نبذة تعريفية عن متحف المستقبل:
يُعَدُّ "متحف المستقبل" في دبي من المباني الفريدة ذات التصميم المعماري المميز الذي يجذب سنوياً أكثر من مليون ونصف من الزائرين، فشكله البيضوي والكلمات العربية التي تزينه تزيد من جماله.
1. الموقع:
يقع متحف المستقبل في الحي المالي بالقرب من أبراج الإمارات في شارع الشيخ زايد؛ وذلك في قلب إمارة دبي؛ فهو ذو موقع استراتيجي هام وسط المدينة.
2. التصميم:
- يجمع التصميم بين الجمال والإلهام؛ إذ صُمِّم هيكله على هيئة عين الإنسان في إشارة نحو الرؤية المستقبلية لطبيعة الحياة، ويرتفع فوق تلَّة ترمز إلى الثبات والشموخ، وصممت شركة "كيلا ديزاين أركيتيكت" مبنى متحف المستقبل وذلك من قِبل المهندس "شون كيلا" وبُنيَ بإشراف شركة "بيرو هابولد".
- كما كُتِبَت كلمات باللغة العربية على هيكله الخارجي بواسطة الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، وهذه الكلمات هي من أقوال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي.
- يمتد المبنى على مساحة 30 ألف متر مربع، ويتألف من 7 طوابق وبارتفاع 77 متراً، وللمبنى واجهة تمتد على مساحة 7 آلاف متر مربع ومضاءة عبر 14 ألف متر من خطوط الإضاءة.
- يرتبط المتحف بجسرين؛ الجسر الأول ويبلغ طوله 69 ويصل المتحف مع أبراج الإمارات، والجسر الثاني يربط المتحف بمحطة مترو أبراج الإمارات ويبلغ طوله 212 متراً.
- وتحيط بالمتحف حديقة مزودة بنظام ري آلي وتحتوي على ما يقارب 80 ألف نوع من النباتات.
3. الهدف من إنشاء متحف المستقبل:
قال صاحب السمو حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "هدفنا ليس بناء معجزات هندسية، هدفنا بناء معجزات بشرية تستطيع استخدام المتحف لبناء مستقبل أفضل. ودبي مستمرة في البناء، الإمارات مستمرة في الإنجاز، العالم مستمر في الحركة والتقدم لمن يعرف ماذا يريد".
فالهدف من إنشاء متحف المستقبل هو جعله مساحة لعرض الخدمات والمنتجات المبتكرة في عالم التكنولوجيا ولا سيما مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي وعلاقتها بالإنسان وكيفية الاستفادة من تلك التكنولوجيا، كما سيعمل المتحف على ربط مبادرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأحدث الاكتشافات المعرفية والتقنية وفقاً لنظرة استشرافية مستقبلية وبما يحقق العدالة في مشاركة هذه الاكتشافات، وكذلك رعاية المشاريع والمعارض التي من شأنها خدمة المجتمع ليس فقط المحلي؛ وإنَّما العالم العربي أيضاً.
بالإضافة إلى الاستثمار في المجال المعرفي والتقني بما يعود بالنفع على البشرية جمعاء؛ فهو معرض دائم لاستعراض مستقبل البشرية في كافة المجالات، ومحطة رئيسة لاستقبال كافة أنواع المؤتمرات؛ إذ إنَّه من المتوقع أن يكون من أهم الوجهات السياحية في العالم إن لم يكُن أهمها، فهو أول متحف من هذا النوع في البلاد العربية والشرق الأوسط.
4. تاريخ الافتتاح:
أُعلِن عن فكرة متحف المستقبل في الرابع من شهر آذار/ مارس في عام 2015، وكان من المقرر افتتاحه في عام 2021، لكن افتُتح في يوم الثلاثاء الموافق 22/2/2022.
5. كلفة الإنشاء:
أُنشِئ بكلفة 136 مليون دولار أمريكي؛ أي ما يعادل 500 مليون درهم إماراتي.
6. أقسام المتحف الرئيسة:
- القسم الأول: يركز في دور الروبوت والذكاء الصناعي في مساعدة الإنسان وتحسين قدراته ليستطيع تحسين حياته.
- القسم الثاني: يركز في دور الروبوت في مساعدة الإنسان وتقديم الخدمات المختلفة له.
- القسم الثالث: يركز في إمكانية استخدام الذكاء الصناعي في إدارة الأنشطة الإدارية والمالية.
متحف المستقبل في دبي هو رحلة ملهمة عبر المستقبل:
تنتظر زائري متحف المستقبل تجارب استثنائية لاستكشاف آفاق جديدة من مستقبل الإنسانية؛ إذ يوجد في داخله خمس تجارب هي:
1. معرض المحطة الفضائية المدارية "مسبار أمل" (oss hope):
إذ تنقل التجربة الزائر في رحلة إلى الفضاء للعيش هناك ليعود إلى الأرض بعد ذلك بعد مضي 50 عاماً؛ أي في عام 2071 ويجد أنَّ الإنسان يبحث عن وسائل استدامة موارد كوكب الأرض.
2. معرض مختبر "إعادة تأهيل الطبيعة":
بعد رحلة الزائر إلى الفضاء يعود إلى الأرض فيستقبله المختبر الذي يوظف تقنيات محاكاة الواقع لزواره بإجراء تجارب تفاعلية.
3. معرض الواحة:
بعد خروج الزائر من المختبر يتوجَّه إلى الواحة التي تحرِّك فيه مشاعره وتجعله يشعر بالسلام الداخلي بمعزل عن العوامل الخارجية.
4. معرض أبطال المستقبل:
هو جزء خاص بالأطفال دون سن العاشرة؛ إذ تركز نشاطاته في مهارات محددة، منها التفكير النقدي والفضول والثقة والإبداع والتعاون عبر استخدام ألعاب وتحديات.
5. معرض المستقبل اليوم:
المكان الذي تشارك فيه الشركات والجامعات والمخترعون نظرتهم إلى السنوات المقبلة للإنسانية.
أهمية متحف المستقبل في دبي:
- السياحة: إمارة دبي من أهم الأماكن السياحية في العالم؛ إذ أعلنت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي عن أنَّ عدد السياح الوافدين إلى الإمارة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 قد بلغ 3.85 مليون سائح وحوالي المليون وثلاثمئة ألف سائح في الربع الأخير من عام 2020، كما أظهر التقرير أنَّ روسيا والهند والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا تأتي في قائمة الدول الأكثر زيارة لإمارة دبي؛ ويرجع ذلك إلى كثرة المعالم السياحية الهامة فيها مثل برج خليفة ودار أوبرا دبي وغيرها، والآن يُضاف إليها معلم سياحي هام جداً هو متحف المستقبل الذي يُعَدُّ معجزة هندسية معمارية يجمع بين الأصالة العربية والطموح لبناء المستقبل في دولة الإمارات العربية والعالم أجمع، ويتوقع القائمون عليه أن يستقطب سنوياً حوالي المليون زائر.
- استعادة أمجاد الماضي والعصر الذهبي إلى العالم العربي والإسلامي الذي كان سابقاً في إسهاماته الكبيرة في رحلة العلم والمعرفة للبشرية؛ إذ تسعى دولة الإمارات إلى تشجيع العرب على استعادة مكانتهم العلمية التي فقدوها نتيجة ما ألمَّ بهم من ظروف سياسية واقتصادية.
- يتميز متحف المستقبل عن باقي متاحف العالم بأنَّ جميع تلك المتاحف تعرض تاريخ وإنجازات البشرية في الماضي، ولكنَّ متحف المستقبل هدفه المستقبل؛ إذ يوفر حاضنة للمشاريع المستقبلية والتطورات التكنولوجية والتقنية.
- قيمة علمية وحضارية تُضاف إلى مخزون إمارة دبي، فهو مكان لاستقطاب نوابغ العلم والحداثة.
- يُعَدُّ المتحف بمنزلة ورشة عمل لتبادل آخر ما توصَّل إليه العلم في مجال التكنولوجيا والتقنيات.
الخلاصة:
أخذت إمارة دبي قرارها بطريق النهضة في شتى المجالات منذ سبعينات القرن الماضي، وقد حقق هذا القرار أهدافاً كبيرة من خطتها وجعلها في مصاف الدول المتقدمة وقادها إلى إحداث تنمية اقتصادية انعكست على مستوى دخل شعبها ورفاهيتهم، ويمثل متحف المستقبل خطوة هامة وكبيرة في طريق هذه النهضة، فهو إعجاز حضاري معماري فكري ومعرفي سيشارك في صناعة تكنولوجيا المستقبل؛ فهو صرح يحق لمدينة دبي الفخر به.
المصادر: 1
أضف تعليقاً