9 نصائح لتحمل المسؤولية عن أفعالك وعيش حياة أكثر سعادة

عندما تتحمل مسؤولية أفعالك، فإنَّك تستعيد السيطرة على حياتك وهذه إحدى أسرع الطرائق لتجربة الحرية الشخصية؛ وذلك لأنَّ تحمُّل المسؤولية يعني أنَّك تتحكم بما تفعله بعد ذلك؛ إذ إنَّه لا أحد لديه أيَّة سلطة على ما تقوله أو تفعله، فأنت مَن يتحكم بكل ذلك.



إنَّ الشخص المسؤول يتمتع بمزيد من الإبداع؛ وذلك لأنَّه يبحث عن الحلول وليس عن المشكلات؛ إذ إنَّ اتِّباع هذا النهج أفضل بكثير من الشكوى أو لوم الآخرين، ومع ذلك فإنَّ هذا النهج أيضاً أكثر صعوبة، وخاصة عندما يحدث شيء ليس خطأك، مثل عندما تصطدم سيارةُ شخص ما بسيارتك أو عندما لا يفي شخص ما بوعوده.

لقد تحدثنا بالفعل عن سبب وجوب قبول المسؤولية الشخصية في تلك المواقف، وفي هذا المقال سوف نتعمق في الحديث عن النصائح التي تُمكِّنك من تحمُّل المسؤولية؛ وذلك حتى تتمكن من التفوق في الحياة:

1. توقَّف مباشرةً عن فعل هذا الأمر:

بشكل أساسي توجد ثلاثة أدلة تُظهِر عدم المسؤولية؛ وهذا شيء يحدث مع أفضل الناس:

  • إلقاء اللوم على الآخرين.
  • الشكوى.
  • اختلاق الأعذار.

الحيلة هي ألَّا تتجنبها أو تغضب من نفسك عندما تحدث، وبدلاً من ذلك؛ دوِّن ملاحظة في ذهنك عندما تواجه إحدى هذه الأدلة؛ إذ إنَّ القيام بذلك يحسن إدراكك الذاتي وهو نقطة البداية لتحمُّل المزيد من المسؤولية.

إذاً فلتنسَ الأمر، ولتبدأ التركيز في المضي قدماً، ولكن ما هي بعض الحلول للتحديات التي تواجهها الآن؟

بعبارة أخرى، عندما تلاحظ أنَّك إمَّا تلقي اللوم على الآخرين أو تشكو وتختلق الأعذار، دوِّن ملاحظة في ذهنك عن ذلك، وتقبَّل ما لا يمكنك التحكم به، واسأل نفسك كيف يمكنك تحمُّل المسؤولية الآن.

مع مرور الوقت، ستلاحظ أنَّه من السهل بكثير أن تتحمل مسؤولية حياتك؛ لأنَّك لن تتوقف بسبب الشكاوى التي لا تنتهي، وستستمتع بالحياة أكثر أيضاً.

2. غيِّر نظرتك إلى آراء الناس:

من المعروف دائماً أنَّ التقييم الذي يمنحه الشخص لنفسه أقل من التقييم الذي يمنحه له بقية الناس؛ إذ إنَّ الشخص الذي يقوم بعرض تقديمي يعطي نفسه باستمرار نقطتين أقل على مقياس من 1 إلى 10؛ لذلك إذا أعطيت نفسك 6 نقاط، فمن المحتمل أن يمنحك الباقي 8 نقاط.

إنَّ النقطة الرئيسة هنا هي أنَّك ترى العالم من خلال وجهة نظرك، ويرى الآخرون العالم من خلال وجهة نظرهم؛ بعبارة أخرى، غالباً ما يكون اعتقادك عمَّا يفكر فيه الآخرون أمراً خاطئاً؛ إذ يشعر الجميع بالعجز بسبب انعدام الأمن والخوف.

وما نعرفه غالباً - ولكنْ لا ندركه بوعي - هو أنَّ الجميع يواجه تحديات مماثلة، ومعظم الناس يشبهونك كثيراً ولديهم نوايا حسنة؛ لذا فإنَّ فهم هذه الفكرة قد يساعدك على تحمُّل المسؤولية في المواقف الصعبة.

3. تقبَّل الواقع:

تعلَّم أيضاً قبول ما لا يمكنك التحكم به؛ فعندما تقدم عرضاً، لا يمكنك التحكم بما يعتقده الآخرون عنك، ومن الممكن ألَّا تستطيع السيطرة على ما يحدث في أثناء العرض فقد يسألك شخص ما سؤالاً غير متوقع على سبيل المثال.

إنَّ مسؤوليتك تكمن في كيفية تعاملك مع هذا الموقف، ولديك خياران يسيران:

  • قاوِم الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها.
  • تقبَّل الأشياء التي لا يمكنك السيطرة عليها.

عندما تقاوم الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها، سوف تتعرَّض إلى التوتر؛ فكلَّما قاومتَها أكثر، زاد الضغط الذي ستواجهه؛ إذ إنَّ الخيار الأخير يسمح لك بالبقاء مسيطراً على الوضع، ومن خلال تقبُّل هذا الأمر يمكنك إدارة الموقف بشكل أفضل، وهذا هو المفتاح لحياة أكثر نجاحاً.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم التخلي عمَّا لا يمكنك التحكم به؟

4. ثق بنيَّتك:

النية أمرٌ هام أكثر مما تعتقد؛ إذ إنَّ أول شيء يفعله معظم الناس عندما يرتكب شخص ما خطأ هو البحث عن النية، فهذه العملية غالباً ما تحدث في غضون ثانية وعلى مستوى التفكير اللاواعي.

هل كان ذلك التصرُّف عن قصد؟ وهل يهتمون بالأشياء التي يفعلونها؟ من المُرجَّح أن تُغفَر الأخطاء إذا لم يكن هناك شيء عن قصد، أو إذا بذل شخص ما قصارى جهده ليثبت لك حسن نيته، فالنية أمرٌ هام دائماً؛ إذ يمكنك استعمال هذه الفكرة لتحمُّل المزيد من المسؤولية عن أفعالك أيضاً؛ وذلك لأنَّك إذا كنت تملك نوايا حسنة، فسوف يلاحظ الناس ذلك، وعلاوة على ذلك، فإنَّ النوايا الحسنة تجعل حياتك أكثر متعة أيضاً.

5. اسأل نفسك أسئلة أفضل:

إنَّ القوة الكامنة وراء طرح الأسئلة تكمن في أنَّها تحدد تركيزك، كما أنَّ طرح سؤال أفضل على نفسك يمكن أن يجعلك تشعر بتحسُّن على الفور، وأنت تتحكم بشكل كامل بالأسئلة التي تطرحها على نفسك، أليس كذلك؟ على سبيل المثال:

  • لا تقل: لماذا يحدث هذا لي دائماً؟
  • قل: كيف يمكنني المضي قدماً بأفضل طريقة ممكنة؟
  • لا تقل: لماذا لستُ جيداً بما يكفي؟
  • قل: كيف يمكنني أن أصبح أفضل؟

هل ترى كيف تعطيكَ هذه الأسئلة إجابات مختلفة؟ وكيف تجعلك هذه الإجابات تشعر بشكل مختلف في داخلك أيضاً؟

لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع، تحقَّق من هذا المورد حول قوة الأسئلة.

6. تحكَّم بأفكارك:

هل تعلم أنَّه يمكنك التحكُّم بأفكارك؟ إنَّ معظم الأفكار تظهر بسهولة دون وعي ولا توجد طريقة لتجنب ذلك، ومع ذلك؛ توجد طريقة يمكنك من خلالها السيطرة على أفكارك بشكل أكبر.

إنَّ السر يكمن في التعرُّف إلى الأنماط، وكما ترى فإنَّ اتباع نمط معين يُحفِّز العديد من الأفكار، وفي أغلب الأحيان يتماشى السبب مع المعتقدات التي تعتنقها؛ إذ إنَّ الطريقة التي ترى بها العالم هي التي تحدد أفكارك.

عندما تفهم هذا النمط يمكنك إيقافه، وعندما تستطيع إيقافه، يمكنك التحكم به، كما يمكنك استعمال هذا النمط للبقاء أكثر هدوءاً في المواقف الصعبة أو يمكنك أيضاً استعماله في تغيير الأفكار دائمة الإلحاح وتحويلها إلى أفكار أكثر إيجابية.

كم مرة تعتقد أنَّك لست ذكياً بما يكفي؟ أو لستَ وسيماً بما فيه الكفاية؟ يواجه الجميع بعض الشكوك والصراعات في التفكير، ولكن يمكنك تولي مسؤولية هذه الأفكار إذا كنتَ على استعداد لتحمُّل المسؤولية.

7. افعل الأشياء التي تقول إنَّك ستفعلها:

الشخص المسؤول يفعل الأشياء التي يقول إنَّه سيفعلها؛ بعبارة أخرى، نفِّذ وعودك، فلن يؤدي هذا إلى إظهار أنَّك شخص تتحمل المسؤولية فحسب؛ بل سيساعدك أيضاً على بناء الثقة سواءً مع نفسك أم مع الآخرين.

المشكلة في عدم القيام بذلك هي أنَّ العكس هو الصحيح أيضاً؛ فعندما لا تفي بالوعود التي قطعتَها على نفسك أو على الآخرين، فهذا يعني أنَّك تعاني من هذه المشكلة.

في كثير من الأحيان عندما يحدث هذا، يحاول الناس التحقُّق من أفعالهم؛ إذ يبدؤون اختلاق الأعذار عن سبب عدم قيامهم بما قالوا إنَّهم سيفعلونه، وكما تعلم الآن، فإنَّ اختلاق الأعذار هو أمرٌ غير مقبول.

شاهد بالفديو: 14 طريقة لتخلّص دماغك من الفوضى

8. تمرَّن على الشجاعة:

ماذا يعني أن تكون شخصاً مسؤولاً عن نجاحك؟ إنَّ معظم الناس لديهم أحلام كبيرة لما يريدون أن تكون عليه حياتهم؛ ومع ذلك فإنَّهم يشعرون بالرضى عن أنفسهم لمجرد أن يبلغوا طريقة عيش مريحة، وهذا أمر مؤسف؛ لأنَّ تحقيق الأحلام يتطلب جهداً وعدم راحة.

لا يمكنك تحقيق أقصى استفادة من حياتك إلَّا باتِّباع نهج مسؤول؛ لذلك تحدَّ باستمرار وضع نفسك في مواقف غير مريحة؛ إذ إنَّ الانضمام إلى برنامج تدريبي لتحسين مهارات العرض التقديمي يُعَدُّ مثالاً جيداً لمعظم الأشخاص.

لكن في الوقت الحالي، فكِّر في شيء يَحولُ دون تحقيق هدفك وكن صادقاً مع نفسك، كما ينبغي أن تسأل نفسك كيف يمكنك القيام بخطوة صغيرة جداً لتضع نفسك خارج منطقة راحتك؟ وما هي الخطوة الصغيرة التي يمكنك اتِّخاذها لمساعدتك على أن تصبح أكثر راحة في مواجهة هذا العائق؟

إنَّ القيام بهذا الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة، ولكنَّ النجاح والسعادة يقعان على الجانب الآخر من الخوف.

إقرأ أيضاً: 7 طرق فعالة لتعزيز الشجاعة

9. أَحِط نفسك بأشخاص يفكرون مثلك:

أخيراً، من السهل بكثير أن تتحمل مسؤولية أفعالك عندما تكون مع أشخاص طيبين؛ إذ إنَّ السبب في ذلك هو أنَّك تشعر براحة أكبر في ارتكاب الأخطاء مع الأشخاص الطيبين، ولن تشعر بالحاجة إلى الدفاع عن نفسك عندما يحدث شيء ما.

بعبارة أخرى، الأشخاص الذين يشاركونك التفكير هم أقل عرضة للومك، ومن ثم من غير المُرجَّح أن تلومهم أيضاً؛ إذ إنَّه أمرٌ رائع أن تحيط نفسك بأشخاص يرغبون في المضي قدماً في الحياة، وهم الأشخاص الذين يطاردون أحلامهم ويشجعون الآخرين على فعل الشيء نفسه، فعندما تحيط نفسك بهذه الأنواع من الناس، فإنَّك تبتهج وتشعر بالسعادة أيضاً.

شاهد بالفيديو: 9 نصائح لتحمل المسؤولية عن أفعالك

في الختام:

تقع على عاتقك مسؤولية قبول كل ما لا يمكنك التحكم به؛ بما في ذلك كلمات الآخرين وأفكارهم وأفعالهم وسلوكهم، ولكن يجب أن تتحمل مسؤولية أفعالك وأفكارك ومشاعرك، فأنت الوحيد الذي تتحكم باستجابتك للمواقف.

من خلال النصائح التسع الواردة في هذا المقال، يمكنك الآن تحمُّل المسؤولية، وعلى الرغم من أنَّ هذا يحتاج إلى الكثير من التدريب، إلَّا أنَّك ستنجح إذا واصلتَ تحسين نفسك، وعندما تكون شخصاً مسؤولاً، لا أحد يستطيع أن يسلب منك الشعور بالسعادة.

المصدر




مقالات مرتبطة