من أجل أن نُعَلّمَ أطفالنا حُسْنَ الخُلق يجب علينا اتّباع هذه الخطوات:
1. نُعرّفهم إلى المشاعر:
تُعَدُّ فترة الطفولة فترةً مُرْبِكةً للجميع فقد خرجنا إلى هذا العالم ونحن قادرون على الشعور بمجموعة كبيرةٍ من العواطف، لكنَّنا لا نملك أيَّة فكرةٍ عن كيفية التعامل مع أيٍّ منها.
من المهم أن يُخَصّص البالغون وقتاً ليعلموا الأطفال كيف يميزون مشاعر الغضب، والحزن، والضيق ويزودوهم بتقنياتٍ تساعدهم في التعامل مع هذه المشاعر حينما يُحسُّون بها. يحتاج إتقان هذه المهارات إلى فترةٍ من الزمن لكن مثلما هو الحال مع جميع جوانب الطفولة من المتوقع أن يستغرق هذا الأمر مدةً طويلة.
2. نبيِّن لهم ماهي مهارات الإنصات:
إذا سبق أن تعاملت مع الأطفال فأنت تعلم أنَّهم يمكن أن ينفعلوا بسبب أتفه الأشياء، وفي معظم الأحيان يكون سبب حالات سوء الفهم الخطيرة أنَّ الطفل لم يكن ينصت فعلاً إلى ما كان يقوله الشخص الآخر.
ثمَّة فرقٌ بين أن تسمع إلى الشخص وأن تنصت فعلاً إليه، فعلِّم أطفالك أن يكونوا يقظين حينما يتحدثون مع الآخرين وألَّا يكتفوا فقط بانتظار دورهم ليفصحوا عما يجول في أذهانهم.
إذا تعلَّم الطفل أنَّ الإنصات يُعَدُّ، كالحديث، جزءً من عملية التواصل سيصبح حينما يكبر شخصاً حَسَنَ الخلق بكل تأكيد.
3. نريهم مهارات حلّ المشكلات:
بعد أن جعلت أطفالهك يفهمون مشاعرهم ويستمعون فعلاً إلى ما يقوله الآخرون، يجب عليك في الواقع أن تعلّمهم كيف يحلون المشكلات التي تواجههم. ثمَّة العديد من الطرائق التي يمكنك اتباعها للقيام بذلك، لكنَّ تقمُّص الأدوار يُعَدُّ إحدى أكثرها فعالية.
اطرح مجموعةً متنوعةً من السيناريوهات التي تبدأ بـ "ماذا لو"، حيث يجب على الأطفال أن يتّخذوا قراراتٍ قد تؤدي إمَّا إلى نتيجةٍ إيجابية وإمَّا إلى نتيجةٍ سلبية، وناقش الخيارات نقاشاً وافياً وقوموا بتقمُّص أدوار جميع الأطراف المذكورة في السيناريو واحرصوا خلال ذلك على إظهار جميع مشاعرهم. سيساعد هذا الأطفال في فهم كيف أنَّ تصرفاتهم تؤدي دوراً كبيراً في حدوث موقفٍ معين.
4. نناقش معهم مهارات إدارة الغضب:
جميع الناس يغضبون في بعض الأحيان فالغضب شعورٌ إنسانيٌّ طبيعي لذلك لا عيب في أن يشعر المرء بالغضب، لكنَّ العيب هو أن تنقاد وراءه بطريقةٍ تؤثرٍ بشكلٍ سلبيٍّ في الأشخاص المحيطين بك.
يجب على الأطفال أن يتعلموا استراتيجياتٍ يستطيعون استخدامها للتعامل مع مشاعر الغضب، تؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية تصب في مصلحة جميع الأطراف. ومن بين الأفكار التي يجب تركيز الاهتمام عليها عند مناقشة موضوع الغضب مع الأطفال، أنَّ الغضب سببه الإحساس بمشاعر أخرى كالخوف، أو الغيرة، أو الإحباط، أو الإحساس بالرفض.
ساعد الأطفال في الوصول إلى أساس الشعور بالغضب، ليكونوا أقدر على ضبط سلوكياتهم حينما تبدأ عواطفهم بالتأجج.
5. نضع القواعد:
يحتاج الأطفال في أثناء نموهم إلى حدودٍ ينضبطون بها حيث تقع مسؤولية وضع هذه الحدود على عاتق البالغين، فضَع قواعد يلتزم بها الأطفال مهما كانت الظروف، حيث سيتعلمون أنَّ ثمَّة تصرفاتٍ وسلوكاتٍ معينة لا يمكن التهرب من تحمل عواقبها.
بيد أنَّ وضع القواعد وحده ليس كافياً إذ من الضروري أن توضحها أيضاً، فالأطفال الذين يعرفون لماذا تُعَدُّ سلوكيّاتٌ معينة غير مقبولة سيكونون أقل ميلاً إلى خرق القواعد موازنةً مع الأطفال الذين يُقال لهم حينما يسألون عن السبب: "لأنَّني قلت ذلك".
والأطفال الذين يفهمون القواعد المنزلية المفروضة عليهم سيعيشون حياةً أكثر سكينةً.
6. نُنظّم حياتهم:
يجب أن يُمنَح الأطفال بعض الحرية بلا شك، لكن يجب عليهم بشكلٍ عام أن يتعلموا اتباع نظامٍ روتينيٍّ يومي، يتضمن الأمور التي يجب عليهم أن يقوموا بها قبل الذهاب إلى المدرسة، وبعد العودة منها، وعند التوجه إلى السرير.
وهنا أيضاً يجب على البالغين أن يضعوا هذه القواعد المنزلية، وأن يبيِّنوا بوضوحٍ للأطفال العواقب المترتبة على عدم الالتزام بها. وحينما يعتادون على اتباع نظام خلال النهار لن تخطر في بالهم أبداً فكرة ترك الخطة.
7. نساعدهم في تعلّم الصبر على نيل المطالب:
أنا أعلم أنَّ بعض البالغين يحتاجون إلى من يساعدهم في ذلك أيضاً، إذ في عالم اليوم الذي أضحت فيه الإجابات في متناول يدينا، وأصبح اقتناء شيءٍ ما لا يحتاج إلَّا إلى ضغطة زر، يجب على الأطفال أن يتعلموا أنَّهم لا يمكن أن يحصلوا على جميع الأشياء التي يتمنّون الحصول عليها، مثلما هو الحال مع فلم الكرتون المفضل بالنسبة إليهم.
إنَّ الأشياء التي تمنحنا أكبر شعورٍ بالرضا في الحياة هي تلك التي انتظرنا حدوثها أياماً، وأسابيع، وشهوراً، وحتى سنواتٍ، فقد احتاج الحصول على علامة جيدة في اختبارٍ ما إلى أسابيع من الاستعداد والعمل الجاد، لكنَّ مصدر الفرحة ليس العلامة نفسها في الواقع بل الشعور بالنجاح والإنجاز.
ساعد الأطفال في الإحساس بهذه المشاعر من خلال إعداد جدول على الرزنامة يبيِّن لهم التقدم الذي يحرزونه مع مرور الوقت، فقد لا يلاحظ الأطفال النمو الذي يحققونه إلَّا إذا شاهدوه بأعينهم وناقشوه يومياً.
سيساعد عرض النمو الذي يحققونه في أثناء السعي إلى إنجاز هدفٍ ما في الحفاظ على مشاعر السعادة التي يحسُّون بها في أثناء سعيهم إلى تحقيق هدفٍ بعيد المدى.
8. نتصرف بشكلٍ مناسب:
إنَّ الكلمات وحدها لا تكفي للتعبير عن أهمية هذه النقطة، فإذا أردت أن يتحلى أطفالك بحُسْنِ الخُلُق، يجب عليك أنت أيضاً أن تكون هادئاً ومتماسكاً في جميع الأوقات فهُم يتعلمون دروس الحياة من خلال مراقبتك.
فإذا جعلتْكَ أتفه الأمور تستشيط غضباً، سيتعلمون أنَّ القيام بذلك يُعَدُّ ردة الفعل المناسبة عند الشعور بالإحباط، وسيتصرفون على هذا الأساس، لكن إذا حافظْتَ على هدوئك عند مواجهة المواقف السيئة، سيحذو أطفالك حذوك وسيواجهون المواقف السيئة بهدوء.
ليس مهماً كيف كنت قبل أن يكون لديك أطفال لكن بعد أن يصبح لديك طفلٌ يقتدي بك يجب عليك أن تتذكر أنَّهم حينما يكبرون سيشبهونك في العديد من الأمور وسيتصرفون مثلما تتصرف الآن.
أضف تعليقاً