9 أشياء ستندم لأنَّك لم تقم بها حتى الآن

النَّدم من أصعب الأمور في الحياة، سوف تمر بمواقف معينة أحياناً وتتصرف بطريقة خاطئة وتتمنى لاحقاً لو أنَّك تصرَّفت تصرُّفاً مختلفاً، لكن في النهاية ستتقبل التجربة بوصفها درساً تعلمته وتمضي قدماً في حياتك، إلا أنَّ هذا ليس أسوأ أنواع النَّدم؛ بل الفرص التي لم تقتنصها والعلاقات التي لم تبذل لأجلها جهداً، والقرارات التي انتظرت طويلاً لأخذها والأشياء التي لم تجربها حتى عندما سنحت لك الفرصة، والكلمات المعبرة عنك التي لم تقلها والأفعال التي لم تقم بها.



لكن لحسن الحظ، لم يفت الأوان بعد، فأنت ما تزال حياً تُرزَق، مما يعني أنَّه ما يزال لديك فرصة لتقوم بما فاتك ولتكون ما تريد، فلديك الآن فرصة ذهبية لتكتب لنفسك مستقبلاً خالياً من النَّدم؛ لذا اغتنم هذه الفرصة وقم بذلك.

إليك فيما يأتي 9 أشياء ستندم لأنَّك لم تقم بها حتى الآن:

1. اتخاذ الخطوة الأولى:

أعظم معجزة لنجاحك في الحياة ليست ما أنجزته وانتهيت منه؛ بل أن تمتلك الشجاعة للبدء؛ فالشعور الذي ينتابك عند اتخاذ الخطوة الأولى أفضل بكثير من الشعور الذي ينتابك عند الجلوس والتفكير في الأمر؛ لذا بادر وتحرك واتخذ الخطوة الأولى اليوم؛ أي مجرد خطوة صغيرة واحدة إلى الأمام لتحقيق الهدف الذي كنت تنوي السعي إليه.

حتى إن كنت لا تشعر بأنَّك مستعد تماماً في الوقت الحالي، فإنَّ أسوأ محاولاتك ستكون دائماً أفضل بنسبة 100% من الشخص الذي لم يحرك ساكناً، من السهل جداً أن تنشغل بالتخطيط والسعي إلى الكمال لدرجة أنَّك تعطي هذه الخطوة الأولى أكثر مما تستحق فعلاً، فأحياناً عليك فقط المضي قدماً وقبول الأشياء كما هي، خطوة تلو الأخرى؛ لذا تجاوز الأعذار وابدأ الآن، وبالتأكيد ستكون سعيداً في الغد لأنَّك بدأت اليوم.

2. تقبُّل إحساسك بعدم الراحة:

لم تُخلق لتكون حدودك هي منطقة الراحة الخاصة بك، أو لتكون أسير الخوف مما يمنعك من المحاولة حتى، أو لتخاف من فقدان الحب فلا تحب من الأساس، أو لتخاف من آراء الآخرين فلا تقول ما تفكر به حقاً، أو لتخاف من أن تنظر في مرآتك وترى حقيقة نفسك.

حاول مراراً وتكراراً بكل قوتك وسوف تبرز شجاعتك عندما تمتلك العزم والإرادة الكافيين، ومع كل جهد تبذله ستكسب مزيداً من الثقة التي يمكنك استخدامها لاكتساب ما لا يمكن لأي شخص آخر أن يمنحك إياه، وهو احترامك لذاتك والحياة التي كان من المفترض أن تعيشها.

شاهد بالفيديو: كيف تتجاوز منطقة الراحة؟

3. أن تكون الشخص الذي تود أن ترافقه:

ركِّز طاقتك على نفسك قبل أن تفكر في مصادقة الآخرين، عليك أن تكون صديق نفسك أولاً قبل أن تفكر في إسعاد الآخرين، لا يسمى ذلك أنانية؛ بل تنمية شخصية.

حتى عندما تكون مع الآخرين فأنت ما تزال مع نفسك، وعندما تستيقظ في الصباح أو تستلقي في سريرك ليلاً أو تمشي في الشارع ظهراً، فأنت دوماً مع نفسك، فكِّر كالآتي: أي نوع من الأشخاص تود أن يشاركك هذه اللحظات وأن يكون معك حين تسير في الشارع أو تستيقظ في الصباح أو ليلاً قبل أن تغفو؟ إنَّها مسؤوليتك أن تكون الشخص الذي تريد الوجود معه، ومن الهام الاهتمام بعلاقاتك، والأهم أن تبدأ من علاقتك بنفسك.

4. جعل سعادتك أولوية:

تعد السعادة اختياراً بالنسبة إلى الشخص العادي؛ لكنَّ معظمنا تعساء طوال الوقت، وتوجد أسباب عدة ويتلخص ذلك في مبدأ واحد بسيط فغالباً ما نختار شيئاً آخر بدلاً من السعادة لأنَّه غالباً ما يتطلب الأمر جهداً أقل لكي تكون تعيساً، فمثلاً بدلاً من السعي وراء السعادة نتبع بكسل الطريق الذي يتطلب مقاومة أقل، ونرفض قبول التغيير ونحاول بلا هدف السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه وهكذا دواليك، الخطوة الأولى هي تجنُّب هذه الاختيارات السيئة والمواقف السلبية التي تأتي معها.

الخطوة الثانية هي إعطاء معنى وهدف لحياتك اليومية، وقد قال رئيس الولايات المتحدة السابق "فرانكلين دي روزفلت" (Franklin D. Roosevelt) ذات مرة: "لا تكمن السعادة في الحصول على المال فقط؛ بل تكمن في متعة الإنجاز ولذة بذل الجهد بإبداع"، وللعثور على السعادة الحقيقية في الحياة عليك أن تتبع قلبك وحدسك، وأن تكون نفسك وأن تصمم أسلوب حياة ومهنة ترضيك بصرف النظر عن النتائج أو ما يقوله الناس عن ذلك، ولم يفت الأوان بعد لفعل ذلك.

لديك مسؤوليات بالتأكيد ولن تكون قادراً على فعل ما تريد القيام به في كل دقيقة من حياتك، لكن دائماً ما يكون لديك الخيار لفعل المزيد مما تريد فعله حقاً وللعمل على شيء يهمك ويحرك مشاعرك ويعطي معنى لحياتك.

خلاصة القول إنَّ الحياة لا تتعلق بإرضاء الجميع؛ لذا ابدأ اليوم بتحمُّل المسؤولية الكاملة عن سعادتك.

إقرأ أيضاً: 14 خطوة للحصول على السّعادة في حياتنا اليوميّة

5. التدريب:

إذا كان يوجد كتاب بعنوان "كيف تكون مدهشاً في أي شيء؟" فسيحتوي على صفحة واحدة فقط بها كلمة واحدة: "تدرَّب"؛ لأنَّ هذا كل ما يتطلبه الأمر لتكون رائعاً.

سواء كان ذلك يعني تعلُّم الكتابة من خلال التدرب عليها، أم تعلُّم العيش من خلال تدربك على الحياة، فإنَّ المبدأ نفسه، إنَّه روتين واضح فيه مجموعة محددة من الإجراءات الجسدية أو الفكرية وتركز على النتيجة المرجوة، فالتدريب يعني القيام بالأمر مراراً وتكراراً في مواجهة العقبات جميعها، وهو فعل نابع من الرؤية أو الإيمان أو الرغبة؛ التدريب هو وسيلة مثالية للوصول إلى نتيجة مذهلة في مناحي الحياة جميعها.

6. إبعاد السلبية من حياتك لتفسح مزيداً من المجال للإيجابية:

ليس ما تنظر إليه في الحياة هو الهام؛ بل ما اخترت أن تبصره؛ فأكبر عقبة في حياتك هي تلك التي صنعتها في عقلك، وإذا كنت لا تتحكم بسلوكك فسوف يتحكم بك.

المشاعر السلبية مثل الحشائش، إذا لم تقتلعها من جذورها اقتلاعاً كاملاً فسوف تعود باستمرار؛ لذا تحكم بسلوكك وانظر إلى ما هو صحيح، وعليك أن تؤمن بنفسك وأن تتجاهل أولئك الذين يحاولون تثبيط عزيمتك؛ أي تجنَّب الأشخاص والأماكن والأشياء والعادات السلبية، لا تستسلم ولا تستكن أو تقبل بالأشياء السيئة التي تحاول السلبية إدخالها إلى حياتك.

ستكون لديك دائماً مشكلات وتحديات بالتأكيد، لكن يوجد دائماً أشخاص على استعداد لتحويل تلك المشكلات والتحديات إلى فرص عظيمة، أولئك الذين لديهم الشجاعة والالتزام والانضباط للقيام بذلك يخلقون حياة أفضل للجميع، فكن واحداً من هؤلاء الناس وركِّز على الحلول الإيجابية واعمل في طريقك بشغف نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

7. قضاء الوقت الممتع مع الأشخاص الذين تحبهم:

بعض الأوقات لا تُقدَّر بثمن مثل تلك التي تقضيها باستمتاع سعيداً مع عائلتك، أو في اللعب مع الحيوانات الأليفة، أو في رؤية ابتسامة أولاد إخوتك، أو في تجربة لحظات عاطفية تلمس قلبك مع شريك حياتك.

لذلك لا تنشغل كثيراً في نمط حياة مرهق للحد الذي تشعر فيه بالتوتر والتعب؛ مما يجعلك غير قادر على الاستمتاع مع أقرب الناس إليك، فمع تقدمنا في السن غالباً ما نستخف بالمرح مع الأصدقاء والعائلة، ومع كل مسؤولياتنا، فإنَّ قضاء الوقت في التسلية مع الأشخاص المقربين منا يبدو كأنَّه تقاعس؛ لكنَّ هذا مفهوم خاطئ لأنَّ الوقت الممتع مع العائلة ضرورة ملحة.

نحن لا نعيش إلى الأبد؛ لذا يجب أن تبذل جهداً لتقدير ما لديك ومن يحبك ومن يهتم بك؛ لأنَّك لن تعرف أبداً قيمة هؤلاء الأشخاص حتى تفقدهم؛ لذا اقضِ الوقت الممتع مع الأشخاص الذين تحبهم لأنَّك يوماً ما ستندم على عدم القيام بذلك أو ستكون سعيداً بالوقت الذي كرسته لأجلهم.

شاهد بالفيديو: جدّد حياتك بثلاث خطوات بسيطة

8. تقدير الحياة التي لديك الآن:

خذ لحظة من يومك وتنفس ببطء وعمق لتشعر بمعجزة أن تكون على قيد الحياة وتتنفس، احمد الله وكن ممتناً قدر الإمكان للتفاصيل الصغيرة وليس للأشياء الكبيرة فقط، كن ممتناً لقدرتك على التنفس ببساطة وقضائك وقتاً مع من تحبهم والتحدث معهم وغيرها من التفاصيل.

قد تكون استيقظت اليوم متألماً أو تشعر ببعض الأوجاع؛ لكنَّك استيقظت، بالتأكيد عشت أياماً أجمل من هذا اليوم؛ لكنَّك نجوت من أيام أسوأ أيضاً، ومع أنَّك قد لا تملك الآن كل ما تريده؛ فإنَّك تمتلك كل ما يؤهلك للمضي قدماً والحصول عليه.

كل لحظة لها أهميتها وكل ثانية لها قيمتها وكل ما تُمنح إيَّاه نعمة، فقد لا تكون الحياة مثالية حالياً؛ لكنَّها بالتأكيد مقبولة، والاعتراف بهذا هو الأساس لكل السعادة والوفرة التي تبحث عنها.

9. التخلِّي عما مضى عندما تمضي قدماً:

في بعض الأحيان لا تسير الأمور وفق خطتك؛ لأنَّ الحياة لها خطط مختلفة، ويجب أن تتخلى عن بعض الأمور خلال رحلتك للمُضي قُدماً، فلا يمكن ليومك أن يكون رائعاً إذا كنت ما تزال تفكر وتقلق بشأن الأمس وكل الاحتمالات التي كانت ممكنة؛ لأنَّها لا تهم، فما يهم هو أن تعيش هذه اللحظة الآن حيث أنت تماماً.

من الطبيعي ألا تعرف كل شيء وألا تمتلك الإجابات كلها التي تبحث عنها، فلن تعرف كل شيء أبداً، لكن أحياناً يكون خيارك الوحيد هو أن تكون قوياً وتمضي قدماً، وبعض الأشياء في الحياة لن تتغلب عليها تماماً، لكن أفضل ما يمكنك فعله هو تجاوزها ببطء، ولا بأس بذلك إطلاقاً.

استمر في رحلتك فقط وركِّز على الحاضر وابذل قصارى جهدك وليكن لديك ثقة في قدرك؛ فالكفاح للتقدم في هذه الحياة يستحق هذا الجهد كله؛ لأنَّه ما يزال هناك كثير من الجمال الذي ينتظرك لتراه في طريقك إلى الأمام.

إقرأ أيضاً: ما هي الدلالة التي تحدد أنَّه عليك المضي قدماً؟

في الختام:

مستقبلك يعتمد على ما تفعله الآن؛ لذا تحدَّ نفسك لتصل إلى أقصى إمكاناتك التي تعرف أنَّك تمتلكها، ولتتابع طريقك وتحقق أحلامك وتفعل كل ما قلت إنَّك ستفعله، ولا تقلق إذا كنت تشعر بأنَّك تتقدم ببطء نحو أهدافك أو إذا واجهتك بعض الحواجز والعراقيل أو مفترقات الطرق التي عليك اتباعها، فما دمتَ تستمر في فعل الشيء الذي تريده، فأنت ما زلت تتقدم بفارق كبير عن كل من يخاف حتى من المحاولة.




مقالات مرتبطة