9 طرق يرى فيها الناس الكرماء العالم بمنظور مختلف

إنَّ الكرم يجعل عالمنا أكثر سعادة وصحة، وكلُّ عمل من أعمال العطاء يحسِّن حياة كلٍّ من المتلقي والمانح مباشرة، ومع ذلك على الرَّغم من الفوائد المذهلة للكرم إلَّا أنَّه ما يزال نادراً جداً في عالمنا اليوم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن الطرائق التي يرى بها الناس الكرماء العالم بمنظور مختلف.

بدلاً من ذلك يتوق مجتمعنا ويسعى إلى تحقيق المزيد في كل الأوقات؛ المزيد من المال، والمزيد من الممتلكات، والمزيد من القوة، وما إلى ذلك، فنحن نسعى إلى المتعة من خلال توجيه أعمق طاقاتنا ومواردنا نحو أهدافنا الخاصة سواء الممتلكات أم تجميع الأشياء أم الراحة أم الرفاهية، وفي الوقت نفسه تحيط بنا فرص رائعة للكرم في كل لحظة من كل يوم؛ لذا علينا أن نتوقف عن تفويت هذه الفرص.

نحن نحتاج إلى تغيير طريقة تفكيرنا ونظرتنا للعالم؛ وذلك من أجل إعادة توجيه تفكيرنا في عالم يحركه الاستهلاك، والبدء في الاستفادة أكثر من الفوائد الوفيرة للكرم؛ لذا ضع في حسبانك هذه الطرائق التسع التي تغير الحياة والتي يرى فيها الناس الكرماء العالم.

كيف يمكن أن تزيد من الكرم في حياتك أيضاً:

1. معرفة أنَّه يوجد ما يكفي من الموارد لرد الجميل والمشاركة:

إنَّ عقلية المنافسة والاكتناز، وأنَّ مواردنا لا تزيد إلَّا عندما تقل موارد شخص آخر، تستند إلى فرضية خاطئة؛ إذ تفترض وجود مجموعة محدودة من الموارد، وإذا تمتع شخص آخر بالنجاح فإنَّ فرصنا ستقل، لكنَّ هذا التفكير مجرد هراء؛ فمجموعة الموارد المادية والعاطفية والمالية في العالم لا حدود لها؛ بل إنَّها تستمر في النمو بحيث يستفيد المجتمع من نجاح الآخرين.

2. رؤية أنَّ ممارسة الكرم كل يوم تؤدي إلى مزيد من السعادة والرضى:

تؤكد الدراسات ما تعلمه الكرماء واختبروه بأنفسهم؛ وهو أنَّ العطاء يزيد من السعادة والسرور والهدف في حياة المانح، ونحن مخلوقات اجتماعية لم نُجبل لنكون جشعين وأنانيين؛ بل للبحث عن السعادة واكتشافها في حب الآخرين والاهتمام لأمرهم، وأولئك الذين قرروا البحث عن الرضى بالعطاء فسرعان ما يكتشفون كثيراً منه.

3. السعي إلى إحراز نجاحات كبيرة من خلال مساعدة الآخرين على تحقيق النجاح:

أسهل طريق لتحقيق النجاح في حياتنا هو مساعدة شخص آخر على تحقيق النجاح أولاً؛ ففي النهاية يجب أن تُقاس مساهمتنا في هذا العالم بشيء أكثر أهمية من حجم غرورنا وكومة الممتلكات التي جمعناها، فتلقى حياتنا أهميتها الكبيرة من الطريقة التي نختار العيش بها يومياً.

شاهد بالفديو: 9 عادات سيئة تدمّر نجاح الإنسان وتحد من قدرته على الإنجاز

4. الإيمان بتغيير العالم، كل شخص على حدة:

يتمتع الأشخاص الكرماء بالصدق وبسرعة الاعتراف بأنَّ مشكلات العالم لا يمكن حلها بواسطة شخص واحد، وربَّما لن يحلها عدد من الناس كلها تماماً، ولكن لا يُبطئهم الافتقار إلى الكمال، فبالنسبة إليهم إنَّ تغيير حياة شخص واحد هو نجاح ومحاولة تستحق العناء ويجب متابعتها.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء تستطيع من خلالها تغيير العالم

5. الثقة بالناس:

دائماً ما يتطلب الكرم مستوى معيناً من الثقة، ومن أجل استثمار الوقت والمال والموارد الأخرى في إنسان آخر يجب أن نؤمن أنَّ هذا الشخص سيأخذ ما نقدمه له وسيستخدمه بحكمة؛ فالكرماء يتمتعون بالثقة والأمل، والأشخاص الذين يتمتعون بالثقة والأمل هم أناس سعداء؛ لأنَّهم يختارون الإيمان الإيجابي بالآخرين وإدراك ذلك باستمرار.

6. امتلاك أحلام كبيرة لطريقة إنفاق أموالهم:

لا تقلُّ ثروتنا المالية قيمة عمَّا نختار أن ننفقها عليه، فيستخدم الأشخاص الكرماء ثرواتهم لوضع الابتسامات على وجوه الآخرين وتحقيق الأحلام الكبيرة، وعند إدارة الأموال على نحو صحيح يمكن استخدامها لتحسين نوعية حياة الأشخاص من حولنا، ويمكن استخدامها لجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً وثقافةً ومسؤولية، وفي الواقع يحلم الأشخاص الكرماء بأحلام كبيرة لإنفاق أموالهم، وأنا أطلب منك أن تحلم بأحلام أكبر أيضاً.

7. الاستعداد لتقديم ما هو أكثر من الأموال:

لديك كثير ممَّا يمكنك تقديمه لهذا العالم أكثر من المال؛ على سبيل المثال لديك الوقت والمواهب والخبرات ودروس الحياة المستفادة، وعندما نعطي الناس أشياء أكثر من أموالنا ونبدأ في استثمار حياتنا في تحسين حياة الآخرين، يحدث كثير من الأمور بطريقة سحرية، بالطبع يمكن أن تكون هذه الخطوة أكثر صعوبة من مجرد التبرع بالمال.

إقرأ أيضاً: دراسة: إنفاق المال على الآخرين يجعلنا أكثر سعادة

8. إدراك حقيقة أنَّ الحياة قصيرة:

نحن لا نملك إلَّا فرصة واحدة فقط في هذه الحياة، وجميعنا نعلم بذلك؛ لكنَّنا نفشل في العيش وفقاً لذلك، ومع ذلك فإنَّ أولئك الذين يتقبلون هذا الواقع تماماً يتعلمون كثيراً من الأمور عن الحياة في كل سنة من سنواتهم العابرة، إنَّهم يدركون أنَّنا نملك وقتاً قصيراً لترك بصمتنا في هذا العالم، وهم يعطون ما لديهم لتحقيق ذلك بكل سرور.

9. الاستعداد لعيش حياة أكثر بساطة ومعنى:

يتطلب الكرم الحقيقي مستوى معيناً من السعادة الداخلية المنفصلة عن الممتلكات الخارجية، إنَّه يميز حقيقة أنَّ إعطاء مواردنا الشخصية لشخص آخر يعني أنَّنا نملك القليل لأنفسنا، وبهذه الطريقة تشكل السعادة الداخلية أساس الكرم، ولكن استجابةً لذلك من المدهش أنَّ الكرم يزيد كلاً من الرضى والإحساس بالهدف.

في الختام:

يبحث عالمنا بشدة عن مانحين سعداء وكرماء، فهم يحسِنون واقع مجتمعنا كما نعرفه، ويدفعوننا إلى الأمام، ويحفزوننا على السير على خطاهم، ونظرتهم إلى العالم هي نظرة أرغب في تطويرها أكثر في حياتي الخاصة.




مقالات مرتبطة