9 نصائح لتجنب الندم على حياتك

في الساعات الأخيرة من حياة ابنة عمي جيمي (Jamie)، أخبرتني أنَّ ندمها الوحيد في الحياة هو أنَّها لم تُقدِّر كل عام بالشغف نفسه الذي كانت تتمتع به في العامين الماضيين، بعد أن شُخِّصَت إصابتها بالسرطان بمرحلته النهائية؛ إذ قالت لي: "لقد أنجزت كثيراً مؤخراً، آه لو علمتُ فقط أنَّ هذا سيحدث، لكنت بدأتُ في وقتٍ أبكر".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة آنجِل كِرنوف (Angel Chernoff)، تقدِّم فيه نصائح لتجنب الندم.

صدقاً كانت كلمات ابنة عمي ووفاتها بمنزلة نداء صحوةٍ حقيقي لنا؛ فالحياة قصيرةٌ؛ لكنَّ هذه الكلمات تبقى مبتذلةً حتى تشهد ذلك بأمِّ عينك.

عليك حقاً أن تجعل رحلتك في الحياة رائعة؛ لأنَّ عدد الأيام التي سيعيشها كلٌّ منا ما هو إلا لغزٌ غير معروف، فيوماً ما، ستجد نفسك قد اقتربت من النهاية، وتفكر في البداية، لكن اليوم هي تلك البداية، وحياتك تبدأ اليوم، والآن لديك فرصةٌ لا تُقدَّر بثمن، انسَ الماضي وانسَ عمرك؛ فاليوم هو أول يوم في بقية حياتك، عسى أن تكون النهاية بلا أعذار أو ندم.

إليك تسع نصائح تساعدك على ذلك:

1. كن قائد رحلتك:

هل تتذكر من كنت قبل أن يخبرك العالم من يجب أن تكون؟ توقف عن العيش من أجل الآخرين وآرائهم، وكن صادقاً مع نفسك.

معظم الأشخاص الأكفاء لا يسعون إلى تحقيق أحلامهم وأهدافهم؛ لأنَّهم يستسلمون لمخاوفهم ويسمحون للآخرين بإقناعهم بالتخلي عنها؛ إنَّهم يستسلمون حتى قبل أن يحاولوا، وينجرون مع التيار، عليك أن تكون أقوى من ذلك، وأن تسير عكس التيار عندما تضطر إلى ذلك، فافعل الأشياء التي تُلهِمك، ودَعْ الآخرين يعيشون حياةً بسيطة، ويتجادلون في الأشياء الصغيرة، دعهم يبكون على جراحهم الطفيفة، ويضعون مستقبلهم في يد شخص آخر، لكن لا تكن واحداً منهم.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب وراء شعورك بالندم

2. خاطر بحكمة:

لا عذر يبرر لك أن تبقى هاوياً إلى الأبد؛ فالحياة قصيرة، وإنَّ خطر البقاء في مكانك أسوأ كثيراً من خطر المغامرة، فابدأ الآن وغامر، فيا له من عار أن تتقدم في العمر دون أن ترى الجمال والقوة الحقيقية الكامنة في داخلك.

لا يتعين عليك معرفة كل شيء لكي تمضي قدماً، فافعل فقط ما بوسعك بما لديك من معرفة، وبمجرد أن توسع معرفتك، افعل ما هو أفضل.

3. آمن بقدراتك:

ما لا يمثل تحدياً لك لا يستطيع تغييرك، والتغيير هو أساس النمو؛ لذلك عندما يبدو الهدف كبيراً وتبدو الخطة صعبةً، ابدأ، وتحمَّل لبعض الوقت، وسرعان ما ستبدو الخطوة التالية ممكنة؛ إذ يمكنك تجاوز أي شيء خطوةً بخطوة، هذه هي الحقيقة وعليك أن تصدقها، وفي النهاية، ستنجح لأنَّك مجنون بما يكفي لتعتقد أنَّك تستطيع ذلك.

4. تحلَّ بالشجاعة لاتخاذ خطوة أخرى:

سوف تتعثر وتسقط، وسوف ترتكب الأخطاء وستفشل، لكن عليك أن تبقى قوياً خلال كل ذلك، عش وتعلم، فأنت إنسان، ولست مثالياً، لقد جُرِحتَ؛ لكنَّك لم تهزم، إنَّه أمر رائع أن تنمو من خلال هذه التجارب، وأن تتنفس وتفكر وتعاني وتتغلب على التحديات في سبيل الأشياء التي تحبها.

لن تكون الرحلة خاليةً من الحزن؛ لكنَّه ثمن ضئيل مقابل لحظات لا تُحصى من الحب والفرح، لهذا السبب يجب أن تمضي قدماً على الرَّغم من الألم؛ لأنَّك تعلم أنَّ القوة التي دفعتك إلى هذا الحد سوف تحملك بقية الطريق.

5. لا تتمسك بخيبة الأمل:

لقد تعلمنا تقييد أنفسنا بأسوار غير مرئية كلما مررنا بتجارب سيئة، لكن لا يتعين علينا أن نحدد أنفسنا بالأشياء التي فعلناها أو لم نفعلها في ماضينا، فبعض الناس يسمحون للندم بأن يسيطر عليهم، ربما هو ندمٌ، وربما ليس كذلك، ربما شيء حدث أو لم يحدث، أو مجرد أمر تفاءلت به للغاية، ولم يكن عند حسن ظنك، تقبَّل حقيقة أنَّ الحياة ليست مثالية، وأنَّ الناس ليسوا مثاليين، وأنَّك لست مثالياً، وأنَّ معظم الأشياء في هذا العالم ستُخيب ظنك؛ لكنَّ الأهم من ذلك أن تدرك الحقيقة الآتية: لمجرد أنَّ الأمور لم تسر كما توقعت، لا يعني أنَّها لا يمكن أن تكون أفضل مما كنت تتخيل.

6. تجاهل أوهام الماضي والمستقبل:

نريد جميعاً الشيء نفسه تقريباً في الحياة؛ وهو أن نكون سعداء، لكن للأسف، يعتقد معظمنا أنَّ السعادة تعتمد على عوامل خارجية، وعندما نكون صغاراً، نعتقد أنَّ سعادتنا تكمن في المستقبل، ومرتبطةً بالعلاقات والأنشطة المستقبلية، وعندما نتقدم في السن، نعتقد أنَّ سعادتنا كانت في الماضي، ومرتبطة بذكريات عن أمورٍ مضت؛ لكنَّ جميع هذه المعتقدات خاطئة، فلا يمكنك إيجاد السعادة إلا حيث أنت.

الحياة أقصر من أن تقضيها في صراعٍ مع نفسك، وإنَّ التخلي عن أوهام الماضي والمستقبل هو أعظم خطوة نحو إيجاد السعادة وعيش حياةٍ خاليةٍ من الندم، في هذه اللحظة بالذات، لديك الكثير لتبتسم من أجله، وإنَّك بالضبط حيث ينبغي أن تكون، كما تنتظرك فرصٌ لا حصر لها؛ لذا لا تضيع كل ذلك قلِقاً تجاه ما ليس لديك.

7. ركِّز على ما لديك بدلاً مما فقدته:

إنَّ السبب الرئيسي للتعاسة ليس ظروفك أبداً؛ وإنَّما طريقة تفكيرك بها، والسبب الرئيسي للندم هو تذكر كل الأشياء التي منعتك هذه الأفكار السلبية من القيام بها.

الحق يُقال، كل يومٍ يمر بلا ضحك وعمل إيجابي هو يوم ضائع، فحتى لو لم تكن الأمور مثالية، يبقى اليوم مليئاً بفرص صغيرة، وأينما نظرت، يمكنك إيجاد طرائق بسيطةٍ لإحداث فرق إيجابي؛ ففي الوقت الذي يضيع أمامك، ثمة أعمال بانتظار أن تنجزها في سبيل تحقيق أهدافك؛ فإذا أنجزت ما يكفي منها، سيصبح أيُّ شيء في متناول يدك؛ لذا عليك فقط أن تُحدِّد ما تريد تحقيقه.

إقرأ أيضاً: لماذا يعد الاهتمام باللحظة الراهنة طريقك إلى مستقبل أفضل؟

8. شارك حبك بصدق وصراحة:

ستخسر أشخاصاً في حياتك مهما حدث، ومهما قضيت من وقتٍ مع شخص ما، ومها كان مدى تقديرك له، ففي بعض الأحيان لن يبدو أنَّك حظيت بوقت كافٍ معه، ولا تنتظر المرور بتجربةٍ مؤلمة حتى تتعلم هذا الدرس؛ لذلك عبِّر عن حبك، وأخبر الناس بما تريد أن تخبرهم به، لا تخجل من إجراء المحادثات الهامة لأنَّك تشعر بالحرج أو عدم الارتياح، فلا تعرف أبداً متى قد تفقد فرصتك..

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لتحقيق الذكاء العاطفي في الحب

9. تخلَّ عن بعض الأمور حتى تكسب أخرى:

إنَّ التخلي هبة في الحياة، فعندما يبتعد بعض الأشخاص عنك، وتغلق بعض الفرص أبوابها في وجهك، فلا داعي للتمسك بها في حياتك؛ بل عُدَّ ذلك مؤشراً مباشراً على أنَّ هؤلاء الأشخاص والظروف والفرص ليست جزءاً من الخطوة التالية في حياتك، فهذا تلميح إلى أنَّ نموك الشخصي يتطلب أشخاصاً وأشياء مختلفة، والحياة ببساطةٍ تفسح المجال لهم؛ لذا تقبل الوداع، لأنَّ كل وداع ما هو إلا بدايةُ شيءٍ أفضل.




مقالات مرتبطة