8 أشياء يجب تذكُّرها في الأوقات العصيبة

"إنَّني جالسةٌ في سرير المستشفى في انتظار خضوعي لعملية استئصال الثديين، ولكنَّ الغريب أنَّني أشعر أنَّني محظوظة، فحتى الآن لم أعانِ من مشكلات صحية مع أنَّني أبلغ من العمر 69 عاماً؛ إذ إنَّني أجلس في الغرفة الأخيرة في نهاية القاعة بجوار قسم طب الأطفال في المستشفى، وخلال الساعات القليلة الماضية، شاهدت عشرات من مرضى السرطان يُنقلون على النقالات والكراسي المتحركة، ولا أحد من هؤلاء المرضى تجاوز عمره 17 عاماً".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كِرنوف" (Marc Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 8 تذكيرات ضرورية في أوقات الشدائد.

هذه مذكراتٌ كتبتها جدتي منذ زمنٍ طويل، لقد نسختها وعلقتها فوق مكتبي منذ فُرابة عقد من الزمان، وما تزال موجودةً حتى اليوم، لكي تذكرني بأنَّه يوجد دائماً شيء يجب أن نكون ممتنين له، وأنَّه مهما كانت حالتي سيئة، يجب أن أستيقظ كل يوم ممتناً لحياتي، لأنَّ شخصاً ما في مكان آخر يصارع للحفاظ على حياته.

لا تتحقَّق السعادة بغياب المشكلات؛ بل بالقدرة على التعامل معها، تخيَّل كل الأشياء العجيبة الرائعة التي يمكنك التفكير فيها لو لم تركِّز كل اهتمامك على معاناتك، انظر دائماً إلى ما لديك، بدلاً مما فقدته؛ لأنَّه ليس الهام هو ما يسلبه العالم منك؛ بل ما تفعله بما تبقى لديك.

إليك بعض الأمور التي تساعد على تحفيزك عندما تكون في أمسِّ الحاجة إليها:

1. الألم جزءٌ من النمو:

تُغلِق الحياة في بعض الأحيان أبوابها في وجهك؛ لأنَّ الوقت قد حان للمضي قدماً، وهذا ضروريٌّ لأنَّنا في كثير من الأحيان لن نتحرَّك ما لم تجبرنا الظروف على ذلك، ففي الأوقات الصعبة، ذكِّر نفسك أنَّ الألم جزءٌ من تحقيق أي هدف، ابتعد عمَّا يؤذيك، لكن لا تنس أبداً ما علَّمك إياه، ولمجرد أنَّك تعاني لا يعني أنَّك تفشل؛ إذ يتطلَّب كل نجاح عظيم معاناةً كبيرة، فالأشياء الجيدة تستغرق وقتاً؛ لذا تحلَّ بالصبر، وابقَ متفائلاً، فكلُّ شيء تريده سوف يتحقق، ربما ليس على الفور، ولكن يوماً ما.

تذكَّر أنَّه يوجد نوعان من الألم: الألم الذي يؤذيك، والألم الذي يغيرك، في حين تمضي قدماً في حياتك، بدلاً من مقاومة الألم، تذكَّر أنَّ كلا النوعين يساعدانك على النمو.

2. كل شيء في الحياة مؤقت:

لن تُمطر السماء إلى الأبد، وفي كل مرة تتأذى سوف تُشفى، ومهما طال الظلام سوف تشرق الشمس دائماً، فإنَّ الحياة تذكِّرك بذلك كل صباح، لكنَّك غالباً ما تنسى، وبدلاً من ذلك، تظنُّ أنَّ الليل سيستمر إلى الأبد، لكن لا شيء يدوم إلى الأبد.

إن كانت الأمور جيدةً الآن، فاستمتع بها لأنَّها لن تدوم إلى الأبد، وإذا كانت سيئة، فلا تقلق لأنَّها أيضاً لن تدوم إلى الأبد، لمجرد أنَّ الحياة ليست سهلةً اليوم، لا يعني أنَّك لا تستطيع أن تضحك، ولمجرد أنَّ شيئاً ما يزعجك، لا يعني أنَّك لا تستطيع أن تبتسم، فكل لحظة هي بدايةُ شيء ونهاية شيء آخر، وكل ثانية تحظى بفرصةٍ جديدة، لكن عليك أن تستثمرها على أكمل وجه.

3. القلق والشكوى لا يغيران شيئاً:

أولئك الذين يكثرون الشكوى ينجزون أقل من غيرهم، فمن الأفضل دائماً أن تحاول القيام بشيء عظيم وتخفق، بدلاً من عدم المحاولة، فلن تنتهي الحياة إذا خسرت مرةً؛ بل تنتهي عندما لا تفعل شيئاً سوى الشكوى، فإذا كنت تؤمن بشيء ما، استمر في المحاولة، ولا تدع إخفاقات الماضي تدمِّر مستقبلك، فإنَّ قضاء اليوم في الشكوى من الأمس لن يجعل الغد أجمل؛ لذا عليك أن تعمل وتستفيد ممَّا تعلَّمته لكي تُحسِّن حياتك، غيِّر حياتك ولا تنظر إلى الوراء أبداً.

بصرف النظر عمَّا يحدث في المستقبل، تذكَّر أنَّك ستجد السعادة الحقيقية فقط عندما تتوقف عن الشكوى من مشكلاتك وتشعر بالامتنان لجميع المشكلات التي لا تعاني منها.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

4. جراح الماضي رمزٌ لقوَّتك:

لا تخجل أبداً من جراح الماضي، لأنَّ الجرح قد التأم، لقد تغلَّبت على الألم، وتعلَّمت الدرس، وأصبحت شخصاً أقوى، ومضيت قدماً، فهذه الجراح هي رمزٌ لانتصارك، فلا تسمح لها بتقييدك وجعلك تعيش حياتك في خوف، فلا يمكنك إخفاء جراح الماضي، ولكن يمكنك تغيير نظرتك، فاعلم أنَّها دليلٌ على القوة وليس الألم.
قال الشاعر "جلال الدين الرومي" ذات مرة: "الجرح هو الثغرة التي ينفذ منها النور إلى أعماقك"، لا قول أقرب من ذلك إلى الحقيقة؛ إذ وُلِدت أقوى الشخصيات في هذا العالم من رحم المعاناة، وتحمل ندوباً نتيجة معاناتها، فهذه الندوب هي علامةٌ على نجاتك، لقد نجوتَ والآن لديك فرصة لكي تصبح أقوى.

5. المعاناة هي خطوةٌ إلى الأمام:

لا يعني الصبر مجرد الانتظار؛ وإنَّما القدرة على البقاء متفائلاً وأنت تعمل بجدٍّ لتحقيق أحلامك، لأنَّها تستحق كل هذا العناء؛ لذا إذا كنت ستحاول، عليك أن تبذل كل ما لديك من وقتٍ وجهد، خلاف ذلك، لا فائدة من المحاولة، قد تضطر إلى أن تفقد راحتك واستقرارك لبعض الوقت، وربما حتى عقلك في بعض الأحيان، وقد لا تتناول ما اعتدت عليه، أو تنام في المكان الذي اعتدت عليه، لأسابيع متتالية، وقد يعني أن تتحدَّى راحتك لدرجة الخوف، وربما حتى التضحية بعلاقاتك وكل ما هو مألوف، إضافةً إلى قبول السخرية من زملائك، قد تعيش الكثير من الوحدة والعزلة، ولكنَّ العزلة هي الهبة التي تجعل الأشياء العظيمة مُمكنة، فهي تمنحك المساحة التي تحتاج إليها، وكل شيء آخر هو اختبارٌ لمدى تصميمك ورغبتك في تحقيق حلمك.

إذا أردت تحقيقه، فسوف تفعل ذلك رغم الفشل والإخفاق والصعوبات، وستشعر بأنَّ كل خطوة تخطوها هي أروع شيء يمكنك تخيله؛ إذ ستدرك أنَّك لن تواجه المعاناة في سبيل تحقيق هدفك، بل إنَّ المعاناة هي السبيل بحدِّ ذاته، ولكنَّ الحلم يستحق المعاناة؛ لذا إذا كنت ستحاول، فحاول بأقصى ما لديك، لا شعور في العالم أجمل من أن تكون على قيد الحياة.

6. لست مسؤولاً عن سلبية الآخرين:

كن إيجابياً عندما تحيط بك السلبية، وابتسم عندما يحاول الآخرون إحباطك، فهي طريقة سهلة للحفاظ على حماستك وتركيزك، فعندما يعاملك الآخرون معاملة سيئة، ابقَ على طبيعتك، لا تدع مرارة شخص آخر تُغيِّر هويتك، فلا يجب أن تأخذ الأمور على محمل شخصي حتى لو بدت كذلك، فعندما يؤذيك الناس، نادراً ما يتعلَّق الأمر بك، وإنَّما يتعلق غالباً بهم.

لا تتغيَّر أبداً لإثارة إعجاب شخص يقول إنَّك لست جيداً بما يكفي؛ بل عليك أن تتغيَّر لأنَّ ذلك يجعلك شخصاً أفضل ويقودك إلى مستقبل أكثر إشراقاً، سيتحدث الناس بصرف النظر عمَّا تفعله أو مدى براعتك فيه؛ لذا عليك أن تقلق على نفسك قبل أن تقلق حيال آراء الآخرين، وإن كنت تؤمن بشدةٍ بشيء ما، فلا تخف من القتال من أجله؛ إذ تكمن القوة الحقيقية في التغلُّب على ما يظنُّه الآخرون أنَّه مستحيل.

لن تعيش إلا حياةً واحدةً فقط، وهذه هي تلك الحياة؛ لذلك افعل ما يجعلك سعيداً، وكن مع من يجعلك تبتسم كثيراً.

7. سوف تسير الأمور كما هو مقدرٌ لها:

تظهر قوتك الحقيقية عندما يكون لديك هموماً تجعلك تبكي وتتذمَّر، لكنَّك تفضِّل أن تبتسم وتقدِّر حياتك بدلاً من ذلك، فثمَّة خيرٌ خفيٌّ في كل صراع تواجهه، لكن عليك أن تفتح قلبك وعقلك لرؤيتها، فلا يمكنك إجبار شيء على الحدوث؛ بل يمكنك فقط أن تحاول بأقصى استطاعتك، وفي مرحلةٍ ما عليك أن تتراجع قليلاً وتترك الأمور تسير كما هو مقدَّرٌ لها.

في النهاية، يتطلَّب حب حياتك الثقة في حدسك، واغتنام الفرص، وفقدان السعادة والعثور عليها مجدداً، والاحتفاء بالذكريات، والتعلم من خلال التجربة؛ فإنَّها رحلة طويلة، عليك أن تتوقف عن القلق والشك في كل خطوة على الطريق، اضحك في وجه المصاعب، وعِش اللحظة بكامل وعيك، واستمتع بحياتك يوماً تلو الآخر، قد لا تبلغ مرادك في النهاية، ولكنَّك ستصل إلى حيث يجب أن تكون.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء يجب أن تتذكرها في الأوقات العصيبة

8. عليك أن تواصل المضي قدماً:

لا تخف من أن تنهض وتحاول مرةً أخرى، وأن تحب وتعيش وتحلم مرةً أخرى، ولا تدع الدروس الصعبة تجعل قلبك قاسياً، فغالباً ما نتعلم أفضل دروس الحياة في أحلك الأوقات ومن أسوأ الأخطاء، ففي بعض الأوقات سوف يبدو أنَّ كل شيء كان يحتمل أن يسير على نحو خاطئ قد حدث، وقد تشعر أنَّك ستظل عالقاً في مكانك إلى الأبد، لكنَّك لن تفعل ذلك، فعندما تشعر بأنَّك على وشك الاستسلام، تذكَّر أنَّه في بعض الأحيان يجب أن تسوء الأمور كثيراً قبل أن تصبح على صواب، وفي بعض الأحيان عليك أن تمر بأسوأ الظروف، حتى تحقق الأفضل.

الحياة قاسية، لكنَّك أقوى منها؛ لذا جد في نفسك القوة والشجاعة لتضحك كل يوم، ولكي تشعر بأنَّك مختلف وجميل بطريقتك الخاصة، ولتجعل الآخرين يبتسمون أيضاً، لا تتوتر بسبب الأشياء التي لا يمكنك تغييرها، عش حياةً بسيطةً، وأعط كثيراً من الحب، وابقَ صادقاً، واعمل بجد، وحتى لو قصرت، واصل سيرك ونموك.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعدك على الازدهار في أوقات الشدائد

استيقظ كل صباح وابذل قصارى جهدك لاتباع النصائح اليومية هذه:

  1. فكِّر بطريقةٍ إيجابية.
  2. تناول طعاماً صحياً.
  3. مارس التمارين الرياضية.
  4. خفِّف قلقك.
  5. اعمل بجد.
  6. اضحك كثيراً.
  7. احصل على قسطٍ كافٍ من النوم.

ثمَّ كرِّر ذلك يومياً.




مقالات مرتبطة