أسباب الشحنات الكهربائية في الدماغ عند الأطفال والكبار
مرض الشحنات الكهربائية في الدماغ هو مرض عصبي شائع بين الكبار والصغار، وتشير الإحصاءات إلى تزايد وارتفاع الإصابة فيه يوماً بعد يوم، وتوجد أسباب كثيرة للشحنات الكهربائية في الرأس، فمنها ما هو سبب خارجي ومنها ما هو سبب داخلي، ولمعرفة ذلك تابعوا قراءة هذا المقال.
نظرة عامة عن الصرع والشحنات في الدماغ:
هي حدوث سريع ومفاجئ لنشاط كهربائي في خلايا الدماغ، لا يمكن للمصاب السيطرة عليه، ومن الممكن أن يعمل على تغيير مشاعر وسلوكات وحركات الإنسان المصاب به، وقد يحدث هذا النشاط الكهربائي أكثر من مرة خلال 48 ساعة، وعندئذ يُطلَق على هذه الحالة بالصرع.
تختلف المدة التي تؤثر فيها نوبة الكهرباء في الشخص وتتراوح ما بين 30 ثانية وحتى دقيقتين، وفي حال زادت عن ذلك يجب إسعاف المصاب لأقرب مركز طبي تجنُّباً لنتائج النوبة التي قد تسبب الوفاة، ومن أبرز المشكلات التي قد تلحق بنوبة الشحنات الكهربائية:
- الإصابة بكسور أو حوادث نتيجة فقدان الوعي والسقوط أرضاً.
- مشكلات نفسية نتيجة الإحراج أو الانزعاج من النوبة.
دائماً ما تسبب نوبات الكهرباء في الدماغ اضطرابات في حياة الفرد اليومية؛ لذا لا بد من التعامل مع هذا المرض بجدية وتحت إشراف طبي ودوائي، وسنتعرف فيما يأتي إلى أهم أسباب الشحنات الكهربائية في الرأس عند الأطفال والكبار.
أسباب الشحنات الكهربائية في الدماغ عند الأطفال:
كما ذكرنا آنفاً إنَّ الشحنات الكهربائية في الرأس قد تحدث لكل الناس وفي مختلف الأعمار، ولكن دائماً ما توجد أسباب تحرض أو تكون سبباً غير مباشر لحدوثها، وإليكم أهم أسباب الشحنات الكهربائية في الدماغ عند الأطفال.
- إصابة الأطفال بحمى شديدة.
- إصابة الدماغ أو خلاياه أو السائل المحيط به بصدمة أو فيروس أو جرثوم، كالتهاب الدماغ والسحايا.
- الأمراض الالتهابية الشديدة مثل الإنفلونزا وكوفيد 19.
- قلة نوم الطفل.
- إصابات الرأس بحوادث قوية تسبب نزيفاً داخلياً، قد تنتج عنها الشحنات الكهربائية في الرأس.
- بعض الأدوية يكون لها تأثير مباشر في عمل الجهاز العصبي، ومن المحتمل أن تسبب كهرباء في الدماغ.
- عوامل وراثية وجينية مكتسبة من أحد الأبوين أو كلاهما، وتعد من أبرز أسباب الشحنات الكهربائية في الدماغ عند الأطفال.
- الجفاف ونقص الرطوبة بالهواء المحيط.
- اختلال الشوارد والسكريات في دم الطفل وخلاياه.
- التعرض للدغات الحشرات السامة والأفاعي.
- حالات التسمم الناتجة عن المواد الكيميائية الضارة أو الأدوية.
- تعرُّض الأم في فترة الحمل لبعض المشكلات الصحية، أو نقص في غذائها أو نقص أوكسجين التنفس للطفل في أثناء الولادة، يعد من أهم أسباب الشحنات الكهربائية في الدماغ عند الأطفال.
أسباب الشحنات الكهربائية في الرأس عند الكبار:
إنَّ الخلايا العصبية الدماغية تولِّد شحنات عصبية ترسلها وتستقبلها، وهذا يسمح بتواصل الخلايا فيما بينها، ومن الممكن أن يسبب شيء ما إلى تعطل هذا التواصل، وهذا يسبب النوبات الكهربائية في الدماغ، وإليكم أهم أسباب الشحنات الكهربائية في الرأس عند البالغين.
1. تناول الأدوية:
- يؤدي تناول الأدوية المدرة للبول إلى نقص شوارد الصوديوم والبوتاسيوم والكلور في الدم، وهذا يسبب الشحنات الكهربائية.
- تناول أدوية الاكتئاب أو المسكنات القوية.
- تناول الأدوية المساعدة للإقلاع عن التدخين يسهل حدوث شحنات كهربائية دماغية.
2. المخدرات والمشروبات الغولية والروحية:
- تعاطي العقاقير والأدوية المخدرة غير المشروعة مثل الكوكائين والكبتاغون يسبب حدوث النوبات الكهربائية، وقد تسبب الكحوليات ذلك.
- الانقطاع المفاجئ عن تناول الكحول أو أدوية التخدير القوية دون إشراف طبي.
- يسبب تعاطي كميات كبيرة من المخدرات أو المشروبات الغولية تسمماً كيميائياً دموياً، ويؤثر سلباً في كهرباء الدماغ.
3. العوامل الخارجية المحيطة:
كثرة التعرض للأشعة والموجات الكهرومغناطيسية، مثل الجلوس الطويل والمستمر أمام الحاسوب والهاتف النقال والتلفاز، وكذلك الحرارة العالية، والجفاف والضغوطات النفسية القوية، والإصابات البالغة للدماغ، كل ذلك يعد من أسباب الشحنات الكهربائية في الرأس.
4. عوامل بنيوية وبيولوجية داخلية:
كالأسباب الوراثية والسكري والضغط، إضافة إلى الجلطات والسكتات الدماغية، أو حالات التسمم الناتجة عن فشل عمل الكلى والكبد، إضافة للأورام الدماغية السرطانية، أو وجود الكتل الدهنية الحميدة في الدماغ؛ كل ذلك يكون سبباً أو عاملاً مساعداً للشحنات الكهربائية في الرأس.
5. الأمراض العصبية والشيخوخة:
أحياناً تسبب الأمراض العصبية مثل داء باركنسون شحنات كهربائية في الدماغ، وكذلك الخرف الناتج عن التقدم بالسن وألزهايمر والتصلب اللويحي.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
من الضروري مراجعة الطبيب عندما تشتد أعراض الشحنات الكهربائية في الرأس، لتجنُّب حدوث أي عرض جانبي أو اختلاج أو تموُّت لخلايا الدماغ، والجدير بالذكر أنَّه من الضروري تناول الدواء اللازم للحد من هذه الشحنات تحت إشراف طبيب عصبي مختص، ومراجعته في حال تناول جرعات زائدة أو نسيان الجرعة، لكي لا تحدث أي اختلاطات تسبب الضرر للشخص المصاب.
يجب مراجعة الطبيب بشكل دوري لإجراء تخطيط كهربائي للدماغ، ومراقبة عمل الخلايا العصبية الدماغية، والاطلاع على معدل فرز الخلايا العصبية للشحنات الكهربائية، لضمان ديمومة عمل الدماغ والخلايا العصبية بشكل سليم، إضافة إلى ذلك يجب مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
- عندما تكون المرأة حامل، وتتلقى علاج للشحنات الكهربائية.
- تكرار حدوث نوبات الكهرباء بشكل غير طبيعي.
- فقدان الوعي، وعدم القدرة على التنفس في أثناء حدوث النوبة.
- الأفراد المصابون بسكري الدم، ومرضى القلب والضغط.
- عند الإصابة بحالات التهاب قوية، أو الإصابة بحمى.
أهم أعراض زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ:
توجد بعض الأعراض التي تدل على إصابة الشخص بنشاط كهربائي في الدماغ، بحيث تفيد هذه الأعراض بتشخيص الحالة عند الطبيب، والمساهمة في إيجاد الحل المناسب، وسنذكر لكم أهمها:
- الإحساس بالغثيان، والتقيؤ المستمر لفترة طويلة.
- الشعور باكتئاب دون معرفة الأسباب.
- انخفاض تركيز المصاب.
- اضطرابات في التنفس والسمع والرؤية.
- الإحساس بآلام في الجسم والعضلات.
- فرط في النشاط الحركي اللاإرادي، ولا سيَّما عند الأطفال.
- تشنجات بالحنجرة، واضطراب في الكلام.
- تغيير درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ.
- التبول اللاإرادي.
- الصداع وآلام مبرحة في الرأس والرقبة.
- الرعشة والتشنجات العضلية في جسم المصاب.
- اختلال وتخبط في المنظومة الكلامية، وبالأخص عند الأطفال.
- التحديق في الفراغ.
- انتفاضات غير طبيعية في الجسم ولا سيَّما بالذراعين.
- القلق والخوف.
- فوبيا وهم سبق الرؤية (ديجا فو).
علاج الشحنات الكهربائية الدماغية:
دائماً ما يفضل أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب مختص، لتدارك أي مضاعفات أو نتائج، والتي قد تحدث نتيجة الدواء المعطى، ويحتاج أغلب الأطفال إلى الدواء، حتى يتمكنوا من السيطرة على الأعراض المرافقة للمرض، بحيث تقوم الأدوية بإيقاف حدوث النوبات، ولكنَّها لا تشفي من المرض مباشرةً، ومن الممكن أن يخفف الطبيب جرعات الدواء أو يوقفها تماماً، بشرط توقف النوبات لعدة سنوات.
تشير التوقعات إلى قدرة الأطفال على التخلص من هذه الشحنات الكهربائية بحلول فترة المراهقة باحتمال قدره 50٪ على أن يحظوا برعاية جيدة، وكذلك التزامهم بالعلاج طيلة فترة الإصابة، ومن الهام التنويه إلى عدم إيقاف الدواء دون الحصول على موافقة الطبيب، فثمة احتمال لعودة هذه النوبات مرة أخرى، وتصبح الحالة أسوأ من قبل.
يمكن التقليل من هذه الشحنات من خلال الابتعاد عن مصادر الضغط، وتقليل الاقتراب من الهواتف الذكية والحواسيب والاهتمام بالنظام الغذائي قدر الإمكان، وإليكم أهم الطرائق العلاجية المتبعة طبياً للشحنات الكهربائية في الدماغ:
1. الأدوية:
توجد أدوية خاصَّة تفيد في العلاج من المرض ولكنَّها تحتاج إلى فترة من الزمن قد تكون طويلة، وتساهم هذه الأدوية في التخفيف من شدة الأعراض تباعاً، ويجب الالتزام بالجرعات المخصصة للحصول على أفضل النتائج، وذلك عندما يصل الدواء إلى الحد اللازم في جسم المريض.
2. حمية الكيتو:
قد تخفف هذه الحمية من أعراض الشحنات لدى المرضى، ويمكن القيام بها تحت إشراف طبيب عصبي وأخصائي تغذية أيضاً، ويجب أن يستمر المريض بتناول الأدوية بالتزامن مع الحمية.
3. التحفيز العصبي لخلايا الدماغ:
يوصي الأطباء بالتحفيز، وبالأخص عندما لا يستجيب المصاب مع الدواء، ويتضمن العلاج آلية معقدة، تقوم بإرسال تيارات كهربائية بسيطة للدماغ عن طريق جهاز، لتنبيهه وتحفيزه على عمله بصورة جيدة.
4. الجراحة الدماغية والعصبية:
هي الاحتمال الأخير الذي يلجأ له الأطباء، بسبب خطورته على المريض، وأضراره الجانبية، فيستأصل الطبيب مكاناً أو جزءاً محدداً من الدماغ، لإيقاف أو تقليل النوبات، وتتوقف هذه العملية على مكان الجراحة ومدى نجاحها، وكذلك موافقة المريض عليها.
في الختام:
لقد شرحنا لكم عن أسباب الشحنات الكهربائية في الدماغ عند الأطفال، وكذلك عند البالغين، ووجب التنويه إلى مراجعة الطبيب في حال حدوث أي طارئ، وعدم الاعتماد على المصادر الطبية غير الموثوقة.