8 معتقدات مقيدة تسبب معظم مشكلات الحياة

بصرف النظر عن الهدف الذي تريد تحقيقه، والمشكلات التي قد تواجهها في حياتك وظروفك، فإنَّ كل شيء في الحياة يرتبط بطريقة تفكيرك للسببين الآتيين:



  1. إذا كنت ترغب في التغلب على عقبة ما، يجب عليك أن تبدأ من عقلك، وإذا كنت تريد مزيداً من النجاح، فابدأ بعقلك؛ إذ إنَّ كل الأمور التي تقع تحت سيطرتك تنبع مباشرة من عقلك، يبدأ الأمر في معتقداتك التي تقود معظم أنماط تفكيرك، ما يؤدي إلى ظهور غالبية مشاعرك، التي تملي عليك اختياراتك وأفعالك، ومن ثمَّ تؤدي إلى النتائج في حياتك.
  2. أمَّا الأمور التي لا تقع تحت نطاق سيطرتك، ما يزال إدراكك وتفسيرك لها مرتبطاً بمعتقداتك، ممَّا يؤدي مرةً أخرى إلى توجيه أنماط تفكيرك، ومن ثمَّ تحفيز مشاعرك ومساعدتك على تحديد اختياراتك وأفعالك، وفي النهاية الحصول على نتائج استجابةً لما يحدث حولك أنت.

لذلك؛ فإنَّ طريقة تفكيرك هي المفتاح للحالة التي تريدها في حياتك، واستجابتك للحياة التي تحدث من حولك.

يمتلك معظم الناس نوعاً من القيود في طرائق تفكيرهم، والتي تؤدي إلى مشكلات في حياتهم، أو تحدُّ من نجاحاتهم، سواءً كان ذلك في الحب، أم العلاقات، أم الصحة، أم الجسد، أم المال، أم نمط الحياة، أم العمل.

لماذا طريقة تفكيرك محدودة؟

طريقة تفكيرك هي نتيجة للطريقة التي تكيَّفت بها طوال حياتك، على سبيل المثال، منذ اليوم الذي ولدت فيه، يلاحظ عقلك العالم من حولك؛ إذ إنَّك تستوعب المعلومات والمحادثات والتجارب والنتائج، وتبذل قصارى جهدك لتفسير وصياغة ما تعتقد أنَّه صحيح عن نفسك والأشخاص الآخرين والحياة.

لقد تكوَّنت معتقداتك ومخاوفك وتوقعاتك الحالية بطريقة ما بسبب والديك وعائلتك ومعلميك وأقرانك وعلاقاتك ورؤسائك وزملائك وأصدقائك والإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإخبارية وغيرها، لقد كان لبيئتك وبلدك وثقافتك ومجتمعك تأثير في طريقة تفكيرك.

طوال حياتك حتى الآن، كان عقلك دائماً مشغولاً بإدراك كل هذه الأمور، وصياغة أفضل طريقة للتعامل معها، لتكون جيداً وناجحاً وتتجنب الألم، ونظراً لأنَّ عقلك يصوغ المعتقدات تلقائياً في هذه العملية؛ ينتهي الأمر ببعض هذه المعتقدات إلى أن تكون مفيدةً ومُحرَّرةً، لكنَّ بعضها الآخر يمكن أن يكون ضاراً ومُقيِّداً.

طريقة التفكير هذه هي نموذجك الفريد أو نموذجك للواقع، فالأمر أشبه بارتدائك نظارة ملوَّنة تلوِّن ما تراه وتعتقد أنَّه حقيقي، وبناءً على المسار الفريد الذي سلكته في حياتك وما تعلَّمته من محيطك، بينما تمضي في حياتك، يدرك عقلك ما يحدث من حولك بالاعتماد على حواسك، ويختار كل شيء من خلال معتقداتك ويفسره وفقاً لذلك، ومن ثمَّ يقود معظم أنماط تفكيرك ومشاعرك وتواصلك وأفعالك، ومن ثمَّ تنتج عنه نتائج حياتك.

يمكن أن ترتبط معظم المشكلات التي تحدث معنا بطريقة تفكيرنا، إمَّا لأنَّها تحت سيطرتنا وتحدث بسبب طريقة تفكيرنا، أو بسبب طريقة إدراكنا لشيء خارج عن سيطرتنا من خلال طريقة تفكيرنا.

لا يستطيع الناس مخالفة ما تعلموه ونشؤوا عليه، وتراهم يكرِّرون نفس الرسالة والسلوك والأنماط والنتائج حتى يحدث شيء ما أو يأتي شخص ما لإخراجهم من هذه الحالة، وإيقاف نمط التفكير هذا واستبداله بطريقة تفكير جديدة كلياً، وليست مشكلتك إذا كانت لديك قيود في عقليتك بسبب ما نشأت عليه دون وعي كامل منك، لكن عندما تعي ذلك، تصبح مسؤولاً عن فعل شيء حيال ذلك.

فيما يأتي 8 أسباب شائعة للمعتقدات التي تسبِّب معظم مشكلات الحياة:

  1. أنا لست جيداً بما يكفي.
  2. أنا لست محبوباً.
  3. أنا لا أستحق شيئاً.
  4. أنا لست كاملاً.
  5. أنا غير مدعوم.
  6. أنا لست بأمان.
  7. أنا وحيد / أنا لا أشعر بالانتماء.
  8. أنا لا شيء.

شاهد بالفيديو: 10 معتقدات إيجابية يجب أن تتبناها

كيف تعرف ما تؤمن به؟

عندما تلقي نظرةً إلى هذه القائمة، قد تظنُّ في البداية على مستوى واعٍ أنَّها لا تنطبق عليك، ولكن لتجاوز التفكير السطحي الذي يعتمد على الظن، عليك التعمُّق أكثر فيما تؤمن به حقاً:

  • ركِّز على المشكلات الموجودة في حياتك وظروفك في الوقت الحاضر، ثمَّ اسأل نفسك إذا كنت تؤمن بأي من تلك الأمور الثمانية.
  • ركِّز على العادات أو الأنماط السلبية التي لديك، ثمَّ اسأل نفسك عمَّا إذا كنت تؤمن بأي من تلك الأمور الثمانية.
  • ركِّز على الأهداف أو الآمال التي تريد تحقيقها، ولكنَّك تجد صعوبة في الحصول على الدافع، أو أنَّك لا تتصرَّف بناءً عليها على الإطلاق، ثمَّ اسأل نفسك عمَّا إذا كنت تؤمن بأي من تلك الأمور الثمانية.

التركيز بصورة خاصة على مجالات معينة من حياتك عندما تفكر في هذه المعتقدات الثمانية المقيدة، يساعدك على رؤية تأثيرها في حياتك، وتذكَّر دائماً أنَّ أفعالك تشهد على ما تؤمن به حقاً؛ لذا انظر إلى أفعالك على أنَّها أساس لتتبع ما تظنُّ أنَّه حقيقي وواقعي بشأن نفسك والأشخاص الآخرين والحياة، ممَّا يساعد على تحديد القيود في طريقة تفكيرك التي تحتاج إلى حل حتى تكون سعيداً وناجحاً تماماً.

إقرأ أيضاً: كيف تتحكم بأفكارك وتصبح سيد عقلك؟

الأخبار الجيدة:

بينما قد يكون عقلك مهيَّأً لتصديق واحد أو أكثر من هذه الأمور المقيدة، فإنَّ الخبر السار هو أنَّه يمكن أيضاً إعادة تهيئة عقلك لتصديق نقيض ذلك تماماً؛ إذ يمكنك تدريب عقلك وقيادته لاتباع نموذج مناسب ودقيق يفيدك، حتى تتمكَّن من الحصول على نتائج في جميع مجالات حياتك دون قيود.

لإعادة تهيئة عقلك يجب عليك استخدام العبارات:

  • أنا جيد بما فيه الكفاية.
  • أنا شخص كافٍ.
  • أنا محبوب.
  • أنا أستحق.
  • أنا كامل.
  • أنا مدعوم.
  • أنا بأمان.
  • أنا أشعر بالانتماء.
  • أنا شخص مميز وذو قيمة.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح لاستبدال نمط التفكير السلبي بنمط إيجابي

مفاتيح هامة لتجسيد معتقدات صحية جديدة:

1. المعتقدات المقيدة التي اتخذها عقلك ليست ملكاً لك:

وإنَّما هي أمور التقطتها لأنَّ عقلك استوعب رسائل من الأشخاص من حولك ومن تربيتك وتعليمك وخبراتك طوال الحياة.

2. قد نرى أنَّ تلك المعتقدات المقيدة ليست صحيحة:

وقد تبدو حافزاً بالنسبة إليك في البداية، لكنَّ المفتاح هو أن نفهم أنَّ كل شخص يُولَد نظيفاً وخالياً من المعتقدات المقيدة عن نفسه والآخرين والحياة، ولا يُولَد أي منَّا بطريقة تفكير محدودة؛ لذلك إذا كنت قد ولدت وأنت تمتلك الوضوح، فأنت في جوهرك ما تزال كما ولدت نظيفاً وواضحاً، وعقلك هو من يقودك إلى الوهم، ويمكنك تغييره.

3. يجب أن تدرك أنَّ عقلك سيستوعب كل ما تُلقِّنه إيَّاه باستمرار وبصورة متكررة:

وبشيء من الإقناع، هذه هي الطريقة التي تشكَّلت بها المعتقدات المقيدة في الأساس؛ لأنَّك سمعت ورأيت وشعرت بشيء كافٍ لدرجة أنَّك بدأت تُصدِّقه، أو لأنَّ شيئاً صادماً لا يُنسى حدث، وأخذت اعتقاداً جديداً نتيجة لطريقة تفسيرك له؛ لذلك ينطبق الأمر نفسه على إعادة تدريب عقلك؛ إذ عليك زيادة فهمك لهذه العملية والاستفادة منها الآن، بصفتك شخصاً بالغاً لديه وعي وإرادة، فإنَّ قوتك هي أن تتمكَّن من السيطرة على عقلك الآن، وتستخدمه أداة، وتتمكَّن من قيادته كي لا يسيطر عليك.




مقالات مرتبطة