أفضل وأسوأ أسواق العقارات في العالم

يسعى الإنسان إلى تحسين حياته باستمرار سواء ممن يمتلك المال بوفرة أم خلاف ذلك، فيحاول وضع المال الذي يمتلكه نتيجة عمله واجتهاده لفترات طويلة في استثمار يعود عليه بالربح مع مرور الوقت، والاستثمار يكون بشراء أصل بسعر منخفض ومن ثم بيعه بسعر أعلى أو الاحتفاظ بهذا الأصل إن كان يعود على صاحبه بالدخل الجيد.



توجد أربعة أنواع للاستثمار وهي: الأسهم والسندات والسلع والعقارات، ولكل من هذه الأنواع سوق ترتفع وتنخفض فيه قيمة الأصل، وكلما ارتفع حقق ربحاً للمستثمر وخلاف ذلك صحيح.

كثيراً ما يسعى المستثمرون إلى الاستثمار العقاري، فالعقارات من أكثر ما يحتاج إليه الناس للسكن أو العمل، وهذا ما جعل سوق العقارات يأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الناس؛ لذلك سنذكر لك في مقالنا الحالي أفضل أسواق العقارات في العالم التي تضمن لك الربح المالي أو الدخل الثابت المرتفع، كما سنذكر أسوأ أسواق العقارات في العالم كي تتجنب الاستثمار فيها في الوقت الراهن.

الاستثمار العقاري:

يُعَدُّ الاستثمار العقاري من أفضل أنواع الاستثمارات، فهو متاح لمختلف المستثمرين ممن يمتلكون رأس مال ضخم أو ممن يمتلكون رأس مال صغير؛ إذ يُعَدُّ الاستثمار العقاري مناسباً للمبتدئين في مجال الاستثمار، وتقوم فكرته على شراء الوحدات السكنية أو الأراضي من أجل بيعها لاحقاً وغالباً بعد تطويرها، فالربح المستقبلي ينتج عن ارتفاع قيمة العقارات في السوق، ومن ثمَّ توسيع دائرة أرباح المستثمر، ومن أنواع الاستثمار العقاري ما يأتي:

  1. العقارات السكنية.
  2. العقارات التجارية.
  3. العقارات المكتبية أو العقارات الإدارية.
  4. العقارات الصناعية.
  5. العقارات الترفيهية (الفنادق والمنتجعات السياحية والأندية الكبيرة).
  6. تطوير الأراضي.
  7. صناديق الاستثمار العقاري.

أفضل أسواق العقارات:

قبل الدخول في مجال الاستثمار العقاري من الأفضل أن تكوِّن صورة واضحة عن أفضل أسواق العقارات في العالم كي لا تضيع أموالك سدىً؛ بل تكسب أعلى الأرباح، وإليك أفضل أسواق العقارات في العالم:

1. أيرلندا:

أيرلندا

تضررت "أيرلندا" كثيراً من الأزمة الاقتصادية في عام 2008، حتى إنَّها من أكثر الدول تضرراً، لكن فيما بعد تعافى الاقتصاد الأيرلندي من الانهيارات المالية وعاد أقوى مما كان عليه سابقاً.

يعود نجاح الاستثمار العقاري في "أيرلندا" إلى تغيير حكومتها للاستراتيجية الاقتصادية وانخفاض ضريبة الدخل وأسعار الفائدة، إضافة إلى انخفاض معدل التضخم بمقدار الثلثين وتقديم التمويل المناسب بتكاليف منخفضة وتأمين خاص بالعقارات، فكل ما سبق جعل الاستثمار العقاري في "أيرلندا" الأكثر ربحاً وضماناً أيضاً.

2. الإمارات العربية المتحدة:

الإمارات العربية المتحدة

خاصة "دبي" التي تُعَدُّ أيضاً من الأسواق العقارية التي انهارت خلال عام 2008؛ إذ توقفت الكثير من مشاريع الإسكان فكان ذلك بمنزلة ضربة كادت تقضي على المستثمرين، كما أنَّ أسعار العقارات انخفضت إلى النصف في يوم واحد.

لكن فيما بعد وبالتحديد في عام 2014 ارتفعت أسعار العقارات في "دبي" بنسبة 13% لتصبح "دبي" من بين أفضل دول العالم المناسبة للاستثمار العقاري، ويعود ذلك إلى الاستقرار الاقتصادي وسهولة ممارسة الأعمال من قِبل المستثمرين.

إضافة إلى الاستقرار الاجتماعي فيها؛ إذ تتميز بالأمان والتنوع الثقافي الكبير، كما تتمتع بعلاقات دولية راسخة مع دول الجوار والعالم، إضافة إلى أنَّها سنَّت العديد من القوانين التي تحظر الاحتكار وتشجع نمو القطاع الخاص والمنافسة.

3. ألمانيا:

ألمانيا

تُعَدُّ مركزاً لجذب المستثمر الأوروبي والأجنبي أيضاً؛ إذ تمتلك سوقاً عقارياً متيناً نتيجة القوانين الصارمة التي تتبعها لحماية مالكي العقارات والتسهيلات الكبيرة التي لا تميز بين ألماني أو غيره، إضافة إلى الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي والموقع الجغرافي المناسب لاستقبال الأوروبيين والصينيين والعرب أيضاً.

كما أنَّ ارتفاع أسعار البيوت في "ألمانيا" ساهم في ارتفاع حجم الاستثمار العقاري، ويتوقع الخبراء زيادة الطلب على العقارات، ومن ثمَّ سترتفع أسعارها كما سترتفع أسعار الإيجارات، ومن ثمَّ سوق العقارات في "ألمانيا" مقبل على النمو مستقبلاً.

4. أمريكا:

أمريكا

أثبت السوق العقاري في "أمريكا" أنَّه الأفضل والأكثر ربحاً مقارنة بالكثير من الدول الأخرى؛ إذ تستقبل "أمريكا" كافة المستثمرين من مختلف الجنسيات ممن يحققون لها الفائدة والتطور، كما أنَّ أسعار العقارات في "أمريكا" في نمو مستمر، فالزوار لا يتوقفون عن الذهاب إليها إما للدراسة أو العمل أو السياحة، ومن ثمَّ الحاجة إلى شراء أو استجار المنازل مستمرة.

أما المعاملات القانونية فهي سهلة نوعاً ما، وتُعَدُّ ولاية "كاليفورنيا" و"أوريغون" و"واشنطن" من أغلى الولايات الأمريكية في أسعار العقارات.

إقرأ أيضاً: مفهوم النمو الاقتصادي وإيجابياته وسلبياته

5. استونيا:

استونيا

عاصمتها "تالين"، وهي إحدى دول أوروبا الرائدة في مجال الاستثمارات العقارية التي تفتح أبوابها أمام المستثمرين من مختلف أنحاء العالم؛ إذ تتميز هذه الدولة بالاستقرار الاقتصادي، إضافة إلى أنَّها تمنح المستثمر العديد من الميزات مثل إمكانية الحصول على الإقامة الاستونية، ويشترط لذلك أن تكون قيمة العقار 6000 يورو للحصول على الإقامة.

إضافة إلى إمكانية الحصول على الجنسية الاستونية والتنقل بحرية بين كافة دول الشنغن الأوروبية دون الحاجة إلى تأشيرة دخول، كما تعطي الحق في الرعاية الصحية والتعليم المجاني.

6. نيجيريا:

نيجيريا

تُعَدُّ من أبرز الدول الإفريقية، فقد سجَّل قطاع العقارات في "نيجيريا" نمواً بنسبة تقريبية نحو 4% خلال عام 2021؛ إذ إنَّ سوق العقارات فيها كبير وذو قيمة كبيرة نتيجة وجود طلب كبير على الإسكان كونها من أكثر الأماكن كثافة سكانية في أفريقيا، كما أنَّ اختيار المنطقة له تأثير مضاعف في قيمة الممتلكات العقارية وعائداتها.

أغلى العقارات في البلاد موجودة في جزيرة "الموز" في "لاجوس" وجزيرة "إيكوي"؛ وذلك بسبب وجود نسبة مرتفعة من النيجيريين أصحاب الثروات المرتفعة.

7. سنغافورة:

سنغافورة

تقدُّم الاقتصاد في "سنغافورة" ومكافحة الفساد بنشاط وصرامة، إضافة إلى القوانين المناسبة للتجارة، هو ما جعلها إحدى أهم مناطق جذب الاستثمارات في العالم، ومن فوائد شراء العقارات في "سنغافورة" هي إمكانية الاستفادة من القروض ذات الفائدة المنخفضة، إضافة إلى أنَّ الإيجارات مرتفعة وتوجد إعفاءات ضريبية على أرباح بيع الممتلكات ولكن توجد حاجة إلى مبلغ كبير لشراء عقار في "سنغافورة".

قد يستغرق بيع العقار شهوراً نتيجة تقلبات السوق؛ إذ يبلغ ثمن منزل ريفي في "سنغافورة" نحو 15 مليون دولار، كما يحتاج الأجانب إلى موافقة من هيئة الأراضي السنغافورية قبل شراء عقار في "سنغافورة".

8. تركيا:

يُعَدُّ الاستثمار العقاري في "تركيا" من أفضل أنواع الاستثمارات نتيجة توفير الدولة لميزات تصب في مصلحة المستثمر وتعود عليه بالربح المادي، مثل الحصول على الجنسية التركية عند امتلاك عقار فيها بقيمة 250 ألف دولار أمريكي سواء كان شقة أم محلاً تجارياً أم غيره من العقارات.

إضافة إلى الطلب المتزايد على سوق الإيجار للعقارات القديمة والجديدة، وزيادة رأس المال نتيجة ارتفاع قيمة العقارات على الأمد الطويل.

أسوأ أسواق العقارات في العالم:

الأزمات المالية أثبتت أنَّ العقارات هي أفضل مخزن للقيمة والأكثر صلابة في مواجهة التقلبات الاقتصادية والسياسية التي تجتاح العالم، ولكنَّ الدول التي تجتاحها الحروب تُعَدُّ الأسوأ في مجال الاستثمار العقاري، فمثلاً الدول الآتية تُعَدُّ الأسوأ للاستثمار العقاري:

1. سوريا:

سوريا

الاستثمار العقاري اليوم غير متاح وغير مجدٍ في "سوريا" نتيجة انخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية، إضافة إلى الضرائب العالية التي أثرت كثيراً في التداول العقاري وصعوبة التحويلات وتعقيداتها بالنسبة إلى المستثمرين الأجانب في السنوات الأخيرة الماضية نتيجة الأزمة التي شهدتها البلاد، كما تسببت بهدم وإيقاف الكثير من المشاريع العقارية.

2. أوكرانيا:

أوكرانيا

عادةً من السهل جداً بيع وتأجير العقارات في "أوكرانيا"، لكن بعد العملية العسكرية الروسية ضد "كييف" تراجع سوق العقارات بنسبة 52% وانخفض عدد الشقق التي تم شراؤها لأكثر من النصف، وفي جنوب وشرق "أوكرانيا" انخفض الطلب بنسبة 90%.

3. روسيا:

روسيا

كانت "روسيا" تصنَّف على أنَّها من أنشط الأسواق العقارية قبل عامين، ولكنَّ تغيرات اقتصادية عدة تسببت في تراجع سوق العقارات، ومنها تدهور الروبل أمام الدولار الأمريكي.

4. الصين:

الصين

على الرغم من أنَّها تحتل المرتبة الأولى في سرعة نموها الاقتصادي، إلا أنَّ أسعار البيوت في تراجع مستمر، فقد انخفض الاستثمار العقاري انخفاضاً حادَّاً في النصف الثاني من عام 2021؛ إذ إنَّ التباطؤ الاقتصادي كان الضريبة التي دفعتها الحكومة الصينية ثمناً لمنع انتشار كوفيد-19 الذي اجتاح البلاد في عام 2020 وتسبب بخسائر بشرية كبيرة.

إقرأ أيضاً: الاستثمار: تعريفه، وأهميته، وأهم طرائق الاستثمار الأكثر انتشاراً

في الختام:

الاستثمار العقاري هو أحد أشكال الاستثمارات التي تعود بالربح على المستثمرين وعلى الدول التي يتم فيها الاستثمار، ولكنَّ أسواق العقارات تختلف من دولة إلى أخرى فبعضها يتصدر قائمة أفضل الدول للاستثمار العقاري مثل "أيرلندا" التي تتبع حكومتها استراتيجية تصب في مصلحة المستثمر، و"دبي" ذات الاستقرار السياسي والاجتماعي والتطور الاقتصادي الذي جعلها من أفضل الدول للاستثمار العقاري.

أما "ألمانيا" فتمتلك سوقاً عقارياً متيناً وآمناً وينمو باستمرار، و"أمريكا" التي تستقبل مختلف المستثمرين أثبتت أنَّ سوقها العقاري من أكثر الأسواق العقارية ربحاً في العالم، كما منحت "استونيا" المستثمرين العديد من الميزات التي جعلتها نقطة جذب للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، و"نيجيريا" التي تتميز بالكثافة السكانية تمتلك سوقاً عقارياً ذا قيمة كبيرة.

أما "سنغافورة" فقد جذبت المستثمرين إليها من خلال القوانين الداعمة لهم، إضافة إلى تقدُّم اقتصادها، و"تركيا" التي تمتلك سوقاً عقارياً جيداً، وبالحديث عن الأسواق السيئة في العالم فتمتلكها الدول التي تعرضت لأزمات اقتصادية أو صحية أو حروب مثل "أوكرانيا" و"سوريا" و"روسيا" و"الصين".




مقالات مرتبطة