إدمان موظفي الموارد البشرية على العمل وأهمية أخذ استراحة للتركيز

يتطور دور قائد الموارد البشرية بسرعة مع التكنولوجيا المُتغيِّرة باستمرار، فقد أصبحت العديد من المسؤوليات التي كانت تقع في السابق على عاتق أقسام الموارد البشرية مؤتمتة، وتوجد برامجَ إلكترونية مخصصة للإجابة عن أسئلة الموظفين بخصوص مزايا الشركة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "كارولين ستوكس" (Caroline Stokes)، تُحدِّثُنا فيه عن أهمية أخذ استراحة للتركيز، وتقدم النصائح لمديري الموارد البشرية لمساعدتهم على أداء مهماتهم بشكل أفضل.

فقد يكون الموظفون قادرين أيضاً على تسجيل أنفسهم في البرامج الصحيَّة وتتبُّع ساعات العمل الخاصة بهم من خلال تطبيقات عبر الإنترنت؛ إذ تساعد تقنيات التوظيف المتطورة باستمرار قادة الموارد البشرية خلال سعيهم إلى توظيف أفضل المواهب.

لكنَّ التقدُّم التكنولوجي لا يعني أنَّ عمل قسم الموارد البشرية أصبح أكثر بساطة، وبخلاف ذلك، يرى متخصصو الموارد البشرية أنَّ مسؤولياتهم تزداد في أثناء سعيهم إلى إدارة هذه التقنيات الجديدة مع الاحتفاظ بدورهم الأساسي في دعم الموظفين.

تتمتع أقسام الموارد البشرية بفرصة ومسؤولية فريدة لتشكيل الثقافة التنظيمية، ومع أنَّ الاستراتيجية المالية هي المحرِّك الأول للقرارات التنفيذية، لكن يؤدي قادة الموارد البشرية دوراً هاماً في قياس ما إذا كان في إمكان المواهب تحقيق أهداف الشركة أم لا، فهُم يمتلكون معرفة أكبر بمشكلات المنظمة، ومن ثم عندما يطرح المسؤولون التنفيذيون أفكاراً عن سياسة الشركة، يكون لدى قائد الموارد البشرية إدراكاً لكيفية تأثير السياسة في حياة الموظفين.

نظراً لدور قائد الموارد البشرية في دعم الموظفين، فمن الضروري أن يكون مثالاً يُحتذى به في الذكاء العاطفي، فإذا شعرَ الموظفون بأنَّهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم لمدير أو فريق الموارد البشرية، فإنَّ المنظمة لديها مشكلة، وقد لا تُعزَّز إدارة الموارد البشرية المنهكة باستمرار بالثقة؛ فيجب أن يشعر الموظفون بالأمان عند التشاور مع فريق الموارد البشرية.

الإدمان على العمل:

إنَّ المسؤوليات لا حصر لها وتتغير بسرعة، وسواء كنت عضواً في فريق الموارد البشرية المكوَّن من 20 شخصاً أم كنت الخبير الوحيد في الشركة، فيوجد خطر حقيقي يتمثَّل في الوقوع في "الإدمان على العمل".

تُعرِّف "جاكلين كارتر" (Jacqueline Carter) "الإدمان على العمل" في كتابها "عقل القائد" (The Mind of a Leader): "دافع لا يمكن السيطرة عليه للقيام بشيء ما والإحساس بالضيق عند الجلوس دون أي عمل، وقد يُعَدُّ التحقُّق من النصوص أو رسائل البريد الإلكتروني، أو تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، أو قراءة المقالات من الأشياء الهامة في مجال عملك".

يولِّد الانشغالُ الانشغالَ، فأنت لا تنتهي من العمل أبداً؛ إذ يجد قادة الموارد البشرية المحاصرون في هذا الفخ أنفسهم غير قادرين على التوقف أبداً، وفي هذه الحالة يصبح من المستحيل التركيز في احتياجات الآخرين والتفكير بشكل استراتيجي في كيفيَّة الاستفادة من مواهب الموظفين واهتماماتهم لدفع الشركة إلى الأمام.

إقرأ أيضاً: الإرهاق والاحتراق الوظيفي: سمتا الموارد البشرية في أيامنا هذه

أخذ استراحة للتركيز:

كيف يمكن تجنُّب هذا الانشغال؟ يتحتَّم على مديري الموارد البشرية تطوير ذكائهم العاطفي مع تراكم المهام؛ إذ توجد استراتيجيات بسيطة يمكن لمديري الموارد البشرية القيام بها على مدار الأسبوع من أجل تهدِئة العقل وتنظيم أفكاره، ومن ثم زيادة التركيز في الأمور الأكثر أهمية.

فأنا أحب فكرة أخذ استراحة للتركيز لمدة 10 دقائق، والذي اقترحته "كارتر" في كتابها "عقل القائد"؛ إذ إنَّ العملية بسيطة: اضبط المؤقت لمدة 10 دقائق، واجلس جلسة مريحة على كرسيك، ثم خذ نفساً بطيئاً وعد حتى 10 وبعدها ازفر مع العد التنازلي من 10، وبعدها كرِّر هذه العملية لمدة 10 دقائق؛ فإنَّ مشتتات الذهن كثيرة، وعندما يتشتت ذهنك، أعد انتباهك إلى تنفسك ببساطة.

يوجد كثير من الحيل الأخرى التي يمكنك تجربتها، فإذا كانت لديك مهمة تتطلب كل تركيزك، فاضبط مؤقتاً لمدة 40 دقيقة فقط، واهتم بها بالكامل ولا تسمح بأن تشتِّتك مصادر تشتيت الانتباه، فيمكن أن يكون لقضاء وقت خارج المكتب فوائد غير متوقعة لحل مشكلات العمل أيضاً، وقد يأتي الإلهام عندما تكون على الطريق، وربما يساعدك استخدام إبداعك من خلال تجربة أشياء جديدة مثل الرسم الزيتي أو تعلُّم الخياطة على التعامل مع سيناريوهات العمل من وجهات نظر جديدة.

إقرأ أيضاً: أهمية أخذ استراحة قصيرة في أثناء العمل وفقاً للأبحاث

في الختام:

مهما كانت الممارسات التي تجدها مفيدة فمن الهام أن تعتاد على تحسينها الآن، مع انتقال الشركات إلى إنشاء أماكن عمل تتعلق بالفريق والعمل الجماعي وليس بالتسلسل الهرمي الإداري، ونظراً لأنَّ التطور السريع في الذكاء الاصطناعي يفرض اضطرابات مستمرة، يجب على اختصاصيي الموارد البشرية الاهتمام بدورهم في تعزيز الثقافة التنظيمية ومساعدة الموظفين والمديرين التنفيذيين على مواجهة رياح التغيير.

المصدر




مقالات مرتبطة