ما هي السياحة؟ ومن هم السياح؟
هناك الكثير من التعاريف للسياحة، حيثي يمكن تعريف السياحة بأنها: انتقال الأفراد من بلد إلى آخر، واستمرار وجودهم في ذلك البلد لأكثر من يوم، وقيامهم فيه بمجموعة من النشاطات الاقتصادية والحضارية والثقافية.
تعرف السياحة لغة بأنها: الضرب في الأرض، أي انتقال وابتعاد الفرد عن مكان السكن أو مواقع العمل أو الحروب؛ سواء داخل دولة الفرد نفسها، أم حول العالم، أم حتى داخل إقليم معين.
عرفت منظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة السائح بأنه: الشخص الذي يبتعد مسافة 80 كيلو متر على الأقلِّ عن منزله، ليتواجد في مكان ما لمدة 24 ساعة؛ وذلك بغرض الحصول على وسائل الترفيه المختلفة التي تشمل: الإجازات، والرياضة، والاستجمام.
تعرف السياحة الخاصة بالسياحة القومية الأمريكية بأنها: الأفعال والتصرفات والنشاطات كافة، والتي يمارسها الفرد خلال فترة ذهابه في رحلات خارج المنزل، أو بعيداً عن المدينة، أو لأي هدفٍ آخر؛ باستثناء الرحلة التي يقوم بها الفرد بهدف الذهاب اليومي إلى العمل.
أركان السياحة:
تشير أركان السياحة إلى العناصر الأساسية التي تدعم وتشكل قطاع السياحة، مما يجعله قادرا على الازدهار وتحقيق النجاح. هذه الأركان مترابطة وتعمل معا لإنشاء صناعة سياحية قوية ومزدهرة تجذب الزوار وتوفر لهم تجربة غنية وممتعة، وبدون توفر هذه الأركان مجتمعة سيكون هناك الكثير من السلبيات في قطاع السياحة. تتضمن هذه الأركان، ما يلي:
1. وسائل النقل:
تعد وسائل النقل من الركائز الأساسية لإتمام السياحة، وهناك ارتباط وثيق بين وسائل النقل والقطاع السياحي، فكلما تطورت وسائل وطرائق النقل، كانت السياحة أكثر نجاحاً وتطورا.
تتضمن وسائل النقل ثلاثة أنواع، هي:
1. وسائل النقل الجوية:
تشمل جميع أنواع الطائرات.
2. وسائل النقل البرية:
تتضمن القطارات، والسيارات، والحافلات، والدراجات الهوائية.
3. وسائل النقل البحرية:
تتضمن المراكب، والزوارق، والسفن، والبواخر.
2. أماكن الإقامة:
تتضمن جميع الأماكن المُستخدَمة بهدف إقامة السياح بشكلٍ مؤقتٍ طيلة فترة السياحة في البلدان أو الأماكن أو الدول التي يسافر إليها، ومن هذه الأماكن نذكر: الشقق السياحية، والفنادق، والمخيمات.
3. البرامج السياحية:
البرامج السياحية الخاصة والمحددة لكل رحلة وللسياح المشاركين فيها. من الممكن أن تشمل زيارة كل من: الحدائق، والأسواق، والمراكز التجارية، والمعالم التاريخية والدينية والأثرية؛ بالإضافة إلى المناطق العلاجية، والرياضية، والترفيهية، والطبيعية.
أنواع السياحة:
السياحة عالم واسع يمتد ليشمل مختلف الأنشطة والتجارب التي يبحث عنها المسافرون. من السياحة الثقافية والتاريخية، مرورا بالسياحة البيئية والمغامرة، إلى السياحة الصحية والفاخرة، كل نوع يقدم غنى تجربته المميزة ويعكس التنوع في تفضيلات الزوار. تقسم السياحة إلى عدة أنواع، ويمتاز كل نوع بمجموعة مميزات، ومن هذه الأنواع:
1. السياحة تبعا للهدف منها:
1. 1. السياحة الثقافية:
ترتبط السياحة الثقافية بالمواقع السياحية التي تستقطب السياح إليها بهدف مشاهدة المعالم والمظاهر الخاصة بالمجتمعات والحضارات السابقة، وتتضمن: الموسيقى، وفن العمارة، واللغة، والتقاليد.
1. 2. السياحة الرياضية:
الهدف من هذه السياحة مشاهدة المُباريات والألعاب الرياضية المختلفة، مثل: البطولات العالمية لكرة القدم؛ أو قد يكون الهدف منها السفر إلى دولة أخرى بهدف ممارسة وتطبيق أنواع مختلفة من النشاطات الرياضية كالتزلج على الجيلد على سبيل المثال.
1. 3. السياحة العلاجية:
ينتشر هذا النوع من السياحة في البلدان التي تمتلك موارد علاجية طبيعية، مثل: الآبار وعيون الماء الكبريتية الساخنة، والتي تمتلك بعض الخصائص المُفيدة في علاج بعض الأمراض؛ ويعدُّ هذا النوع من السياحة نوعاً مُستحدثاً.
1. 4. السياحة الدينية:
الهدف من هذه السياحة زيارة الأماكن والمناطق الدينية من: كنائس، ومساجد، ومعابد، وغيرها؛ وذلك للتعرف على معتقداتها وتاريخها وقيمها الروحية.
1. 5. السياحة الترفيهية:
ويقصد بها: الابتعاد عن منطقة السكن لفترةٍ زمنيةٍ معينة، والهدف منها: الترفيه والاستمتاع بممارسة الهوايات المختلفة التي يفضلها السياح، مثل: صيد السمك، ورحلات التخييم الليلي.
1. 6. سياحة المؤتمرات:
تعد سياحة المؤتمرات التطور المؤثر في قطاع السياحة، وذلك عن طريق إعداد المؤتمرات وتنظيمها على مستوى عالمي؛ وتتصف هذه المؤتمرات بضخامة حجمها، ووفرة أرباحها. ظهر هذا النوع من السياحة في نهاية القرن العشرين للميلاد؛ لذلك يتميز هذا النوع بالحداثة، ويعتمد على التطورات الحضارية المتسارعة في العالم، والتي تتضمَّن جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
2. أنواع السياحة تبعا لفترة الإقامة:
2. 1. السياحة العابرة:
تشتمل السياحة العابرة على نوعين، هما:
- أولاً، السياحة الجوية العابرة: يحدث هذا النوع من السياحة دون أيِّ تخطيطٍ مُسبَق، حيثُ يعتمد على توقُّف أو تعطُّل الطائرة بشكلٍ مُفاجىء؛ وريثما يُصلَح عطل الطائرة، توفِّر شركة الطيران السياحية رحلةً سياحيةً بديلةً للسيَّاح.
- ثانياً، السياحة البرية: يستخدم السيَّاح في هذا النوع من السياحة الطرق البرية، وحافلات النقل المُخصَّصة للسياحة.
2. 2. السياحة الموسمية:
السياحة في مواسم معينة، ونحو أماكن مُحدَّدة، مثل: سفر الحجاج إلى مكة المكرمة للحج، وسفر السياح إلى الشواطئ الساحلية في فصل الصيف.
3. السياحة تبعاً للموقع الجغرافي:
3. 1. السياحة الداخلية:
السياحة التي تتضمَّن انتقال السياح ضمن حدود دولتهم.
يجب ألا يكون السفر من أجل العمل، وإنما بهدف الترفيه والاستجمام، حيث يخرج السائح من منزله إلى أي مكانٍ آخر ضمن بلده، شريطة ألا تقل الفترة الزمنية عن ليلة واحدة.
3. 2. السياحة الخارجية (السياحة الدولية):
ويحدث فيها سفر السياح إلى بلدان أخرى غير بلدهم الأصلي، وهي من أنواع السياحات الهامة جداً، والتي تدعمها الكثير من الدول بهدف زيادة مخزون العملة الصعبة للبلاد المُستضيفة. يجب على هذه البلدان توفير وسائل سياحية وترفيهية متميزة ذات جودةٍ عالية، بالإضافة إلى خدمات أخرى.
3. 3. السياحة الإقليمية:
يحدث فيها سفر السياح من بلادهم إلى البلدان القريبة والمجاورة، ويعد هذا النوع من السياحة منخفض التكاليف غالبا، ويعود ذلك إلى إمكانية استخدام أكثر من وسيلة للنقل، إضافة إلى أن المسافة المقطوعة بين الدول تعد قصيرة نسبيا. على سبيل المثال: سفر السياح بين الدول العربية في منطقة الخليج العربي.
4. السياحة تبعاً للتنظيم وعدد السياح:
4. 1. السياحة الجماعية:
تتفق في هذا النوع من السياحة مجموعة من الأشخاص على السفر والسياحة بشكل جماعي، وذلك من خلال برنامج سياحي ينسق وينظم رحلتهم، ويحدد الأماكن التي يزورونها؛ وتصنف هذه السياحة إلى نوعين:
- أولا، السياحة المنظمة: تعتمد مجموعة السياح فيها على شركة مختصة بالسياحة لتنظيم مخطط وبرنامج سياحي.
- ثانياً، السياحة غير المنظمة: لا يوجد في هذا النوع من السياحة أي تخطيطٍ مسبق، وإنّما ينظم السياح رحلتهم بشكل ذاتي.
4. 2. السياحة الفردية:
يسافر سائح -أو عدة سياح- في هذا النوع من السياحة إلى دولة ما، وفقا لفترة العطلة المراد قضاؤها، حيث لا يوجد أي تنظيم أو تخطيط مسبَق.
فوائد السياحة:
السياحة لا تعزز فقط الاقتصادات من خلال توفير فرص العمل وزيادة الدخل القومي، بل تسهم أيضًا في الحفاظ على التراث الثقافي والتنوع البيولوجي. إنها تفتح آفاقا جديدة للتفاهم والتبادل الثقافي، مما يعزز التواصل والتقارب بين الشعوب ويغني المعرفة والتجربة الإنسانية. ومن أهم فوائد السياحة، نذكر:
1. تحقيق إيرادات مالية:
تعد هذه الفائدة من أهم الفوائد على الإطلاق، حيث يمكن أن تشكل العوائد المالية الناتجة عن قطاع السياحة جزءا هاما وكبيرا من الناتج القومي للدول؛ ولهذا السبب أصبحت الدول بشكل عام -والنامية بشكلٍ خاص- تركز وتُعطي أهمية كبيرة لهذا القطاع، وللترويج له.
2. رفع شأن الدول:
تساهم السياحة في إبراز مكانة الدولة بين باقي الدول، كما أنها تساهم في الوقت ذاته بإعلاء مكانة الدولة.
3. توثيق وتعزيز الروابط بين الدول:
يمكن للسياحة أن تساعد في توثيق وتعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين مختلف دول العالم على المدى الطويل والمتوسط.
4. زيادة فرص العمل:
تساهم السياحة في توفير فرص العمل للسكان المحليين للبلد المُضيف، إذ يحتاج السائح -حيثما يكون- إلى أنواع مختلفة من الخدمات، مثل: المحلات التجارية، والمطاعم، والفنادق، ووسائل النقل؛ وتحتاج جميع هذه الخدمات إلى موظفين للعمل فيها.
5. تعزيز عمليات الاستثمار:
تساهم السياحة في خلق فرص كبيرة للاستثمار في مختلف المجالات، منها: شبكات الطرق والسكك الحديدية؛ كما تساهم في تمويل المنشآت التعليمية والطبية.
اليوم العالمي للسياحة:
حددت منظمة السياحة العالمية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة اليومَ العالمي للسياحة، وذلك في دورتها الثالثة المنعقدة في شهر أيلول من عام 1979، في طرمولينوس - إسبانيا؛ واختارت يوم 27 سبتمبر ليكون يوم السياحة العالمي، وذلك اعتباراً من بداية عام 1980؛ بهدف زيادة وعي المجتمعات الدولية بفوائد السياحة وأهميتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.
يصدر الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية في كل عام رسالة للاحتفال بهذه المناسبة، بالإضافة إلى أنه ترأسه الاحتفالات الرسمية التي تتمثل بفعاليات حول موضوعات تختارها "الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية" بتوصية من "المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية".
أشهر المعالم السياحية في العالم:
ختاماً أعزاءنا القُرَّاء سنختار لكم بعضاً من أشهر المعالم السياحية في العالم:
- ميدان التايمز في نيويورك.
- منتجع والت ديزني في أورلاندو.
- شلالات نياجارا في أونتاريو.
- ديزني لاند طوكيو في طوكيو.
- يورو ديزني في باريس.
- الفاتيكان في روما.
- أهرامات الجيزة في القاهرة.
- سور الصين العظيم في بادالينغ.
- برج إيفل في باريس.
- تاج محل في أكرا.
- جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو.
- كاتدرائية نوتردام في باريس.
- المُنتزه القومي في واشنطن.
- الكولوسيوم في روما.
- الوادي الكبير في إريزونا.
- تمثال الحريَّة في نيويورك.
- ساحة ترافلجار في لندن.
- ديزني لاند في كاليفورنيا.
خاتمة:
منذ بداية التاريخ، كان السفر جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان. في العالم الحديث، تم استيعاب الجوانب المختلفة للسفر في كلمة منظمة "السياحة". ومع سهولة حجز السفر، نمت الصناعة بسرعة على مدى العقود القليلة الماضية. ولذلك، يصبح من المهم تقسيم الصناعة إلى أنواع مختلفة لتسهيل تحديد الغرض من كل نوع من أنواع السفر.
اليوم العالمي للسياحة هو تذكير سنوي بالأهمية الكبيرة لهذا القطاع الذي يمس جوانب عديدة من حياتنا اليومية والاقتصادية. من خلال التعرف على تعريف السياحة، التنقيب في أنواعها المختلفة، واستكشاف الفوائد المترتبة عليها، ندرك الدور الحيوي الذي تلعبه في تعزيز الترابط العالمي والتنمية المستدامة، والمغامرة التي تجلبها السياحة إلى حياتنا.
أضف تعليقاً