ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن تجربةٍ شخصيةٍ للمدوِّنة "د. سارة ماري هول" (Sara Marie Hall)، والذي تخبرنا فيه عن كيفية ضمان سير العمل بينما تديره من المنزل.
المحصِّلة النهائية للعمل لم تتغيَّر، لكنَّ مكانه يختلف، وهذا ليس بتغييرٍ سهلٍ بكلِّ تأكيد. إنَّ اللَّبِنة الأساسية لسير عملك من المنزل: خَلقُ بيئةٍ تسمح لك بالتركيز على مهامك التي بين يديك، سواءً كنت معتاداً على هذه الطريقة في العمل أم لا.
لذا نقدِّم إليك بعض الخطوات التي تتيح لك فرصة تهيئة جوِّ عملٍ مناسبٍ من المنزل:
1. حدِّد مساحة عمل مناسبة لك ولمتطلّبات عملك:
إنَّ المكتب المنزلي يجدي نفعاً، لكنَّه ليس متاحاً لك دوماً؛ وسواءً أَكنت تُريدُ شحذ مهاراتك، أم تريد بيئةً مناسبة لتحقيق أفضل إنتاجية؛ سوف تجد نفسك متكوِّراً على الأريكة أحياناً، وأحياناً أخرى خلف طاولة العشاء، حسبما يتماشى مع مشروعك.
لذا اعرف كيف ستوزع ساعات عملك في اليوم، فعلى سبيل المثال: هل تشعر بالنشاط والحيوية أكثر عند الصباح، حيث يمكن أن تقضي هذا الوقت في الكتابة والعصف الذهني لتعزيز أفكار مشروعك؟ أم عند فترة الظهيرة حيث يمكنك أن تكون مرتاحاً أكثر في طريقة إنجاز عملك وتقضي الوقت متمدداً على الأريكة وتتصفح رسائل البريد الإلكتروني مؤدِّياً ما عليك من مهامٍ خلال اليوم؟
2. كن منظماً:
إن كنت تعمل من المكتب أو المطبخ أو غرفة الجلوس، تاركاً حولك ما يذكِّرك بواجباتك المنزلية؛ فسرعان ما سيتشتَّت عقلك وانتباهك. عندما تؤدِّي عملك من المنزل حاول قدر المستطاع أن ترتِّب المكان، بحيث يكون خاليَّاً من الفوضى، فهذا من شأنه أن يعزِّز تركيزك على عملك وتكيُّفك مع تجربة العمل الجديدة هذه.
3. كن مستعداً للعمل:
يعتقد الكثيرون أنَّ العمل من المنزل يعني ارتداء ملابس النوم ومشاهدة التلفاز والراحة. هذا غير صحيح، فهو لا يختلف أبداً عن العمل في المكتب، إذ ينبغي أن تكون على أهبة الاستعداد كما لو أنَّك في مكتبك، وأن تمارس طقوس صباح كلّ يومٍ ذاتها، مثل: ارتداء اللباس الرسمي، وإعداد القهوة، أو أيَّ شيءٍ يجعلك في حالٍ أفضل، ويجعل عقلك متَّقداً. وقد ترغب كذلك بتدوين قائمة مهامك لكلِّ يوم.
4. وِفّر جواً مناسباً لعملك:
يستسيغ بعض الناس العمل وهم جلوسٌ على السرير أو الأريكة. في حالةٍ كهذه، وأنت لا تجلس خلف طاولة، يجب أن تتوافر لديك طاولةٌ صغيرةٌ في متناول اليد متى احتجتها، إذ قد يكون لديك مجموعة أوراقٍ وملفاتٍ منثورةٍ أمامك. كما يمكنك استغلال المساحة المتوفِّرة بوضع كوبٍ من الماء أو هاتفك الذكي عليها. تفي الطاولات الجانبية وطاولات القهوة بالغرض عندما تريد بعضاً من المساحة الإضافية، استخدم طاولةً خاصةً لرفع الحاسب المحمول إلى مستوى عينيك بغية تقليل الضغط على رقبتك. بالإضافة إلى ذلك، عليك مراقبة وضعية جلوسك؛ لذا ارفع نفسك بوضع عدة وساداتٍ تحتك بغية الحفاظ على محاذاة الجسم المناسبة.
5. قم بتشغيل الأضواء:
إنَّ ضوء الشمس الطبيعي الذي يتسلَّل من النافذة محبب، لكن قد يشكِّل وهجاً على شاشة الحاسب. فإن لم يكن الحال كذلك ولم يزعجك هذا الوهج، فلا ضير؛ وإن تضايقت منه، فاسحب الستائر وقم بتشغيل الأضواء. لعلَّ مصابيح الطاولات والأرضيات يُجدون نفعاً إن لم تكن الإضاءة كافية.
6. اجعل من غرفة المكتب مكاناً ملائماً:
إحدى مزايا العمل من المنزل هو إمكانية التمتع باستقلاليةٍ وخصوصيةٍ قد لا تجدها في مكتب العمل، وخلق جوٍّ هادئٍ ومريحٍ يساعدك في العمل في وقتٍ مناسبٍ لك. أضف بعض اللمسات التي تضفي هدوءاً وإلهاماً، مثل: الورود الطبيعية، والنبات المنزلي، وجهاز إضاءةٍ للمهام، وشموع، أو بعض البلورات الجميلة.
7. نظِّم جدول عملك:
لا يهمُّ إن كنت تعمل من المنزل مؤقتاً أم لا، فدائماً ينبغي أن تضع جدول عملٍ يومي. حدِّد وقت البداية وأوقات الراحة خلال النهار ومتى عليك أن تتوقف عنه، لعلَّ هذا ما يجعلك تعمل بالمسار الصحيح، ناهيك عن أنَّ ذلك يوصل رسالةً إلى زملائك في العمل بالتزامك بوضع تنظيمٍ لوقتك كما لو أنَّك في عملك.
8. قم بالتجوّل بين الفينة والأخرى:
بينما يعدُّ العمل من على الأريكة أمراً في بالغ الروعة في كثيرٍ من الأحيان، لكنَّك قد تكون بحاجةٍ إلى كسر الروتين. خصِّص 10 دقائق من وقتك كي تتمشَّى حول المكان وتنشِّط وتحفِّز أفكارك على التدفق.
هل تتطلَّع إلى تغيير المشهد من حولك؟ توجَّه إلى قهوةٍ أو مكتبةٍ محليةٍ لتنجز فيهما بعضاً من أعمالك بما يتلاءم مع الأوقات في جدولك؛ وإن كنت تعرف آخرين ينجزون أعمالهم من المنزل أيضاً، ادعُهم إلى منزلك وشكِّلوا مجموعة زملاء عملٍ غير رسمية، فهذا لن يجعلك قريباً من جوِّ العمل في المكتب فحسب، بل يفتح مجالاً لخلق تفاعلٍ وأحاديث وأجواءٍ اجتماعيةٍ مهنية.
9. ابقَ بعيداً عن العمل:
من أهمِّ الجوانب التي عليك أن تضعها في عين الاعتبار لروتين عملٍ صحيِّ هو وضع الحدود. ابقَ بعيداً عن نطاق العمل، وليس عن الحاسب فحسب؛ وخصِّص جملةً تقولها لنفسك في نهاية كلِّ يومٍ تذكِّرك بوجوب إنهاء العمل.
هل حَدث ولمعت فكرةٌ في ذهنك بعد انتهاء وقت العمل؟ حسناً، دوِّنها وعُد إليها في اليوم التالي، وحتَّى وإن كان بإمكانك العمل في أيِّ وقتٍ فهذا لا يعني أن تبقى منهمكاً به 24 ساعة، بل أعطِ وقتاً لنفسك ولراحتك، ووازن بين حياتك العملية والاعتيادية؛ فالجميع بحاجةٍ إلى ذلك بغضِّ النظر أين يعملون.
أضف تعليقاً