أسباب العقم عند المرأة وأهم الطرق لعلاجه

يُعتبر العقم من أكثر المشاكل الصحيّة التي يُعاني منها بعض النساء في العالم، والتي تمنعهم من تحقيق حلم الأمومة والإنجاب، وعادةً ما يحدث هذا العقم نتيجة عدة أسباب قد تكون مرضيّة، أو نتيجة اتّباع المرأة لبعض العادات اليوميّة الخاطئة التي تضعف من خصوبتها، فيما يلي سنُسلّط الضوء على هذا الموضوع المهم، وسنتحدّث عن أهم أسباب العقم عند المرأة، والعلاجات الطبيعيّة الفعّالة لعلاج هذهِ المشكلة.



أولًا: العقم عند المرأة وأنواعهِ

العقم عند المرأة هو حالة من الاضطرابات تحدث للنساء لأسباب عديدة قد تكون معروفة أو مجهولة، حيث تنخفض خصوبة السيّدات بشكل طبيعي بدايةً من سن 30 تقريبًا عندما يحدث إنخفاض في كمية ونوعية البويضات، وأظهرت الأبحاث أنّ سيّدة من بين كل سبع سيدات تتراوح أعمارهن بين 30 و34 سيكون لديهم مشكلة في الحمل، وبين 35 و39 تتغير النسبة إلى واحدة بين كل خمس سيدات، وحينما تصل السيدة إلى ما بين 40 و45 عام تصبح النسبة واحدة بين كل أربع سيدات.

ويقسم العقم عند المرأة إلى نوعين:

  • العقم الأولي:

 وهو العقم الذي يُصيب المرأة منذ بداية حياتها الجنسيّة أو زواجها، والتي تعود أسبابه عادة لأمراض غدية أو هرمونية، أو لعدم نضوج الأعضاء التناسلية لأسباب تكوينية، وترتفع نسبة العقم الأولي في البلدان الباردة.

  • العقم الثانوي:

وهو الذي يُصيب المرأة بعد إنجاب طفل أو طفلين أو بعد إجراء عملية إجهاض لها، وينجم عن مضاعفات الولادة، أو الإجهاض، وجميع الإلتهابات التي قد تصيب الرحم والنفرين، وترتفع نسبة العقم النسبي الثانوي في البلدان النامية.

ثانيًا: أعراض العقم عند المرأة

عدم القدرة على الإنجاب بعد مرور عدة أشهر على الزواج وقد تصل إلى أكثر من سنة يدلّ على أنّ المراة قد تكون مصابة بمشكلة العقم، كما وأنّ هناك بعض الأعراض الأخرى التي تدل على العقم عند المرأة كأن تكون دورة الطمث لديها طويلةً جدًا من 35 يوم أو أكثر، أو قصيرة جدًا أي أقل من 21 يوم، أو غير منتظمة أو الدورة الغائبة التي لا تأتي كل شهر، بحيث لا تحدث عملية التبويض الطبيعيّة، وفي حالاتٍ كثيرة لا يكون هناك أي علامات أو أعراض للعقم.

ثالثًا: أهم الأسباب التي تؤدي لإصابة المرأة بالعقم

1- المشاكل الهرمونيّة:

عادةً ما يحدث في جسم المرأة بعض التغيّرات الهرمونية الطبيعيّة التي تؤدي إلى إطلاق البويضة من المبيض وزيادة سمك بطانة الرحم للتمهيد لعمليّة الإخصاب والتلقيح، ولكن في حال كانت المرأة تعاني من مشاكل هرمونيّة ومشاكل في إفراز بعض الهرمونات الضروريّة لهذهِ العملية فإنّ هذا يؤثر بقدرتها على الحمل والإنجاب.

إقرأ أيضاً: اضطراب الهرمونات عند المرأة وطرق الوقاية منه

2- ضعف وحدوث مرض في قناة فالوب:

عند إنتاج البويضات في المبايض يتم حملها إلى الرحم وذلك عبر قناة فالوب كي يتطوّر الجنين داخل رحم الأم، ولكن في حال حدوث أي مرض أو ضعف في قناة فالوب فإنّ هذا يؤثر بالقدرة الإنجابية للمرأة، ويحول دون قدرة الحيوانات المنويّة من الوصول إلى البويضة.

3- مشاكل في عنق الرحم:

إنّ كل المشاكل التي تُصيب عنق الرحم تؤثر على القدرة الإنجابيّة للمرأة، حيث أنّها تمنع الحيوانات المنويّة من عبور قناة الرحم، لحدوث عمليّة التلقيح.

4- مشاكل الإباضة:

يحدث العقم في كثيرٍ من الأحيان نتيجة خلل في الإباضة، حيث تعاني العديد من النساء من انعدام إطلاق البويضات بشكلٍ تام، أي خلال الدورات الشهريّة جميعها، وقد تعاني بعض النساء من إطلاق البويضات خلال بعض الدورات الشهريّة وليست جميعها، وهذا ما يؤدي إلى فشل حدوث عمليّة التلقيح، وعادةً ما تحدث مشاكل الإباضة نتيجة إصابة المرأة بمشاكل في الغدة الدرقيّة، أو بسبب فشل المبايض المبكر، أو الإصابة بمتلازمة تكيُّس المبايض.

5- مشاكل مخاط عنق الرحم:

يجب أن يكون مخاط عنق الرحم خفيفًا لدرجة كبيرة، وذلك لكي تتحرّك الحيوانات المنوية بسهولة للوصول إلى البويضة وحدوث التلقيح، ولكن في حال كان هذا المخاط لزجًا ومصابًا بأي مشكلة في التركيب، فإنّ هذا يُعيق عمليّة التلقيح ويؤدي لإصابة المرأة بالعقم.

6- الأورام الليفيّة:

وعادةً ما تكون هذهِ الأورام حميدة وغير سرطانيّة، ولكنّها تؤثر سلبًا بقدرة المرأة على الحمل والإنجاب، وذلك لأنّ هذهِ الأورام الليفيّة تحول دون التصاق البويضة المُخصبة بالرحم، أو قد تتسبّب في انسداد قناة فالوب، وذلك في حال كانت كبيرة .

7- تشوّهات الرحم:

وهي من أصعب أنواع العقم التي قد تعاني منهُ المرأة، إذا أنّ شكل الرحم الغير طبيعي يؤدي إلى عدم انغراس البويضات المخصّبة بالإضافة إلى أنّ شكله الغير طبيعي يؤثر في إمكانيّة استمرار الحمل، أي التعرّض للإجهاض المُتكرر.

إقرأ أيضاً: تشوهات الرحم: أنواعها وطرق علاجها

8- وجود ندب في الرحم:

إنّ تعرّض الرحم لأي نوع من الندب يؤثّر على عمليّة التلقيح ويمنع حدوثها، وعادةً ما تحدث هذه الندب نتيجة وجود جروح سابقة في الرحم، أو إلتهابات، أو خضوع المرأة لعمليات جراحيّة في الرحم.

9- استخدام بعض الأنواع من الأدوية:

هناك بعض الأنواع من الأدوية الطبية التي تتسبّب في إصابة المرأة بمشكلة العقم، المؤقت أو الدائم، كأدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، الخضوع للعلاج الكيميائي، استخدام مضادات الذهان، دواء السبيرونولاكتون، وتعاطي المخدرات.

رابعًا: عوامل تزيد من خطر تعرّض المرأة لمشكلة العقم

1- السن:

حيث تتراجع وتنخفض جودة البويضات وكمياتها كلّما تقدمت المرأة في العمر، ويزيد معدّل الجُريبات في منتصف الثلاثينيات تقريبًا، وهذا ما يجعل الحمل أكثر صعوبّة، ويزيدُ من احتمال التعرض للإجهاض.

2- التدخين:

إنّ التدخين يزيد من معدّل تعرّض المرأة لمشكلة العقم والإجهاض المتكرر، وذلك لأنّ المواد التي تدخل إلى الجسم عن طريق التدخين بأنواعه المختلفة، يؤدي إلى إتلاف عنق الرحم وقناة فالوب، كما وتؤدي إلى استنفاذ البويضات في مراحل مبكرة.

إقرأ أيضاً: التدخين والأضرار التي يُسببها للمرأة الحامل والجنين

3- الوزن الزائد:

يؤثر وزن المرأة الزائد أو نقصان الوزن بشكلٍ كبير إلى الحد من قدرة المبايض على العمل السليم، وبالتالي عدم انتظام الإباضة الضرورية لحدوث الحمل.

4- الأمراض الجنسيّة:

إنّ الأمراض الجنسيّة التي تصيب المرأة نتيجة ممارستها للعلاقات الجنسيّة غير الشرعيّة تؤدي لإصابتها بمشكلة العقم، مثل مرض الكلاميديا، والسيلان.

إقرأ أيضاً: أكثر الأمراض النسائيّة انتشارًا وطرق علاجها

5- شرب الكحول:

تؤثر المشروبات الكحوليّة بكل أنوعها على قدرة المرأة الإنجابيّة وخصوبتها، وبشكلٍ خاص في حال كانت مدمنة على شرب هذهِ المشروبات بشكلٍ يومي، وبكميات كبيرة.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب تقف وراء تعرض الحوامل للإجهاض

خامسًا: نصائح لوقاية المرأة من الإصابة بالعقم

1- الحفاظ على الوزن الطبيعي:

لكي تقي المرأة نفسها من الإصابة بمشكلة العقم عليها أن تحافظ على وزن صحي طبيعي بعيدًا عن الإصابة بالسمنة الزائدة أو النحافة المفرطة، ويكون هذا عن طريق تناول الغذاء الصحي، وممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة.

2- الإقلاع عن التدخين:

لا شيئ من الممكن أن يؤثر سلبًا على خصوبة المرأة أكثر من التدخين، لهذا على المرأة أن تتجنّب كل أشكال التدخين، وأن تبتعد عن الجلوس في كل الأماكن التي يكثرُ فيها التدخين السلبي.

3- التوقّف عن شرب الكحول:

خلال فترة محاولات الحمل على المرأة أن تتوقف عن شرب أي نوع من الكحول الضارة، وبأي كمية مهمة كانت بسيطة، وذلك لأنّ الكحول تؤثر على عمليّة التبويض وتتسبّب في منع حدوث الحمل.

4- تقليل التوتر:

أكدّت العديد من الدراسات العلميّة بأنّ تعرّض المرأة لعوامل القلق والتوتر اليومي، يؤدي لإصابتها بمشكلة العقم وعدم القدرة على الإنجاب، لهذا على المرأة أن تبتعد عن كل ما قد يُسبّب لها التوتر وذلك في حال كانت ترغب بالإنجاب بشكلٍ سريع وطبيعي.

إقرأ أيضاً: 4 أمور عليكِ الابتعاد عنها خلال فترة الحمل

5- التقليل من الكافيين:

إنّ كثرة تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، يؤي مع الأيّام لضعف عمليّة التبويض في رحم المرأة، لهذا يجب التقليل قدر الإمكان من شرب الشاي أو القهوة خلال اليوم، والاكتفاء بشرب كوب أو كوبين فقط.

6- النوم الصحي:

إنّ السهر الطويل وعدم حصول الجسم على ساعاتٍ كافية من النوم يحدّ من قدرة المبايض على العمل الصحيح، ويتسبّب كذلك في إصابة المرأة بمشكلة اضطراب الهرمونات التي تؤدي إلى العقم، لهذا على المرأة أن تنام خلال ساعات الليل، ولمدة لا تقل عن 8 ساعات.

7- الغذاء الصحي:

على المرأة أن تواظب على تناول الغذاء الصحي الغني بالمعادن والفيتامينات الصحيّة كالزنك، الحديد، السيلينيوم، وأن تبتعد عن تناول الغذاء الضّار كالأطعمة المقليّة، الوجبات الجاهزة، والحلويات.

إقرأ أيضاً: 5 علامات تدل على أنّك تتناول الطعام الصحي

8- ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء:

تساعد هذهِ الأنواع من التمارين على سحب كل الطاقة السلبيّة التي تُسبّب التوتر والضغط للمرأة، وتساعد على استرخاء الجسد والعقل، ممّا يُسهّل عمليّة التبويض لحدوث الحمل بشكلٍ سريع، لهذا على المرأة أن تحرص على ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء بشكلٍ إسبوعي وتحت إشراف المدرب المختص.

سادسًا: وصفات وأعشاب طبيعيّة لعلاج مشكلة العقم عند المرأة

1- عشبة الجنسنج:

تساعد عشبة الجنسنغ على زيادة مستوى هرمون الأستروجين الذي يُحفّز المبايض على العمل بشكلٍ سليم وطبيعي، وتستخدم العشبة عن طريق شرب منقوع جذور الجنسنغ بشكلٍ يومي.

2- البطاطا البرية الحلوة:

تزيد هذه البطاطا من إفراز جسم المرأة لهرمون البروجستون وهذا ما يُساعد على تنظيم عمليّة الإباضة، وزيادة الخصوبة، وعلاج كل مشاكل العقم، لهذا يجب على المرأة أن تتناول ثمرة أو ثمرتين من البطاطا الحلوة البرية يوميًا.

3- أغصان الهليون:

تزيد أغصان الهليوم من خصوبة المرأة بشكلٍ كبيرٍ جدًا، وتعمل كذلك على تنشيط الجهاز التناسلي لديها، وعلى تنظيم هرمونات الجسم، كما وتساعد هذهِ الأغصان في الوقاية من الإجهاض المتكرر للأجنة.

4- البرسيم الأحمر:

يتميّز البرسيم الأحمر باحتوائهِ على نسبةٍ مرتفعة جدًا من عناصر المغنيسيوم والكالسيوم، هذه العناصر التي تلعب دورًا أساسيًا في زيادة خصوبة المرأة وتنشيط علميّة التبويض.

5- نبات القرّاص:

يُساعد نبات القرّاص على تقوية الرحم وتحسين وظائف الغدّة الدرقيّة، كما ويُحافظ على صحة الجنين ويحميهِ من الإصابة بالضعف والإجهاض، ويُستخدم هذا النبات عن طريق تناولهِ نيئًا، أو عن طريق شرب منقوع القراص.

6- أوراق التوت الأحمر:

تحتوي أوراق التوت الأحمر على نسبةٍ كبيرة من عنصر الكالسيوم الذي يزيد من نسبة التبويض ويعمل على تنشيط الرحم، وعلاج مختلف المشاكل التي تسبب العقم للمرأة، ويستخدم عن طريق غليهِ بالماء وشرب كوب واحد بشكلٍ يومي.

7- جذور العرق سوس:

تساعد جذور العرق سوس على تنظيم الهرمونات في جسم المرأة، وعلى تنشيط الدورة الشهريّة، لهذا فهي فعّالة في علاج كل الأسباب التي تؤدي لإصابة المرأة بالعقم، لهذا على المرأة أن تتناول كوب من شراب العرق سوس يوميًا.

8- الزنجبيل:

يُساعد الزنجبيل على تحسين عمليّة التبويض السليم عند المرأة، لحدوث عملية الحمل السريع، ويُستخدم عن طريق غلي الزنجبيل في الماء، وشرب كوب منهُ يوميًا وبالتحديد في اليوم الخامس من بدء الحيض.

إقرأ أيضاً: فوائد الزنجبيل السحرية

 

وفي النهاية نتمنى من كل إمرأة أن تتقيّد بكل النصائح المهة التي قدمناها لها في هذهِ المقالة، وذلك لكي تحافظ على صحتها الإنجابيّة، وتتخلّص من مشكلة العقم.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة