8 حِكم من مؤتمر السعادة العالمي

لقد حضرنا أنا وشريكي المؤسس في شركة "باترفلاي" (Butterfly) أحد أكثر المؤتمرات العالمية تميُّزاً وانفتاحاً على مستوى العالم، إلى جانب ما يقرب من 4000 شخص من ألمع القادة وصنَّاع القرار السياسي وأكثرهم نفوذاً من القطاعين العام والخاص.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "سيمون راكوسي" (Simon Rakosi)، يقدِّم لنا فيه 8 حِكم من مؤتمر السعادة العالمي الذي حضره برفقة شريكه المؤسس في شركة في "دبي" (Dubi).

ولقد تشرفنا بدعوتنا إلى المشاركة في موضوع يتعلق بالسعادة، وهو موضوع بالغ الأهمية بالنسبة إلى منظمي مؤتمر "القمة العالمية للحكومات" (World Goverment Summit) لدرجة أنَّهم خصصوا يوماً كاملاً في جدول أعمالهم لعقد هذا المؤتمر.

جمع مؤتمر الحوار العالمي من أجل السعادة 300 مفكِّراً لمناقشة حالة السعادة (The Global Dialogue for Happiness) عبر مجموعة من الموضوعات.

وبالنظر إلى أنَّ التفاؤل هو العنصر الموحِّد لمؤتمر القمة العالمية للحكومات والحوار المخصص للسعادة، إليك 8 حِكم يمكن لجميع المديرين وفرق الموارد البشرية الاستفادة منها:

1. الشجاعة للإصغاء إلى التغذية الراجعة القاسية:

في إحدى أكثر المناقشات المنتظَرة لهذا الحدث، فكَّر رائد الأعمال "إيلون ماسك" (Elon Musk) فيما قد تفعله الحكومات في مواجهة البطالة الجماعية التي سوف تتكشَّف ملامحها في المستقبل، واقترح أنَّه يمكن التفكير في توفير الدخل الأساسي الشامل للموظفين؛ وعندما سُئل عن نصيحته للأجيال القادمة، أكَّد "ماسك" على أهمية تقديم التغذية الراجعة الصريحة، وقال إنَّ التغذية الراجعة النقدية ذات قيمة، خاصة عندما تأتي من الأصدقاء المقربين.

إقرأ أيضاً: أنواع مهارات الإصغاء مع أمثلة عليها

2. إعادة التفكير في حلقة تغذيتك الراجعة:

فيما يتعلق بموضوع التغذية الراجعة، قال "توماس كولوبولوس" (Thomas Koulopoulos)، مؤلف كتاب "تأثير الجيل زد" (The Gen Z Effect)، إنَّ المنظمات لا بُدَّ أن تطبِّق المنتورينغ "العكسي"، الذي يسمح للموظفين الأصغر سناً أن يكونوا مستشارين لزملائهم الأكبر سناً، كما اقترح أن تتَّبع المنظمات سياسةً تُقدَّم من خلالها دفعات مختصرة من التغذية الراجعة السريعة يومياً، بدلاً من جمع الآراء على مراحل أطول.

3. تقدير الفشل لما يقدِّمه من جوانب تعليمية إيجابية:

قال رائد الأعمال الملياردير والمؤسس المشارك لموقع "لينكد إن" (LinkedIn)، "ريد هوفمان" (Reid Hoffman)، إنَّ "وادي السيليكون" (Silicon Valley) "لا يحتفي" بالفشل والعثرات؛ لذا يجب على رواد الأعمال أن ينظروا إليها بِعَدِّها فرصاً للنمو.

شاهد بالفديو: كيف تنعم بالسعادة في حياتك؟

4. الشمولية بوصفها ميزة تنافسية:

أشار "جون تشامبرز" (John Chambers)، الرئيس التنفيذي لشركة" سيسكو سيستمز" (Cisco Systems)، إلى أنَّ بعض الدول الغربية فشلت في القيادة من خلال عدم مشاركة موظفيها، فضلاً عن الفشل في حشد مجموعات متنوعة من الموظفين تحت رؤية واحدة، ويمكن قول الشيء نفسه عن المنظمات؛ إذ توقَّع "تشامبرز" أنَّه في غضون عقد من الزمن، سوف "تختفي" 40% من الشركات.

5. الاعتزاز بعلاقاتك الشخصية:

قال الدكتور "روبرت والدينجر" (Robert Waldinger)، أستاذ في كلية الطب "بجامعة هارفارد" (Harvard University)، الذي اشتُهر بحديثه في منصة" تيد" (TED) بعنوان "ما الذي يجعل الحياة جيدة؟" (What Makes for a Good Life): إنَّ ميل الناس إلى مقارنة السلع التي نقدمها بالسلع التي يقدمها آخرون، أكبر من ميلنا إلى الحديث عن خبراتنا؛ وهذا ما يكشف عن "نقص واضح في السعادة"، وتابَع القول: إنَّ الاهتمام الذي نوليه للموظفين الآخرين هو "أعظم هدية علينا أن نقدمها إلى بعضنا بعضاً اليوم".

6. التدريب على المهارات الناعمة لتحسين "تنمية الأفراد":

في مؤتمر الحوار العالمي من أجل السعادة، شاركنا في حوار يتعلق بموضوع السعادة التنظيمية؛ فمن خلال حديثنا مع صنَّاع السياسات والمفكرين من رجال الأعمال من القطاع الخاص، ناقش المشاركون الحاجة إلى الاهتمام بـ "العلوم الناعمة"، مثل علم النفس والسلوك التنظيمي، في مناهج التدريب لإعداد الأجيال القادمة لتولِّي الوظائف في المستقبل.

إقرأ أيضاً: 12 من أفضل المهارات الناعمة التي يطلبها أرباب العمل

7. تحسين التعليم لدعم المجتمعات الأكثر سعادة ذات الأداء العالي:

حثَّ الطبيب وعالم الأنثروبولوجيا "جيم يونغ كينغ" (Jim Yong King) رئيس البنك الدولي، صانعي السياسات الحاضرين على تعديل أنظمة التعليم لديهم بشكل أكثر إلحاحاً لمعالجة فجوات المهارات في القرن الواحد والعشرين؛ إذ قال إنَّه عندما يتعلق الأمر بالتعليم، لا يوجد وقت نضيعه، وإذا كان القطاع الخاص هو محرك النمو والحكومة هي القائد، فيجب أن يُنظَر إلى التعليم على أنَّه الوقود الذي يغذي المحرك.

8. ليس هناك وقت مثل الوقت الحاضر:

السعادة

لقد سمعنا جميعاً أمثالاً مثل "إنجاز العمل أفضل من الانشغال بتأديته بصورةٍ مثالية"، أو "في العجلة ندامة"، وبناءً على هذا المفهوم، اقتبس رئيس الوزراء السلوفيني "ميرو سيرار" (Miro Cerar) من المثل القديم بالقول: "كان أفضل وقت لزرع شجرة قبل 20 عاماً، وثاني أفضل وقت هو الآن".

ومع الأبحاث التي تشير إلى أنَّ 13% فقط من الموظفين في جميع أنحاء العالم مشاركون في العمل، ومع المخاوف المتزايدة لتأثير أتمتة الوظائف في اقتصاداتنا المستقبلية، يجب أن يتحول مفهوم عالم الأعمال حول "السعادة" من هدف مثالي إلى استراتيجية قابلة للقياس للاحتفاظ بالمواهب وتطويرها.

المصدر




مقالات مرتبطة