9 خطوات لتسهيل حياتك

تصبح الحياة أكثر سهولة عندما تتخلَّص من الفوضى التي تجعلها معقدة؛ لذا ركِّز انتباهك على ما هو هام، وامض قدماً في حياتك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إنجل تشيرنوف" (ANGEL CHERNOFF)، وتُحدِّثنا فيه عن 9 خطوات لتسهيل حياتك.

إذ تمتلئ أيامنا بالفوضى والمشتتات، فأنا أعرف تماماً هذا الشعور، فقد كانت حياتي هكذا أيضاً، وقبل أن أبدأ في تسهيل حياتي، كنت أتَّجه في عشرات الاتجاهات المختلفة كل يوم ولم يكن لدي الوقت الكافي لإنجاز كل شيء، وبطبيعة الحال كنت أرغب في القيام بعمل رائع في كل التزام، وبطريقة ما أقنعتُ نفسي بأنَّه في إمكاني القيام بكل ذلك.

لكنَّ الواقع هو أنَّني كنت مرهقةً جداً، ومن ثمَّ كنت أقوم بعمل سيئ في كل شيء وأضغط على نفسي، فهذا الشعور بكونك مشغولاً هو مصدر كبير للتوتر بالنسبة إلى معظم الناس، وربما يكون التوتر هو العامل الوحيد الأكثر أهمية لتحديد ما إذا كنَّا بصحة جيدة وسعداء، أو بصحة سيئة ومتعبين على الأمد الطويل.

ما لم تكن تريد أن تسوء صحتك وأن يستمر توترك في الازدياد، يجب أن تبدأ في تسهيل حياتك من خلال هذه الخطوات:

1. تحديد اليوم المثالي بالنسبة إليك:

إنَّ تخيُّل يومك المثالي أمر هام، وذلك ليس لأنَّه سيتكرَّر، لكن لأنَّه من الهام أن تفهم ما تعنيه "الحياة السهلة" بالنسبة إليك، فالأمر مختلف بالنسبة إلى كل شخص؛ فبالنسبة إليَّ يعني ذلك ممارسة تمارين التأمُّل من خلال الشعور بالامتنان في الصباح، والكتابة الهادئة، والقراءة، وقضاء بضع ساعات مع عائلتي.

أمَّا بالنسبة إلى بعضهم، يعني اليوم المثالي الخروج في نزهة صباحية طويلة، وممارسة تمارين اليوجا بعد الظهر، وقضاء يوم مُثمر في العمل، وأخذ حمام ساخن قبل النوم، وقد يفضِّل آخرون قضاء الكثير من الوقت في التركيز على هدف هام في الحياة، مع ترك الوقت الكافي للحصول على قسط جيد من الراحة في الليل؛ لذا خذ بضع الوقت الآن لتحدد اليوم السهل بالنسبة إليك.

2. تحديد الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك:

إلى جانب فن إنجاز المهام، هناك فن غالباً ما يُنسى وهو ترك الأشياء دون تغيير، وتعتمد سهولة وكفاءة اليوم اعتماداً كبيراً على التخلُّص من العناصر غير الضرورية، وأساس التسهيل هو:

  1. تحديد الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك.
  2. التخلُّص من كل شيء آخر بقدر ما تستطيع.

لذا خصِّص وقتاً لتحديد أهم المشاريع والأشخاص والخبرات بالنسبة إليك، ثمَّ تعرف إلى الأنشطة والمهام والالتزامات التي تتناسب مع تلك القائمة.

3. رفض الالتزامات غير الضرورية التي لا تدعم أولوياتك:

بعد تحديد أولوياتك، واليوم المثالي بالنسبة إليك، يجب أن تبدأ في رفض الأشياء التي لا تدعم ما هو هام بالنسبة إليك، والتي تعترض طريق يومك المثالي، فاليوم تحضر حفلة دُعيت إليها، وغداً توافق عندما يطلب منك أحد الجيران مساعدته لنقل بعض الأثاث، وبعدها يُطلب منك حضور اجتماع غداء سريع، وثمَّ تقرِّر التطوع في نشاط جديد، وسرعان ما تكون أيامك مشغولة ومعقدة جداً ولا تعرف أين أخطأت؛ لذا فضع قائمة بالتزاماتك وقيِّمها سواء أكانت مهنية أم شخصية أم غيرها، وخاصة الالتزامات المتكرِّرة، وارفض واحد منهم على الأقل اليوم؛ إذ لا يتطلَّب الأمر سوى مكالمة سريعة، أو رسالة بريد إلكتروني قصيرة، وستشعر على الفور براحة.

شاهد بالفديو: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات

4. التقليل من مهامك اليومية:

خذ وقتاً كل صباح لتحديد ثلاث مهام هامة لهذا اليوم، وتجنَّب الباقي قدر الإمكان، وعالج التزاماتك الأخرى في وقتها، وأخبر الأشخاص الذين يطلبون منك أي مساعدة أو التزام غير ضروري بأنَّك تريد المساعدة، ولكنَّك مشغول جداً ولا يمكنك خدمتهم خدمةً جيدة؛ لذا للأسف يجب أن ترفض طلبهم.

وبعد تحديد قائمة مهام يمكن إدارتها، فمن الأفضل أن تمنح كل منها بعض الوقت الكافي، بدلاً من أن تكون في حالة ذهنية مرهقة نتيجة تبديل المهام، فقط قم بمهمتك التالية، واترك كل شيء آخر، وستلاحظ الفرق؛ إذ سيساعدك الحد من مهامك على التركيز، وتقبُّل حقيقة أنَّك لن تنجز كل شيء في يوم واحد.

5. جدولة وقت خالٍ من التشتيت كل يوم:

بعد أن تعرف أنَّك تعمل بالفعل على المهام الصحيحة، فإنَّ التخلص من جميع عوامل التشتيت لفترة محددة في أثناء العمل هي إحدى أكثر الطرائق فاعلية لإنجاز المهام؛ لذلك أغلق بابك، وأوقف تشغيل هاتفك، وأغلق البريد الإلكتروني الخاص بك، وافصل اتصالك بالإنترنت وما إلى ذلك.

لا يمكنك البقاء مختبئاً إلى الأبد، لكن يمكنك أن تكون أكثر إنتاجية بمرتين عندما تكون بعيداً عن المشتتات، وافعل كل ما يتطلَّبه الأمر لإنشاء بيئة هادئة وخالية من التشتيت، بحيث يمكنك التركيز على ما هو هام.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح للتخلص من عوامل التشتيت وإنجاز المزيد من العمل

6.القيام بشيء واحد فقط في كل مرة:

انغمس في المهمة التي بين يديك عن طريق تجنُّب الشعور بأنَّك تحتاج إلى إنجازها بسرعة، وأنَّك تحتاج إلى الانتقال إلى المهمة التالية؛ إذ ستكون هناك مهمة تالية دائماً؛ لذا دع هذه المهام اللاحقة تأتي لاحقاً، وكن مُركِّزاً تماماً على هذه المهمة المحددة، وكأنَّها عالمك بأكمله.

تمهَّل، وخذ نفساً عميقاً، وراجع التزاماتك وأهدافك، ورتِّب أولوياتك، وقم بمهمة واحدة في كل مرة، وابدأ الآن.

7. جمع المهام الأصغر والأقل أهمية والقيام بها دفعة واحدة:

هناك كثير من المهام الصغيرة التي عليك القيام بها على مدار اليوم، فلا تسمح لها بتعطيل الأمور الأكثر أهمية، ولكي تكون أكثر إنتاجية، اجمعها وافعلها جميعاً دفعة واحدة، ويفضَّل أن يكون ذلك في وقت لاحق من اليوم.

على سبيل المثال، بدلاً من التحقُّق من بريدك الإلكتروني الشخصي على مدار اليوم، تعامل معه مرة واحدة يومياً، ربما في الساعة 4 مساءً مع اقتراب نهاية اليوم، واعمل جميع الأعمال الورقية المتنوعة الخاصة بك دفعة واحدة، والمفتاح هو التأكُّد من أنَّك لا تدع الأشياء الصغيرة تعترض طريق الأشياء الكبيرة، فلا تتعثَّر في شيء واحد صغير طوال اليوم أو حتى نصف يوم.

8. ترك فترة راحة بين المهمة والأخرى:

من الهام أن نفهم أنَّ الإفراط في الالتزام هو أكبر خطأ يرتكبه معظم الناس، ويمنعهم من عيش حياة سهلة، فمن المغري ملء كل دقيقة من اليوم بالمهام، فلا تفعل هذا بنفسك، واترك فترة راحة بين المهمة والأخرى؛ إذ إنَّ فترة الراحة بين الأمور التي نقوم بها لا تقل أهمية عن الأشياء التي ننجزها.

لذا، اترك فترة راحة قصيرة بين مهامك، وتمشَّ قليلاً في الخارج، واشرب كوباً من الماء، أو مارس بعض تمارين التنفس العميق، واستمتع بالراحة، فهدفك الأساسي هو أن تعيش حياة منظَّمة رغم معظم الأشياء التي يملأ الناس حياتهم بها، وهذا يترك لك المجال لما هو هام، فالحياة ليست انشغالاً وتوتراً مستمراً، لكن يجب عليك بدلاً من ذلك أن تمارس التأمل الواعي، وتتواصل مع الناس، وتفهم المشاريع التي تحبها.

إقرأ أيضاً: 13 طريقة إبداعية لأخذ استراحات قصيرة خلال اليوم

9. ممارسة الامتنان:

يمكن إنشاء عقلية أسهل وأكثر إيجابية في أي وقت وفي أي مكان مع تغيير في التفكير، فالإحباط والتوتر يأتيان من الطريقة التي تتفاعل بها مع الأمور، وليس من الطريقة التي تسير بها الأمور، فاضبط تفكيرك وستتخلَّص من الإحباط والتوتر.

إنَّ أسهل أمر للقيام بذلك هو ترك كل ظرف على ما هو عليه في الوقت الحالي، لا ما تعتقد أنَّه يجب أن يكون عليه، ثمَّ الاستفادة منه؛ إذ يتعلَّق الأمر بالامتنان لما هو موجود، ثمَّ الاستفادة منه، وهذا النوع من الامتنان المتواضع يجعل التعامل مع الحياة أسهل دائماً، لأنَّ السعادة تصبح أسهل عندما تتوقف عن الشكوى من مشكلاتك، وتبدأ في الشعور بالامتنان لكل المشكلات التي لا تعاني منها.

المصدر




مقالات مرتبطة