7 نصائح لاختيار معارك الحياة التي تستحق أن تُخاض (الجزء الثاني)

الهدف من اختيار معاركك هو أن تكون مدركاً لطريقة قضاء وقتك، وتحديد ما يهمُّك، وما هي أهدافك، ومَنْ هم الأشخاص الأكثر أهميةً بالنسبة إليك، وإنَّ خوض كل معركة يعني عدم وجود وقت لهذه الأمور الهامة، ومن خلال اختيارك للمعركة التي تريد خوضها تكون قد فزت بالفعل بلعبة الحياة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "سيلستين تشوا" (Celestine Chua)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في معاملة المعارك التي تواجهها في الحياة.

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن 3 نصائح لاختيار المعارك التي ستخوضها والفوز بها، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني والأخير عن النصائح الأربع الباقية فتابعوا معنا.

4. أجرِ مناقشةً مفتوحةً:

جزء هام من حل المشكلة هو إجراء مناقشة مفتوحة؛ فعندما نتصرف بناءً على رؤيتنا للنجاح فإنَّنا نُسكِت الطرف الآخر دون الإصغاء إلى ما يريد قوله، ويجب أن نحترم أنَّ لدى الشخص الآخر وجهات نظر وأهداف قد تكون مختلفة عن آرائنا وأهدافنا؛ لذا لتحقيق الفوز أصغِ إلى الآخرين وناقش معهم أفضل نتيجة لكليكما.

خلال إحدى مكالماتي لإجراء الكوتشينغ مع عميلتي كشفَت أنَّها كانت تشعر بالاستياء من زوجها لأنَّها كانت تقدِّم كثيراً للعائلة، كالعمل ورعاية الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية، كانت تشعر أنَّها توقفت عن التفكير بحياتها الشخصية من أجل رعاية الأسرة ولكن دون مساعدة تُذكَر من زوجها، كان هذا اكتشافاً مفاجئاً؛ لأنَّها لم تكن تفكر بوعي بهذه الطريقة، هي ما تزال تحب زوجها فهما متزوجان منذ أكثر من 10 سنوات؛ فقد كانت هذه مجرد مشكلة تتكون منذ فترة.

لذا سألت عميلتي: "هل يعرف زوجك ذلك؟ وهل تحدثتي معه عن هذا الأمر من قبل؟"، قالت: "لا".

شجعتها على التحدث مع زوجها عن هذا الأمر، وهو ما فعلته، وفي المكالمة التالية أفادت بأنَّهما أجريا مناقشة متعمقة للغاية بطريقة لم يتطرقا لها من قبل، وبأنَّ زوجها تفاجأ بمعرفة مشاعرها، وأكد من جديد رعايته ودعمه لها واتفقا على إيجاد طرائق لكسب المزيد من المال وتقاسم مسؤولية الأسرة، بدلاً من تركها تتحمل العبء كله؛ مما قربهما من بعضهما لاحقاً.

من ناحية أخرى لو لم تجرِ مناقشةً مفتوحةً مع زوجها لكان رد فعلها سلبياً بصورة عدوانية مثل إثارة الشجار والجدال معه، كان هذا من شأنه أن يخلق المزيد من الخلافات ويجعل زوجها غير سعيد ويجعل جو الأسرة سلبياً عليها وعلى زوجها وأطفالهما، وسيبقى زوجها جاهلاً بما يجري وسيظل الخلاف الأصلي دون حل، وفي النهاية سيخسر الجميع.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتجاوز عقبات الحياة والتغلب عليها

فيما يأتي بعض النصائح لإجراء مناقشة مفتوحة:

افهم الطرف الآخر:

لكل شخص وجهات نظر مختلفة، ويجب عليك أن تفهم ما هي وجهات نظر الآخرين، فلا تُلغِ آراءهم لمجرد أنَّهم مختلفون عن آرائك، بل افهم ما هي آرائهم ولماذا يفكرون بهذه الطريقة.

شارِك بآرائك وَدَعِ الشخصَ يحظى بفرصة لمشاركة آرائه:

حاول سد الفجوة من خلال مشاركة أفكارك أولاً، ثمَّ ادعُ الشخص لمشاركة آرائه، وتأكد من أنَّ كل واحد منكما لديه فرصة متساوية لمشاركة آرائه وطرح الأسئلة وفهم بعضكما بعضاً.

كن داعماً عندما يشارك الشخص الآخر وجهات نظره:

أومئ برأسك وقَدِّر ما يقوله واشكره.

أجرِ عصفاً ذهنياً:

أوضح أنَّك تهتم بالشخص الآخر وتريد تحقيق نتيجة مربحة للجميع، اعملا معاً لتبادل الأفكار المتعلقة بأفضل الحلول بما يوافق احتياجاتكما.

إقرأ أيضاً: العصف الذهني: مفهومه، وخطواته، ومعوقاته، وطرق إنجاحه

5. كن واعياً ولا تغضب:

بمجرد أن تقرر خوض مشكلة حاول التحلي بقدر عالٍ من الوعي لتحقيق أفضل نتيجة لكلا الطرفين، وتذكَّر أنَّ هدفك هو تحقيق الفوز للجميع، وليس هزيمة خصمك؛ فالعدو هنا هو الخلاف القائم وليس الشخص الآخر.

مع ذلك عندما تكون في خلاف قد يكون من الصعب أن تبقى واعياً، في بعض الأحيان تزداد حدة المشاعر وقد تقول أشياء لا تعنيها، وتشعر برغبة في مهاجمة الشخص الآخر، حتى لو كنت تعلم أنَّك لا تقصد ذلك، وقد تشعر أيضاً برغبة في التخلي عن هذه المعركة أيضاً إذا لم يكن الشخص متعاوناً.

فيما يأتي بعض النصائح لإدارة هذا الأمر:

  • قبل الدخول في المعركة تخيل أنَّك في مكان هادئ ومسالم، لا أحد يستطيع أن يؤذيك أو يبعدك عن ذلك ما لم تسمح له.
  • إذا تلقيت كلمات جارحة، حاول مرة أو مرتين التفاعل مع الموقف بطريقة سلمية، وقل: "أتفهم أنَّك غاضب، لكن دعنا نحافظ على حديثنا هذا مهذباً، أنا أريد تحقيق أفضل نتيجة لكلينا؛ لذلك دعنا نعمل معاً لإنجاح هذا الأمر".
  • إذا شعرت أنَّك ستفقد أعصابك توقف عن التحدث، وتخيل نفسك في مكان مختلف، وأنَّك هنا لإجراء هذه المناقشة بنجاح.

6. حدِّد نقطة معينة للتوقف عندها:

يمكن ربح جميع المعارك إذا كان لديك موارد غير محدودة؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّه ليس لدينا ذلك؛ فلا يمكننا قضاء وقت طويل في العمل على حل مشكلة إذا لم نكن نتقدم في حلها على الرغم من بذل قصارى جهدنا.

يجب أن تحدد نقطة معينة تتوقف عندها، بحيث تخبرك بأنَّ الوقت قد حان لتخفيف خسائرك والمضي قدماً، هذه هي النقطة التي تخرج منها من المعركة؛ لأنَّك تكبدت أكبر قدر ممكن من الخسائر ولا ترغب في تضييع المزيد من الوقت أو الطاقة في ذلك.

في إحدى المرات سُرِقَ منا أنا وزوجي 40 دولاراً أمريكياً في بالي (Bali)، فاستغل سائق سيارة أجرة أنَّنا لم نكن على دراية بالعملة المحلية وكذب علينا بشأن الفاتورة (التي كان من المفترض أن تكون 4 دولارات أمريكية)، وأتذكر كيف كان يبتسم بسرور وهو يأخذ المال منا، في حين أنَّ هذا المبلغ ليس كبيراً شعرنا بالانزعاج من عدم نزاهة السائق أكثر من أيِّ شيء آخر، لقد كان شهر عسلنا أيضاً وشعرنا بالغضب لمقابلة مثل هذا الشخص غير الأمين خلال حدث هام في حياتنا، كان موظفو الفندق متعاونين معنا وحاولوا تعقب السائق واستدعاء المشتبه به إلى الفندق، ولكن دون جدوى.

لقد توتر جو شهر العسل بسبب سائق غير أمين، وبعد ساعة من الجدال طلبت من زوجي أن يترك هذا الأمر؛ فلا توجد طريقة يمكن أن تساعدنا على تحديد مكان الرجل، ومن غير المرجح أن يعترف السائق بذلك في حال أجرينا مكالمة مع شركة سيارات الأجرة التي يعمل عندها؛ لذلك تركنا هذا الأمر واستمتعنا ببقية رحلتنا، وكان من دواعي سروري أن أفعل ذلك؛ لأنَّ معاملة هذه المشكلة كان سيستنزف من طاقتنا، ربَّما كان بإمكاننا العثور على السائق إذا طلبنا بحثاً مكثفاً، ولكن فرصة النجاح في ذلك كانت منخفضة؛ لذا كان من الأسهل المضي قدماً والتركيز على أمور أهم.

شاهد بالفيديو: 10 عبارات مُلهمة عن الحياة

7. تخلَّ عن المشكلات التي لم تتمكن من حلِّها:

إذا بقيت المشكلة دون حل على الرغم من بذل قصارى جهدك، فاتركها، فلا يأتي النجاح من الفوز في كل معركة، بل من تعلُّم التخلي عنها عندما يحين وقت القيام بذلك، في حين تتعلق النصيحة رقم 6 بمعرفة وقت التوقف عندما لا تسير الأمور كما تريد فإنَّ هذه النصيحة تتعلق بالتخلي عن المشكلة، وعندما تتوقف عن مواجهة مشكلة ما لا يعني أنَّك توقفت عن التفكير فيها.

ذات مرة كانت صديقتي على خلاف مع مديرها وزملائها في العمل، وقد ظلوا يتحدثون عنها من وراء ظهرها ويوقعونها في المشكلات، فكانت البيئة متقلبة ولم تكن مناسبةً لها.

في حين شعرت باضطراب شديد وكانت تبكي في مكتبها ركزت بعد ذلك على الخطوات القادمة في مسيرتها المهنية بدلاً من ذلك، عملت على سيرتها الذاتية وبدأت في البحث عن وظائف جديدة، في النهاية وجدت وظيفة بأجر وظروف عمل أفضل، وهي تعمل هناك منذ عامين وتستمتع بعملها ومع زملائها في العمل، ومن ناحية أخرى لو أنَّها ركزت على الشعور بالتعاسة والغضب من زملائها في العمل لما وجدت وظيفتها الجديدة هذه أبداً.

إقرأ أيضاً: 13 من مشكلات الحياة الشائعة، وكيفية حلها

كيف يمكنك التخلي عن أي أمر؟

  1. اعترف بمشاعرك: إذا لم تسر الأمور كما تريد حدد شعورك، هل أنت حزين أم غاضب أم تشعر بخيبة الأمل؟ اكتب ما تشعر به.
  2. افهم سبب شعورك بهذه الطريقة: يوجد سبب يجعلك تشعر بالحزن، لماذا تشعر بهذه الطريقة؟ ما الذي تشعر بالظلم بشأنه؟ تعمَّق في أساس المشكلة، ربما تشعر بعدم الاحترام، أو ربما تواجه في الموقف أحد مخاوفك، أو ربما يتعلق الأمر بشيء يهمك كثيراً، سيساعدك الكشف عن المشكلة الأساسية على فهم الأمر والتخلي عنه.
  3. اعمل على مسار جديد للمضي قدماً: ما دمت لا تستطيع حل الخلاف بما يرضيك، فما الذي يمكنك فعله للمضي قدماً؟ حدد طرائق جديدةً لذلك، فلم تتمكن صديقتي من حل الخلاف مع مديرها وزملائها في العمل، ومن ثمَّ كانت الخطوة التالية الأفضل لها هي البحث عن وظيفة جديدة والتي كانت رائعة بالنسبة إليها.

في الختام:

إذا كنت تميل إلى مواجهة كثير من المعارك في الحياة، فاستخدم النصائح المذكورة في هذا المقال بجزأيه لفصل المعارك الأساسية عن المعارك غير الأساسية، وركز على المعارك الهامة واترك البقية، وبهذه الطريقة ستركز طاقتك للفوز بلعبة الحياة الكبيرة.




مقالات مرتبطة