أسرع حل لتحقيق السعادة

كلنا ندعي أنَّنا نريد السعادة، ومع ذلك، فإنَّ معظمنا غير سعداء، فنحن نشتكي في كلِّ وقت، ونتشاجر مع أفراد الأسرة، ونتنافس مع زملاء العمل، ونصرخ في وجه السائقين الآخرين في زحمة المرور، وننظر بازدراء إلى الناس في الشارع، وجميعنا يفعل ذلك؛ لأنَّنا بشر.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تجربته في تعزيز البهجة والسعادة.

جميعنا نعرف كيف نعيش حياةً سعيدة، فصيغة السعادة ليست سراً، ونعلم جميعاً أيضاً أنَّ المال أو المكانة أو الشهرة أو الاحترام لا يجعلوننا سعداء؛ فالسعادة هي حالة ذهنية، إنَّها شيء يأتي ويذهب.

كيف تحقق السعادة؟

أنا دائماً صادق بشأن هذه الأشياء؛ ففي بعض الأيام لا أشعر بالسعادة؛ بل أرغب في المزيد، وأعتقد أنَّ هذه سمة عامة بين الأشخاص المتفوقين، وإذا كنت تقرأ هذا، فأنت منهم، ومن المحتمل أنَّك تسعى حالياً إلى تحقيق شيءٍ ما، وربما يكون واحداً من هذه الأشياء:

  • شراء منزل.
  • الحصول على وظيفة جديدة أو ترقية.
  • بدء عمل تجاري وتحقيق الحرية.
  • تنمية عملك.
  • الحصول على المزيد من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • شراء سيارة جديدة.
  • الاستقرار أو إنجاب الأطفال.
  • الذهاب إلى مطعم معين.
  • السفر إلى بلد مختلف.

قائمة الرغبات البشرية ليست طويلة؛ إذ يطمح معظمنا إلى تحقيق الأشياء نفسها، فنحن كائنات بسيطة، لكن هل تعلم ما نحن أيضاً؟ نحن جاحدون؛ نعم نحن كذلك، لهذا السبب نتصرف بالطريقة التي ذكرتها في بداية هذا المقال، فإذا كنت ممتناً لما لديك، فلماذا تشتكي؟

أنا لا أحب أن ألوم أحداً، وأكره الإشارة إلى شيء ما أو شخص ما وأقول: "هذا خطؤك"، لكن لنكن واقعيين، فنحن بوصفنا مجتمعاً، ناكرين للجميل، وقد حان الوقت لتغيير ذلك.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

الامتنان هو الحل الذي تبحث عنه:

كلُّنا نرغب في أن نستيقظ سعداء، وأن نذهب إلى عملنا سعداء (إضافة إلى استمرار شعور السعادة في أثناء العمل)، وأن نعود إلى المنزل سعداء أيضاً، ونتشارك هذا الشعور مع صديق أو شريك أو عائلة.

بإمكانك تحقيق كلِّ ذلك، فكن ممتناً وشاكراً فقط، ستعرف الحل عندما تكون ممتناً؛ إذ يمنحك هذا الشعور الرضى والقناعة والسعادة، وستحصل أيضاً على حياة أفضل، فيَنعمُ بالخير أولئك الذين يقدرون ما لديهم، ولم يعبر عن ذلك أحد أفضل من أوبرا وينفري (Oprah Winfrey) مُقدِّمة البرامج الحوارية الأمريكية حين قالت: "كن شاكراً لكلِّ ما لديك، ستحصل في النهاية على مزيد من النعم؛ فإذا ركزت على ما ليس لديك، لن يكون لديك ما يحقق لك القناعة أبداً".

على النقيض من ذلك، عندما لا تُقدِّر ما لديك أو ما يفعله الناس من أجلك، ستشعر بالمرارة والاستياء، وتدفع الأشخاص الإيجابيين بعيداً عنك، وسوف تحيط نفسك فقط بمجموعة من الناس غير الممتنين؛ وبالنسبة إلي تُعدُّ هذه وصفة لأسوأ حياة على الإطلاق.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

ماذا لو كان الناس في حياتي جاحدين؟

حاول أن تشاركهم سبب أهمية الامتنان، لكن لا تحاول إقناعهم لأنَّ الناس لا يستجيبون أبداً، فنحن نغير أنفسنا فقط عندما تكون لدينا الرغبة في التغيير، فما عليك سوى إلقاء نظرة على درجة نجاح محتوى تحسين الذات هذا، فلا أحد يغير حياته فقط بسبب مقال؛ بل أنت تتغير لأنَّ لديك رغبة في التغيير، وقد يكون المقال أو الكتاب أو أيُّ مقطع فيديو بمنزلة شرارة لهذا التغيير فقط.

يمكنني كتابة ملايين المقالات، لكن بعض الناس لن يتغيروا أبداً، لقد لمست ذلك عن قرب أيضاً؛ فعلاقتي الأخيرة لم تنجح لأنَّ زوجتي لم تكن ممتنة لأيِّ شيء في حياتها، لقد كنا مختلفين للغاية، وقد تغيرت إلى حدٍّ ما خلال الوقت الذي كنا فيه معاً؛ لكن مع ذلك، كان لدينا منظورٌ مختلف عن العالم.

لديك ثمن تدفعه مقابل عيش الحياة بطريقة معينة، فمعظم الناس ليس لديهم فلسفة للحياة، ولهذا ثمنٌ أيضاً؛ لكنَّني لن أحيد عن قيمي الأساسية؛ إذ إنَّه من الأفضل بكثير العثور على أشخاص يشاركونك القيم نفسها؛ لأنَّ محاولة إلهام الآخرين للتغيير نحو الأفضل هي مضيعة لجهودك، وفي الواقع، إنَّها سذاجة.

أنا لا أستخف بهذا الأمر، فجودة حياتك على المحك، أنا أمد يد العون لجيراني، وأحب هذا النوع من العمل؛ لكنَّني لا أسمح للجاحدين دخول حياتي، فقد ابتعدت عن أفراد الأسرة والأصدقاء بسبب ذلك، وقد أراهم مرة أو مرتين في السنة، لكن لا توجد علاقة تربطني بهم؛ إنَّهم يسببون لي إحباطاً وإزعاجاً؛ لذا أتجاوزهم ولا أدعهم يفعلون ذلك.

الحياة جميلة، تعامل مع كلِّ وجبة طعام تتناولها بوصفها أفضل وجبة تناولتها على الإطلاق، وقدِّر الناس في حياتك، وكن ممتناً وشاكراً دائماً، وتذكَّر أنَّهم يستطيعون أيضاً ألا يفعلوا ما تفعله؛ لذا، مهما كان ما يقدمه لك الآخرون صغيراً، ردَّ الجميل لهم بتقدير كبير.

قدِّر سائق الحافلة أو المضيفة التي تقدم لك مشروباً، وقل شكراً لرئيسك في العمل، والأهم من ذلك، أن تقدِّر مكانتك التي وصلت إليها، وأن تكون ممتناً لوجود والديك إلى جانبك، واشكرهما على تربيتك لتكون شخصاً راشداً ومستقلاً.

إقرأ أيضاً: 9 أنواع من الأصدقاء ابتعد عنهم تماماً

في الختام:

في كلِّ سنواتي من القراءة والحديث عن الحياة الجيدة، لم أرَ أبداً أيَّ شيء له تأثير في جودة حياتنا أكثر من الامتنان؛ لذا تعامَل مع هذا الشعور على أنَّه سر؛ ولا داعي لإخبار الآخرين عنه، فبعض الناس لا يرضون بما لديهم أبداً؛ وبعضهم الآخر ليس لديهم توقعات ويقدرون كلَّ شيء في حياتهم؛ فكن منهم، وتجنَّب الجاحدين.




مقالات مرتبطة