9 صفات يجب أن يتحلى بها جميع قادة القرن الواحد والعشرين

يتطلَّب العصر الحديث امتلاك مجموعة خاصة من المهارات القيادية، ونحن نعلم أنَّ الثقة والحزم واتخاذ قرارات صعبة تحت الضغط وامتلاك رؤية مستقبلية مُلهِمة هي الصفات التي يجب أن يتمتع بها كل قائد، لكن في عصرنا هذا وفي ظل الظرف الراهن نحتاج إلى قادة يوجِّهوننا في هذا العالم.



لكن في عصرنا هذا وفي ظل الظرف الراهن نحتاج إلى قادة يوجِّهوننا في هذا العالم. تغيَّرت المهارات المطلوبة في هذا العصر الجديد عن نظيرتها التي ساهمت في نجاح القادة سابقاً، فالقيادة الحكيمة الآن تتطلَّب القدرة على قيادة الناس خلال التحديات العاطفية مثل النزاعات أو الأزمات، دون اللجوء إلى التكتيكات القاسية أو القسرية؛ لذا يجب أن يكون قادة اليوم قادرين على استيعاب جميع الأجيال لفَهْم كيفية مساهمة التكنولوجيا المتجدِّدة في تشكيل المجتمع وتنظيم أفراده، كما عليهم تقبُّل التنوُّع بجميع أشكاله.

دعونا نلقي نظرة على أهم الصفات التي يجب على الأشخاص تطويرها لمساعدتهم على التطور ليصبحوا قادة حقيقيين في هذا العالم الرقمي المتسارِع.

1. الذكاء العاطفي:

الذكاء العاطفي (EI) هو القدرة على تحديد العواطف وفهمِها وإدارتها؛ لقد أصبح الذكاء العاطفي صفة لازمة للقادة نظراً لاضطرارهم إلى التعامل مع شتى العواطف يومياً، وهنا لا نقصد عواطفهم الخاصة فقط ولكن عواطف الآخرين أيضاً؛ حيث يجب عليهم تحديد طبيعتها دون السماح للسلبية منها بالتأثير في الأحكام أو القرارات التي قد تضر بنمو الشركة أو إنتاجيتها.

2. الإبداع:

يمكن تعريف الإبداع على أنَّه مجموعة من السمات الشخصية التي ينشدها القادة في أعضاء فريقهم أملاً في تحقيق النجاح في هذا العصر المليء بالمتغيرات، وتشمل هذه الصفات القدرة على التفكير خارج حدود النمطية وحلَّ المشكلات بطرائق إبداعية، مما يؤهِّلهم لتولِّي أدوارٍ قيادية عالمية جيدة في السنوات المقبِلة، فالإبداع صفة ملازمة للنمو.

3. التعاطف:

تلعب القدرة على فهْمِ ما يشعر به الآخرون دوراً هاماً في النجاح الشخصي والمهني لأيِّ فرد، ففي عالم الأعمال توجد أمور تتجاوز عقدَ الصفقات أو زيادة المبيعات، وهي الإنسانية وتفهُّم مشاعر الآخرين، فهذه لا يمكنهم تحليلها بحسابات دقيقة؛ لذا يجب على القادة أن يكونوا قادرين على وضعِ أنفسهم في مكان الآخرين لفهم آرائهم ووجهات نظرهم؛ حيث يسهم التعاطف في بناء العلاقات وتجنُّب النزاعات، فعندما نكون قادرين حقاً على فِهم الآخرين، سنتمكن حينها من تقديم دعم أفضل لفريقنا.

شاهد بالفيديو: 12 علامة تدل على أنَّك قائد استثنائي

4. الثقة:

إنَّ القادة الواثقين بأنفسهم والذين يؤمنون إيماناً راسخاً برسالة الشركة، سيكونون قادرين على تلقِّي النقد من ذاتهم والآخرين؛ حيث يلهم القادة الواثقون من أنفسهم أعضاء فريقهم ويمكِّنونهم بالتزامن مع بناء ثقتهم بأنفسهم وزيادة حماسهم وتشجيعهم على الابتكار.

5. القيادة التشاركيَّة:

يجب أن يكون القائد قادراً على تمكين جميع أعضاء فريقه من المشاركة في القيادة بدلاً من وضع ثقته في شخص واحد فقط لقيادة الفريق، الأمر الذي قد يؤدي إلى الاستياء والصراع على السلطة بين باقي أعضاء الفريق.

يمكن أن تؤدي المغالاة في الثقة بشخص واحد إلى إضعاف الروح المعنوية لدى الفريق وحدوث الأخطاء في المشروع؛ وذلك لأنَّه من غير الممكن أن يكون الشخص ضليعاً بكل الأمور التي تؤهِّله لاتخاذ قرار حكيم؛ لذا توفِّر القيادة التشاركية المزيد من المساهمات من مختلَف الأشخاص المتأثرين أو المهتَمِّين بمجالات معيَّنة تتعلق بعمل شركاتهم، وتضمن أن يشعر الجميع بأهمية آرائهم، في حين تتيح المجال لعرض أفكار وابتكارات جديدة من خلال طرح آراء متعدِّدة في المؤسسة.

إقرأ أيضاً: 15 صفة من صفات القادة المتميزين

6. مهارات التواصل الجيدة:

عندما يتمكَّن المرء من التواصل بفاعلية، فمن المرجَّح أن يلقى آذاناً صاغية، والتواصل مع أعضاء الفريق بانتظام هو أفضل طريقة للحفاظ على تحفيز الفريق وإنتاجيته؛ حيث يجب على القادة أن يكونوا قادرين على إيصال أفكارهم ومشاعرهم إلى الآخرين، سواء كان ذلك في اجتماع الفريق أم عبر البريد الإلكتروني أم مكالمة هاتفية، فالتواصل يجب ألا ينقطع، فهو مهارة أساسية لأيِّ قائد في الوقت الحالي؛ وذلك لأنَّ القادة لا يتفاعلون مع موظَّفيهم فقط؛ ولكن أيضاً مع زبائنهم وعملائهم تفاعلاً يومياً.

تتضمن مهارات التواصل الفعَّالة الوضوح الكافي كي يتمكَّن الآخرون من فَهْمِ ما يحاول الشخص قوله دون التباس، بالإضافة إلى امتلاك مهارات إصغاء جيدة للرد باحترام عند الضرورة، فعند مراقبة ثقافة العمل الحديثة، ستلاحظ أهمية مهارات التواصل؛ حيث لا بد للجميع من امتلاك مثل هذه المهارة، سواء لتوطيد العلاقات بالآخرين أم لاتخاذ خطوات تحسُّن وضعَ الشركة.

7. الإلهام:

يجب على القادة تشجيع أعضاء فريقهم وإلهامهم، فعندما تساعد فريقك على الحفاظ على معنويات عالية وتمدُّهم بالأمل في وقت الشدائد، ستساعدهم على الازدهار؛ حيث يمكن لأفعال القائد وتجاربه أن تلهم الآخرين للعمل بحنكة أكبر والانتباه لأنفسهم انتباهاً أفضل ورؤية هدفهم الجماعي من منظور جديد وغيرها الكثير من الأمور.

8. الاهتمام بالجميع:

من الهام أيضاً أن يهتم القادة بالجميع عند ممارسة القيادة؛ حيث يجب على القادة مراعاة مَن حولهم وتمكينهم عند اتخاذ القرارات والتخطيط للمستقبل؛ لذا يجب أن يكون هدف القائد تكوين فريق يشعر بالانتماء ويكون أعضاؤه قادرين على العمل سوياً بنجاح، وهذا يتطلَّب معاملة جميع الموظفين وزملاء العمل بإنصاف، والإصغاء إلى أفكار الجميع مع الالتزام برؤية الشركة ورسالتها، وتوفير الموارد والدعم اللازم لأعضاء الفريق لتحقيق كامل إمكاناتهم على الصعيدين الفردي والجماعي؛ ولهذا السبب، التنوع والاهتمام بالجميع ضروريان في كل شركة.

إقرأ أيضاً: 8 صفات للقائد المتواضع

9. مهارات صنعِ القرار:

يجب أن يكون القادة قادرين على اتخاذ قرارات صعبة في كافة المواقف، والإقدام على المجازفات وتوطيد علاقاتهم بأعضاء فريقهم، ففي هذا العصر المرهِق والمتسارع، تواجهنا العديد من الصعوبات، فإن لم يكن القائد أهلاً لاتخاذ القرار الصحيح لفريقه دون تردد، فستتأثر الإنتاجية ولن تتمكَّن المؤسسة من تحقيق أهدافها القصيرة أو الطويلة الأجل، فالقرارات السليمة هي الصفة المميزة للقيادة، والقادة العظيمون هم مَن يستطيعون اتِّخاذ هذه القرارات الصعبة دون تردد.

يجب أن يكون قادة القرن الواحد والعشرين أصحاب رؤية مستقبلية مُلهِمة، ويجب أن يضعوا أهدافاً ويلهموا الآخرين بإحساسهم بذلك الهدف، ويجب أن يتحلوا بالتعاطف والإبداع لإلهام أعضاء فريقهم ودعمهم وتشجيعهم، كما يحتاجون أيضاً إلى مهارات صنعِ قرار جيدة للقيام بحركات ذكية مفيدة للفريق ككل أو لكل فردٍ من أفراده.

يمتلك أفضل قادة هذا العصر الرؤية ويكونون قدوة لفريقهم؛ حيث يتخطَّى القادة الحقيقيون دور "الرئيس" ويشجعون الآخرين على القيادة، ومن ثم يصنعون المزيد من القادة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة