أهم النصائح الطبية لمريض دوالي الساقين

تُعدُّ دوالي الساقين من المشكلات الشائعة التي تؤثِّر في أشخاص عدة حول العالم، وتحدث هذه الحالة عندما تتمدد وتتورم الأوردة في الساقين، وتظهر ظهوراً واضحاً تحت سطح الجلد، ومع أنَّها قد تبدو مجرد مشكلة تجميلية، فإنَّ دوالي الساقين يمكن أن تشكِّل خطراً صحياً حقيقياً.



من الأسباب الرئيسة لحدوث دوالي الساقين هو عدم انسداد الصمامات في الأوردة انسداداً صحيحاً؛ إذ تعمل هذه الصمامات على توجيه تدفق الدم في اتجاه واحد فقط، وعندما تصبح ضعيفة أو تالفة، يمكن للدم أن ينساب انسياباً عكسياً ويتجمع في الأوردة، وهذا يؤدي إلى تمدُّدها وتورمها.

يتعرض بعض الأشخاص لخطر أكبر للإصابة بدوالي الساقين من غيرهم، على سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من العوامل الوراثية لديهم خطر أعلى، كما أنَّ النساء يتأثرن تأثيراً أكبر بدوالي الساقين بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في أثناء الحمل واستخدام موانع الحمل، إضافة إلى ذلك يمكن أن تُسهم العوامل النمطية للحياة مثل الوزن الزائد، والتدخين والتوقف عن الحركة لفترات طويلة والوقوف أو الجلوس لفترات طويلة في زيادة خطر الإصابة بدوالي الساقين.

ما هو مرض دوالي الساقين؟

دوالي الساقين (Varicose veins) هي حالة تتمثل في تضخم الأوردة في الساقين وتمددها، وعادةً ما تحدث نتيجة لعدم انتظام عمل الصمَّامات داخل الأوردة، وهذا يؤدي إلى انسداد تدفق الدم في الاتجاه الصحيح.

عادةً ما تنقل الأوردة الدم من الأطراف السفلية إلى القلب، وتحتوي على صمَّامات صغيرة تساعد على منع انسداد تدفق الدم في الاتجاه العكسي، ومع ذلك في حالة دوالي الساقين تضعف هذه الصمَّامات أو تتلف، وهذا يؤدي إلى تراكم الدم وتوسع الأوردة.

تُعدُّ دوالي الساقين مشكلة شائعة وغالباً ما تكون غير خطيرة من الناحية الطبية؛ لكنَّها يمكن أن تُسبِّب أعراضاً مُزعجة مثل الألم والثقل والتورم في الساقين، وقد يشعر بعض الأشخاص بحكة في المناطق المتأثرة وتحدث تغيرات في مظهر الأوردة؛ إذ تظهر على شكل عروق مُتعرجة ومرئية تحت سطح الجلد.

توجد عوامل عدة قد تزيد من احتمالية حدوث دوالي الساقين، ومن ذلك العوامل الوراثية، والسن، والجنس، والحمل، والسمنة، والوقوف الطويل أو الجلوس لفترات طويلة، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم في الأوردة، وتُعدُّ الإناث أكثر عرضة للإصابة، كما تتوفَّر خيارات عدة لعلاج دوالي الساقين، وتشمل العلاجات غير الجراحية مثل ارتداء الجوارب الضاغطة وتغيير نمط الحياة وممارسة التمرينات الرياضية، ويمكن أن يُلجأ إلى العلاج الطبي في حالات أكثر تقدماً.

ما هي أسباب مرض دوالي الساقين؟

توجد عوامل عدة يمكن أن تُسهم في حدوث دوالي الساقين، وتشمل:

1. ضعف الصمَّامات الوريدية:

تُعدُّ هذه الصمَّامات الموجودة في الأوردة مسؤولة عن توجيه تدفق الدم في اتجاه واحد، وتمنعه من العودة إلى الوراء، وإذا تضررت هذه الصمَّامات أو أصبحت ضعيفة، يمكن للدم أن يتجمع في الأوردة ويتوسع، وهذا يؤدي إلى ظهور الدوالي.

2. ضعف جدران الأوردة:

قد تكون جدران الأوردة ضعيفة أو فقيرة في المرونة، وهذا يجعلها أقل قدرة على تحمُّل ضغط تدفق الدم، وهذا يسمح للأوردة بالتمدد والتوسع غير الطبيعي ويزيد من احتمالية حدوث الدوالي.

3. عوامل وراثية:

قد يكون للوراثة دور في زيادة عرضة الشخص للإصابة بدوالي الساقين، فإذا كان أحد الوالدين يعاني من الدوالي، فمن المرجح أن يكون لدى الأبناء احتمالية أعلى للإصابة بها.

4. التغيرات الهرمونية:

تُعدُّ التغيرات الهرمونية في الجسم عاملاً مُساهِماً في حدوث دوالي الساقين وخاصةً للنساء، ففي أثناء فترات الحمل والمراحل الهرمونية الأخرى، تحدث تغيرات في مستويات الهرمونات التي يمكن أن تؤثِّر في جدران الأوردة وصمَّاماتها.

5. العوامل النمطية للحياة:

يمكن أن تزيد بعض العوامل النمطية للحياة من احتمالية حدوث دوالي الساقين، مثل البقاء لفترات طويلة في وضعية الوقوف أو الجلوس، وعدم ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام.

شاهد بالفديو: 14 نصيحة للتمتّع بصحة جيدة طول العمر

هل مرض دوالي الساقين وراثي؟

نعم، يُعدُّ الميل للإصابة بدوالي الساقين على نطاق واسع بصفته عاملاً وراثياً، فإذا كان لدى أحد الوالدين تاريخ عائلي لدوالي الساقين، فمن المرجح أن يكون للأبناء احتمالية أعلى للإصابة بهذا المرض، ومع ذلك لا تعني الوراثة بالضرورة أنَّ الشخص سيصاب بدوالي الساقين؛ بل تزيد من احتمالية الإصابة به.

تُعدُّ الوراثة من العوامل المساهمة في ظهور دوالي الساقين؛ إذ تؤثِّر في هيكل الأوردة ووظيفتها والصمَّامات الوريدية، وتعمل الجينات على تحديد قوة جدران الأوردة ومرونتها وصحة الصمَّامات، والتغيرات في هذه الجينات قد تزيد من احتمالية تلف الأوردة وظهور الدوالي.

مع ذلك توجد أيضاً عوامل أخرى غير وراثية يمكن أن تُسهم في حدوث دوالي الساقين، مثل العوامل النمطية للحياة والتغيرات الهرمونية؛ لذا الإصابة بدوالي الساقين تعتمد على تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية.

ما هي أعراض مرض دوالي الساقين؟

أعراض دوالي الساقين قد تشمل ما يأتي:

1. ظهور عروق متورمة ومُتعرِجة:

تظهر الأوردة المتوسعة والمتعرجة تحت سطح الجلد، وعادة ما يكون لونها أزرق أو أرجواني، ويمكن أن تكون العروق مرئية وملتوية ومحسوسة عند اللمس.

2. الألم والثقل:

قد يشعر الأشخاص المصابون بدوالي الساقين بألم أو شعور بالثقل في الساقين، ويمكن أن يكون الألم مستمراً أو متقطعاً، وعادةً ما يزداد عند الوقوف الطويل أو عند الجلوس لفترات طويلة.

3. الانتفاخ والتورم:

قد يلاحظ الأشخاص المصابون بدوالي الساقين تورماً أو انتفاخاً في الساقين والكاحلين، وخاصةً في نهاية اليوم، ويمكن أن يكون الانتفاخ مرتبطاً بتراكم السوائل في الأنسجة المحيطة بالأوردة المتوسعة.

4. حكة واحمرار:

قد يعاني بعض الأشخاص من حكة في المناطق المتأثرة في دوالي الساقين، وقد يكون الجلد حول العروق المتوسعة مُتهيجاً ومُلتهباً ويمكن أن يحدث احمراراً.

إقرأ أيضاً: 7 علامات تدل على تمتعك بصحة جيدة

كيف تستطيع التخفيف من أعراض دوالي الساقين؟

1. العلاج بالماء البارد:

دلِّك ساقيك بقطعة قماش مُبلَّلة بالماء البارد، فيمكن أن يساعدك تطبيق البرودة على تقليل الالتهاب وتخفيف الألم.

2. التمرينات المائية:

ممارسة التمرينات في الماء، مثل السباحة أو المشي في الماء، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في تدفق الدم وتخفيف الضغط على الأوردة.

3. تقنية الثلاجة:

ضع جوارب الضغط أو الجوارب المضغوطة في الثلاجة لفترة قصيرة قبل ارتدائها، فقد توفِّر البرودة إحساساً مُنعِشاً وتخفيفاً للانتفاخ والألم.

4. العلاج بالأعشاب:

قد تساعد بعض الأعشاب على تخفيف أعراض دوالي الساقين، وتستطيع استخدام مستحضرات الأعشاب الموضعية مثل الجل والكريمات التي تحتوي على مكونات مُهدئة ومضادة للالتهابات، مثل الألوفيرا والكالنديولا.

5. تقنية التحفيز العصبي الكهربائي:

تعتمد هذه التقنية على تطبيق تيار كهربائي ضعيف على الأوردة المُتضررة لتحفيز التقلص وتحسين تدفق الدم، ويمكن استخدامها تحت إشراف طبيب مختص.

ما هو علاج دوالي الساقين؟

توجد خيارات عدة لعلاج دوالي الساقين، وتتوفَّر الطرائق الآتية:

1. تغييرات في نمط الحياة:

ذلك من خلال ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نمط غذائي صحي وشرب كميات كافية من الماء.

2. الجوارب الضاغطة:

تُعدُّ الجوارب الضاغطة خياراً شائعاً لعلاج دوالي الساقين؛ إذ تساعد هذه الجوارب على تحسين تدفق الدم وتقليل الانتفاخ والألم، يُنصح بارتداء الجوارب الضاغطة طوال اليوم، ويُحدَّد الضغط المناسب ونوع الجوارب وفقاً لتوصية الطبيب.

3. العلاج الدوائي:

يمكن أن توصف الأدوية لتقليل الأعراض المصاحبة لدوالي الساقين، مثل الألم والالتهاب، ويشمل العلاج الدوائي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين ومُضادات الألم الموضعية.

4. العلاج الداخلي:

في حالات أكثر تقدماً أو عند عدم تحسُّن الأعراض بواسطة الإجراءات غير الجراحية، ويمكن أن يُقترح العلاج الداخلي، ويتضمن ذلك العلاج بالليزر أو تقنيات تجفيف الأوردة بالحرارة.

ما هي أنماط علاج الحالات الخاصة من دوالي الساقين؟

1. العلاج بالليزر:

يتضمن استخدام تقنية الليزر لإغلاق الأوردة المُتضخِّمة؛ إذ يرسل الليزر طاقة عالية للأوردة المصابة، وهذا يؤدي إلى تجمدها وتقلصها، وهذا العلاج غالباً ما يكون غير جراحي ويتطلب فترة نقاهة قصيرة.

2. تقنية الراديو ذو التردد العالي (RF):

تستخدم هذه التقنية موجات الراديو لتسخين الأوردة المتضخمة وإغلاقها؛ إذ تُدخَل قثطرة رقيقة مزودة بجهاز RF إلى الأوردة، وتنتقل الحرارة من الجهاز إلى جدران الأوردة، وهذا يؤدي إلى تجمدها وانكماشها.

شاهد بالفديو: 9 فوائد تجعل من المشي أفضل نشاط يومي

3. علاج الرغوة:

تُحقن رغوة مستحلبة في الأوردة المتضخمة، وهذا يؤدي إلى تهيج الأوردة وتصلبها؛ إذ تُضغط الأوردة بعد ذلك لمنع تدفق الدم؛ ومن ثَمَّ تنكمش الأوردة وتتلاشى.

4. المعالجة بالضغط:

تشمل هذه العلاجات ارتداء الجوارب أو الضمادات المرنة التي تساعد على تعزيز تدفق الدم في الساقين وتقليل احتقان الأوردة.

5. العلاج الطبيعي:

يمكن استخدام تقنيات العلاج الطبيعي لتقوية العضلات وتحسين الدورة الدموية في الساقين، وهذا يمكن أن يشمل تمرينات التمدد والتقلص ورفع الساقين والمشي المنتظم.

6. الطب التقليدي:

تُستخدَم الأعشاب والزيوت العطرية والعلاجات الطبيعية الأخرى في بعض الثقافات لتحسين صحة الأوردة وتخفيف أعراض دوالي الساقين.

أهم النصائح الطبية لمريض دوالي الساقين:

1. ممارسة التمرينات الرياضية:

مارس التمرينات الخفيفة والمنتظمة مثل المشي وركوب الدراجة الهوائية، فهذا يساعد على تعزيز الدورة الدموية وتقوية العضلات، فيخفِّف من ضغط الدم على الأوردة.

2. فقدان الوزن:

إذا عانيت زيادة في الوزن، فقد يؤثِّر ذلك في تدفق الدم في الساقين، فحاول خفض الوزن بطرائق صحية من خلال ممارسة التمرينات الرياضية المنتظمة واتباع نظام غذائي متوازن.

3. الارتفاع المناسب للساقين:

ارفع قدميك لأعلى مستوى ممكن باستخدام وسائد أو مخدات عند الجلوس أو الاستلقاء، فهذا يساعد على تحسين تدفق الدم وتخفيف الضغط على الأوردة.

إقرأ أيضاً: 3 نصائح فعَّالة تمنحك الصحة والعافية

4. تجنُّب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة:

حاول تجنُّب البقاء في وضعية واحدة لفترات طويلة، سواء أكانت الوقوف أم الجلوس، وخذ استراحات قصيرة وحرِّك ساقيك بانتظام لتحسين تدفق الدم.

5. تجنُّب الحرارة الزائدة:

حاول تجنُّب التعرض للحرارة الزائدة مثل الاستحمام بالماء الساخن أو تعرض الساقين للشمس المباشرة.

في الختام:

يمكن القول إنَّ دوالي الساقين ليست مجرد مشكلة تجميلية بسيطة؛ بل تشكِّل أيضاً خطراً على الصحة، وقد تؤدي إلى آلام وانزعاج في الساقين، وتزيد من خطر حدوث تجلطات الدم والالتهابات في الأوردة، وإذا تجاهلتها ولم تُعالجها علاجاً صحيحاً، فقد تتطور إلى مشكلات أكثر خطورة مثل قرح الساقين والتهابات الجلد، وفي حالات نادرة، قد تؤدي إلى تكوُّن الجلطات الخطيرة التي تهدِّد حياة المريض.

لذا، يجب أن نكون على دراية بالعوامل المؤثِّرة في زيادة خطر الإصابة بدوالي الساقين، مثل التغيرات الهرمونية، والعوامل الوراثية ونمط الحياة غير الصحي، ويجب أيضاً اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، مثل ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي وتجنُّب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة دون حركة.

إذا عانيت من أعراض دوالي الساقين أو شعرت بأنَّك عُرضة للإصابة بها، فمن الضروري أن تستشير الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاجية مناسبة، وقد يشمل العلاج تغييرات في نمط الحياة وارتداء الجوارب الضاغطة والأدوية، وفي حالات شديدة قد تكون الجراحة ضرورية.

لذا لا تتردد في أخذ مشكلة دوالي الساقين على محمل الجد؛ فالتشخيص والعلاج المُبكِّران يمكن أن يساهما في تقليل المضاعفات والمخاطر الصحية الجديدة، وتذكَّر دائماً أنَّ الصحة والراحة الجيدة تأتي في المقام الأول.




مقالات مرتبطة