9 نصائح للحصول على الراحة النفسية

يسعى الإنسان للحصول على الراحة النفسية بشكلٍ دائمٍ ومُستمر، لأنَّها تضمن له العيش باستقرار وسعادة، وتُبعد عنه كل مُنغّصات العيش والآلام والأحزان، لكن في المُقابل الحصول على هذه الراحة ليس بالأمر السهل فالحروب، والهجرات، والكوارث، والأزمات التي تعصف بعالمنا اليوم، كان لها تأثير سلبي على الجميع، يبحث الكثير من الناس عن طرق للراحة النفسية، لذلك سوف نقدم لك في هذا المقال 9 أشياء تساعد على الراحة النفسية.



نصائح عن الصحة النفسية:

1. توقف عن التفكير في الماضي:

توقف عن التفكير فيما حدث في الماضي، ولا تسمح لذكرياتك المؤلمة أن تشغل تفكيرك، أو أن تُسيطر على حياتك، عِش حاضرك، واستغل الفُرص التي أمامك حتى تبني مُستقبلاً زاهراً، وهذه بعض الخطوات التي تُساعدك في تجاوز التفكير في الماضي:

  1. أن تُحدد ما هي المُشكلة التي تجعلك دائماً تقف عندها، فالوعي بالمُشكلة يُعتبر أول خطوة لنسيانها.
  2. أن تتحدى أفكارك، فعند البدء بالتفكير بالماضي والسلبيات التي نتجت عنه، عليك مُباشرة تغيير تفكيرك بأمور واقعية وأكثر إيجابية.
  3. حدد يومياً 25 دقيقة فقط للتفكير في كل الأمور السلبية التي تشغلك، أو المشاكل الماضية التي تُقلِقُكَ، وبعد إنتهاء هذا الوقت لا تسمح للتفكير بهذه الأشياء مُطلقاً، تذكر أنه بإمكانك التفكير بها في اليوم التالي، وبذلك تتجاوز هذا العناء.
  4. في حال راودتك الأفكار السلبية، وتذكرت الماضي بعد كل الخطوات السابقة التي اتبعتها، يجب عليك صرف الإنتباه، أي أن تشغل نفسك بأي أمرٍ كان، أو أن تتحدث مع أي شخصٍ قريبٍ منك.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح لتتخلص من الندم بسبب أخطاء الماضي

2. قُم بأداء كامل عباداتك:

التقرُب من الله سُبحانه وتعالى يمنحُك الطمأنينة، قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهُم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب). [سورة الرعد، الآية: 28]. وقم بأداء كامل العبادات المفروضة عليك، قال الله عزَّ وجلّ: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزِلَّ على محمدٍ وهو الحقُّ من رَّبهم كَفَّرَ عنهم سيئاتهم وأصلَحَ بالهُم). [سورة محمد، الآية: 2]. وعليك بالصلاة، والصيام، والزكاة، والتسبيح، وقراءة القرآن، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (ونُنَزِّلُ من القُرآنِ ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين وما يزيدُ الظالمين إلا خساراً). [سورة الإسراء، الآية: 82]. وسارع في فعل الخير، وتجنَب ارتكاب المعاصي التي حرمها الله عزَّ وجلّ.

إقرأ أيضاً: أهمية وفوائد القيام بالعبادات اليوميّة

3. كُن راضياً عما تقوم به:

إذا أردت حقاً أن تحصل على الراحة النفسية والسعادة، يجب ألا تُصغي لإنتقادات أحد أياَ كان، وألا تتأثر بما يقولهُ الآخرين من كلامٍ سلبيٍ ، ففي نهاية المطاف إرضاء الناس غايةٌ لا تُدرك، واحرِص كل الحِرص على القيام بكل الأعمال التي تُحبها أنت، والتي ترغب بها وتُفضِلَها.

إقرأ أيضاً: 8 أمور عليك فعلها لتشعر بالرضا التام عن نفسك

4. تجنّب الأشخاص السلبيين:

تجنب التعامل مع الأشخاص السلبيين قدر الإمكان، فهم سيزيدون من حزنك وآلامك، كما أنَّ الأشخاص السلبيين يُمكنهم إحداث الضرر في أجساد من يتعاملوا معهم، وهذه الأضرار يمكن أن تظهر على شكل صُداع، وضغط دم مرتفع، والإجهاد، والقلق، وضعف الدورة الدموية، وبيَّنَ الدكتور سينيثيا ثيك بأنَّ التوتر، والغضب لمدة 5 دقائق تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة لفترة تصل إلى 6 ساعات. وكل هذه المشاكل الصحية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية أكثر خطورة مثل: النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، فمن الأفضل التقرُب من الأشخاص الإيجابيين الذين ينشرون الفرح أينما حلو، فهم أكثر من يستطيع مُساعدتك في الحصول على الراحة النفسية.

إقرأ أيضاً: 7 طرق للتعامل مع الأشخاص السلبيين

5. سامح واعفُ عن الناس:

الحقد والحسد والضغينة والكُره كلها مشاعر سلبية تُرهق القلب والروح، ولن تشعر بطعم الراحة والهناء، طالما أنَّ هذه المشاعر تسيطر عليك، لذا حاول أن تُسامح الناس، واعفوا عمن أخطأ بحقك حتى تشعر بالراحة النفسية والسلام. يقول ابراهيم الفقي: "إنَّ الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب، وتأخذ بالثأر، وتُعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء، وسماحة النفس، والصفاء، والتسامح مع الآخرين".

6. ارض بنعم الله سُبحانه وتعالى:

توقف عن مقارنة ما تملك بما يملكه الناس، وتوقف عن التذمر، والشكوى بقلة الحظ، فأنت أفضل حال من غيرك، لذا ارض بنعم الله واشكره على عطاياه، واسع لتحسين ظروف حياتك، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وإذ تَأذَّنَ رَبُّكُم لئن شَكَرتُم لأزيدَنَّكُم ولئن كفرتُم إنَّ عذابي لشدِيدٌ). [سورة إبراهيم، الآية: 7].

7. تصرّف بعفوية دون تصنُّع:

احذر من التصنُّع والتكلف في محاولة تجميل شخصيتك أمام الناس، وإخفاء عيوبك، فهذا الأمر سيزيدُ من ألمك وحزنك، وفي المُقابل تصرف بعفوية تامة، واسع لمُعالجة عيوبك، وعزّز ثقتك بنفسك حتى تشعر بالراحة النفسية والسعادة. كما أنَّ هناك بعض النصائح التي تُساعدك على أن تكون شخصاً عفوياً نذكر لم منها:

  1. يجب عليك أن تتمكن من كسر روتينك اليومي، وذلك بإضافة أنشطة جديدة في حياتك.
  2. أن تتعود على قول نعم.
  3. الابتعاد عن الأمل المُجرد بالحياة والقيام بجهود واعية واقعية.
  4. مُساعدة العقول على سلك مسارات جديدة، وذلك من خلال خوض تجارب جديدة في الحياة.
  5. أن تشجع بداخلك روح المغامرة.
  6. أن تحاول إضافة التنوع والتجدد إلى حياتك، وذلك من خلال الحماس والإندفاعية.
إقرأ أيضاً: الراحة النفسية: تعريفها، وقوانينها، وأهم طرق الوصول إليها

8. عبّر عمّا بداخلك من مشاعر:

لا تكتم مشاعرك ولا تسمح للآخرين أن يقرروا عنك، أو أن يعبثوا بحياتك، لأنَّ ذلك سيزيد من عذابك وألمك، واحرص على التعبير عما بداخلك من آراء، وأفكار، ومُعتقدات دون خوف أو تردد، عندها ستصل إلى الراحة النفسية.

9. خاطب نفسك بعبارات إيجابية:

يتأثر العقل الباطن بالكلام الذي نقوله لأنفسنا، لذا حاول أن تُخاطب نفسك بعبارات وكلمات إيجابية مثل: أنا استطيع، أنا سأغير مجرى حياتي نحو الأفضل، أنا شخص سعيد ومحظوظ، أنا شخص ناجح ومتفوق، هذه العبارات ستجعلك في حالة نفسية أفضل. 

إقرأ أيضاً: 10 عبارات لتنمية التفكير الإيجابي

نصائح عن الراحة النفسية قصيرة:

1. الاتصال:

التواصل مع الآخرين يمكن أن يساعدنا على الشعور بالقرب من الناس وتقديرنا لشخصيتنا.

2. كن نشيطاً:

يجد الكثير من الناس أن النشاط البدني يساعدهم في الحفاظ على صحة نفسية إيجابية.

3. انتبه:

إن تذكير نفسك بالانتباه يمكن أن يساعدك على إدراك ما تشعر به. يمكن أن يساعدك ذلك على فهم ما يثير مشاعر التوتر أو القلق لديك.

4. تعلم:

نحن نتعلم دائمًا أشياء جديدة، وغالبا دون أن ندرك ذلك. إن الشعور وكأنك تتعلم وتتطور يمكن أن يعزز احترامك لذاتك.

5. أعط:

لقد تم إجراء الكثير من الأبحاث حول تأثيرات المشاركة في الحياة الاجتماعية والمجتمعية. أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يساعدون الآخرين هم أكثر عرضة لتقييم أنفسهم على أنهم سعداء.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح ذهبيّة لتحسين المزاج

الراحة النفسية مع الله:

الراحة النفسية مع الله هي حالة تجلب السكينة والطمأنينة للقلب والروح. إليك بعض النقاط التي قد تساعدك في تحقيق الراحة النفسية مع الله:

1. الصلاة والذكر:

قم بأداء الصلوات المفروضة والنوافل، وقم بالتذكر والاستغفار. التواصل المستمر مع الله من خلال الصلاة والذكر يمنح السكينة ويعزز الثقة بالله.

2. قراءة القرآن الكريم:

اقرأ القرآن الكريم بتدبر وتأمل. قراءة كلمات الله تعزز الارتباط الروحي معه وتمنح الطمأنينة والإرشاد.

3. التوكل على الله:

ضع ثقتك الكاملة في الله وتوكل عليه في جميع أمورك. تذكر أن الله هو الحافظ والمربي وأنه يعلم كل شيء، وثق بأنه سيهتم بك وسيوفقك في كل تحدي تواجهه.

4. التفكر في قدرة الله ورحمته:

تأمل في قدرة الله العظيمة ورحمته الواسعة. تذكر أن الله هو الخالق القادر على كل شيء وأنه يرحم عباده، وهذا يعطي الأمل والراحة في اللحظات الصعبة.

5. التواصل مع المجتمع الديني:

ابحث عن المجتمعات الدينية المحلية أو المساجد أو الجمعيات الخيرية حيث يمكنك التواصل مع الآخرين الذين يشاركونك القيم والمعتقدات، حيث يمكن أن يكون لديك دعم وتعزيز روحي من خلال التواصل مع هؤلاء الأشخاص.

تذكر أن الراحة النفسية مع الله هي عملية شخصية وفردية، وقد تختلف الطرق والأساليب من شخص لآخر. ابحث عن ما يناسبك وما يعزز ارتباطك الروحي مع الله، ولا تنس أن الله هو القريب والملهم، وأنه يسمع دعواتك ويهتم بأمورك.

الراحة النفسية في الإسلام:

الراحة النفسية في الإسلام تتجلى في القرب من الله والرضا بقضائه وقدره. إليك بعض المفاهيم والممارسات التي تساعد في تحقيق الراحة النفسية في الإسلام:

1. الإيمان والتوكل على الله:

الإيمان بوحدانية الله وتوحيده بلا شريك له والثقة الكاملة بقدرته وحكمته يمنح الإنسان الراحة والسكينة النفسية. التوكل على الله يعني أن نعلم أن كل شيء يحدث في حياتنا بإرادة الله وأنه يهتم بأمورنا ويوفقنا.

2. الصلاة والذكر:

أداء الصلوات المفروضة والنوافل والاستمرار في ذكر الله والاستغفار يعزز الارتباط الروحي مع الله ويجلب السكينة والراحة النفسية.

3. قراءة القرآن الكريم:

قراءة القرآن الكريم بتدبر وتأمل يعمق الراحة النفسية ويوجه الإنسان نحو الخير والحق والعدل.

4. الاستغفار والتوبة:

طلب الغفران من الله والعودة إليه في حالة الخطأ أو الذنب يعيد السلام والراحة للقلب.

5. العمل الصالح وخدمة الآخرين:

أداء الأعمال الصالحة ومساعدة الناس في المجتمع يعزز الراحة النفسية ويزيد من الارتباط مع الله.

6. الاستغناء عن الدنيا والتفكر في الآخرة:

التركيز على الجانب الروحي والتفكير بالآخرة يساعد على تحقيق الراحة النفسية ويبعد عن القلق والضغوط الدنيوية.

تذكر أن الراحة النفسية في الإسلام لا تعني عدم مواجهة التحديات والصعوبات في الحياة، بل تكمن في القدرة على التعامل معها بسلام وثقة بمساعدة الله، حيث يجب السعي إلى تعزيز العلاقة مع الله والتحلي بالصبر والشكر في جميع الأحوال.

أدعية تُساعدك في الحصول على الراحة النفسية:

  1. اللهم إني عبدك وابنُ عبدكَ، وابن أمَتِكَ ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدلٌ فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسكَ أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
  2. اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ، أصلح لي شأني كُلَّهُ، لا إله إلا الله.
  3. لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنت من الظالمين.
  4. اللهم مالك المُلك تؤتي المُلك من تشاء، وتنزع المُلك ممن تشاء، وتُعِزُّ من تشاء وتذِّلُ من تشاء، بيدك الخيرُ، إنك على كُلِّ شيءٍ قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تُعطيها من تشاء، وتمنع منها من تشاء، ارحمني رحمةً تُغنيني بها عن رحمة من سواك. 

في الختام:

عزيزي إذا كنت تريد أن تحصل على الراحة النفسية، استعن بالنصائح السابقة فهي ستُحسن حالتك العامة، وستمنحُك السلام الداخلي الذي تحتاج إليه.




مقالات مرتبطة