8 عادات عليك تجنبها حين تعلّم أطفالك تحمل المسؤولية المالية

إذا كان لديك أطفال قد تشعر بأنَّك مسؤولٌ عن تعليمهم كلّ الأمور التي يحتاجون إلى تعلُّمها، لقد رُزِقتُ بطفلين وأنا أساعدهما دوماً في تطوير مهاراتهما في مادة الرياضيات، وأحثُّهم على قراءة مزيدٍ من الكتب، وأشجعهم على ممارسة أيَّة رياضةٍ يحبونها. لكنَّ تصرفات الأبوين لها وَقْعٌ أكبر بكثيرٍ من أيَّة تعليماتٍ أو كلمات تشجيعٍ قد يوجِّهونها لأبنائهم. يراقب الأطفال طريقة تعاملنا مع مواقف معينة، وما تعتقد بأنَّها عبارةٌ بسيطةٌ قلتها دون أن تُلقي لها بالاً قد تنغرس في أذهان الأطفال وقد تحدّد شكل سلوكاتهم وعاداتهم مستقبلاً. يُعَدّ المال أحد الجوانب في حياة الأطفال التي تتأثر على المدى البعيد بما يقوله الأبوان ويفعلانه، وقد لا تدرك حقيقةً أنَّ أطفالك أخذوا منك بعض العادات الماليّة السيئة إلَّا حينما يفتتحون حساباتهم المصرفية الأولى.



ملاحظة: هذه المقالة مترجمة للكتابة "جاكلين كورتيس" من موقع "موني كراشرز".

لكن من خلال الاعتراف بوجود عادات سيئة والسعي إلى التخلص منها يمكنك أن تحمي أطفالك من ارتكاب الأخطاء نفسها وتحسِّن في الوقت نفسه وضعك المادي، إليك العادات السيئة التي يجب على الأبوين تجنُّبها عند التعامل مع المال:

1- تجنُّب الحديث عن المال:

لم يكن المال في عائلتنا -التي ترعرع في كنفها خمسة أخوة- من الأمور التي يتحدّث عنها أفراد العائلة، كنَّا نعلم أنَّ والدنا يعمل وأنَّ أمَّنا ربَّة منزل، وأنَّ شراء ثيابٍ لخمسة أطفال كان أمراً مكلفاً، لكنَّنا لم نكن نعرف أبداً كم يجني والدنا أو كيف كانت حالتنا المادية. حينما كبرت علمتُ أنَّ والدنا فعل ذلك حتى لا يُقلِق راحتنا بالمشاكل المالية، لكنَّني في بعض الأحيان أتمنى لو أنَّني كنت أعرف معلوماتٍ أكثر عن وضعنا المادي، والفواتير التي كنا نسددها، والدخل الذي كنا نحصل عليه حتى نشكِّل معاً فريقاً واحداً.

للأسف لم تكن عائلتي وحدها التي ترى أنَّ المال موضوعٌ حساس، إذ في دراسة أُجريت عام 2010 ذَكَر 36% من الأهالي أنَّ الحديث عن المال والدخل مع المراهقين يثير تقريباً نفس الدرجة من التوتر التي يثيرها التفاوض حول السعر عند شراء سيارة جديدة.

حينما يكون الحديث عن المال من الأمور المُحرَّمة في المنزل يمكن أن يجعل هذا المال مرتبطاً عند الأطفال بنوعٍ من الرهبة. حينما كبرتُ وانفصلتُ عن أسرتي بقي المال من المواضيع الحساسة، مما جعلني أتعامل معه بمبدأ "البعيد عن العين بعيدٌ عن العقل". لم أكن أرغب في الحديث عن الأمور المالية مع زوجي وكانت فكرة وضع ميزانية تثير الخوف في نفسي.

التخلي عن هذه العادة:

لا تُبعِد أطفالك عن عمليات وضع الميزانية واتخاذ القرارات المالية، إذ بينما قد تشعر أنَّ ذلك يحميهم من التعرض لضغوطاتٍ هم في غنىً عنها قد تحرمهم من الحصول على فرصةٍ رائعةٍ للتعلُّم، إذ وجد أحد الاستطلاعات أنَّ الأهالي يعتقدون بأنَّ الجزء الأكبر من الدعم المالي الذي يحتاج إليه أبناؤهم يتمثَّل في الالتزام بالميزانية (48%) وتعلُّم كيفية ادخار المال (42%). بناءً على ذلك يمكن أن نقول أنَّ التعاون مع الأطفال عند وضع ميزانيةٍ وعقد اجتماعاتٍ دورية يلتقي أفراد الأسرة فيها لمناقشة أبرز عمليات الإنفاق التي تقوم بها العائلة (مثلاً "أتفضِّلون أن نذهب في إجازةٍ أم أن ندخر المال لشراء سيارةٍ جديدة؟") يُتيح للأطفال الإحساس بأنَّهم جزءٌ من فريق. حينما يكبر الأطفال في يومٍ من الأيام ويخرجون للعيش وحدهم سيشعرون بالامتنان لأنَّ المال كان في منزلهم من المواضيع التي يتطرّق إليها أفراد العائلة دائماً ويتحدثون عنها بكلّ أريحية.

2- الخلاف حول المال:

قد تختلف مع زوجتك بين الفينة والأخرى حول مواضيع لها علاقة بالمال، هذه الخلافات العَرَضية لا تؤثر في الأطفال الصغار مثلما تفعل ذلك "الحروب" التي تنشب بين الزوجين حول المال، لكن حينما يؤدي أدنى ذِكرٍ للمال إلى غليان النفوس قد يسبب هذا إحساس الأطفال بالضغط.

من المعروف أنَّ الحديث عن المال يمكن أن يسبب خلافاتٍ داخل الأسرة، لكنَّ دراسة أُجريَت عام 2012 وجدت أنَّ الأطفال الذين يسمعون آباءهم يتشاجرون حول أمورٍ لها علاقة بالمال كانوا أكثر ميلاً إلى اقتناء أكثر من بطاقة ائتمانية، وأنَّ هؤلاء الأطفال لم يكونوا يَسُدُّون إلَّا الحد الأدنى من الرصيد الذي يجب عليهم سداده خلال المراحل المتوسطة والمتقدمة من حياتهم الجامعية. يبدو أن السماح للمال بأن يكون موضوعاً يثير الخلافات والنزاعات يؤدي إلى اتباع سلوكات غير صحيحة أثناء التعامل مع المال.

التخلي عن هذه العادة:

حينما نريد أنا وزوجي الحديث بشكلٍ جدِّيٍّ عن موضوعٍ له علاقة بالمال نحدد موعداً ونتَّبع الخطوات التالية:

  • ننتظر حتى ينام الأطفال.
  • نُعِدُّ العشاء.
  • نجمع مختلف الفواتير والوثائق.
  • نراجعها معاً ونلقي نظرةً على ميزانيتنا الحالية.
  • نتوصَّل إلى حلٍّ يناسب الجميع.

في هذه الحالة يخفف عقد اللقاء في أجواءٍ هادئة بعض التوتر الذي يرافق الحديث عن الأمور المالية، ومع وجود الأطفال في أسرَّتهم يمكننا الحديث بشكلٍ جدِّيٍّ دون أن يكون ثمَّة ما يشتت انتباهنا أو دون الإحساس بالذنب إذا احتدَّ النقاش بيننا.

إقرأ أيضاً: 17 مهارة يحتاج الطفل إلى اكتسابها حتى يتعلم تحمُّل المسؤولية

3- عدم التمييز بين الاحتياجات والرغبات:

دعوني أعترف أنَّني متساهلةٌ جدَّاً حينما يتعلّق الأمر بالترفيه، لا سيما إذا كانت المسألة لها علاقة بالأطفال. لقد ترعرعتُ في كنف عائلةٍ كبيرةٍ لم يكن لها سوى مصدر دخلٍ وحيد، ولم يكن لدينا الكثير من المال حتى ننفقه على الكماليات، وقد كان والديَّ يقولان لي في كثيرٍ من الأحيان أنَّ الأموال التي معنا لا تكفي لشراء الكثير من الثياب والألعاب مثلما يفعل أصدقائي. أمَّا الآن، مع وجود طفلين ووجود مصدرَي دخل للعائلة، أنسى في بعض الأحيان ألَّا بأس في أن أقول "لا" لأطفالي حينما يطلبون الحصول على غرضٍ ما.

بيد أنَّني أسيء لأطفالي حينما لا أخصص جزءاً من الوقت لأعلمهم تمييز الاحتياجات عن الرغبات، وقد أكون بذلك أُرَبِّيْهِم -دون قصدٍ- على الاعتقاد بأنَّ الرغبة في الحصول على غرضٍ ما تُعَدُّ سبباً كافياً لشرائه. دون تمييز الاحتياجات (الأشياء التي أحتاج إلى تقديمها إلى الأولاد حتى تستمرّ حياتهم) عن الرغبات (الأشياء التي يُعَدُّ اقتناؤها لطيفاً) قد يجد الأطفال أنفسهم حينما يكبرون إمَّا مدينين بمبالغ كبيرةٍ من المال وإمَّا يعانون من الإحساس بالحرمان.

التخلّي عن هذه العادة:

غيَّرتُ مؤخراً اللغة التي أستعملها مع الأطفال حينما يطلبون مني غرضاً ما، إذ عوضاً عن القول بأنَّنا لا نملك ثمن الغرض صرت أقول لهم أنَّنا لا نحتاج إليه - ولن ندفع ثمنه. لقد تحدثت معهم كيف أنَّ واجبي -بصفتي أمَّاً- أن أوفّر لهم الأشياء التي يحتاجون إليها، مثل الطعام، واللباس، والمأوى، ووضعت نظاماً لتقديم المكافآت المادية (مبلغٌ صغيرٌ من المال أسبوعيَّاً يُقدَّم لهم مقابل أداء واجبات منزلية) للأطفال ليستخدموها في شراء الأشياء التي يرغبون في الحصول عليها.

خصص وقتاً للحديث عن الاحتياجات والرغبات بطريقةٍ يفهمها الأطفال. تحدث مع الأطفال عن الأغراض العادية الموجودة في المنزل أو في السوق وقرروا معاً إن كان اقتناء تلك الأغراض يُصنَّف ضمن الرغبات أم الاحتياجات، ولماذا يُعَدُّ كذلك. يساعد هذا الأطفال في إعادة التفكير في الأولويات حينما يتعلّق الأمر بإنفاق المال.

4- الاحتيال:

يمكن أن يكون التهرُّب من المسؤوليات مغرياً في بعض الأحيان حينما يتعلّق الأمر بسداد الفواتير أو الوفاء بالعقود. من طبيعة البشر أن ينظروا إلى الأشخاص الذين يُقرضونهم المال نظرة استعداء، لكن حينما تتهرّب من سداد المستحقات المالية التي يقع سدادها على عاتقك، أو تزوِّر قيمة المال الذي اقترضته، أو حتى تمتنع عن سداد الدَين الذي يقع سداده بشكلٍ واضحٍ على عاتقك أنت ترسل رسالةً إلى الأطفال مفادها أنَّنا فوق القانون.

قد يبدو التخلّف عن السداد أو تجنُّب الرد على الهاتف حتى لا تُضطرَّ إلى الحديث مع الشخص الذي اقترضت منه المال حدثاً تافهاً لكنَّ عيون أطفالك تراقبك وهم يرون الطريقة التي تُعامِل بها الدائنين وهذا يمكن أن يجعل المال والدَين مرتبطين بالشر في عقولهم، وحينما يأتي يومٌ يحصلون فيه على بطاقةٍ ائتمانية، أو يقترضون فيه المال، أو يُطالَبون فيه بسداد ديونهم يمكن أن يسيطر هذا السلوك على مهارات الطفل في إدارة المال، ويمكن أن يؤدي إلى تراكم الديون عليه، والتخلّف عن مواعيد السداد، وسوء السمعة على الصعيد الائتماني.

التخلي عن هذه العادة:

توقف عن الاعتقاد بأنَّك شخصٌ مظلوم وأنَّ الدائنين أشخاصٌ شريرون، إنَّ محاولة تجنُّب سداد المستحقات المالية المترتبة على عاتقك أو التنصُّل من سدادها لا يجعلانك بطلاً - بل يعني أنَّك تُخِلُّ بشروط العقد التي وافقت عليها. دع أطفالك يرون أنَّك تتحمل مسؤولياتك المالية ومسؤولية أخطائك، حتى لو كان الموقف مزعجاً، ولا تدعهم يرونك تؤدي دور الضحية. يستطيع هذا السلوك مساعدتهم في التعامل بشكلٍ مسؤولٍ مع المال والديون - ويُجنِّبك الوقوع في مآزق على الصعيد المالي.

5- إلقاء اللوم على الآخرين:

لا بد من أنَّك انزعجت في يومٍ من الأيام بسبب فاتورة الكهرباء، وأردت أن يعرف الجميع ذلك، فبدأت إلقاء المحاضرات حول رغبتك في أن يطفئ الجميع مصابيح الكهرباء، وطِفْتَ أرجاء المنزل وعبثت بمفاتيح الكهرباء بينما أطفالك يتجنبون الظهور في طريقك. يشبه هذا الموقف صراخ أمّي وهي تقول أنَّها لا تريد أن "تدفئ الشارع" حينما كنت أترك باب المنزل الأمامي مفتوحاً على مصراعيه في الشتاء. في الوقت الذي تبدو فيه هذه المحاضرات بريئة (وضروريةً في بعض الأحيان) إلَّا أنَّك تقترف خطأً ربما حينما تلقي اللّوم على الأطفال.

اتَّبع جميع الطرق الممكنة لتعليم الأطفال أهمية الحفاظ على المال -والتي من بينها إطفاء الأضواء لتوفير الكهرباء والمال- لكنّ إلقاء اللوم على الأطفال -لا سيما حينما يكون المال شحيحاً والأجواء شديدة التوتر- يمكن أن يجعلهم يتحمّلون مسؤوليةً أكبر بكثيرٍ من التي يجب عليهم أن يتحملوها، لأنَّ فاتورة الكهرباء ليست هي التي تثير توترك فعلاً إذا كنت تعاني ضائقةً ماليةٍ في هذا الشهر، بل الذي يثير توترك هو أنَّك تنفق مالاً أكثر من الذي تجنيه.

التخلي عن هذه العادة:

أعتقد بأنَّ من الجيد أن تعتذر للأطفال إذا لُمتَهم على خطأٍ لم يرتكبوه. يعلِّمهم هذا أنَّه لا بأس في ارتكاب الأخطاء، ومن الرائع في هذه المناسبة أن تبيِّن سبب إحساسك بالإحباط وأن يستعيد أفراد العائلة تركيزهم. يُعَدُّ الحديث عن الأسباب التي تجعل التعاون لادخار المال حينما تكون ميزانية الأسرة محدودة مهمَّاً لأنَّه يمكن أن يساعد الأطفال في استيعاب مدى أهمية المساهمة التي يقدِّمونها دون اللجوء إلى إلقاء اللوم والإحساس بالانزعاج عند ذِكر المال.

6- التنافس مع الآخرين:

قد لا يبدو بالنسبة إليك أنَّ أموراً مثل التحديق من النافذة نحو السيارة الجديدة التي اشتراها جارك، أو الإحساس بالغيرة لأنَّ أحد الأصدقاء اشترى منزلاً جديداً تُعَدُّ ذات شأنٍ كبير، لكنّ آذان أطفالك قد تكون أكبر مما تظن. ويزداد الأطفال تأثُّراً بتلك الأمور حينما تدفعك المقارنات الدائمة فعليَّاً إلى إنفاق مزيدٍ من المال حتى تُجاري جميع الناس.

يرسل هذا رسالةً واضحةً إلى الأطفال مفادها أنَّ نجاحك وقيمتك لا يمكن أن يُقاسا إلَّا عن طريق موازنتهما بنجاحات الآخرين وقيمتهم. يُعَدُّ التفكير بهذا الطريقة أمراً مُعتاداً بالنسبة إلى البالغين الذين يريدون أن يرى الآخرون نجاحاتهم بطريقةٍ ملموسة، لكن فكِّر كيف سيقرأ الأطفال الرسالة التي ترسلها إليهم طريقة التفكير هذه. قد لا يشعرون بأنَّهم بشرٌ ذوو قيمة إلَّا إذا أحرزوا المراتب الأولى في صفوفهم، أو حملوا شارة قيادة فريق الكرة، أو ارتدوا ثياباً أثمن من الثياب التي يرتديها زملاؤهم في المدرسة. عند النظر إلى القضية من زاوية ما يحدث بين الأطفال سيبدو أنَّ قياس قيمة النفس من خلال موازنتها مع المقتنيات التي لدى الآخرين ومكانتهم يُعَدُّ -بكلِّ صدق- أمراً سخيفاً بعض الشيء.

التخلي عن هذه العادة:

للأسف الطريقة الوحيدة للتخلص من عادة التنافس مع الآخرين أن تجلس مع نفسك وتحدد الأسباب التي تدفعك إلى موازنة نفسك بالآخرين. بالنسبة إلى بعض الناس سبب ذلك هو الحاجة إلى التفوق دائماً على الآخرين، وبالنسبة إلى بعضهم الآخر قد يكون سبب ذلك الرغبة الدائمة في بلوغ نوعٍ محدّدٍ من المعايير المثالية. قبل تحديد الأسباب التي تدفعك إلى الإقدام على موازنة نفسك بالآخرين ستجد صعوبةً في التوقف عن هذا السلوك.

التنافس الصحّي أمرٌ مقبول ويمكن أن يؤدي إلى النجاح والتفوق. لكن يجب على الأطفال أن يَعو أنَّه يجب عليهم فعليَّاً ألَّا يوازنوا أنفسهم إلَّا بأنفسهم وأنَّ تعزيز الشخصية وتطويرها -دون الالتفات إلى الأشياء المغرية التي يستطيعون شراءها بالمال- يُعَدُّ دائماً أكثر إرضاءً من قياس النجاحات التي يحققونها مع النجاحات التي يحققها الآخرون.

إقرأ أيضاً: المقارنة لص يسرق السعادة من حياتك

7- التعامل مع الاستدانة بلامبالاة:

أتَرى أنَّ أفراد العائلة يمارسون أيَّاً من السلوكات الآتية؟

  • يستخدمون البطاقات الائتمانية لشراء أغراض أو القيام بأمورٍ لا يمكنهم تحمُّل تكاليفها مثل شراء سيارة أو الذهاب في إجازة.
  • رمي كشوف حساب البطاقة الائتمانية قبل النظر إليها.
  • وجود عدة بطاقات ائتمانية عليها ديون مرتفعة في الوقت نفسه.
  • استعمال الرصيد الائتماني لشراء أغراض كان يجب عليك أن تدخر المال من أجل شرائها.
  • سداد الحدّ الأدنى فقط من الديون المتراكمة على البطاقات الائتمانية.
  • استخدام البطاقات الائتمانية لشراء الحاجيات اليومية (مثل أغراض البقالة، والوقود، والنفقات المدرسية) لأنَّك لا تملك ثمنها في حسابك.

إذا كنت تمارس السلوكات المذكورة أعلاه ربما يكون سبب هذا هو التهاون في مسألة الاستدانة. نعلم أنَّ الاستدانة شرٌّ لا بُدَّ منه، لا سيما حينما تكون ضروريةً لاستثمار المال في أمورٍ مثل شراء العقارات وسداد القروض الطلابيّة. لكن حينما تصبح الاستدانة جزءاً من حياتك اليوميّة قد يجعل هذا الطفل يتعامل بتهاونٍ مع الشراء باستخدام البطاقات الائتمانية وعدم الاكتراث لتراكم الديون عليه، ويمكن أن يستمرّ في ممارسة هذا السلوك بعد أن يكبر مما يجعله عُرضةً لتراكم الديون عليه طوال حياته.

التخلي عن هذه العادة:

يجب على الدَين أن يجعلك دوماً تشعر بنوعٍ من انعدام الراحة، فالدَين يعني أن تحترم بشكلٍ صحيحٍ العقد الذي وقَّعته مع الدائن، وأن تتحمّل مسؤولية سداد الدَين، وأن تتذكر حينما تستدين أنَّ الدَين سيقيِّد حريتك المالية مستقبلاً. دع أطفالك يرونك وأنت تسدد مستحقات بطاقتك الائتمانية وديونك - حتى وإن كنت تشعر بالضيق وأنت تفعل ذلك.

كن مستعدَّاً للرفض أيضاً حينما يطلب منك أطفالك شيئاً لا تستطيع تسديد ثمنه دون اللجوء إلى البطاقة الائتمانية، إذ يُعَدُّ الاحتفاظ بالمال في "حصّالة النقود" من أجل جمع تكلفة الخروج في نزهةٍ عائليةٍ على سبيل المثال أفضل من سداد تكاليف هذه النزهة باستخدام البطاقة الائتمانية، إذ سيرى الأطفال بعيونهم حينئذٍ ثمرة الجهود التي بذلوها وهُم يدَّخرون المال عوضاً عن إشباع رغباتهم فوراً باستخدام تلك البطاقة البلاستيكية. سيبقى هذا الدرس معهم إلى الأبد.

8- جعل المال مقترناً بالسعادة:

الإحساس بالإحباط والتوتر حينما يَقِلُّ المال بين يديك يمكن أن يرسل رسالةً مفادها أنَّ المال يُعَدُّ السبيل الوحيد للإحساس بالسعادة. تذكَّر أنَّ في إمكانك أن تُحِسَّ بالسعادة حتى لو لم تحيا حياةً باذخة.

أتذكَّر أنَّنا خططنا مرةً لاصطحاب الأطفال إلى حديقة الحيوانات حينما كانوا صغاراً جدَّاً، وحينما كنا نُجهز السيارة استعداداً لرحلتنا الطويلة طلب مني زوجي أن أتفقد الحساب البنكي لأتأكَّد من أن لدينا ما يكفي من المال لدفع رسوم الدخول البالغة 30 دولاراً. فعلتُ ما طلب مني لكنَّني تفاجأت حينما رأيت أنَّ ثمَّة بضع فواتيرٍ قد جاءت في وقتٍ واحد مما جعل الحساب فارغاً تمامً من النقود.

أُحبِطت حينها وشعرت أنَّني أمٌّ سيئة لأنَّنا لم نتمكن من اصطحاب أطفالنا إلى النزهة، وبعد بعض النقاشات قررنا اصطحابهم إلى شاطئٍ مجاور الدخول إليه مجاني. قضينا وقتاً رائعاً على الشاطئ، ولا أعتقد أنَّ الأطفال كانوا سيستمتعون أكثر في حديقة الحيوانات.

مضى كثيرٌ من الوقت منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من أنَّنا لم نَعُد مفلسين مثلما كنا في ذلك الحين، إلَّا أنَّ الدرس الذي تعلمناه حينئذٍ بقي دائماً معنا: المال لا يستطيع شراء السعادة، ولا أعتقد أنَّنا أصبحنا أسعد بالاستقرار المالي الذي نعيشه اليوم.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لتكون أكثر سعادة في الحياة

التخلي عن هذه العادة:

تذكَّر أنَّ سعادة أفراد العائلة ليست مرتبطةً برصيد الحساب المصرفي، وفي حين يُعَدُّ توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال أمراً مهمَّاً بشكلٍ واضح إلَّا أنَّ من المهم أيضاً أن تتذكر أنَّ المال ليس السبيل الوحيد لعيش حياةٍ سعيدةٍ ومُرضية. قد يكون وضعك الماديّ جيداً في بعض الأحيان وقد يكون سيئاً في أحيانٍ أخرى، لكنّ الناس الذين يقاسمونك الحياة بحُلوها ومُرِّها هم الذين يصنعون الفارق فيها. تَفهُّمُ الحاجة إلى عدم تلبية الرغبات في بعض الأحيان أو عدم القدرة على قضاء عطلة الصيف في مكانٍ ما يمكن أن يساعد أطفالك في تدبُّر أمورهم والحفاظ على سلوكٍ جيّدٍ مهما كانت ظروفهم.

لا يوجد أبوان مثاليان وأنت غير معصومٍ عن ارتكاب الأخطاء، لكن في الوقت الذي تطعم فيه أطفالك، وتعتني بهم، وتكسوهم، وتؤويهم لا تنسَ أنَّ الفرصة مواتيةٌ لتحديد شكل عاداتهم وسلوكاتهم التي سيتحلّون بها مستقبلاً. تعليم الطفل ذي الثماني سنوات -الذي لا زال يفرح ببضعة قروشٍ يعطيه إيَّاها أبواه- أبرز مبادئ التعامل مع المال يمكن أن يتيح له فهم كلامك إذا جلست معه حينما يصبح شابَّاً ناضجاً للحديث عن الأوضاع المادية للأسرة، وسترى ابنك في النهاية يُعلِّم أحفادك العادات نفسها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة