أهمية الإجازة في تعزيز الإنتاجية وتقليل التوتر

نحن نقوم بشحن هواتفنا عندما تفرغ بطاريتها، ونعيد ملء خزان الوقود عندما يكون فارغاً، لكن يجب ألا ننسى أن نفعل الشيء نفسه مع أثمن ما نملكه؛ جسدنا ودماغنا، فسواء كنت تحب عملك أم لديك وظيفة تكرهها، فأنت تقوم بمجهود، والعيش بحد ذاته وظيفة صعبة للغاية أيضاً؛ فمجرد الاستيقاظ في الصباح يمكن أن يكون مهمة شاقة، ناهيك عن كل المسؤوليات التي نحملها على عاتقنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية الإجازة في تعزيز الإنتاجية وتقليل التوتر.

لماذا تجعل حياتك أكثر صعوبة من خلال عدم أخذ إجازة لإعادة شحن طاقتك؟

أنا لا أتحدث عن عطلات نهاية الأسبوع المليئة بالأنشطة أو الإجازات؛ إذ تعمل أكثر ممَّا تسترخي، فهذا النوع من "أوقات الفراغ" لا يخدم أيَّة غاية؛ بل أنا أتحدث عن الراحة لسبب محدد للغاية؛ ألا وهو إعادة شحن طاقتك حتى تتمكن من مواصلة العمل بجد.

الحياة بالنسبة إلي تتركز على العمل بجد، كما قال الكاتب الفرنسي فولتير (Voltaire): "كلَّما تَقدمتُ في العمر، زادت قناعتي بأنَّ العمل ضروري؛ إذ يصبح العمل على الأمد الطويل من أعظم الملذات ويحل محل أوهام الحياة".

الراحة تقلل التوتر وتحسِّن الإبداع والإنتاجية:

يظهر البحث العلمي أنَّ الإجازة تقلل من التوتر والاحتراق الوظيفي، وهذا دليل قوي جداً لأهمية أخذ إجازة لبضعة أيام، لكن ثمة مزيد من الأدلة؛ فكما تعلم، الإنتاجية هامة للغاية، وفي حالة الراحة أو الإجازة سؤالي هو:

هل سأقوم بإنجاز مزيد من الأشياء عندما أعود من إجازتي؟

الجواب نعم، لكن يوجد شيء واحد هام يجب مراعاته، فماذا يعني إنجاز المزيد؟ لا علاقة لإنجاز المهام بالوقت، فإذا كنت تعمل لساعات أكثر فليس من الضروري أن تنجز المزيد.

تظهر الأبحاث أنَّ العمل لساعات أكثر بشكل عام يعني إنتاجية أقل، والسبب هو أنَّنا غالباً ما نضيع الوقت إذا كان لدينا المزيد منه، الأمر بسيط، إذا قلت لك، لديك عام لكتابة مقال، فعلى الأرجح أنَّك ستؤجل كتابته، لكن ماذا لو أخبرتك أنَّ لديك ساعتين فقط؟ ستفكر على الفور، كيف يمكنني كتابة هذا المقال في أسرع وقت ممكن.

لذا إنَّ الحصول على أيام إجازة أكثر، وأيام عمل أقل يجبرك على أن تكون أكثر فاعلية في وقتك، كما تظهر الأبحاث أنَّ الإجازة بحدِّ ذاتها لن تجعلك أكثر إنتاجية، لكن عندما يكون لديك المزيد من أيام الإجازة، تكون لديك رغبة قوية في إنجاز مزيد من الأشياء في وقت أقل، وهذه نتيجة ممتازة للجميع؛ لك ولعملك أو وظيفتك، فأنت ترتاح لبضعة أيام، وتعيد شحن طاقتك، وتقضي وقتاً ممتعاً مع عائلتك أو أصدقائك، وعندما تعود إلى العمل، تكون أكثر إنتاجية.

لكن توجد نقطة ينبغي الحذر منها، عندما تكون إجازتك مرهقة، تختفي الفوائد الإيجابية؛ لذا حافظ على التوتر عند الحد الأدنى في عطلتك، بخلاف ذلك تكون قد أهدرت فرصة مثالية للاسترخاء وزيادة إنتاجيتك الإجمالية.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لطلب إجازة في العمل والحصول عليها

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على تنظيم إجازتك:

1. خطِّط لإجازتك:

يحب أحد أصدقائي التخطيط لكلِّ شيء؛ ولكلِّ تفاصيل اليوم الذي يكون فيه في إجازة، وأنا عكسه تماماً، فعندما ذهبنا معاً في رحلة قبل بضع سنوات، قال: "سأقضي إجازتي مثلك تماماً؛ دون أي تخطيط"، في الصباح الأول، نمت حتى الساعة 10 صباحاً، لكن اتضح أنَّه استيقظ مبكراً، وتوتر لأنَّه لم يكن لديه جدول منظم لإجازته، وقضى الصباح كلَّه في إنشاء واحد، فلا تحاول أن تكون شخصاً لا يتناسب مع شخصيتك، فإذا كنت ترغب في التخطيط لعطلتك، فقم بما يناسبك، لكن حاول أن تظل مرناً، فأنت في عطلة.

إقرأ أيضاً: لماذا يجب أن تخطط ليومك؟ وكيف تقوم بذلك؟

2. اصنع فيلماً:

إنَّها فكرة مبدعة، وهي ذكرى رائعة للعودة إليها في وقت لاحق، إضافة إلى ذلك، فإنَّ التركيز على عملية التصوير سيوجه انتباهك على التركيز على شيء محدد، وبهذه الطريقة، ستكون أكثر حضوراً في هذه اللحظة، ولن تقلق بشأن أيِّ شيء آخر، لكن لا تصوِّر طوال اليوم، وإلا فلن تكون حاضراً على الإطلاق، فكل ما تحتاج إليه هو هاتف ذكي، وما عليك سوى تصوير الأشياء بهاتفك، وإذا كنت مهتماً بالتصوير أكثر، فأحضر كاميرا مناسبة وجهاز كمبيوتر محمول.

3. اقرأ كثيراً:

يشتهر رجل الأعمال الأمريكي بيل جيتس (Bill Gates) بعادة القراءة، وهو معروف أيضاً بتخصيص أسبوع للتفكير (Think Week)؛ إذ لا يفعل شيئاً سوى القراءة والتفكير، كما نشر منذ فترة مقالاً عن 5 كتب قرأها هذا الصيف، وأنا أيضاً أحب القراءة لساعات في عطلتي؛ فالقراءة تخفف التوتر وتجعلك تفكر وهي مفيدة لعقلك.

4. اشعر بالملل:

إحدى استراتيجياتي المفضلة لإيجاد أفكار جديدة هي أن أشعر بالملل، والشعور بالملل يبدو أمراً سهلاً بسبب المشتتات؛ ففي الماضي، كنت أفعل كلَّ شيء حتى لا أشعر بالملل، مثل مشاهدة التلفاز والخروج وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك، لكن هل تعلم أنَّك تستطيع استخدام الملل لمصلحتك؟ بدلاً من الاستسلام للمشتتات، استسلم للملل فقط ولاحظ أنَّه يقود عقلك إلى الإبداع.

لقد تقبَّل الملل أحد الفنانين المفضلين لدي على الإطلاق، آندي وارهول (Andy Warhol)، ويمكنك معرفة ذلك من خلال الأفلام المملة التي صنعها أو كتابه "فلسفة آندي وارهول" (The Philosophy Of Andy Warhol) عن الشعور بالملل؛ لذا عندما يتوقف إبداعي، لا أفعل شيئاً، جرِّب هذه الطريقة، فهي استراتيجية رائعة، وربما تتوصل إلى ابتكار رائع في مجال عملك.

إقرأ أيضاً: 6 طرق فعّالة تساعدك على التخلص من الملل نهائياً

في الختام، لا يوجد وقت مناسب لأخذ إجازة:

الأعذار لعدم أخذ إجازة كثيرة:

  • "أنا فقط بحاجة إلى إنهاء هذا المشروع".
  • "مديري لن يقبل بإعطائي إجازة".
  • "سيعتقد الناس أنَّني كسول".
  • "ليس لدي وقت".

لقد مررت بالأمر نفسه، لكن ما الذي تفضِّله، هل الاستمرار في العمل دون راحة، أو أخذ قسط من الراحة قبل أن تتعب؟ الحياة طويلة؛ لذا فكر بها على الأمد البعيد.




مقالات مرتبطة