أثر اللطف مع الآخرين في العناية الذاتية

ليست دورة التدريب الأكثر شهرةً في جامعة ييل هي استبيان لطلاب السنة الأولى أو مجرد مادة تحصل فيها على درجة ممتاز؛ بل هي دورة مرتبطة بالعلاقة بين علم النفس وعيش حياة هنيئة.



أفضل طريقة تكون بها لطيفاً مع نفسك، هي عندما تكون لطيفاً مع الآخرين كما تقول عالمة النفس في جامعة ييل (Yale University) لوري سانتوس (Laurie Santos).

تتمحور الدورة التي تدرِّسها البروفيسورة لوري سانتوس عن علم السعادة وكيفية تطبيقه، يقصد هذا الكورس منذ ابتدائه في عام 2018 مجموعة من طلاب جامعة ييل و200,000 آخرين في نسخته الإلكترونية، مما يؤكد مدى توقنا إلى السعادة في خضم زخم الحياة الحديثة.

لماذا لا يجد الكثير منا السعادة؟ من أجل إيجاد إجابة مُرضية عن هذا السؤال، يجب أن تنضم إلى دورة التدريب المجانية تلك، لكن تقترح سانتوس في مقابلة لها في مجلة نيويورك تايمز (New York Times) عن كيفية تأثير كوفيد-19 في صحتنا النفسية، طريقةً نمارسها أغلبيتنا ممارسةً خاطئة، خلال سعينا نحو السعادة.

شاهد بالفيديو: 6 مفاتيح أساسية للتواصل بشكل فعّال مع الآخرين

لا تقتصر العناية بالنفس على ممارسة اليوغا وأخذ حمام دافئ فقط:

لا يخفى على أحد أنَّ عام 2020 لم يكن عاماً يسيراً على الإطلاق؛ لذا يحاول الكثير منا أن يكون عطوفاً مع نفسه جاعلاً من العناية بها أولوية، توافق سانتوس على أهمية هذه الطريقة، لكنَّ المشكلة تكمن في كيفية فهم بعضنا للعناية بالنفس.

تقول سانتوس: "نفترض بأنَّ العناية بالنفس تتمثَّل في أخذ حمام دافئ أو حتى في السعي وراء اللذة سعياً أنانياً، لكن تشير الإحصاءات إلى أنَّ الطريقة المثلى لتدلل نفسك بها، هي في فعل أشياء لطيفة للآخرين، فنحن - في الواقع - نجني أكثر بكثير عندما نكون منفتحين واجتماعيين ونتحلى بالإيثار منه عندما نهدر أمولاً على أنفسنا؛ حيث يصب هذا في مصلحة سعادتك.

إنَّ سانتوس ليست العالِمة الوحيدة التي تشير إلى أنَّك إذا أردت أن تكون أكثر سعادة، ركز على الأعمال الإيجابية تجاه الآخرين أكثر من نفسك، على الرغم من أنَّه من الرائع أن تدلل نفسك أيضاً، وتؤكد دراسة من جامعة أكسفورد (Oxford) بأنَّه حتى أصغر التفاصيل اللطيفة، تحمل في طياتها تأثيراً عميقاً في شعورنا بالسعادة، وتُظهِر دراسات أخرى بأنَّ الأفعال الصغيرة الحميدة، يمكن أن تنتشر داعمةً بذلك السلامة النفسية في المجتمع بشكل أوسع.

لا يعد اللطف جيداً لصحتك النفسية فحسب؛ بل ظهر أنَّ له تأثير كبير في صحتنا الجسدية أيضاً، على سبيل المثال ستشفى من صدمة قلبية بمعدل أسرع، إن كان مديرك في العمل داعماً وودوداً، وقد يساعد التأمل واللطف والمحبة على العيش المديد.

إقرأ أيضاً: 9 طرق للبقاء على تواصل مع العالم في ظلِّ التباعد الاجتماعي

كيفية التواصل خلال فترة كوفيد-19:

ترجع كل هذه التأثيرات إلى حقيقة بسيطة: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه؛ حيث ينشط بشكل أفضل عندما يشعر بالانتماء إلى مجتمع، وهو شعور يصعب نيله في ظل العزلة التي فرضتها جائحة كورونا، تقترح سانتوس بضع طرائق بسيطة للتواصل مع الآخرين - حتى ضمن الحدود التي فرضها انتشار الفيروس - وبهذا تعتني بنفسك.

تقول سانتوس إنَّه يمكن لأفعال بسيطةٍ أن تحمل تأثيراً حقيقياً، كأن "ترسل رسالة سريعة لصديق لم تره منذ مدة أو فرد من العائلة كنت قلقاً عليه".

تضيف سانتوس: "أنا أعشق الهدايا المفاجِئة، فجميعنا يتوقع الحصول على الهدايا في أعياد ميلادهم لكنَّنا لا نتوقع الحصول على هدايا عشوائية، كهدية رمزية أو رسالة امتنان مفاجئة؛ إذ من السهل الاستهانة بالقوة التي تمنحها لعلاقاتنا وبكمية اللطف التي تحمله".

المصدر




مقالات مرتبطة