9 أشياء من الخطأ الاعتقاد بها من أجل علاقة ناجحة

من السهل جداً أن تصبح العلاقات معقدة أكثر مما هي عليه في الواقع، نقدِّم أنا وزوجتي "آنجل" (Angel) الكوتشينغ لمعظم العملاء يومياً، وما اكتشفناه أنَّهم يزيدون من تعقيد علاقاتهم فعلاً، ولا نحاول أنا وآنجل تغيير علاقاتهم؛ بل نحاول فقط أن نساعدهم على تغيير طريقة تفكيرهم عن هذه العلاقات، وهذا بالضبط ما أريد أن أتحدث عنه في هذا المقال.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون مارك كرنوف (Marc Chernoff)، ويتحدَّث فيه عن 9 معتقدات هدَّامة على صعيد العلاقات.

إذا كنت تشعر بأنَّ علاقاتك تُثقل كاهلك، فقد حان الوقت للتخلص من بعض الأفكار التي قد تكون هي السبب في هذا الشعور.

إليك فيما يأتي 9 أفكار تزيد من تعقيد العلاقات، ويجب أن تتخلص منها من أجل علاقات أفضل:

1. علاقتي بشريكي ستحل جميع مشكلاتي:

أقوى علاقة على الإطلاق هي علاقتك مع نفسك، فإذا لم تكن متصالحاً مع نفسك عندما تدخل في علاقة مع شخص آخر، فإنَّك لن تكون جاهزاً للنجاح في هذه العلاقة، والسبب أنَّك غير قادر على أن تحب شخصاً آخر عندما تكون عاجزاً عن أن تحب نفسك، تماماً كما تكون عاجزاً عن تعليم أحدهم شيئاً ما ما لم تكن قد فهمته أنت أولاً؛ لذا تعلَّم أن تحب نفسك أولاً، بدلاً من أن تنتظر الآخرين أن يحبوك.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب رئيسية وراء نجاح العلاقات

2. يجب أن أكون أولويته في كل شيء في الحياة:

يمكن القول إنَّ العلاقة ناجحة عندما يتقبَّل كل طرف فيها ماضي الطرف الآخر، ويدعمان بعضهما بعضاً في الحاضر، ويحفِّزان بعضهما بعضاً من أجل إنجاز شيء في المستقبل، وكل ذلك دون أن يتدخل أي منهما في التفاصيل الدقيقة لحياة الآخر.

لذلك لا تتسرع وتدخل في علاقة مع شخص يريد السيطرة على كل تفاصيل حياتك، وابحث دائماً عن شريك أو صديق يدعمك في تطوير نفسك، ولا يعوقك في سعيك إلى تحقيق أهدافك؛ بل يمنحك الحرية للعمل على ذلك، ويثق أنَّك لن تتخلى عنه، عندما تجد هذا الشريك أو الصديق عامله بالطريقة نفسها، فهذا ما يعنيه الحب والصداقة الحقيقية، ولأنَّها كذلك، فإنَّها تستحق أن تنتظر حتى تحصل عليها.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتقوية العلاقات المتعثرة

3. العلاقات الجيدة لا تتطلب مجهوداً للحفاظ عليها:

هذا اعتقاد خاطئ بالمطلق؛ بل على النقيض من ذلك تماماً، تتطلب العلاقة القوية الجيدة بذل الجهد في سبيلها، إنَّها تتطلب التضحية والتنازل؛ لا تعني العلاقة الطيبة بين الأصدقاء أو الأزواج الوقوف إلى جانب بعضهم بعضاً في السرَّاء فقط؛ وإنَّما في الضرَّاء أيضاً.

حتى لو كنت غير قادر على أن تكون مكان شريكك، لكنَّك قادر على دعمه في محنته حتى يتجاوزها ويستعيد سعادته مجدداً.

4. يجب أن أفعل أي شيء يُرضي الطرف الآخر:

نحاول أحياناً أن نظهر بوصفنا أشخاصاً مثاليين على أمل أن يحبنا الآخرون ويتقبلونا، لكن لا يمكننا أن نُرضي الأشخاص الذين نحبهم من خلال شخصية مزيفة، يجب ألَّا نحاول أصلاً امتلاك شخصية غير شخصيتنا الحقيقية.

ينبغي ألَّا يكون حبك لشخص ما على حساب شخصيتك الأصيلة؛ فالحب الحقيقي يعزز احترامك لذاتك كما أنت، ولا يجبرك على التظاهر بشيء خلاف ما أنت عليه.

يكمن جمالنا في عفويتنا وإخلاصنا وعواطفنا المعقدة وعيوب شخصيتنا، فعندما نتقبل أنفسنا كما نحن، ونقرر أن نكون صادقين، بدلاً من السعي إلى أن نكون مثاليين، فإنَّنا نكون مستعدين للعلاقات والسعادة والنجاح الحقيقيَّين.

ما يميز الشريكين في أي علاقة ناجحة هو أنَّ كل طرف في العلاقة يتقبَّل الآخر كما هو، ولا يشعر أي منهما أنَّه بحاجة للتستر على أي شيء في شخصيته، ولا يشعر أي منهما أنَّه بحاجة إلى التظاهر بصفات أو سمات لا يمتلكها، والسبب هو أنَّ كل واحد منهما يؤمن بأنَّ الآخر يراه رائعاً كما هو.

5. الغفران ليس ضرورياً:

أيَّاً يكن من تحدَّث عن روعة الانتقام، فإنَّه يجهل بلا شك روعة الغفران؛ إذ يعني الحب أن تعيش حياتك كما تريد، لكن في الوقت نفسه أن تُشارك في هذه الحياة أحداً آخر، ويتطلب هذا الأمر قدرة دائمة على الغفران.

يحوِّل الغفران أي خطأ إلى فرصة للتعلُّم، ويتطلب الحب الصبر والتفاؤل، والتعبير الصادق عن مشاعرك للطرف الآخر، ولا يقتصر الغفران على مسامحة شريك في سبيل العلاقة؛ بل يعني أيضاً أن تغفر للأشخاص الذين كانوا في الماضي جزءاً من علاقات سامة.

لا يعني ذلك أن تحبهم، أو تحافظ على صداقتهم، أو تقضي الوقت معهم، بل يعني أن تسامحهم، وأن تتخلى عن ذكرياتك المؤلمة معهم، وتقول بصدق عفا الله عما مضى.

إذا قررت عدم الغفران، فإنَّك تهدد علاقاتك في الحاضر والمستقبل بالفشل أيضاً، لأنَّك ما زلت تحمل الضغينة على علاقات الماضي الفاشلة، وبذلك فإنَّك تعيد تجربة العلاقات السابقة نفسها التي انتهت بالفشل.

6. ليس لديَّ الوقت لأقضيه مع أحبائي اليوم:

إذا أهملت علاقاتك، فستتفاجأ بعد فترة بظهور المشكلات، لذلك تذكَّر أنَّه لا يمكن تعويض اليوم الذي يفوتك؛ لذا كن شخصاً مُمتناً لأحبائك، وكن صديقاً جيداً لأصدقائك، وقف مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم حقاً، وساعدهم وخصِّص الوقت للعناية بهم، وعبِّر لشريكك عن مدى محبتك له، وافعل شيئاً يجلب له السعادة، ويجعل يومه رائعاً.

لن تساعدهم فقط من خلال ما تفعله؛ بل ستساعد نفسك أيضاً؛ لأنَّك عندما تحاول إسعاد شخص عزيز عليك، فلن يحصل وحده على السعادة؛ بل ستكون السعادة من نصيبك أيضاً.

7. يجب أن يتغير من أجلي:

أكبر خطأ هو الاعتقاد بوجود طريقة صحيحة واحدة فقط للإصغاء أو الحديث أو إجراء محادثة أو بناء علاقة، فأكثر حاجة يتوق إليها المرء هي تقديره كما هو، ونحن نحاول أحياناً أن نغيِّر الأشخاص الآخرين حتى يصبحوا مثلما نريد، وربما لأنَّنا بحاجة إلى أن يكونوا كذلك، أو لأنَّنا نرغب أو نحب رؤيتهم مختلفين.

لكن هذه المحاولات ووجهات النظر مناقضة للواقع، وضد مصلحتهم ومصلحة الطرف الآخر، وتنتهي دائماً بخيبة الأمل، والسبب أنَّ هذه المحاولات لا تلائم الآخرين الذين نحاول تغييرهم، وأول ما يترتب على الشعور بالحب هو السماح للشخص الذي نحبه بأن يكون على طبيعته تماماً، وليس الطلب منهم أن يتغيروا حتى يتطابقوا مع التصور الذي نرسمه عنهم، وإلا فإنَّه لن يكون حباً بالمعنى الحقيقي؛ وإنَّما محاولة لإشباع احتياجاتنا من خلال الآخرين.

شاهد بالفيديو: 6 علامات تدمر العلاقات بصمت احذر منها

8. من الأفضل ألا أعبِّر عن مشاعري:

كما قلنا، اليوم الذي يذهب لا يعود؛ لذلك عبِّر عما تشعر به، وعبِّر عن حبك بصدق وصراحة فوراً ودون تأجيل، تذكَّر أنَّه بطريقة أو بأخرى، ستخسر الأشخاص الذين تحبهم عاجلاً أو آجلاً.

بصرف النظر عن مدى تقديرك لشخص ما، ومقدار ما تقضيه معه من وقت، لكن عندما يرحل هذا الشخص إلى الأبد، ستشعر بأنَّك لم تقضِ معه الوقت الكافي.

لذا لا تنتظر حتى يفوت الأوان، عبِّر عن حبك، وأخبر الشخص الذي تحبه عن مشاعرك، ولا تهمل إجراء المحادثات الهامة مع شريكك بسبب شعورك بالارتباك أو الحرج، فأنت لا تعرف متى يرحل هؤلاء الأشخاص إلى الأبد.

9. يمكن الحفاظ وإصلاح جميع العلاقات:

قد يكون ما سنقوله الآن قاسياً، لكن ليس مقدَّراً لكل العلاقات أن تنجح، ولا بأس بهذا، وفي الواقع، من الأفضل لك أن تبقى وحيداً وتحافظ على كرامتك، بدلاً من أن تكون في علاقة تتطلب منك التضحية بسعادتك واحترامك لذاتك، وعلى الرَّغم من أنَّ العلاقات قد تنتهي؛ لكنَّ ذلك لا يعني أنَّها تجربة فاشلة، يمكنك عدها درساً تعلَّمت منه.

يتوقف الآخرون عن الاهتمام بنا في بعض الأحيان، فعليك فقط أن تتقبل ذلك وتمضي قدماً، وابذل جهدك للحفاظ على العلاقة، لكن لا تخسر سعادتك وسلامتك النفسية بينما تحاول الحفاظ على علاقة فاشلة سلفاً.

عندما يرغب شخص في التخلي عنك، فمن الضروري لمصلحتك أن تتوقف عن الاهتمام به، واعلم أنَّها ليست النهاية؛ بل بداية لشيء جديد، وكل ما هنالك أنَّ دوره في حياتك قد انتهى، لكنَّ حياتك ستستمر، ولا تكن من أولئك الذين يدخلون في علاقات فقط كي لا يبقوا وحيدين.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لتحسين العلاقات

في الختام:

لا تتكوَّن العلاقات الجيدة بمحض الصدفة؛ بل تستغرق وقتاً وتتطلب صبراً، واستعداداً من الطرفين لبذل الجهد من أجل إنجاحها، ولا ينبغي فهم العلاقات القوية على أنَّها شخصان يقضيان وقتاً ممتعاً مع بعضهما فقط؛ بل أيضاً يجب أن يتلزم الطرفان بدعم بعضهما بعضاً لمواجهة الأوقات الصعبة.

في النهاية، ما يميز الشركاء السعداء هو التفكير الواضح، والرغبة الصادقة في التعاون مع بعضهما، وعدم السماح للتشاؤم والتوقعات السلبية بالتأثير في علاقتهما.




مقالات مرتبطة