أنجز المزيد بتقليل مقتنياتك الخاصة

تُعَدُّ مقتنياتنا الشخصية من أكبر العوائق في وجه الإنتاجية، فنحن نحيط أنفسنا بأشياء نمتلكها، ولكن من نواحٍ عديدة، هذه الأشياء هي التي تمتلكنا؛ إذ يجب علينا صيانتها وتنظيفها وترتيبها، وغالباً الحصول على منزل أكبر لاحتوائها ونقلها، لنُفسح المجال أمام مقتنيات إضافية جديدة.



إنَّ مقتنياتنا الخاصة تلك ليست سيئةً بحد ذاتها، ولكن يجب علينا إدراك أنَّ كل شيء له تكلفة؛ إذ يدرك معظم الناس هذا الأمر عند امتلاك حيوان أليف، فمثلاً قبل أن تحصل على كلب، يجب أن تفكر ملياً في المسؤولية التي ستترتب على ذلك، ومن سيعتني به في حال سافرت، وما إلى ذلك.

وفي حين أنَّ مقتنياتنا قد لا تتطلب قدراً كبيراً من الاهتمام مثل الكلب أو القط، إلا أنَّ معظمها يحتاج إلى الصيانة والعناية.

تكمن المشكلة في أنَّ معظم الأشخاص لا يجيدون تحديد ما هو الهام فعلاً بالنسبة إليهم؛ لذلك ينتهي بهم الأمر إلى اقتناء عدد كبير من العناصر غير الهامة بصورة خاصة بالنسبة إليهم، ولكنَّها تستهلك وقتهم ومساحة من منازلهم، فهم لا يتخلصون من أيِّ شيء قط، كونهم لا يملكون أيَّة فكرة حول معرفة الأشياء القيِّمة بالنسبة إليهم.

وعندما لا تعرف ما هو الهام بالنسبة إليك، فإنَّك ستميل إلى الاحتفاظ بكل شيء.

لا يعني هذا التخلص من كل شيء إلى الحد الأدنى، فعلى الأرجح لن ينجح معظم الأشخاص في هذا الأمر؛ إنَّما الهدف هو الحرص على عدم إضاعة وقتك وجهدك في الاهتمام بأشياء لا تريدها حقاً.

فيما يأتي بعض الاقتراحات:

1. اقتناء أقل الأشياء وأفضلها:

أحياناً نمتلك الكثير من المقتنيات الشخصية لأنَّنا غير مستعدين للاستثمار فيما نحتاج إليه حقاً؛ مثل الملابس، فمن المحتمل أن تحتوي خزانة الملابس المنظمة جيداً على عدد أقل بكثير من العناصر التي جُمِّعت عشوائياً خلال السنوات الخمس الماضية.

2. الاستثمار فيما لدينا من مقتنيات بدلاً من شراء المزيد منها:

عندما نذهب إلى التسوق، فإنَّ الهدف هو اقتناء الأشياء؛ أي إضافة أشياء إلى مجموعة الأشياء التي نمتلكها، ومن ناحية أخرى، إذا نظرت إلى المشتريات على أنَّها استثمار، فيمكن أن تغيِّر بصورة كبيرة الطريقة التي تتعامل بها مع عمليات الشراء.

بالعودة إلى مثال الملابس، فكِّر في العقلية المختلفة بين شخص يتسوق لشراء الملابس وشخص آخر يستثمر في خزانة ملابسه؛ إذ يؤدي التغيير الصغير في الكلمات (شراء/ استثمار) إلى التركيز على فائدة ووظيفة الأشياء التي سنقتنيها، بدلاً من مجرد افتراض أنَّ الاقتناء هو غاية في حد ذاته.

إقرأ أيضاً: الاستثمار في الأسهم: تعريفه، ومزاياه، وأهم النصائح لاستثمار آمن

3. تحديد المقتنيات الهامة:

يتعلق هذا الأمر بإدراك قيمك؛ أي ألَّا تشعر بالذنب بسبب الاحتفاظ بأشياء ذات قيمة، ولكن لا تهدر وقتك في أشياء ليست كذلك، على سبيل المثال: تُعَدُّ الكتب قيِّمة جداً، فربما ترغب في أن يكبر أطفالك وهم محاطون بالكتب، ومن ناحية أخرى، قد لا تهتم كثيراً بامتلاك الأفلام.

وهذا لا يعني أنَّه من الأفضل امتلاك الكتب بدلاً من الأفلام؛ وإنَّما العناصر الموجودة في المنزل تعكس قيمنا.

شاهد أيضاً: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات.

4. التخلص من المقتنيات غير الهامة:

يمكن أن نضمن إلى حد كبير أنَّ المقتنيات ستجد طريقاً إلى منزلك؛ لذا، بطريقة أو بأخرى، إن لم تكن جاداً بشأن التخلص من المقتنيات غير الهامة، فسيكون لديك الكثير منها بعد عام من الآن، أكثر ممَّا لديك اليوم.

الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا الأمر هي أن تخصِّص الوقت الكافي للتخلص من الأشياء التي لا تريدها؛ إذ إنَّ مقتنياتك الخاصة لن تختفي من تلقاء نفسها إذا كنت لا تريدها؛ وإنَّما يجب عليك أن تستثمر الوقت بالفعل في التخلص منها.

كل شخص لديه شخصية وقيم مختلفة؛ لذلك سيدير كل شخص مقتنياته الخاصة بطريقة مختلفة، ومن غير الهام كيف تدير كل الأشياء في حياتك بقدر أهمية أن تفعل ذلك عن قصد وليس عن طريق الصدفة.

المصدر




مقالات مرتبطة