يستفيد الأفراد في الوقت الحالي من خدمات الكوتشينغ في تنمية المهارات المهنية، وتحقيق التطور الشخصي، وتحسين الصحة والعافية. لقد أثبتت ممارسات الكوتشينغ فعاليتها في تحسين أداء الفرد على الصعيد المهني والشخصي.
ويحتاج الكوتش لإتقان المهارات الأساسية والمداومة على تحديث معلوماته واكتساب المزيد من المهارات الجديدة لمواكبة التغيرات التي تحدث في قطاع الكوتشينغ والمجتمع، وتحسين جودة خدماته، وتقديم الدعم الذي يحتاج إليه العميل لتحقيق النجاح في تجربته الحياتية.
كما يؤدي الكوتشينغ التطبيقي دوراً بارزاً في تغيير عقلية العميل وتحسين طريقة تفكيره، ومساعدته في اكتشاف ذاته وتحديد قيَمه وإمكاناته، كما أنَّه يشجعه على تطبيق المهارات والمعارف المكتسبة.
بالنتيجة فإن الإنسان يتطور ويتعلم عندما يجرّب ويقترف الأخطاء. يشجع الكوتشينغ التطبيقي على التجريب، والتعلُّم من الأخطاء، والاستفادة من التغذية الراجعة التي يقدمها الكوتش في تحسين منهجية العمل في التجارب المقبلة.
مهارات أساسية تضمن لك النجاح في قطاع الكوتشينغ
فيما يلي 8 مهارات عليك اتقانها لتحقيق النجاح في قطاع الكوتشينغ:
1. الإصغاء الفعّال
قد يبدو الإصغاء إجراء بسيط ومألوف للوهلة الأولى. يمارس الفرد الإصغاء في حياته اليومية عند إجراء المحادثات والنقاشات مع الآخرين. ولكن يحتاج الكوتش للتقيُّد بقواعد الإصغاء الفعال وتقنياته التي تقتضي تركيز كامل الانتباه على كلام العميل، وتكرار الأفكار التي يطرحها بعد إعادة صياغتها بأسلوبه الخاص. تتيح هذه التقنيات للكوتش إمكانية تلخيص المحاور الرئيسية وإبراز فهمه للمعنى الذي يرمي إليه العميل. يتسنّى للعميل من ناحية أُخرى أن يعيد النظر في أفكاره وموقفه من الوضع.
والجدير بالذكر أنه يجب أن تسمح للعميل بالتحدُّث دون أن تقاطعه، وتوفر له الهدوء الذي يحتاج إليه للتفكير عندما يتوقف عن الكلام. تحقيق التوازن بين الإصغاء والتحدث بالغ الأهمية في مجال الكوتشينغ.
2. التعاطف
يتميز الكوتش الناجح بقدرة بارزة على التعاطف مع العميل، وتفهم مشاعره ومشكلاته، وتقدير التجارب والأحداث من وجهة نظره، وهو ما يتيح له إمكانية تقديم الدعم والتشجيع الذي يحتاج إليه العميل.
كما أن التعاطف ضروري لترويج مشروع الكوتشينغ، والوصول إلى العملاء المحتملين فهو يتيح للكوتش إمكانية كسب انتباههم واهتمامهم، ومعرفة مشكلاتهم، وتحديد مدى تقدمهم في حياتهم الشخصية والمهنية.
ومن ناحية أُخرى يؤدي التعاطف دوراً بارزاً في تحسين جودة التواصل، وبناء الإلفة مع العميل، وزيادة شعوره بالراحة، ورغبته في الإفصاح عن أفكاره، ومشاركة تجاربه الخاصة مع الكوتش.
3. طرح الأسئلة
يحتاج الكوتش لمهارة طرح الأسئلة الهادفة والقيِّمة عندما تحين الفرصة المواتية. تهدف هذه الأسئلة إلى حثّ العميل على التفكير بأبعاد وحيثيّات المسألة المطروحة.
كما يطرح الكوتش أسئلته بفضول وذهن متفتّح بغية اكتشاف الدوافع، والأسباب الكامنة خلف سلوك العميل، وعاداته، ومعتقداته. كثيراً ما يواجه العميل صعوبة في الإجابة عن هذه الأسئلة حتى لو كانت تتعلق بمشاعره وتجاربه الشخصية. تقتضي وظيفة الكوتش توجيهه ومساعدته في إيجاد الأجوبة والحلول التي يحتاج إليها.
بالاضافة الى ذلك، يمكنك أن تطرح على العميل أسئلة افتراضية لمساعدته في التفكير بالاحتمالات المتاحة وتخيُّل النتائج المستقبلية.
شاهد بالفيديو: خمسة نصائح لتقديم كوتشينغ ناجح
4. تعيين الأهداف
يجب أن يتقن الكوتش مهارة وضع الأهداف وإدارتها لكي يساعد عملاءه في تحديد أهدافهم الشخصية والعمل على تحقيقها. ينبغي أن تطبق منهجية "الأهداف الذكية" (SMART goals) مع العملاء. فيما يلي 5 معايير للهدف الذكي:
- محدد: يجب أن يكون الهدف واضح ومحدد حتى يتسنى للفرد أن يركز عليه ويندفع للعمل على تحقيقه.
- قابل للقياس: يتألف الهدف الذكي من مراحل يمكن متابعتها أو مقاييس عددية تتيح إمكانية رصد التقدم المحرز وتعقب الإنجازات.
- قابل للتحقيق: يجب أن يكون الهدف واقعي حتى لا تبوء التجربة بالفشل ويصاب الفرد بخيبة أمل.
- وثيق الصلة بالقناعات الشخصية: يجب أن يكون الهدف وثيق الصلة بالغايات الحياتية والقيم والقناعات الشخصية.
- مؤطر زمنياً: يجب إرفاق الهدف بخطة زمنية توضح مراحل العمل.
المثابرة ضرورية للعمل على تحقيق الأهداف والحفاظ على الدافع والحماس في الأوقات الصعبة.
5. تقديم الدعم
يعاني عملاء الكوتشينغ من صعوبات تتعلق بوضعهم المهني وحياتهم الشخصية، وهم يشتركون في قلة الثقة بالنفس مهما كان وضعهم ومكانتهم في المجتمع. يُعدّ الكوتش بمنزلة صديق موثوق يزوّد العميل بالدعم، والإلهام، والحماس، والدافع الذي يحتاج إليه للتغلب على مشكلاته وتحقيق النجاح في حياته.
كما يرافق الكوتش الرياضي عميله خلال تدريباته بغية تشجيعه وتحفيزه. يحتاج العميل لهذا التحفيز لكي يثابر إلى الأمام ويحرز المزيد من التقدم. تقديم الدعم ضروري في جميع ميادين الكوتشينغ.
ناهيك عن أن عقلية النمو بالغة الأهمية في أوساط الكوتشينغ، وهي تقتضي الإيمان بقدرة الإنسان على التغيّر، وتنمية مهاراته، وتحقيق الإنجازات والنجاحات الباهرة، والتركيز على الإمكانيات والمواهب، وغضّ النظر عن العيوب ونقاط الضعف، وتذليل الصعوبات وتحويلها إلى فرص ودوافع للمضيّ قُدماً نحو الأفضل.
بالاضافة الى ذلك، فإن تقديم الدعم ضروري لبناء الإلفة وتوثيق علاقة الكوتشينغ مع العميل.
6. تقديم التغذية الراجعة
يضطر الكوتش في بعض الحالات لتقديم تغذية راجعة مفيدة وبنَّاءة للعميل. يشارك العميل خططه وتجاربه مع الكوتش لكي يستفيد من خبراته في تقييمها والحصول على النصائح التي تساعده في تحسينها.
كما يحتاج الكوتش لتقديم التغذية الراجعة وتقييم أفعال العميل وسلوكاته أيضاً. يقوم العميل بابتكار الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع، ثم يجتمع مع الكوتش لتقييم النتائج وتقدير التقدم المُحرَز.
تقديم التغذية الراجعة السلبية ضروري لمساعدة العميل في التقدم والتطور، ولكن يواجه الكوتش صعوبة بالغة في تطبيقها في بداية حياته المهنية. يحدث هذا عندما تتحسن ثقة العميل بنفسه ويخشى الكوتش أن تتسبب التغذية الراجعة السلبية في إحباطه. يكمن الحل في تقديم التغذية الراجعة بأسلوب بنَّاء وداعم حتى لا يشعر العميل أنَّك تهاجمه ويفقد حماسه.
شاهد بالفيديو: 10 تقنيات كوتشينغ يحتاج إليها جميع المديرين
7. الحدس
يحتاج الكوتش لمهارات الحدس لكي يفهم عملاءه، وينجح في تقييم نقاط القوة والضعف في شخصياتهم، وتحديد مصدر المشكلات والتحديات التي يعانون منها، والجوانب التي تحتاج للتحسين في حياتهم.
يمكن القيام بهذه المَهمة عن طريق إجراء محادثات هادفة مع العميل بغية جمع المعلومات اللازمة عن تحدياته، ونقاط ضعفه، وقيمه الشخصية قبل بدء ممارسات الكوتشينغ.
يطوّر الكوتش مهارات الحدس مع مرور الوقت، ويصبح قادراً على إدراك المقصود والدوافع الكامنة خلف كلام العميل. يمتنع الفرد في كثير من الأحيان عن الإفصاح عن أفكاره بشكل صريح ومباشر، وقد لا يكون مدركاً لمشاعره وعواطفه بالأساس. يتسنّى للكوتش أن يساعد العميل في اكتشاف المشكلات والصعوبات التي تعوق تقدُّمه عن طريق تأويل كلامه، ولغة جسده، والمواضيع التي يتحفظ عن ذكرها ويحاول تجنُّب الخوض فيها.
8. تحديث مهارات الكوتشينغ
يحتاج الكوتش لتحديث مهاراته، والاطلاع على الأساليب والتقنيات والمعارف الجديدة طوال فترة حياته المهنية ومهما بلغ مستوى خبرته ونجاحه في مجال الكوتشينغ. يتسنى للكوتش أن يزيد من فعالية ممارساته وجودة خدماته، وعدد عملائه، ويساعدهم في تحقيق أهدافهم، ويتفوق على المنافسين في السوق عندما يعمل على تحديث مهاراته باستمرار.
يجب أن تواكب التغيرات والتطورات التي تحدث في قطاع الكوتشينغ. يمكنك من ناحية أخرى أن تستعين بخدمات الكوتشينغ بدورك لكي تكتشف المزيد من المعلومات عن نفسك، وتحسن التعامل مع عملائك، وتكوِّن فكرة واضحة عن مقوِّمات المشروع الناجح.
يحتاج الكوتش لاكتساب المهارات والمعلومات التي تؤهله لمزاولة مهنة الكوتشينغ، وقد يواجه بعض الصعوبة في بداية حياته المهنية. يمكن التغلب على هذه التحديات عن طريق التدريب والممارسة والسعي لتنمية المهارات باستمرار.
في الختام
تهدف ممارسات الكوتشينغ إلى مساعدة العملاء في إحراز التقدم المهني، والتركيز على الحياة الشخصية، وتحقيق الأهداف والأماني، وتحسين مختلف نواحي الحياة. كما يساعد الكوتشينغ في تحسين حياة الفرد على الصعيد الشخصي والمهني عندما يختار الكوتش المناسب ويبدأ رحلة التغيير.
أضف تعليقاً