أحاديث عن الزكاة والصدقة:
الزكاة فريضة فرضها الله على أغنياء المسلمين ترد على فقرائهم، ومع أنها طاعة لله واستجابة إلا أنها مع ذلك فيها فؤائد كثيرة ومنافع كبيرة ومصالح وفيرة وبرهان ودليل على إيمان مخرجها ومؤديها. هناك العديد من الأحاديث النَّبويَّة الواردة عن الزكاة، نذكر منها ما يأتي:
الحديث الأول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل البخيل والمتصدّق، كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد، قد إضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كُلّما تصدق بصدقة إنبسطت عنه، حتى تغشى أنامله وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت، وأخذت كل حلقة بمكانها، قال أبو هريرة فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه هكذا في جيبه، فلو رأيته يوسعها ولا تتوسع).
المقصود من ذلك، أن الكريم إذا همَّ بالنفقة، انشرح صدره واتسع، وطاوعته يداه، فامتدتا بالعطاء؛ لذا فإن صدقته ونفقته تكفر ذنوبه وتمحوها، وبناء عليه فإن المنفق يستره الله بنفقته، ويستر عوراته في الدنيا والآخرة، وأما البخيل فإن صدره يضيق وتنقبض يده عن الإنفاق، كمن لبس جُبّة إلى ثدييه، فيبقى مكشوفًا ظاهر العورة مفتضحًا في الدارين، حيث لا تطاوعه نفسه على البذل، فيبقى غير مكفر عنه الآثام، فيكون مُعرضًا للآفات والعذاب.
الحديث الثاني:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلاً، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه).
المقصود من ذلك، الاعمال الصالحة تتفاوت في درجاتها وهنا يبين النبي صلى الله عليه وسلم أهم الأعمال التي تُدخل الجنة، حيث يقول من التزم بهذه الخمس وكان مؤمنا بالله، كان حقا على الله أن يدخله الجنة فأولها المواظبة على أداء الصلاة وإتقان الوضوء وتأدية أركانها من الركوع والسجود. ثانيها: صوم شهر رمضان المبارك ايماناً بالله تعالى واحتساباً للأجر. ثالثهما: الحج الى بيت الله الحرام إن استطاع الى ذلك سبيلا. رابعها إعطاء الزكاة المفروضة برضا وطيب نفس بعد استيفاء شروطها إذا وجبت عليه. خامسها: أداء الأمانة أي الوديعة والوفاء بها وتسمى الغُسلُ من الجناة أمانه لأنه يكون بين العبد وربه ولا يطلع عليه احد.
إقرأ أيضاً: أحاديث نبوية عن فضل زيارة المريض
الحديث الثالث:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوماً قريباً منه، ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، قال (لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت).
المقصود من ذلك، الأول: تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئًا. الثاني: تقيم الصلوات الخمس المفروضات في اليوم والليلة: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء بشروطها وأركانها وواجباتها. الثالث: تخرج الزكاة المفروضة، وهي عبادة مالية واجبة في كل مال بلغ قدرًا محددًا في الشرع، تعطى لمستحقيها.
الحديث الرابع:
عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (تصدّقوا، فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته، فيقول الرجل: لو جئت بها بالأمس لقبلتها منك، فأما اليوم فلا حاجة لي فيها).
المقصود من ذلك، الحث على المبادرة بالصدقة ، واغتنام إمكانها قبل تعذرها ، وقد صرح بهذا المعنى بقوله صلى الله عليه وسلم في أول الحديث : ( تصدقوا فيوشك الرجل ) إلى آخر ، وسبب عدم قبولهم الصدقة في آخر الزمان لكثرة الأموال وظهور كنوز الأرض ، ووضع البركات فيها ، كما ثبت في الصحيح بعد هلاك يأجوج ومأجوج وقلة آمالهم ، وقرب الساعة وعدم ادخارهم المال ، وكثرة الصدقات .
إقرأ أيضاً: أحاديث نبويّة عن فضل الصدقة
الحديث الخامس:
عن إبن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت).
المقصود من ذلك، بُني الإسلام على خمس: يدل على أنه قول وعمل؛ فإن الصلاة عمل، والزكاة عمل، والصوم عمل، والحج عمل، فدل على أن الإسلام والإيمان قول وعمل، الشهادتان قول وعمل القلب، والبقية عمل الجوارح مع عمل القلب، الصلاة والزكاة والصوم والحج عمل الجوارح مع عمل القلب تصديقه ونيته.
إقرأ أيضاً: 20 حديث نبوي عن أهمية طلب العلم
الحديث السادس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: (إن الله عز وجل يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربى لأحدكم مهره أو فلوه أو فصيلة حتى إن اللقمة لتصير مثل جبل أحد).
المقصود من ذلك، الفلو: هو المهر الصغير، فيربيه الإنسان حتى يصير حصاناً كبيراً مثل الخيل العظيم، وكذلك الشيء اليسير من الكسب الطيب يتصدق به الإنسان فإن الله عز وجل ينمي له أجره حتى يصير مثل الجبل العظيم.
الحديث السابع:
عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حصّنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء و التضرع).
المقصود من ذلك، الدعوة لمداواة المرضى بالتصدق عن المريض، وطلب الدعاء له من المتصدَق عليه. وحمله بعضهم على الحث على عيادة المرضى، لأن عيادتهم من المعروف، وكل معروف صدقة.
الحديث الثامن:
عن إبن عباس رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات).
المقصود من ذلك، الله جلَّ وعلا شرع لعباده ختم صيام رمضان بهذه الزكاة، وبصلاة العيد، وبالتكبير، والذكر؛ تعظيمًا لله عز وجل وشكرًا له على نعمته بإكمال الصيام والقيام، وهي زكاة خفيفة، لكنها تنفع الفقراء والمساكين، تجتمع لهم وتنفعهم، وهي بحمد الله ليست ثقيلةً على المخرجين، بل هي خفيفة: صاع واحد عن كل رأسٍ من قوت البلد، من طعامهم، على الذكر والأنثى، والحرِّ والمملوك، والصَّغير والكبير من المسلمين، تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة، قبل صلاة العيد؛ إغناءً للفقراء، وسدًّا لحاجتهم أيام العيد.
وأخيراً لا تنسى عزيزي القارئ أن تحرص على أداء الزكاة والصدقات لتنال محبة الله ورضاه عنك في الدنيا والآخرة.
أضف تعليقاً