8 أسباب وحلول ممكنة لعدم القدرة على التركيز

كان الحصول على المعلومات أمراً يكلِّف الكثير فيما مضى، أمَّا الآن فقد غيَّر الإنترنت والهاتف المحمول كل ذلك وقدما العديد من الميزات، وما يميز الشخص الاستثنائي عن العادي هو قدرته على التعامل مع هذه المعلومات بسهولة ويسر.



اكتشف كل من إيلون ماسك (Elon Musks) وستيف جوبز (Steve Jobs) أنَّ التركيز هو العنصر الأساسي للنجاح في عالمٍ تغمره المعرفة، وما نحتاج أن نسأله لأنفسنا مع بداية عام 2021 هو: "لماذا لا يمكننا التركيز؟".

يمكننا القول إنَّ الكثير من الناس يعرفون ما يجب عليهم فعله، ولكن هناك فارق كبير بين معرفة ما يجب القيام به والقيام به فعلياً، بالإضافة إلى ذلك، يرتكب الكثير من الناس خطأً حين يعتقدون أنَّهم يستثمرون وقتهم بفاعلية بينما هم لا يفعلون ذلك في الواقع؛ فقد يبالغ بعض الأشخاص في تقدير الوقت الذي يقضونه بصورة منتجة، فهم يجدون صعوبةً في قياسه بدقة.

يتحدث المؤلف "دارين هاردي" (Darren Hardy) في كتابه الأكثر مبيعاً "التأثير المركب" (The Compound Effect) عن اليوم الذي قرر فيه حساب مقدار الوقت الذي أمضاه في البيع أمام عملائه عندما كان ناشئاً؛ لقد افترض أنَّه كان بضع ساعات بينما كان في الواقع أقرب إلى 20 دقيقة.

ليس التركيز شيئاً يمكننا رؤيته أو الشعور به، مما يجعلنا نُقدِّر مما نقوم به بالفعل، وحتى الأفضل بيننا يخرج عن مساره بسبب العقبات التي تمنعه من التركيز. إذاً، السؤال الذي تصعب الإجابة عنه هو: "لماذا لا يمكننا التركيز؟".

لقد تحوَّل عالمنا الخالي من الضوضاء إلى عالمٍ صاخبٍ بأزيز مستمر من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والإشعارات والتذكيرات؛ إحصائياً، نحن نتشتت في المتوسط كل أربع دقائق، لكنَّ المشكلة في ذلك أنَّنا نحتاج إلى 23 دقيقة لاستعادة التركيز.

نحن عموماً لسنا في حالة تركيز أبداً؛ وذلك لأنَّنا ننتقل بين مَهمة وأخرى، ولضبط ذلك يجب علينا أولاً أن ندرك أين نواجه العقبات، وبمجرد أن نعرف نواحي تقصيرنا، يتوجب علينا أخذ التدابير اللازمة لنبقى بعيدين عن مصادر التشتيت ونسمح لأنفسنا بالتركيز على المهام المطلوبة.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح مهمة لمن يعاني من قلة التركيز أثناء الدراسة

من المحتمل أن تكون إحدى النقاط الواردة في القائمة أدناه هي سبب عدم قدرتك على التركيز، فإذا كنت تواجه مشكلة مع أي منها، فلدينا حلول ممكنة قد تساعدك:

1. الهاتف المحمول:

يعد الهاتف المحمول من أفضل الأجهزة المخترعة على مر الزمان، ولكنَّه أيضاً أكبر عدو لنا عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية والتركيز، فمثل أي أداة أخرى للهاتف المحمول سلبيات وإيجابيات، فقد تجد مقابل كل شخص واحد يستخدمه لتطوير مهاراته الشخصية 100 شخص يستمعون إلى الموسيقى المفضلة لديهم أو يلعبون ألعاباً فقط؛ ولكن يدرك الشخص الناجح المخاطر التي قد يسببها هاتفه المحمول ويتكيف معها حسب حاجته.

الحل المقترح: حوِّل هاتفك المحمول إلى أداة لتحقيق أهدافك من خلال تثبيت التطبيقات الضرورية فقط.

2. الإشعارات:

يتماشى هذا مع السبب الأول، فنحن نتواصل مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعية من خلال هواتفنا المحمولة، وقد ينتج عن ذلك مئات الإشعارات والإعجابات، والرد على مشاركاتك، والبريد الإلكتروني، ورسائل الدردشة، وإشعارات التطبيقات، وآخر مستجدات الأخبار يومياً.

الحل المقترح: إذا لم تكن طبيباً، فبإمكانك أن توقف تشغيل جميع الإشعارات غير الضرورية.

إقرأ أيضاً: كيف توقف إشعارات تطبيقات الدردشة على هاتفك لتحقق المزيد من التركيز

3. نقص الدافع:

كان عام 2020 أحد أكثر الأعوام صعوبة على الجميع، فقد عانت العديد من الأعمال التجارية من جائحة كورونا COVID-19 وإجراءات التباعد الاجتماعي وعمليات الإغلاق. وقد وثَّقت قنوات الأخبار كل ذلك، ولكن ما لم يُتحدَّث عنه كثيراً هو التأثيرات الكبيرة التي أحدثها كل ذلك على صحتنا النفسية، وتحديداً دوافعنا؛ ونتيجة لذلك ازدادت حالات الانتحار والقلق ازدياداً كبيراً، لكنَّنا حتى الآن لا نعرف العدد الحقيقي، وفي أوقات كهذه، نفقد دوافعنا بسهولة، ونسأل أنفسنا لم نتكبد كل هذا العناء؟

إذا نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر أشمل، سندرك أنَّنا قد مررنا سابقاً بجائحات مماثلة مثل الإنفلونزا الإسبانية أو الطاعون الأسود، وقد نجا الجنس البشري منها في وقت لم يكن فيه الطب متطوراً كما هو عليه اليوم؛ فمع استخدام اللقاحات وتطور القدرة على التوصل إليها في وقت أقصر، ستتحسن الأمور، وما علينا فعله هو أن نكون مستعدين للفرص عندما تأتي.

الحل المقترح: إنَّ أفضل طريقة لمحاربة نقص الدافع هي اكتساب القوة؛ احصل على نسخة من كتاب زيغ زيغلر (Zig Ziglar) "كيف تبقى متحفزاً" (How to Stay Motivation) أو استمع إلى توني روبنز (Tony Robbins) من خلال برامجه الصوتية، وحمِّلهم على هاتفك المحمول ثمَّ استمع إليهم بشكل متكرر.

إقرأ أيضاً: 12 أمراً سيحفزك على القيام بعمل جيد دائماً

4. تعدد المهام:

يعتقد الناس أنَّ بإمكانهم فعل شيئين في الوقت نفسه، لكن هذا يناقض التركيز تماماً.

من المغري أن تنتقل إلى مهمة أخرى عندما يصعب عليك القيام بمهمة ما، فعندما يزداد الأمر صعوبة، نبحث عن حلول سهلة؛ وذلك لأنَّ الانتقال إلى مهمة أخرى سيجعلك مع مهمتين غير مكتملتين، لذلك حدد مَهمة واحدة حتى تنتهي منها، أو التزم بوقت محدد مسبقاً لها.

الحل المقترح: تجنَّب العمل على أكثر من مَهمة في نفس الوقت، وبدلاً من ذلك أنجز كل مهمة بصورة كاملة. قد يبدو لك أنَّك تقوم بمهام أقل، لكنَّ التركيز الفردي على المهام يجعلك تنجزها في أقل من نصف الوقت.

5. المشكلات الصحية:

لا يوجد جدلٌ حول حقيقة أنَّ سوء الحالة الصحية سيؤثر في قدرتك على التركيز؛ حيث إنَّ الألم هو عائق خطير أمام التركيز، فكلما كنت بصحةٍ جيدة، كان تركيزك أفضل؛ لذلك اجعل صحتك من أهم أولوياتك في الحياة، وستوفر على نفسك عناء التعب وزيارة الطبيب.

الحل المقترح: عليكَ بتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن الكحول والكافيين، وأفضل نصيحة هي الالتزام بهذه الممارسات في كل وقت؛ فالإقلاع عن عاداتك السيئة مرة واحدة ليس هو الحل؛ بل عليك أن تبدأ بروتين بسيط جداً في البداية، كأن تقلل من زياراتك للمقاهي أو غيرها من العادات البسيطة.

لا يستطيع معظمنا التعامل مع التغيير بين عشية وضحاها، ولكن من خلال القيام بذلك بالتدريج يمكننا تحقيق نتائج رائعة بمرور الوقت.

6. قلة النوم:

غالباً ما يتجاهل الأشخاص الذين يرغبون في المضي قدماً أو الاستمتاع بحياتهم أهمية النوم بالنسبة لهم؛ حيث يعتقدون أنَّ النوم لـ 5 أو 6 ساعات فقط كل يوم كافٍ تماماً، بحيث يمكنهم استخدام الساعتين الإضافيتين للقيام بأمور تهمُّهم وتساهم في تحقيق أهدافهم. وعلى الرغم من أنَّ هناك أوقاتٍ نحتاج فيها إلى البقاء يقظين حتى منتصف الليل، لكنَّ النوم هو الوقت الذي تتجدد فيه طاقة جسمنا وعقلنا.

يمكن أن يعود السبب في اختلال التوازن والتوتر والقلق وغير ذلك في كثير من الأحيان إلى عادات النوم السيئة، إذ سيؤدي العمل لمدة ست ساعات متواصله إلى قلة التركيز وانخفاض الإنتاجية؛ فعندما يتعب عقلنا، تزداد الأخطاء، مما قد يؤدي إلى الحاجة إلى تصحيحات تأخذ وقتاً طويلاً.

الحل المقترح: اجعل النوم من أولوياتك، وخصص وقتاً له في روتينك اليومي، وفي الأيام التي تضطر فيها للعمل طوال الليل بسبب مشروع كبير أو عرض تقديمي، وحاول أخذ قيلولة في وقت ما خلال اليوم التالي.

ينام "ليبرون جيمس" (Lebron James)، أحد نخبة الرياضيين في العالم، 8 ساعات كل ليلة ويأخذ قيلولة عندما يشعر أنَّه بحاجة إلى مزيد من الراحة؛ تذكر هذا الرياضي البارع دوماً وعدَّه قدوة لك فيما يخص النوم.

إقرأ أيضاً: 6 أضرار لقلة النّوم ستجعلك مُلازماً للسرير

7. الأجهزة الإلكترونية:

نحن نعيش في عصر التكنولوجيا والمعلومات؛ حيث يقضي معظم الناس ما بين 8 و10 ساعات يومياً في النظر إلى شاشات الأجهزة الإلكترونية؛ إذا لم يكن الهاتف المحمول، فهو الجهاز اللوحي أو التلفاز، ولكن نحن بهذه الطريقة نسبب أذى لأعيننا، لذلك علينا أن نحد من الوقت الذي نقضيه وراء الشاشات ما أمكن.

الحل المقترح: نحن بحاجة إلى أن نُذكِّر أنفسنا باستمرار بأنَّ الشاشات ليست هي الحياة الواقعية، وتماماً كما يجب أن نحدد موعداً للنوم، يجب أن نحدد فترات لإراحة أعيننا؛ حيث يقترح اختصاصيو صحة العين أنَّ قاعدة (20-20-20) هي الحل الأمثل للحد من إجهاد العين الناتج عن الأضواء المنبعثة من الشاشات؛ لذا انظر كل 20 دقيقة إلى شيء ما على بعد 20 متراً لمدة 20 ثانية.

يمكنك أيضاً تجربة نظارات الضوء الأزرق، فشاشات الأجهزة الحديثة ساطعة بشدَّة؛ وتعطي مستوى أعلى من الألوان وهذه ليست أخبار جيدة للجميع، وقد يصاب بعض الأشخاص بالصداع وإجهاد العين من الجلوس أمام الشاشات لفترة طويلة، إذا كنت منهم فإنَّ نظارات الضوء الأزرق هي الحل الذي تبحث عنه.

8. وسائل التواصل الاجتماعي:

يمكنك ألا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتبقى على تواصل مع الأصدقاء والمتابعين فحسب؛ حيث تستطيع استخدامها كأداة للأعمال، فتشارك المعلومات مع العملاء، وتقدم الخدمات، وتجمع الأفكار الجديدة الخاصة بمجال عملك؛ لكن ليس هذا ما يفعله معظم الناس، فقد ينشغلون في قضاء ساعات وساعات في تصفح حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

الحل المقترح: ضع حداً للوقت، إنَّه لأمر جيد أن تحاول تقليل الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي.

خلاصة الموضوع:

إذا وجدت نفسك تسأل: "لماذا لا أستطيع التركيز؟"؛ فقد حان الوقت للتفكير ملياً ومعرفة سبب عدم قدرتك على التركيز، فمن المحتمل أن يكون واحد مما سبق هو السبب؛ لذا حاول معالجة ذلك أولاً، وقد تجد أن تغييراً واحداً هو كل ما تحتاجه لتكون منتجاً مرة أخرى.

 

المصدر




مقالات مرتبطة