أسئلة تحليل الشخصية في علم النفس
لطالما أبهرتنا الطريقة المميزة للأطباء النفسيين في تحليل شخصيات الناس، وقدرتهم على الغوص في خفايا النفس البشرية من أجل اكتشاف كلٍّ من نقاط قوتها، ومواطن ضعفها، وآليات استثارتها، واستراتيجيات تحفيزها.
غالباً ما يتحد علم الأسئلة مع لغة الجسد للوصول إلى تحليل منطقي ومنصف للشخص، ونستطيع بذلك أن نكشف عن قيم الشخص، وأولوياته، ومدى انفتاحه على العالم الخارجي، ومدى عاطفته وحساسيته، أو عقلانيته وحزمه؛ وذلك من خلال سلسلة من الأسئلة العميقة والمدروسة وحركات الجسد العفوية.
يساعدنا تحليل الشخصية على معرفة ذواتنا والآخرين أكثر؛ ممَّا يثري علاقاتنا الاجتماعية، ويسهِّل علينا الطريق للوصول إلى غاياتنا وأهدافنا؛ فالتواصل السليم مع الآخرين مفتاح النجاح في كل مفصل من مفاصل حياتنا، حيث يجب اتباع طريقة معينة من التواصل مع كل إنسان؛ وذلك نظراً إلى اختلاف السمات الشخصية بين شخص وآخر.
إذا كنت تهتم بتحليل الشخصية، والأسئلة النفسية التي تساعد على ذلك، وطريقة اكتشاف الشخص الكاذب عن طريق لغة جسده، وكيفية ضمانك التمتع بلغة جسد سليمة ومفيدة من أجل تعزيز تواصلك مع الآخر؛ فتابع معنا سطور هذا المقال.
ما هي الشخصية؟
هي الشكل المعنوي للإنسان، وهي تختلف عن الشكل المادي له من طوله، ووزنه، وشكل وجهه، وغيرها من المواصفات الخارجية؛ فهي مجموعة السمات التي يتصف بها الشخص في معظم أحواله وتميزه عن الآخرين، وتشمل: طريقة تفكيره، وسلوكاته، ومشاعره، وفلسفته في الحياة، واستراتيجيته في اتخاذ القرارات، والأشياء التي يحبها والتي لا يحبها.
اسئلة تحليل الشخصية:
سنعتمد في أسئلة تحليل الشخصية على مؤشر "مايرز بريغز" للأنواع، والذي أُنشِئ خلال الحرب العالمية الثانية من أجل مساعدة النساء في الحصول على الأعمال التي تناسب القدرات الشخصية لكلٍّ منهن في ظل انشغال الرجال في الحروب وابتعادهم عن جو العمل.
يشمل هذا المؤشر أربع أسئلة هي:
1. إذا كنت تشعر بالتعب الشديد بعد قضائك أسبوعاً طويلاً غنياً بالتحديات والضغوطات؛ فكيف تختار قضاء عطلة نهاية الأسبوع؟
هناك احتمالان للإجابة عن هذا السؤال:
- سأخطط لقضاء عطلة نهاية أسبوع ممتعة برفقة أصدقائي وعائلتي؛ كأن نذهب إلى الشاطئ، أو لمشاهدة فيلم يُعرَض للمرة الأولى، أو لممارسة رياضة التنس الممتعة.
- سأبقى في المنزل؛ فأنا أعشق البقاء وحيداً برفقة كتابي، وأفضل مشاهدة التلفاز على الذهاب خارجاً.
إن كنت ممَّن أجابوا الإجابة الأولى، فأنت شخص منفتح على الآخرين ويُرمَز لك بالرمز (E)؛ أمَّا إذا كنت ممَّن أجابوا الإجابة الثانية، فأنت شخص انطوائي وغير اجتماعي ويُرمَز لك بالرمز (I).
2. أيٌّ من هذين الوصفين يناسبك أكثر؟
- الأولوية لدي هي لما يحدث الآن في هذه اللحظة، حيث أسعى إلى تقييم الظروف الواقعية بناءً على المعطيات والحقائق والتفاصيل الموجودة.
- لا أحب الحقائق، بل إنَّني من أنصار الخيال، وأعتمد على حدسي في الحكم على الأشياء أكثر من اعتمادي على المعلومات.
إذا كنت ممَّن أجابوا الإجابة الأولى، فأنت شخص حسي ويُرمَز لك بالرمز (S)؛ أمَّا إذا كنت ممَّن أجابوا الإجابة الثانية، فأنت شخص حدسي ويُرمَز لك بالرمز (N).
3. إن كنت تحب عملك الحالي، وتحظى بطاقم عمل ودود ومتعاون، وعرض عليك منافس لرئيسك في العمل عملاً جديداً براتب مغرٍ جداً؛ فكيف تتخذ قرارك؟
- سأسعى إلى البحث عن تفاصيل العرض بدقة، وتقييمه بمنهجية علمية؛ بالإضافة إلى طلب استشارة أهل الاختصاص.
- سأصغي إلى مشاعري فقط، وأفعل ما يمليه عليَّ قلبي.
إن كنت ممن أجابوا الإجابة الأولى، فأنت شخص مفكر وعقلاني ومنطقي ويُرمَز لك بالرمز (T)؛ أمَّا إن كنت ممَّن أجابوا الإجابة الثانية، فأنت شخص تسيطر عليه المشاعر والعواطف ويُرمَز لك بالرمز (F).
4. تبقَّى أسبوعان على حفل زفاف صديقك المقرب؛ فكيف تسير تحضيراتك؟
- تسير التحضيرات على ما يرام، فقد حجزت موعداً لنفسيَ في مكان لتصفيف الشعر، واشتريت الألبسة الخاصة بحضور المناسبة، وحضَّرت مفاجأة للعروسين.
- لم أجهز شيئاً بعد، فأنا أحب العفوية والارتجال في كل شيء.
إن كنت ممَّن أجابوا الإجابة الأولى، فأنت شخص حازم ويُرمَز لك بالرمز (J)؛ أمَّا إذا كنت ممَّن أجابوا الإجابة الثانية، فأنت شخص مرن ومتفهم ويُرمَز لك بالرمز (P).
وتنبثق العديد من أنواع الشخصيات عن هذه الأسئلة؛ ومنها:
1. شخصية المدير ESTJ:
شخص عملي ومتماسك، وعاشق للتنظيم والتخطيط، ومنطقي جداً، ويحكم على المسائل بناءً على توافقها مع الحقائق والعلم، ويسعد بالتواصل مع الآخرين وقضاء أوقات ممتعة معهم.
2. شخصية القائد ENTJ:
ملهم للآخرين، ولديه حدس قوي وتفكير إيجابي عالٍ، ولديه القدرة على تقييم الأوضاع واكتشاف نقاط القوة والضعف في أيِّ قضية، وشجاع وعاشق للمخاطرة، وكاره للروتين والرتابة.
3. شخصية المعلم ESFJ:
يميل إلى مساعدة الآخرين، ويفرح لتقدمهم، ويعطيهم من كامل قوته وطاقته، ويحب الاستقلالية دون انتظار مساعدة الآخرين له، وهو إيجابي وحيوي جداً.
4. شخصية المارشال ESTP:
يسعى إلى الوصول إلى أهدافه أيَّاً كانت الوسيلة لذلك، ويميل إلى تقييم الأمور بنظرة موضوعية دقيقة، ويعشق التنظيم والنشاط.
5. شخصية المرشد ENFJ:
يميل الى العاطفية الشديدة، ويكون مصغياً جيداً إلى مشكلات الآخرين، ويسعى إلى حلها، ويثق بحدسه في التعامل مع الأحداث والتحديات المحتملة.
6. شخصية المخترع ENTP:
يولد الأفكار الجديدة بطريقة رائعة، ويستطيع نقلها إلى الآخرين وتحويلها إلى واقع ملموس، ويكره الروتين والرتابة، ويميل إلى اكتشاف عوالم جديدة، ويكون سريع التكيُّف مع الظروف غير العادية.
7. شخصية السياسي ESFP:
يميل إلى كسب إعجاب الآخرين بقدرته على تقمص شخصية الإنسان البسيط والمحب، ولكنَّه عاشق لمصالحه الخاصة في المرتبة الأولى، ويستطيع تقييم الأمور تقييماً صحيحاً؛ الأمر الذي يكسبه ثقة الناس المحيطين به.
8. شخصية البطل ENFP:
يميل إلى الإبداع والانفتاح على الآخرين ومساعدتهم، ويكون خياله واسعاً وذكاؤه مرتفعاً، وهو قادر على التأقلم مع الظروف المتغيرة.
9. شخصية المعالج INFP:
رغم ميله إلى الجلوس مع ذاته، إلَّا أنَّه يُحسِن فهم الآخرين والإحساسَ بهم؛ فهو عاطفي وحالم للغاية، ويعتمد على الحدس في حكمه على الأمور، ويميل إلى الترتيب والأناقة في صورته الخارجية.
من جهة أخرى، هناك العديد من الأسئلة النفسية التي تساعد في الغوص في مكامن روحك؛ ومنها:
- هل أنت على استعداد لفتح رسالة تَذكُر تاريخ وفاتك؟
سيكشف هذا السؤال مستوى مخاوفك من الموت، ومدى حبك لأسلوب حياتك. - إن كنت تستطيع اكتشاف جوانب معينة من حياة الشخص، فعلى ماذا تركز بداية؛ هل على وضعه الشخصي، أم الفكري، أم الاجتماعي، أم المهني، أم المادي؟
سيكشف هذا السؤال أولوياتك في الحياة. - هل تشعر أنَّك عشت هذا اليوم بالطريقة نفسها للمرة المئة؟
سيكشف هذا السؤال فيما إذا كانت حياتك مثيرة أم رتيبة. - كيف ترى نفسك مختلفاً عن شخص آخر؟
يكشف هذا السؤال مدى إيجابية نظرتك عن ذاتك، ويدعوك إلى النظر فيها والبحث عن مزاياها. - إذا انتهى بك الأمر إلى ارتكاب جريمة لكي تُطعِم ابنك الجائع، فهل أنت مجرم، أم إنسان مظلوم ومقهور ومجبر على فعل الجريمة؟
يكشف هذا السؤال مدى ارتباطك بالعائلة وقوة قيمك الأخلاقية. - إذا خنت شريك حياتك، ولكنَّه لم يعرف بذلك مطلقاً؛ فهل ستعترف له، أم ستبقى محافظاً على إخفائك للموضوع؟
يكشف هذا السؤال مدى تصالحك مع ذاتك، وقدرتك على الصراحة والوضوح، وامتلاكك ضميراً حيَّاً.
كشف الكذب في لغة الجسد:
يحدد علماء لغة الجسد عدة علامات تدل على أنَّ الشخص كاذب، ومنها:
- لمس الأنف المتكرر.
- الرمش الملفت للعين.
- فرك العين.
- الهروب من التواصل البصري.
- وضع اليدين في الجيوب.
- وضع حاجز بينه وبين الشخص الآخر كزجاجة ماء، أو علبة محارم، وغيرها.
يُستثنَى من الكذب من لديه حساسية أنف، أو من يعاني من مشكلات في الجيوب الأنفية، أو من لديه عادة فرك العين ورمشها المتكرر، أو من لديه عادة وضع اليدين في الجيوب.
لكي تحصل على تواصل جيد مع الآخرين من خلال لغة جسد سليمة، عليك:
- ربط كلامك بحركة يديك؛ أي: اجعل كلامك موافقاً تماماً لحركة يديك.
- الاعتياد على مصافحة الناس بحرارة مع الشدِّ على يد الآخر لإظهار الود والقرب.
- الجلوس بثقة بحيث يكون صدرك وكتفاك مفتوحين للأعلى، وليسا مضمومين للأسفل.
- التواصل بصرياً مع الجمهور؛ إذ من شأن ذلك أن يوصل إليهم ثقتك بنفسك واهتمامك بالجميع ووضوحك.
- التعبير عن مشاعرك، واستخدام اللمسات الرقيقة التشجيعية مع الآخرين؛ كالتربيت على الكتف.
- الوقوف بخط مستقيم دون النظر إلى الأسفل.
- الإنصات جيداً إلى كلام وأفكار الآخرين، ومشاركتهم اهتماماتهم، والثناء على جهودهم.
الخلاصة:
يعدُّ تحليل الشخصية أمراً واسعاً جداً، ويحتاج إلى الكثير من البحث والتمحيص؛ ولكن ما يهم هو وجود النية الحقيقية لاكتشاف الذات والآخر وتقبل الاختلافات بين البشر، بغية الوصول إلى مجتمع سليم نفسياً.