صحيحٌ أنَّ اتِّباع أسلوبٍ متأنٍّ مُمنهَج قد يفيد الصغار الذين يواجهون صعوبةً في تعلُّم أساس الكلمات وتركيب الجمل، إلَّا أنَّ الراشدين - الذين غالباً ما ينبغي لهم معالجة الكثير من المعلومات في وقت قصير - يحتاجون إلى نهجٍ مختلفٍ تماماً في تعلم القراءة.
يعد تعلُّم القراءة السريعة أحد أفضل المهارات التي يجب عليك تطويرها كشخص راشد، مما يوفر لك الوقت أثناء الدراسة، والبحث، وفرز صندوق البريد الوارد الخاص بك؛ لذا تابع القراءة معنا للحصول على بعض النصائح الرائعة حول كيفية القراءة بطريقة أسرع.
1. تعلَّم أن تمسح الكلمات بصرياً:
يعد المسح البصري المهارة الأهم التي يجب عليك تطويرها إن كنت تريد القراءة بشكلٍ أسرع، حيث يجد العديد من الراشدين صعوبةً في المسح البصري، لأنَّهم يجدونه غير بديهي، فعندما أخذنا مبادئ القراءة، تعلمنا الانتباه إلى كل كلمة في الجملة؛ لكنَّ هذا غير ضروري في الواقع؛ فقد أظهرت الأبحاث أنَّ لعقول الراشدين قدرةً مذهلةً على تعويض النقص بالمعلومات، فعلى سبيل المثال، انظر إلى الجزء التالي من النص وركز على الكلمات الغامقة فقط:
" قررت بعد هذه التجربة ألا تواعد رجالاً من هذه المدينة، مهما جذبها مظهرهم الفاتن أو لهجاتهم، فهي لا ترغب بتكرار تلك التجارب المريرة".
عندما تركز على الكلمات الغامقة فقط، ستوفر مجهود معالجة كل كلمة على حدة، مما يسمح لعقلك بملء ثغرات المعلومات المفقودة.
2. اقرأ فقط الجملة الأولى والأخيرة من كل فقرة:
وفقاً لـ "آبي ماركس بيل" (Abby Marks Beale)، الخبيرة الأبرز في القراءة السريعة في أمريكا، يتَّبع الأشخاص الذين يكتبون لنقل المعلومات صيغةً مجربةً جيداً وصحيحةً؛ أي أن تبدأ كل فقرة، بجملة افتتاحية تعطي لمحةً عن الفقرة، وفكرةً عن المعنى التي تريد إيصاله، ونظراً لاحتواء فقرات المطبوعات مثل العلوم والمجلات الأكاديمية على الكثير من المعلومات، فإنَّك ستضيع وقتك في قراءتها جميعها في حال امتلكت بالفعل المعرفة المسبقة عن الموضوع؛ لذا في المرة القادمة التي تواجه فيها نصاً كبيراً، حاول قراءة الجملة الأولى والأخيرة في كل فقرة، وعلى الأغلب لن تفوتك الكثير من المعلومات.
3. توقَّف عن نطق الكلمات في ذهنك:
يعد نطق الكلمات عادةً أخرى قد اكتسبناها عندما تعلمنا القراءة في المدرسة الإبتدائية، ويعود السبب في ذلك غالباً إلى القراءة الجهرية؛ حتى أنَّ بعضنا قد بلغ سن الرشد، ولا تزال تلك العادة متأصلةً فيه إلى حد ما، وقد اعتدنا على مر السنين "سماع" الكلمات في أذهاننا؛ لذا تكمن المشكلة هنا أنَّنا نضيع وقتنا سدىً؛ حيث أنَّنا قادرون على فهم الكلمة أسرع مما يمكننا نطقها.
تُعد قراءة مجموعات من الكلمات إحدى طرائق حجب الصوت -كما هو مذكور في الفقرة 1- ذلك لأنَّ نطق مجموعات من الكلمات أصعب من نطقها منفردةً، كما يمكن أن يؤدي حجب هذا الصوت ببساطة إلى زيادة قدرتك على القراءة أسرع، ومع ذلك، فإنَّ هذه الأساليب قد تقلل من تذوقك للنص المُتقن الصياغة؛ لذا في هذه الحالة لا بأس من أن تقرأه بصوت مسموع.
4. استخدم المؤشر:
كثيراً ما نميل إلى "التراجع" في أثناء القراءة، بمعنى أنَّنا نعيد قراءة المعلومات نفسها مراراً وتكراراً، وعادةً ما يحدث هذا نتيجة ضعف التركيز، ويؤدي إلى قطع سلسلة الأفكار التي تقرأها.
أنتَ ستضيع الوقت بذلك، خاصةً عندما لا تكون المعلومات التي تعيد قراءتها ضروريةً حقاً، لذا يمكنك الحد من التراجع باستخدام قلم كمؤشر، درِّب عينيك على اتباع المؤشر وسيساعدك هذا على تجنب العودة للخلف في القراءة.
شاهد بالفيديو: كيف تتقن مهارة القراءة السريعة
5. أرح عضلات عينيك:
وفقاً للخبراء في موقع مايند تولز (Mind Tools) المختص بالنصائح المهنية، يميل القراء غير الأكفاء إلى التركيز على كل كلمة، ومحاولة فهم كل سطر، لكنَّ هذا غير فعال، لأنَّ العين تستوعب حوالي 1.5 بوصة في لمحة واحدة، متضمنةً خمس كلمات.
كما بإمكانك الاستفادة من رؤيتك المحيطية لتوسيع نظرتك واستيعاب المزيد من الكلمات، وتستطيع فعل ذلك عن طريق إراحة عضلات وجهك عند القراءة، والسماح لعضلات عينيك بالاسترخاء.
6. اسأل أسئلةً تحفيزيةً عن النص قبل قراءته:
يستخدم الأساتذة هذه التقنية لتعزيز فهم الطلاب لما يقرؤون؛ لكن في الحقيقة، يمكنك أيضاً الاستفادة من هذه الطريقة للقراءة بشكلٍ أسرع، فإذا كانت لديك فكرة عن المعلومات المفيدة التي يمكن أن تستقيها من النص، فخصص لنفسك مجموعةً من الأسئلة، ثم اقرأ بسرعة للعثور على الإجابات، سيوفر عليك هذا حتماً الوقت الذي تقضيه بحثاً عن المعلومات غير المجدية.
7. ركز فقط على القراءة ولا تشوش ذهنك بأمر آخر:
تعد القراءة أثناء مشاهدة التلفاز، أو الاستماع إلى المذياع، أو حتى السماح للأفكار العابرة بتشتيت ذهنك عما تقرأ، وهذه واحدةٌ من أسوأ عادات القراءة؛ فمن الصعب جداً أداء عدة مهام في آن واحد، ولا تحاول إنكار هذه الحقيقة، وإذا كنت ترغب في القراءة بشكلٍ أسرع، فعليك التخلص من عوامل التشتيت، والتركيز فقط على المهمة التي بين يديك.
8. جرب تطبيقات القراءة السريعة:
يمكن تطبيق العديد من تقنيات القراءة السريعة بنفسك دون مساعدة؛ لكن قد لا تكون قادراً على تجنب الوقوع في شباك عاداتك القديمة في القراءة. وإن عقدت العزم على تعلم القراءة بشكلٍ أسرع، فجرِّب أحد التطبيقات المساعدة مثل آوتريد (Outread) الذي يوجه عينيك من خلال قائمة القراءة بمساعدة علامة تحديد.
يمكنك أيضاً تجربة برامج كمبيوتر مثل سبريدار (Spreeder)، وهي دورة تدريبية مجانية عن القراءة السريعة، مصممة لتحسين سرعة القراءة والفهم، تستخدم أساليب مثل "التتبع بالإصبع"، بيد أنَّها تقوم بذلك إلكترونياً، مما يزيد من سرعتك في القراءة إلى حد بعيد، وطالما أنَّنا نعيش في عصر المعلومات، فستنهال علينا المعلومات من كل حدب وصوب، دون أن يتسنى لنا وقت معالجتها؛ ولكن إن اعتمدت هذه الاقتراحات ومارستها بانتظام، فستصبح قادراً على القراءة بشكلٍ أسرع خلال وقت قصير، وتقلل عدد الساعات المهدرة على زيادة تكديس المعلومات في ذهنك.
أضف تعليقاً