أهم 7 أولويات في الحياة وطرق تحقيقها

هل تحاول إكمال كافة مهامك كلَّ يوم لأنَّك تشعرُ أنَّ كل عنصرٍ في قائمة مهامك بالغُ الأهمية؟ هل أنت مقيَّدٌ بالوقت لإنجاز كلّ هذه المهام؟ إذا كانت إجابتك نعم، فيعني هذا أنَّك لم تضع قائمةً واضحةً للأولويات في حياتك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوّن "ليون هو" (Leon Ho)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في وضع الأولويات.

يتطلَّبُ الأمرُ وجود قائمة أولويات واضحة لإدارة وقتك بفعالية، ومعرفة ما يهمُّ حقاً في أثناء سعيكَ إلى تحقيق أهدافك؛ فإذا كنت تقوم بمهام كثيرة باستمرار، فقد تُجهد نفسك في نهاية الأمر.

تذكَّر أنَّ هدفك مقصدٌ تريدُ تحقيقه في المستقبل، والأولوياتُ أشياءٌ تحتاجُ إلى تحديدها والتركيز عليها لتحقيق هدفك؛ وأنَّك ستحظى بمجرَّد وجود قائمة الأولويات، بفرصة أفضل لإجراء التغييرات، واتخاذ القرارات التي تتماشى مع هدفك في الحياة.

كلُّنا مختلفون، ويهتمُّ كلُّ شخص بأمور مختلفة؛ ومع ذلك، هناك بعض الرَّوابط المشتركة بيننا جميعاً.

قد لا يلقى كل عنصر في قائمة الأولويات هذه اهتماماً منك، ولكن من المرجَّح أنَّك قد تجد ما يناسب اهتمامك من بينها؛ وإذا لم تكن واضحاً في وضع أولوياتك، فقد تساعدك هذه الخطوات في تحديد المكان الذي يجب أن تستثمر فيه أفكارك وطاقتك.

1. مَهمَّةُ حياتك:

تمثل مهمَّات حياتك الأولويات التي تمنحُك المعنى والسَّعادة، وتجعلُك تعيشُ الحياةَ بتفاصيلها، وتمكّنك من تحقيق النجاح والعمل على شيءٍ هام في الحياة؛ فعندما تُحدّد أولوياتك وتلتزمُ بها، تحقّق أهدافك في نهاية المطاف.

ضَع بياناً لمَهمَّتك، وحدّد الأمور التي يجبُ عليك القيامُ بها لتحقيق هدفكَ في الحياة، ونظِّمها، واجعل كلَّ عنصر في قائمة مهامك يعبّرُ عنها؛ وإذا كان هناك عنصر لا يتماشى مع هدفك، استبدلهُ أو احذفه؛ فمثلاً: إذا كنتَ ترغبُ بفقدان وزنك، فاستمر بذلك؛ وإذا تطلَّبت مَهمَّتك الحياتية مهارات خطابية، فتدرب على ذلك.

خلاصةُ القول: يجبُ أن تعبّر قائمةُ مهامك عن أهدافك الشخصيَّة والمهنيَّة.

إقرأ أيضاً: جدولة الأعمال بفاعلية: خطّط لأفضل استثمار لوقتك

2. الصّحة البدنيَّة:

إنَّ صحتك بالغةُ الأهمية، ويجب أن تتصدَّر قائمة أولوياتك؛ فهي تحدّدُ رفاهيتك وراحتك، وسلوكك العام.

تسرقُ الصحة المتدهورة سعادتك منك، وتقلّل من إنتاجيتك الإجمالية؛ وهذا هو السبب الذي يدفعك إلى الاعتناء بصحتك جيداً.

إليك بعض الأسباب التي تدفعك إلى وضع سلامتك البدنيَّة على رأس قائمة أولوياتك:

  • تكون أكثرَ إنتاجيةً وتركيزاً عندما تكون بصحة جيدة.
  • تتحسَّن جودةُ نومك.
  • تكونُ في مزاجٍ أفضلَ عندما تتعامل مع الآخرين.
  • تكون أكثر نشاطاً لإنجاز مَهمَّة حياتك.
  • تحظى باحترام الذات؛ إذ يسلبك المرض ثقتك بنفسك.

لذا قُم بما يأتي لتحسين صحتك: تناول نظاماً غذائياً متوازناً، وطوّر روتينك الخاص لممارسة الرياضة، واحصل على قسط كاف من النوم.

3. قضاء وقت مُمتع مع العائلة:

عندما تواجهُ وقتاً سيئاً في العمل، تعدُّ العائلة الرَّكيزة الأولى لدعمك؛ حيثُ يعزّزُ الوقت الذي تقضيه معهم احترامك لذاتك، وعاداتك الإيجابية، ويكوّنُ الذكريات الجميلة.

أعط الأولوية للعمل الجماعي وقضاء الوقت مع عائلتك، واجعلهُ وقتاً هامَّاً؛ فمثلاً: تمرَّن معهم، أو اذهبوا في نزهة على الأقدام بعد العشاء، أو اختاروا كتاباً لقراءته، أو حضِّروا الطعام وتناولوه سويةً.

يمكنك النجاح في عملك، وقضاءُ وقتٍ ممتعٍ مع عائلتك في الوقت نفسه؛ إذ إنَّه لمن الهام التخلص من الازدواجية بين الحياة الاجتماعية والعمل. لذا، تجنَّب التضحية بعائلتك في أثناء السَّعي إلى تحقيق النجاح في عملك.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح تساعدك على إيجاد التوازن بين حياتك الشخصية وحياتك المهنية

4. العلاقات الصّحية:

تعدُّ العلاقات هامةً لإيجاد المغزى والهدف من الحياة؛ حيث تلعب عائلتك وأصدقاؤك وزملاؤك وأفراد مجتمعك، أدواراً هامةً في حياتك تفوق ما يمكنك تخيُّله.

وفقاً للطب الحديث، يقلّلُ إعطاء الأولوية للعلاقات السوية من إنتاج هرمون الكورتيزول المسؤول عن الإجهاد والتوتر، حيثُ توصَّلت إحدى الدراسات إلى أنَّ المتزوجين لا يتعرَّضون على الأرجح إلى الضغط النفسي؛ وذلك لأنَّ الدَّعم العاطفي والاجتماعي الذي تقدّمه العلاقاتُ الزوجيّة يمكن أن يكون علاجاً ناجعاً للتوتُّر.

فضلاً عن ذلك، تساعدُك العلاقات السويةُ في بناء عادات صحية، حيثُ يلعب الشركاءُ والموجهون والمدربون والمدرسون أدواراً حاسمةً في تحقيق أهدافك؛ لذا أحط نفسك بأشخاص يلهمونك يومياً، وابتعد عن العلاقات السَّامة.

5. الصحة النفسيَّة:

هل أنت منشغلٌ دائماً بالعمل، والالتزامات الاجتماعية، والدراسة، والعائلة، والأنشطة اليومية؟ إذا كنت كذلك، فأنت بحاجةٍ إلى إعطاء أولوية لصحتك النفسية؛ لذا ضع روتيناً معيناً لتتحقَّق من شعورك عندما تكون منشغلاً أو مرهقاً.

حاول القيام بما يأتي لتُبقي نفسك تحت السَّيطرة:

5. 1. أجر تدقيقاً ذهنياً:

انتبه إلى ما تشعر وتفكّر به أو تقوله، ولاحظ مدى تأثيره في حالتك النفسية، سواءً إيجابياً أم سلبياً.

5. 2. ضع إشارات تحذير:

أي ضع إشارات تحذيريَّةً تشير إلى تغيير في أفكارك ومشاعرك وعاداتك، وتحذّرك أيضاً عندما تعاني من الإرهاق أو التوتر. كلَّما اكتشفتَ الخطأ مبكراً، وطوَّرت استراتيجيات لحلّ المشكلات؛ تمكَّنت من العودة إلى المسار الصحيح بسهولةٍ وسرعَةٍ أكبر.

5. 3. اعتنِ بنفسك:

إذا لاحظتَ أنَّ بعض المهام أو الأحداث أو العادات أو حتى التجارب تؤثّرُ في صحتك النفسية، مثل: المشكلات الصحية، أو زيادة أعباء العمل، أو تحديات العلاقة؛ فعليكَ ممارسة الرعايةَ الذاتية، وعدمُ اعتبار ذلك أنانية؛ إذ يساعدك ذلك على استعادة توازنكَ لتتمكَّن من إنجاز مزيدٍ من المهام.

إقرأ أيضاً: 4 علامات تُفسّر كيف تؤثر الضغوط النفسية سلباً على صحتك

6. الشؤون المالية:

لا يشتري المالُ السعادة، لكنَّهُ ليس عديمَ القيمة؛ فالجميعُ بحاجةٍ إلى كسب ما يفوقُ حاجته كي يكون سعيداً، لذا تكون الحياةُ بائسةً عندما تكافحُ لدفع فواتيرك وإطعام نفسك؛ فأعطِ الأولوية لمصادرك المالية.

يوصي "روبرت كيوساكي" (Robert Kiyosaki) في كتابه "التدفق النقدي الربعي" (Cashflow Quadrant) بما يأتي: "اجعل المال يعملُ لأجلكَ، بدلاً من العمل طوالَ حياتك لجمعه".

ينصحنا روبرت ببساطة بالعمل لتحقيق أهدافنا الادخارية والاستثمارية؛ فكيف تحدد أولوياتك وتحسّن وضعكَ المالي؟

حدد مصادرَ الدخل والالتزامات التي تستنزفه، ثمَّ زد المصادر وقلّل الالتزامات، ووفّر أكبرَ قدر ممكن لجعل حياتك أكثرَ راحةً في المستقبل؛ وحاول استثمار مدخراتك في مشروعٍ آمنٍ يمنحكَ دخلاً سلبياً على المدى القصير والبعيد.

وأخيراً، تجنَّب الديون قدرَ المستطاع، ووفِّر مالاً لحالات الطوارئ.

7. تطوير الذَّات:

يمكنك أن تصبحَ بناءً على مقولة "لو هولتز" (Lou Holtz): "إمَّا أن تتطوَّر أو تفنى"، الشخص الذي تحلم به من خلال التطوّر والرضا عن الذات.

هناك طرائق بسيطةٌ لتطوير نفسك، مثل: مشاهدة محادثات تيد (TED) التي قد تؤثّر إيجاباً في حياتك، أو قراءةُ كتب تطوير الذات، أو تعلُّمُ مهارات جديدة.

اتَّبع الخطوات الأتية لوضع خطة تطوير ذاتي تناسبك:

7. 1. حدّد أهدافك:

ضع قائمةً عامةً لأهدافك، وكن أكثرَ تخصيصاً في تقسيمها إلى عناصرَ محددة؛ مثل: خسارة 10 كغ من وزنك، أو نيلَ شهادةٍ في مجالٍ ما، أو الالتحاقَ بدورةٍ تدريبية، وغيرها الكثير.

7. 2. ركّز على نقاط قوَّتك:

سلّط الضوء على نقاط قوتك وما تفتقر إليه لتحقيق أهدافك المحددة؛ ثمَّ حدّد لماذا تريد أن تراها واقعيةً، وكيف ستفيدك.

7. 3. تصوَّر أنّك حققت أهدافك:

تصوَّر نفسك قد حقَّقت أهدافك بالفعل، وتخيل تصوراً يوضِّحُ ماهيةَ النجاح. قد يتضمن ذلكَ صوراً لك وأنت أكثر صحةً وسعادةً.

7. 4. ضع خطَّة للوصول إلى غايتك:

ضع خطتك، وحدّد فيها كيف ستصل إلى غايتك، وما الذي يتطلَّبه ذلك، وما إذا كنت ستتعلَّم مهارةً جديدة، أو تتابعُ دورةً عبر الإنترنت؛ إذ يجبُ تحديد الخطوات كافة لتتمكَّن من تحسينها، لا تنسَ تحديد المراحل بدقة لغرض المتابعة ومكافأة نفسك عند تحقيق أيّ نجاح.

ختاماً:

يقول "براندون ساندرسون" (Brandon Sanderson)، الكاتب الأميركي المشهور: "ما يُميّزُ الرجلَ العظيمَ هو معرفته متى يُنحّي المهامَ الهامَّةَ لإنجاز تلكَ الأكثرَ أهمية"؛ لذا إذا لم تكن متأكداً حتى الآن من أهمّ أولوياتك، فأنت تحتاج إلى الجلوس وتحديد كلّ شيءٍ هامٍّ في حياتك، فعلى سبيل المثال: إذا كنتَ مُنهكاً لدرجةٍ كبيرة، فعليك إعطاء الأولوية لصحتك؛ إذ لا توجدُ طريقةٌ تمكِّنك من التركيز والإنتاجية إذا لم تكن بصحّةٍ جيدة.

ضع خطة عمل، فعلى سبيل المثال: يمكنك تحديد ما يمكنك القيام به لتجنُّب الإرهاق؛ كأن تُركِّز على صحتك النفسية من خلال التحدث مع طبيب نفسي، أو تأخذ استراحةً من العمل لاستعادة نشاطكَ والعمل على خطتك لاحقاً.

أخيراً، أجرِ تقييماً ذاتياً لتتأكَّد أنَّك على المسار الصحيح؛ وإذا كنتَ بحاجةٍ إلى بعض المساعدة، فاطلبها من شريكك أو زميلك، أو أيَّ شخصٍ قادرٍ على إرشادك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة