إعادة تصوُّر الحياة

ألن يكون من الجميل عَدُّ التقدم في العمر أمراً مُبهجاً بدلاً من أن يكون مُخيفاً؟ لقد كان تعلُّم تقبُّل عوامل التقدم في العمر - الجيدة منها والسيئة - الهدف الذي ألهم مراسلة شبكة "إن بي آر" (NPR) السابقة "باربارا برادلي هاغيرتي" (Barbara Bradley Hagerty) لكتابة أحد أفضل الكتب في عام 2016، بعنوان: "إعادة تصوُّر الحياة: العلوم والفنون وفرص منتصف العمر" (Life Reimagined: The Science, Art, and Opportunity of Midlife).



أمست "هاغيرتي" مهتمة كثيراً بجميع عوامل التقدم في العمر؛ ذلك لأنَّها كانت مجبرة على مواجهة عدد من التحديات الجسدية، كتعرضها لسكتة قلبية وكسر عظم الترقوة وخسارة صوتها؛ الأمر الذي يشكل مشكلة حقيقية بالنسبة إلى شخصية مشهورة على الراديو، بالإضافة إلى ذلك، حالها حال الكثير منَّا، كان عليها التعامل مع مشكلات مرتبطة بحالة أبويها المسنين.

إن كنتم تريدون أن تشعروا بشعور جميل عندما تحين أعياد ميلادكم، فهذا الكتاب مُوجَّه إليكم.

لا تنفكُّ "هاغيرتي" تذكِّر القرَّاء أنَّ العلماء يؤكدون ما كنَّا نشك فيه في قرارة أنفسنا: يمكن أن نتصالح مع فكرة تقدمنا في العمر؛ فإنَّها تحثنا على ممارسة ثلاثة أمور أساسية في حياتنا.

التفاعل بحيوية مع ما هو موجود في حياتك:

اختر أين تستثمر طاقتك، وافعل ذلك عن عمد. إنَّ الطريق الأوضح لحياة أمتع في الشيخوخة هو التفاعل الهادف بالأمور التي تشعر بأنَّها هامة لرفع مستويات السعادة والرضى لديك، خلال اللحظة نفسها أو عبر السنين.

إقرأ أيضاً: ما الذي يعيقنا عن عيش الحياة التي نريدها؟

اختيار الهدف بدلاً عن السعادة:

إنَّ إيجاد هدف عميق والسعي وراءه يجلب آثاراً إيجابية غير متوقعة؛ إذ إنَّه يجعل منك قوياً. يرى الباحثون أنَّ وجود هدف في الحياة هو أكثر أهمية من التعليم أو الثروة حين يتعلق الأمر بالسعادة والصحة على الأمد البعيد، ووفقاً لـ "هاغيرتي": "إنَّ ذلك ليس بالحل الحاسم؛ لكنَّه قريب للغاية من أن يكون كذلك".

إقرأ أيضاً: 22 حقيقةً يصعب سماعها عن الحياة، لكنها ستجعلك شخصاً أفضل

تغيير طريقة التفكير:

على الرغم من أنَّ علم الأحياء والجينات وظروف الحياة تتحكم في قسم كبير من حياتنا، غير أنَّ بإمكاننا أن نتحكم من خلال تفكيرنا في طريقة اختبارنا للعالم؛ إذ إنَّ أفكارنا وتصرفاتنا اليوم ترسم قدرنا غداً.

حين توفي والد "هاغيرتي" (عن عمر ناهز 91 عاماً)، تأمَّلَت في الحياة الكاملة التي عاشها، وتذكَّرت بحنو كيف كان يدرس اللغة الفرنسية كلَّ ليلة، مُعلِّماً نفسه القواعد واللفظ والمفردات؛ إذ تقول: "هو لم يتقدم في اللغة هذه قط؛ لكنَّه دائماً ما أصرَّ على أنَّ بعض الأشياء تستحق أن نُبلي فيها أداءً سيئاً؛ أظن كان يعني أنَّ بعض الأشياء نافعة حتى وإن لم تمتلك الموهبة، أو إن كانت النتائج متوسطة، فإنَّها تستحق وقتك وجهدك".

تنصحنا "هاغيرتي" أن نتذكر دوماً أنَّه توجد أشياء نافعة لتحقيقها، بغضِّ النظر عن أعمارنا؛ إذ إنَّها تنصح قُرَّاءها قائلة: "اسألوا أنفسكم بانتظام: كيف سنستخدم هذه الأيام المجيدة لتحقيق أهداف أفضل؟"؛ تتضمن بضعة من اقتراحاتها على الآتي:

  • في كلِّ مرحلة من مراحل الحياة، عليكم أن تكونوا مبتدئين في شيءٍ ما.
  • من الصعب تعرضكم للألم وأنتم تضحكون.
  • واجهوا مشكلاتكم؛ بضعُ نكساتٍ هو ما يتطلبه النجاح بعدها.
  • إن قمتم بتحدي عقولكم، فيُمكنكم تعلُّم أيَّة حيلة جديدة.
  • أعيدوا تعريف النجاح وفقاً لمعاييركم، لا لمعايير باقي الناس.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تحدد هدفك بالحياة

في نهاية كتاب "إعادة تصوُّر الحياة"، تُشيدُ "هاغيرتي" بأمِّها ذات 92 عاماً؛ إذ تقول: "منذ أن وَعِيَت لمثل هذه الأمور، سبحَت هي عكس تيار الرأي السائد، فهي تملك تواضع الفكر لدراسة الأفكار الجديدة؛ لكنَّها مع ذلك، تتمتع بالثقة بأفكارها، التي تسمح لها بالوصول إلى استنتاج؛ إذ إنَّها لا تأخذ بأحكام الآخرين، ودائماً ما تتعلم وتقرأ وتستمتع وتُقيِّم؛ لهذا السبب، سوف تعيش لـ 100 عام". كحال أمِّ "هاغيرتي"، هناك العديد من الإمكانات لعيش حياةٍ مُعادٌ تصوُّرها.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة