9 أشياء ستحدث عندما تتقبل أن تكون وحيداً

يوجد فارق كبير بين أن تكون وحيداً وبين الشعور بالوحدة؛ فأن تكون وحيداً هو خيار قضاء الوقت وحدك، أمَّا الشعور بالوحدة هو الحاجة إلى أن تكون بصحبة الآخرين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "ستيفن أتشيسون" (Steven Aitchison)، ويُحدِّثُنا فيه عن تسعة أشياء سوف تحدث معنا عند قضاء بعض الوقت وحدنا.

أنا لم أقابل فتاة أحلامي إلى أن أصبح عمري 32 عاماً، وحتى تلك اللحظة كنتُ أحب أن أبقى وحيداً، فقد كنتُ أملك شقتي الخاصة، وكنت أخرج في الوقت الذي أريده وأسهر وأستيقظ عندما أريد.

لقد حصلتُ على شهادة في علم النفس، واستقلتُ من وظيفتي فقط من أجل السفر، وبعد أن فعلتُ كثيراً من الأمور في حياتي، اكتشفتُ ما كنتُ أبحث عنه في شريكتي المثالية، واكتشفت ما أردتُ فعله في الحياة.

قد يبدو الأمر كأنَّني كنتُ أعيش أسلوب حياة ممتعاً للغاية، لكن مع ذلك، أنا مَن اخترت أن أقضي كثيراً من الوقت وحدي، فأنا أحب قضاء الوقت وحدي وأُقدِّر اللحظات التي أحظى بها على بعض الوقت لنفسي.

الآن، أصبح لديَّ زوجة وابنان، وأنا أقدِّر الأوقات التي نقضيها معاً، ولكنَّني على الرغم من ذلك، ما زلتُ أقضي بعض الوقت وحدي، فقد أنشأتُ عملاً من المنزل، وأقضي نحو 9 ساعات يومياً وحدي في مكتبي، ولكنَّني لا أشعر بالوحدة فأنا أتحدَّث على تطبيقاتٍ مثل "سكايب" (Skype) إلى بعض الأشخاص الرائعين الذين قابلتهم من خلال العمل، وأقضي وقتاً مع الأصدقاء والعائلة، وأتفاعل مع القُرَّاء على "فيسبوك" (Facebook)، وأحياناً أسافر في جميع أنحاء البلاد لحضور العديد من الندوات ومقابلة بعض الأشخاص الرائعين، ولقد اعتدتُ أن أَعُدَّ نفسي انطوائياً، ولكنَّني أظن الآن أنَّني أصبحتُ شخصاً منفتحاً أكثر؛ إذ وازنتُ حياتي بطريقةٍ مثالية.

بعض الأشخاص لا يستطيعون تقبُّل أن يكونوا وحيدين، لكن عندما تتقبَّل أن تكون وحيداً، فلن تشعر بالوحدة مرة أخرى في حياتك.

شاهد: كيف تتخلص من الشعور بالوحدة؟

9 أشياء ستحدث عندما تتقبَّل أن تكون وحيداً:

 1. امتلاك وقتٍ للتنفُّس بعمق:

غالباً ما ننشغل في العمل مع الأصدقاء والعائلة لدرجة أنَّنا بالكاد لا نملك وقتاً للتنفُّس، وعندما تقضي بعض الوقت وحدك، سوف تحصل على وقتٍ كافٍ لكي تأخذ نفساً عميقاً ببطء؛ وهذا يجعل كل الأشياء التي تسبب لك إرهاقاً تتلاشى من عقلك.

2. التخلُّص من تشوُّش الأفكار:

هل شعرت يوماً بأنَّك مشغول جداً بالحياة لدرجة أنَّك لا تفكر بوضوح؟ إنَّ قضاء بعضٍ من الوقت وحدك سوف يساعدك على استعادة تركيزك وقدرتك على التفكير بوضوح أكثر.

3. التفكير في حياتك الخاصة:

في كثير من الأحيان، لا نحظى بفرصة للتفكير في حياتنا لأنَّنا مشغولون جداً في حياة الآخرين، فقضاء بعض الوقت وحدك سوف يساعدك على الإجابة عن الأسئلة الكبيرة في الحياة مثل: ماذا أريد؟ وما الذي يمكنني فعله لأجعل نفسي أكثر سعادة؟ وما الذي يمكنني المساهمة به؟ وما الذي أفعله الآن؟

أعلم أنَّني في الماضي مشيت مع أهواء الحياة، وهذا أمر رائع لكن بعد ثلاث سنوات أدركتُ أنَّني عالق في وظيفة سيِّئة لا أحبها وأتساءل لماذا أعمل بها، وأنَّني عالق في علاقةٍ لا تتطور، فإنَّ قضاء الوقت وحدنا، يمنحنا فرصة للتوقُّف والتفكير في الأشياء الهامة في حياتنا.

4. قضاء الوقت في فعل الأشياء التي تحبها:

يوجد كثيرٌ من الأشياء التي تعلمتها من خلال تقبُّل فكرة أن أكون وحيداً؛ مثل تعلُّم إنشاء مواقع الويب، وكتابة الأكواد البرمجيَّة، وتعلُّم العزف على الجيتار، والكتابة، وتعلُّم كيفية تصميم مقاطع الفيديو، وحتى معرفة مزيد من المعلومات عن نفسي من خلال القراءة؛ فعندما تتقبَّل فكرة أن تكون وحيداً، يكون لديك الخيار بالقيام بأي شيء ترغب فيه، فلا توجد قيود ولا أحد سوف يمنعك أو يحكم عليك.

5. إنجاز مزيدٍ من الأشياء:

عندما تكون بعيداً عن صخب الحياة اليومية، فإنَّك تنجز كثيراً من المهام أكثر من المعتاد، وتحظى بوقتٍ خالٍ من المشتتات؛ وهذا يساعدك على إنجاز مزيدٍ من المهام.

6. زيادة ثقتك بنفسك:

إنَّ الأشخاص الذين تعلَّموا تقبُّل قضاء الوقت وحدهم، يملكون ثقة كافية بأنفسهم، فهُم لا يتحدثون من أجل أن يُصغَى إليهم؛ بل عندما يكون لديهم ما يُقال فقط، ولكنَّ الأكثر من ذلك أنَّهم لا يشعرون بقلة الثقة بشأن عدم التحدُّث، ويشعرون بالثقة في صحبة الآخرين؛ وهذا لأنَّهم يملكون ثقة داخلية عميقة بأنفسهم لا تأتي إلَّا عندما تتعلَّم أن تتقبَّل نفسك تقبُّلاً تاماً؛ وهذا الأمر يأتي من قضاء مزيدٍ من الوقت وحدك.

شاهد أيضاً: ما هي أسباب الفراغ العاطفي؟

7. الشعور بقدرٍ أكبر من الاستقلالية:

عندما تتوقف عن الرغبة في رفقة الآخرين، ستبدأ القيام بأشياء لا تقوم بها عادةً إلَّا إذا كنتَ بصحبة شخص آخر؛ مثل تناول الطعام في المطعم أو الذهاب إلى السينما أو الذهاب في رحلة طويلة، فعندما تبدأ القيام بهذه الأشياء وحدك، يمكن أن يمنحك هذا الأمر مزيداً من القوة والاستقلالية.

إقرأ أيضاً: الوحدة النفسية: أسبابها وطرق علاجها

8. التواصل مع مشاعرك:

لا يمكنك معرفة مشاعرك الحقيقية عندما تكون مُحاصَراً في مشكلات الآخرين؛ بل فقط عندما تملك وقتاً لتكون فيه على طبيعتك، يمكنك التواصل مع مشاعرك تواصلاً حقيقياً، وستحصل على نظرة أعمق للأشياء التي تجعلك سعيداً؛ ويحدث هذا الأمر عندما تفهم نفسك أكثر، ولا يمكنك أن تفهم نفسك أكثر إلَّا عندما تحظى بوقتٍ لنفسك.

إقرأ أيضاً: النجاح في العلاقات: 6 نصائح للخروج من العزلة ولتكوين الصداقات

9. الشعور بالارتباط بشيء أعمق:

عندما تملك قليلاً من العزلة في حياتك تحصل أشياء مذهلة؛ إذ تبدأ بطرح الأسئلة الهامة على نفسك مثل: ما هو هدفي؟ ولماذا أنا هنا؟ وما الذي يمكنني فعله للمساهمة؟ فلا يمكننا التفكير في هذه الأسئلة ما لم يكن لدينا قليل من العزلة.

عندما قضيتُ وقتاً وحدي، أمضيت ساعات طوال أفكر في الأسئلة الهامة في حياتي وصياغة معتقداتي وأفكاري الخاصة عن العالم، وقد تغلغلت هذه المعتقدات والأفكار في تصرفاتي وتفاعلاتي اليومية مع الآخرين في حياتي.

يبدو أنَّ قضاء وقت ممتع وحدك يمكن أن يكون له تأثير دائم في كل ما تفعله ويؤثر أيضاً في علاقاتك في الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة