7 نصائح لتغيير طريقة تفكيرك عندما لا يمكنك تغيير أيِّ شيء آخر

لا يكون تغيير ظروفك ممكناً في بعض الأحيان، أو ببساطة ليس ممكناً في القريب العاجل، على سبيل المثال، غالباً لا يمكنك الحصول على وظيفة جديدة في لحظة، ولا يمكنك تغيير شخص آخر رغماً عنه، وبالتأكيد لا يمكنك محو الماضي، حينها يكون الخيار الوحيد المتبقي لديك هو تغيير أفكارك أو معتقداتك أو رأيك المتعلق بظروفك، سيساعدك القيام بذلك على تغيير نظرتك إليها، ويسمح لك في النهاية بالتغلب على الصعوبات التي لا يمكنك السيطرة عليها.



قال الفيلسوف اليوناني إبيكتيتوس (Epictetus) منذ أكثر من 2000 عام: "لا ينزعج الناس بسبب الأشياء التي تحدث لهم؛ بل بسبب المبادئ والآراء التي يشكلونها بشأن تلك الأشياء، وعندما نشعر بالانزعاج أو الحزن، دعونا لا ننسبه إلى الآخرين؛ بل إلى أنفسنا؛ أي لمبادئنا وآرائنا".

يتفق علم السلوك الحديث أيضاً مع هذه الفكرة، فقد أثبت عالم النفس الأمريكي ألبرت إليس (Albert Ellis)، المشهور بتطوير العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني (REBT)، أنَّ طريقة تفاعل الناس مع الأحداث تعتمد في الغالب على نظرتهم للأحداث، وليس الأحداث نفسها.

إليك 7 نصائح سهلة لتغيير طريقة تفكيرك عندما لا يمكنك تغيير أي شيء آخر:

1. هدِّئ ذهنك:

تتطلب السيطرة على ما يدور في ذهنك تطوير وعي عميق لهذه العملية، ومن المفيد أن تبقى ساكناً للحظة، وأن تأخذ نفساً عميقاً، وتحرر ذهنك من كل الأفكار التي تدور فيه، مما يفسح لك المجال لتغيير حالتك الذهنية؛ لذا خذ استراحة، لا تقل إنَّك لا تستطيع فعل شيء ما، بالطبع توجد صعوبات يجب أن تتخطاها، وعليك التغلب على مشاعر عدم الثقة بالنفس، وأحباء يجب أن تتعامل معهم وأهداف لتحقيقها؛ لكنَّ تحرير نفسك من كل هذه الالتزامات ضروري أيضاً، ومن الصحي تماماً أن تتوقف وتترك العالم يتحرك دونك لفترة من الوقت؛ لأنَّك إذا لم تقم بذلك ستستنزف نفسك تماماً، ويجب عليك إعادة شحن طاقتك بانتظام، ويعني هذا التقاط أنفاسك والاستمتاع ببعض العزلة الهادئة، وتركيز انتباهك على نفسك، وتخصيص وقت للتعافي من فوضى الروتين اليومي.

2. غيِّر محور تركيزك:

من خلال فهم أفكارك وعواطفك، تصبح قادراً على إعادة توجيه تركيزك، حان الوقت لتوجيهه بعيداً عن الأشياء التي تحبطك والتركيز على شيء يلهمك، ركِّز على الخطوة المنطقية التالية، وتذكَّر أنَّه لا توجد حالات ميؤوس منها، لا يوجد سوى أشخاص فقدوا الأمل منها؛ لذا حافظ على شعلة الأمل حية من خلال الوعي الإيجابي، لا تسمح للألم بأن يجعلك يائساً، ولا تدع السلبية تطغى عليك، ولا للحزن من أن يمنعك من الشعور بالسعادة، وجِّه طاقتك إلى التقدم، غيِّر أفكارك لتغيِّر واقعك، فأفكارنا هي التي تحدد مزاجنا وأحلامنا وتمدنا بالإرادة، لهذا السبب يجب علينا تفحصها بعناية، واختيار الاستجابة فقط لتلك التي ستساعدنا على بناء الحياة التي نريدها، والنظرة التي نريد التحلي بها في الحياة.

شاهد بالفديو: 8 علامات تخبرك بضرورة تغيير طريقة تفكيرك

3. تخلَّ عن همومك وتقبَّل الأمور:

أدرك أنَّه في مكان ما بداخلنا جميعاً، توجد روح تعيش في سلام دائم؛ لأنَّ السلام الداخلي لا يعتمد على الظروف الخارجية؛ بل تصل إليه عندما تتخلى عن غرورك ومخاوفك، يمكنك العثور على هذا السلام بداخلك في أي مكان وفي أي وقت، إنَّه موجود دائماً ينتظر أن تنتبه إليه، وستحقق راحة البال حين تتصالح مع ما يدور في ذهنك، ويحدث ذلك عندما تتخلى عن الرغبة في أن تكون في أيِّ مكان غير مكانك حالياً، سواء جسدياً أم عاطفياً.

هذا القبول للواقع هو أساس التناغم الداخلي، فالرغبة بأن يكون شيء ما مختلفاً في هذه اللحظة ليست أكثر من مصدر قلق، وتذكر أنَّ الجزء نفسه الذي يتوق إلى السلام هو الجزء الذي يشعر بالسلام، وأنَّ تحقيقه ليس معقداً، وكل ما يتطلبه هو تغيير فكرتك التالية.

4. مارِس الامتنان:

ما يجب أن تدركه هو أنَّك لست بحاجة إلى المزيد؛ أنت تحتاج فقط إلى تقدير ما لديك، تلك طريقة تفكير حلوة ومرة في آن واحد، فإذا لم يكن لديك ما تريده الآن، فليس لديك ما تريد، لكن ما يزال لديك ما يكفي، وكن شاكراً لما لديك، ولما لم تحصل عليه بعد، يعني هذا أنَّه ما يزال لديك عدة احتمالات متاحة.

ابحث عن السلام في فكرة أنَّه لا يمكنك الحصول على كل شيء أو معرفة كل شيء، فأنت مجرد جزء بسيط من الكون، وإن لم تكن كذلك لما كان لديك شيء جديد لتعيشه، قدِّر ما تعرفه، وكذلك الأشياء التي لا تُعد ولا تُحصى التي لم تفهمها بعد؛ لأنَّ تلك الأشياء تحمل معها فرصة للنمو، ستكون الحياة دائماً غير كاملة وغير عادلة بعض الشيء، أدرك هذا وتقبله، وكن سعيداً وحزيناً في الوقت نفسه، وكن جائعاً وشاكراً في الوقت نفسه ومتوتراً ومتحمساً في الوقت نفسه، وتقبَّل كل هذا.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتنمية شعور الامتنان

5. انظر إلى معاناتك على أنَّها في سبيل النمو:

ذكِّر نفسك أنَّنا نادراً ما نشعر بالسعادة أو الشغف أو نحقق النجاح دون أن نعيش معاناة أولاً، فلو كان الطريق سهلاً على الأغلب أنَّك تسير في الاتجاه الخطأ، وكل ما يحدث لك يساعدك على النمو، حتى لو كان من الصعب فهم ذلك الآن، ستواجه ظروفاً قاسية، وتتعلم دروساً بمرور الوقت، وفي بعض الأحيان ستتعثر، وستمر أوقات يبدو فيها أنَّ كل مشكلة يمكن أن تحدث قد حدثت، وقد تشعر بأنَّك لن تتمكن من الخروج من هذه الحالة أبداً؛ لكنَّك ستفعل، وعندما تشعر بالرغبة في الاستسلام تذكر أنَّه في بعض الأحيان يجب أن تسوء الأمور قبل أن تتحسن، وفي بعض الأحيان عليك أن تمر بأسوأ ما يمكن للوصول إلى أفضل ما يمكن، وغالباً ما نعثر على أفضل الفرص خلال أقسى الأوقات؛ لذا ستواجه أكبر عائق في حياتك عندما تكون أقرب ما يمكن إلى تحقيق أكبر إنجازاتك.

6. افهم أنَّ نهاية كل شيء هي بداية لشيء آخر:

كل شيء في الحياة يجب أن ينتهي في وقت ما، ومن الهام الإقرار بانتهاء حقبة وتقبُّل ذلك، والتخلي عنها بحكمة والمضي قدماً، تخلَّ عن الماضي، واتركه وراءك حيث ينتمي كي تتمكن من الاستمتاع بالحياة التي ما تزال أمامك، وما حصل ليس النهاية، إنَّها مجرد بداية فصل جديد من حياتك، تحمس له واستقبله بسرور.

7. درِّب جسمك:

يتأثر عقلك في حالة جسمك من خلال الاستجابة لمستويات التوتر ومعدل التنفس، وسرعة الحركة، والتركيز الذهني، وبالمثل، يتأثر جسمك في أفكارك ومشاعرك ومزاجك، ويستجيب لحالتك الذهنية، والأسئلة التي تطرحها والكلمات التي تقولها؛ لذلك إذا كان الذهن والجسد مرتبطين ارتباطاً جوهرياً، بمعنى أنَّ أحدهما له تأثير مباشر في الآخر، يصبح من الواضح أنَّنا إذا سيطرنا على أحدهما سيتأثر الآخر؛ لذلك من خلال ضبط طريقة استخدامك لجسمك بعناية، يمكنك التأثير مباشرة في حالتك الذهنية، وتغيير طريقة تفكيرك تغييراً كبيراً.

تخيل أنَّك في حالة مزاجية سيئة منحني الظهر عاقد الحاجبين، جرِّب هذا الآن، ولاحظ كيف يؤثِّر في حالتك الذهنية، ثم افعل العكس، اجلس مستقيم الظهر وارسم ابتسامة كبيرة على وجهك، خذ أنفاساً عميقة وقوية، ومدِّد ذراعيك في الهواء، لاحظ كيف تشعر بتحسن؟ خلاصة القول هي أنَّ جسمك هو أفضل أداة لتغيير حالتك الذهنية في لحظة.

إقرأ أيضاً: هل فقدت الحافز لممارسة التمارين الرياضية؟ إليك السبب

في الختام:

ذهنك هو ساحة معركتك، وهو المكان الذي ستخوض فيه أكبر صراع، والمكان الذي دارت فيه ضعف الأفكار التي تحققت، لكن إذا سمحت لهذه الأفكار أن تستحوذ على تفكيرك ستسلبك السلام والفرح، وستسبب لك الانهيار العصبي والاكتئاب.

الحقيقة هي أنَّك لا تستطيع التحكم بمصيرك، لكن ليس من المنطقي إهمال الأشياء التي يمكنك التحكم بها، على سبيل المثال، يمكنك أن تقرر كيف تقضي وقتك، ومع من تتواصل ومن تشارك حياتك وأموالك وطاقتك معه، يمكنك اختيار كلماتك، ونبرة الصوت التي تتحدث بها إلى الآخرين، ويمكنك اختيار ما ستأكله وتقرؤه وتدرسه كل يوم، يمكنك اختيار الطريقة التي ستستجيب بها للمواقف المؤسفة عند حدوثها، وما إذا كنت ستراها على أنَّها كوارث أو فرصاً للنمو، والأهم من ذلك، يمكنك اختيار سلوكك الذي يؤثِّر في كل شيء آخر.




مقالات مرتبطة