبنَّت الكثير من أسلوب وسلوك شقيقها البالغ من العمر 17 عاماً - كانت تسألني لماذا كنت عاطفيةً للغاية.
"إيمو" هي اختصار لكلمة "عاطفي"، يمكن أن تصف شعوراً لمرة واحدة، بالإضافة إلى ثقافة مجموعة من الشباب عادةً ما يرتدون ملابس سوداء، ويصبغون شعرهم، ويستمعون لموسيقى (emo) وهي - حسب ما أعرف عنها - موسيقى "البانك روك" (punk rock) مع هامش من الحزن، وتدعى هذه المجموعة "إيمو" (emo).
أهمية التواصل الصريح:
يُعَدُّ التواصل الشفاف والصريح مع المراهقين جزءاً أساسياً مما يصفه باحثون في "قسم علم النفس وعلوم الدماغ" (Department of Psychology and Brain Sciences) في "جامعة ديلاوير" (University of Delaware) في دراسة نُشِرَت عام 2017 في مجلة "كرنت أوبينيون إن فيلوسوفي" (Current Opinion in Psychology) بأنَّه "التربية القائمة على اللطف"، ويُجادل علماء النفس بأنَّ هذا النوع من التربية هو الطريقة المثلى لضمان سلامة الشباب ورفاهيتهم خلال سنوات المراهقة.
"الفئات الأخرى الأوسع شمولاً من التربية القائمة على اللطف - وفقاً لدراسة "ديلاوير" - هي تفاعلات إيجابية مع المراهقين ومراقبة سلوكهم والإشراف عليه".
أَجريتُ قبل بضع سنوات مقابلة مع "راي لوزانو" (Ray Lozano)، وهو مُتحدِّث تحفيزي وخبير في الوقاية من المخدرات والكحول، ويتجول "لوزانو" في البلاد لإلقاء الخطب على طلاب المدارس المتوسطة والثانوية وضباط تطبيق القانون، ومجموعات المجتمع حول أفضل طريقة لدعم وإمتاع الشباب في سن المراهقة.
أخبرني "لوزانو" عندما تحدثنا أنَّ الخطأ الذي يرتكبه معظم الآباء هو الرغبة في أن يهتم المراهقون بعالمنا؛ إذ إنَّ ما نشعر نحن بالحماسة تجاهه، ينظر إليه المراهقون حتماً على أنَّه أمرٌ عفا عليه الزمن أو ممل أو تقليدي وقديم، وفي الوقت نفسه قال "لوزانو": للمراهقين ثقافتهم المتغيرة باستمرار، والمفاجئة دائماً، واهتماماتهم وأفكارهم ونشاطاتهم؛ لذلك، أخبرني "لوزانو" أنَّ الآباء أو الأجداد يمكن أن يكونوا أقرب إلى المراهقين والشباب من خلال الانفتاح والاهتمام بثقافتهم، بدلاً من محاولة فرض ثقافتنا عليهم.
بعبارةٍ أخرى، خلال التواصل الصريح - المعروف أيضاً باسم "التربية القائمة على اللطف" - والتفاعلات الإيجابيَّة نحتاج نحن البالغين في سن معين إلى بذل المزيد من الجهد لفهم عالم المراهقين لسد الفجوة بينهم وبين الآباء، ويمكن أن يشمل ذلك تعلُّم لغتهم وأسلوبهم وتقدير اهتماماتهم.
إذا كنتَ والداً متعباً من التعامل مع ابنك المراهق، خاصةً إذا كان لديك أطفال أصغر سناً في المنزل، فمن المحتمل أنَّك تهز كتفيك الآن في لا مبالاة؛ إذ من الصعب تناول العشاء على الطاولة ومنع الأولاد من استعمال هواتفهم لمدة خمس دقائق، وحملهم على القيام بالأعمال المنزلية، ناهيك عن إظهار الاهتمام بالطريقة الغريبة التي يتحدثون بها، ولكن جربها؛ إذ إنَّ مطالبة مراهق بتعليمك بعضاً من لهجته العامية هي في الواقع أكثر متعة وحماسة مما قد تتوقعه.
إحدى سمات اللغة العامية للمراهقين هي أنَّ الكلمة نفسها يمكن أن تعني شيئاً واحداً ونقيضه، وإذا كنت تجلس مع أكثر من مراهق واحد على الطاولة، فمن المحتمل أن يختلفوا حول معنى الكلمة وسوف يتبع ذلك نقاشاً حيوياً وساخناً.
تعلُّم لغة المراهقين:
قررتُ أن أعمل بنصيحتي الخاصة وأسأل المراهق الذي يملأ لي كأساً من الماء في أثناء تناول الغداء مع صديق؛ ما هي كلمته العامية المفضلة.
"روس وينترز" (Ross Winters) عمره 19 عاماً، يلمع رأسه بالأفكار للحظة ثم تضيء عيناه، أخبرني بأنَّ أكثر كلمة يحبها هي "Lit" "ممتاز"؛ إذ يقول "وينترز" وهو طالب في "جامعة جنوب أوريغون" (Southern Oregon University) في "آشلاند" (Ashland): عندما لا يستطيع القيام بنوبته ويجد شخصاً لينوب عنه، فإنَّه يُعبِّر عن ذلك بكلمة: "Lit" "ممتاز" أو "عظيم"، وإنَّه يحب ذلك لأنَّها كلمة إيجابية وملائمة.
اسأل المراهق الذي تتعامل معه في حياتك ماذا تعنيه جميع الكلمات الواردة في القائمة، ربما لن تفهم الكثير مما يجيبون عنه، ولكن ستكون لديك محادثة مثيرة للاهتمام، أنا أضمن ذلك.
11 كلمة عامية يحب المراهقون ترديدها:
قد يسخر ابنك المراهق من هذه القائمة، وقد تصدمهم التعريفات على أنَّهم مخطئون، ولكن هنا 11 كلمة يحب المراهقون تبادلها:
- "أخ" (Brah): اختصار لكلمة أخي أو "برو" (bro).
يستخدم ابني البالغ من العمر 17 عاماً هذه الكلمة كعلامة تعجُّب لفظية، سيقول "Brah!" عندما أقول له صباح الخير حين استيقاظه الواحدة ظهراً.
- "قبعة" (Cap): وتعني الكذبة.
- "ارتباك" (Cringe): وتعني الشيء المحرج.
- "نار" (Fire): وتعني الشيء الرائع حقاً.
- "مضاء" (Lit): وتعني العظيم، الرائع، الممتاز؛ كأن يقول: "هذه الحفلة رائعة".
- "عادي" (Low key): وتعني ليس مستعجلاً، ليست مشكلة كبيرة.
- "ممتاز" (On fleek): وتعني المظهر الجيد والمُعتنى به بشكل جيد، وتُستَخدم في الأصل للإشارة إلى الحاجبين، وتُستخدَم الآن لأي شيء أنيق، مثال: "قصة شعر أختي الجديدة في غاية الأناقة".
- "يتوقف" (Pull up): وتعني تعال أو انضم إلينا.
- "مالح" (Salty): تعني الغاضب.
- "مريض" (Sick): تعني الرائع.
- صفعات (Slaps): تعني الممتاز، الجيد، الرائع.