9 استراتيجيات فعالة لتحفيز ذاتك عندما تفتقد إلى الحماس

يطلّ من شاشة حاسوبي مستند عملٍ فارغٍ، يحدّق بي وأنا جالسٌ على مكتبي ووميض المؤشر يحثني على كتابة شيءٍ ما، أيّ شيء. أحضرت كأساً كبيراً من الماء وكوباً مليئاً بالقهوة، وعلى الشاشة الخلفية قمت بتشغيل قائمة موسيقى "التركيز العميق" من سبوتيفاي، تأهَبت كلياً للعمل ولكن عقلي لا يشاطرني ذلك. إذا كان هناك شيءٌ واحدٌ تعلمته من عملي ككاتبٍ حرّ، هو أنَّ الحافز أمرٌ معقّد ووحشٌ متقلّب. في بعض الأحيان أستطيع الاندماج في روتين عملي بسهولة - وأملأ صفحات المقالات يمنة ويسرة، مع استراحة سريعة فقط لإعادة ملء قهوتي أو تناول الغداء. أمَا في أيَام أخرى، أجد صعوبةً في منع نفسي من عدم تصفح الشبكات الاجتماعية والبحث عن فرص للمشاريع الخارجية.



ملاحظة: هذه المقالة مترجمة للمدوّن والكاتب الحرّ "جوناثان أوبينغ".

لسوء الحظ، لن تنتظرني مواعيد التسليم النهائية إلى حين استعادة حافزي للعمل. وكذلك هو الأمر بالنسبة لكلّ المهن الأخرى تقريباً: فلن تنتظر المريضة حتى ينهي طبيبها المعالج قهوته الصباحية، ولن ينتظر العميل أن يستعيد مالك شركة فيديكس طاقته ليتمكَن من شحن البضائع.

عندما يكون الدافع ذاتياً (أي أنّه لا يوجد رئيسُ عملٍ يلحُّ عليك لإنجاز العمل)، قد يكون من الصعب اكتساب هذا الحافز.

ستجد أدناه مجموعةً من النصائح والحيل المدعمَة بالأبحاث والتي يتَّبعها رجال الأعمال عندما يواجهون مشكلة فقدان الحماس:

1- التركيز على أوقات إنتاجيتك والبناء عليها:

هذه هي استراتيجيتي، حدَدتُ خلال السنوات القليلة الماضية الأوقات التي أكون فيها أكثر إنتاجيَةً مثلاً: من الساعة 7:30 صباحاً إلى الساعة 2 ظهراً، من الإثنين إلى الخميس.

أتأكَد من جدولة العمل الذي يتطلّب التركيز الأكبر خلال هذه المواعيد. على سبيل المثال، لن أؤجل كتابة أيّ مقالةٍ من المقرَر تسليمها صباح يوم الاثنين إلى بعد ظهر يوم الجمعة، لأنَني أعلم أنَّه من غير المحتمل أن أستطيع حشد الطاقة العقلية اللازمة للقيام بذلك.

2- ذكّر نفسك بالأهداف التي تعمل لأجلها:

تقول ميشيل مارتن، الرئيس التنفيذي لشركة ترافارا، وهي شركة تروّج للسفر المستدام، إنَّ استراتيجيتها للحصول على الحافز هي من خلال تذكير نفسها لماذا بدأت عملها في المقام الأول، بالنسبة لها الأمر كلّه يتعلّق بالحريّة.

ويذكر مارتن، الذي يعيش في سان دييغو: "بالرغم من معرفتي بصعوبة العمل كرجل أعمال، ولكنني مدركٌ لأهميّة أن أعمل وفقاً لشروطي أنا وأن أحيا حياةً أفضل". عندما أشعر بالضيق أو بفقداني للحماس، أذكّر نفسي بأنَني بصدد صنع أفضل سيناريو ممكن لنفسي ولعائلتي، وأقوّي عزيمتي من أجلنا جميعاً.

يتّخذ "حسن الناصر"، مؤسس ومالك شركة الألعاب التعليمية "بريميوم جوي"، نهجاً مماثلاً في وضع الأهداف نصب عينيه.

يقول حسن الذي يعيش في والنوت، كاليفورنيا: "الطريقة التي أستخدمها للحصول على الحافز عندما أشعر أنَني فاقدٌ للحماس هي ببساطةٍ تذكّر الهدف الذي من أجله أعمل: ألا وهو طفلي؛ إذ لديّ صورةٌ له في مكتب عملي، وبذلك أتمكّن من رؤيته كلما احتجت إلى حافزٍ يدفعني للأمام".

إقرأ أيضاً: النجاح في تحقيق الأهداف: 8 طرق تسهّل عليك الطريق لتحقيق أهدافك

3- امنح نفسك مكافآت صغيرة على إنجاز المهام:

أظهرت الأبحاث في هذا المجال أنَّ الناس يتحفزون بشدة عندما يتمّ منحهم المكافآت. في الواقع، في إحدى الدراسات ووفقاً لإحصائية مثبتة على نطاق واسع في كتاب المؤلّف "ديفيد نيفين" (100 من أسرار الأشخاص الناجحين) أنَّ المكافآت تمثل 75٪ من "دوافعنا الشخصية نحو الإنجازات". فإذا كنت تكافح لإنجاز مهام معينة، فامنح نفسك مكافأةً عند الانتهاء. يمكن أن تكون هذه المكافآت كبيرة أو صغيرة. على سبيل المثال، أحدد لنفسي هدفاً للمدخول الشهري، وأعد نفسي بأنَّه إذا قمت بتحقيقه، فسوف أكافئ نفسي بشيءٍ كنت أتمنى الحصول عليه، أيّاً كان ذلك الشيء.

يمكنك أيضاً الاستفادة من قوّة تأثير المكافآت التي تحدَدها ذاتياً على نطاقٍ أصغر: أعط نفسك وعداً أنَّه بمجرد الانتهاء من ساعتين متواصلتين من العمل، ستستمتع بتناول وجبة غداء لذيذة أو الذهاب في نزهةٍ في الطبيعة.

4- تطبيق فكرة قفزة تجاوز العقبة (leapfrogging):

تتغلب الطبيبة النفسية "كارين كوينيج" على فقدانها للحافز من خلال ممارسة مفهوم تسميه قفزة تجاوز العقبة.

وتقول: "بدلاً من التفكير في المهمة التي أريد القيام بها والتي لا أستطيع تأديتها، أتخطاها وأركَز على الشعور الحاصل عندما أنتهي من إنجازها. على سبيل المثال، أتصوَر نفسي مبتسمةً بعد أن قمت بحفظ السَجلات في نهاية العام وحصلت على فنجان قهوةٍ احتفالاً بذلك وأنا أجلس على شرفتي".

5- ألق نظرةً فاحصةً على محيطك الداخلي:

جميعنا سمع بالقول المأثور لرائد التنمية البشرية "جيم رون" بأنَك مجموع الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم معظم الوقت. إذا لم يكن هؤلاء الأشخاص محفزَين ويمتلكون قدرةً وأداءً عاليين، فمن المحتمل ألَا يقوموا بأيّ شيءٍ للمساهمة بشكلٍ إيجابيٍّ في إيقاد شعورك بالتحفيز.

انظر إلى دائرتك المحيطة من الأصدقاء والعائلة. إذا كانت تأثيراتها تحمل إليك السَلبيّة أو الكسل أو عدم الرضا عن الذات، فتمعّن ملياً في إجراء بعض التغييرات.

كما تشجع "جونيكا كوثبيرتس"، وهي مؤسس ورئيس أكاديمية سيدات الاعمال التي مقرَها ريتشموند فيرجينيا، روّاد الأعمال الذين تعمل معهم على تطبيق هذه الاستراتيجية.

قم بتفقد محادثاتك اليومية؛ هل هي محادثات محفزة؟ إذا لم تكن كذلك، فسارع إلى تغييرها.

هل تجد الأشخاص المقربين منك أشخاصاً ملهمين أم هم مصاصي طاقة يستنزفون حماسك؟ إنَّ كان الأمر كذلك، فحاول التخلّص منهم.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتحافظ على الإيجابية إذا كنت محاطاً بالأشخاص السلبيين

6- أعد برمجة أفكارك:

معظم من يعملون لحسابهم الخاص لديهم قائمة مهامٍ مجدولة عليهم إنجازها. ولكن في الأيام التي يفشلون فيها بتطبيق استراتيجياتهم المجرَبة، كلُّ ما يحتاجه على الأرجح يكون عبارةً عن عملية إعادة ضبط بسيطة. فدع عقلك يركز على شيءٍ آخر غير العمل.

بالنسبة إلى "ليام سميث"، مصور حفلات زفاف يعمل لحسابه الخاص ويعيش في لندن، حيث طبيعة عمله تتيح له الوقت الكافي للتجول والتركيز على شيءٍ آخر غير العمل، وهذا يبقيه على المسار الصحيح نحو أهدافه.

يقول ليام: "أخذ آينشتاين غفوة، وقام بيتهوفن بالمشي لمسافاتٍ طويلةٍ، وغسل بيل غيتس الأطباق بيديه. العزلة وتشتيت الانتباه لأمورٍ أخرى تتيح لعقلك الواعي أخذ فترة من الراحة بعيداً عن المشاكل.

7- اكتب قائمة بالمهام التي يتوجب عليك إنجازها:

أظهرت الأبحاث فوائد الكتابة على الصحة العقلية على المدى البعيد. إنَّ كتابة اليوميات أحد أهمّ الأساسيات في الحفاظ على العقل؛ فهي تجنبنا القلق والتوتر والاكتئاب من خلال مساعدتنا على تحديد أولوياتنا، وتوضيح مشاعرنا وتبني الحديث الإيجابيّ عن النَفس.

إنَّ كتابة اليوميات بالنسبة إلى "لوري ميهاليش ليفين"، وهي محاميةٌ وروائيّةٌ تقيم في واشنطن العاصمة، تعني وضع قائمة. تقول: "إنَّ حلّي الوحيد هو وضع قائمة لتفريغ عقلي، لذا أصبُّ على الورق كلّ ما عليَ فعله من المهام والأمور الحياتية الأخرى. وبهذه الطريقة، يمكن أن أمنع التفكير فيهم، وأفرغ مساحة جيدة داخل عقلي. وبمجرد أن أنتهي من كتابة كلّ شيء، اختار مهمَةً واحدةً وأقوم بالتركيز عليها، وأبدأ في وضع مُهَلٍ زمنيّةٍ لكلّ جزءٍ صغيرٍ من المهمة".

إقرأ أيضاً: وضع خطة عمل ليوم الغد يزيد إنتاجيتك ويساعدك على الاسترخاء

8- ابحث عن أشخاص تُثمَن رأيهم:

تقول "سوزان سانتورو"، وهي مصممة ديكور منزلي محترفة تعيش في شمال فرجينيا، إنَّ أسلوبها الرئيس في إنجاز عملها يعتمد على مشاركة أهدافها مع شخصٍ آخر. وتقول: "غالباً ما يكون إخبار شريكي بالهدف أو المهمة كافياً لتحفيزي، فعندما أصطدم بحاجز ذلك السؤال الذي يوجه لي عن كيفية تسيير الأمور، وعن القيام بعصفٍ ذهني للحلول؛ ينطلق ذلك الدافع الذي أحتاجه دائماً لمواصلة البحث وإيجاد الحل".

إنَّ استراتيجية "سوزان سانتورو" هي استراتيجية مدعمَة بالأبحاث.

ببساطة إذا كان لديك فكرة أو هدف، فهناك فرصةً بنسبة 10٪ لتحقيق ذلك. وعن طريق إخبار شخصٍ آخر أنَّك سوف تفعل ذلك، فإنَّك تزيد احتمالات إنجازك إلى 65٪. ومن خلال تحديد موعد استشاري مع الشخص الذي شاركت الهدف معه، تزيد فرصك إلى 95٪.

9- اقرأ عن قصص نجاح لأشخاص في مجال عملك:

يبدو الأمر بديهياً، أليس كذلك؟ في الواقع، يستمدُّ العديد من رواد الأعمال بالفعل الحافز من القراءة عن الأشخاص الناجحين في نفس مجال عملهم.

يشكل البرنامج الإذاعي The Side Hustle Show مصدر إلهامٍ "لهيذر مانتو"، صاحبة مركز للحلاقة في أوستن تكساس، وهو برنامج إذاعي يستعرض قصص نجاحٍ ملهمةً. وتقول: "هذا يشجعني حقًاً على الحصول على أفكارٍ وسماع نجاحات الآخرين الذين بدأوا من حيث بدأت".

يقول "جون ليندن"، مصمم الديكور والأثاث في لوس أنجلوس، أنَه يحبَُّ قراءة السَير الذاتية لرواد الأعمال والفنانين والسياسيين والناشطين، وأيَّ شخصٍ كان ناجحاً حقاً: "عندما تقرأ سيرةً ذاتيّة، تكتشف أنَّ كلّ شخصٍ عظيمٍ قد واجه فترات شعر فيها أنَّه فاقدٌ للحماس. إنها طريقةٌ رائعةٌ للحصول على الإلهام والتَحفيز عندما تفقده".

 

المصدر




مقالات مرتبطة