7 عواطفٍ عليك تجاهلها

إنَّنا نشعر بمجموعة متنوعة من العواطف في أثناء مرورنا بمواقف مختلفة خلال اليوم؛ لكنَّ بعض هذه المشاعر - للأسف - لا تستحق العناء الذي تسببه لنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المؤلفة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن بعض المشاعر المؤذية التي يجب التغلب عليها.

إليك فيما يأتي قائمة صغيرة ببعض العواطف غير المرغوبة التي نشعر بها على نحو متكرر:

1. الحزن:

ما هي الفائدة من الحزن؟ إنَّه لا يغير شيئاً من حالتنا، فتتألم قلوبنا وتبكي أرواحنا، وبعد هذا الألم والبكاء كله نجد أنَّنا أهدرنا كثيراً من الوقت الذي كان بإمكاننا أن نقضيه بسلامٍ بدلاً من ذلك، فإنَّ الحزن مرض، وعندما أشعر بالحزن أقول لنفسي إنَّني أعاني مرضَ الحزن؛ لذا أحاول أن أبقى في سلام وأن أسترخي متيقنةً أنَّ الظروف ستتحسن حتماً.

2. الحسد:

إنَّ الحسد سمٌّ يفسد نقاء الروح، ويجعلنا نفكر بأفكارٍ شريرة، إنَّنا نحسد الآخرين عندما نفكر بما نفتقر إليه، ونغفل النعيم الذي يملأ حياتنا، فنتمنى ما يملكه الآخرون ولا نملكه بأنفسنا؛ لأنَّنا مقتنعون بأنَّنا نحتاج إلى مزيدٍ من كل شيء حتى نشعر بالسعادة والرضى، ولأنَّ هذا الشخص لديه شيء لا نملكه؛ فإنَّنا نظنُّ أنَّه أفضل حالاً منَّا ونشعر بالنقص.

إنَّ الاعتقاد بأنَّك بحاجة إلى أكثر ممَّا تمتلك حتى تعيش في سلام وتشعر بالرضى عن نفسك وحياتك هو أبعد ما يكون عن الحقيقة، إنَّك على قيد الحياة، وهذا في حدِّ ذاته هو أروع فرح يمكن للمرء أن يتخيله، بالطبع يمكن أن تكون الظروف أفضل؛ لكنَّها قد تكون أسوأ أيضاً؛ لذا اقنع بنفسك وحياتك كما هي تماماً، وتذكَّر أنَّ لديك كثيراً لتكون ممتناً له.

3. الغضب:

إنَّ التمسك بالغضب أشبه بالإمساك بقطعة جمر آملين أن تحرق الآخرين، إنَّنا نعتقد أنَّ الغضب سيجبر الشخص الآخر على أن يتوقف عن القيام بما جعلنا غاضبين في المقام الأول، ويبدو الأمر كما لو أنَّنا نتوقع أنَّ غضبنا سيؤذي الآخر ويدفعه إلى الاستسلام؛ لكنَّ هذا لا يفلح أبداً.

ما يحدث بدلاً من ذلك هو أنَّنا نؤذي ذلك الشخص؛ لكنَّنا نزيد من عناده أيضاً، وإذا نظرنا عن كثب فسنجد أنَّنا لم نؤذِه فحسب؛ بل آذينا أنفسنا أيضاً، وهو ضررٌ أكبر في كثيرٍ من الأحيان، وعندها ندرك شيئاً هاماً: ما نفعله بالآخرين نفعله بأنفسنا أيضاً؛ لأنَّنا جميعاً مترابطون بطريقةٍ ما.

لا شيء في الحياة يستحق أن تغضب بشأنه، إلا إذا كنت تسعى إلى نتيجةٍ إيجابية، كالغضب على الأشخاص الظالمين والمستبِدين.

شاهد بالفيديو: تقنيات تساعد على الهدوء والسيطرة على الغضب

4. الندم:

إنَّ حياتنا هي نتاج القرارات والخيارات التي نتخذها كل لحظة، ولكن في بعض الأحيان نتصرف بطرائق غير مستحبَّة تجعلنا نشعر بالندم، ثمَّ نتمنى لو أنَّنا تصرَّفنا على نحو مختلف.

إنَّ الندم على الماضي لا ينفع إطلاقاً، فمن المفيد أن نحلل المواقف السابقة ونتعلم منها إذا كانت نيتنا هي تغيير سلوكنا الحالي، ولكن إذا لم تكن لدينا نية لتغيير أنفسنا، إنَّما نندم على الماضي بحكم العادة وبدافع تفكيرنا السلبي فقط؛ فإنَّنا نسبب لأنفسنا معاناة نحن في غنى عنها.

إنَّ الماضي شيءٌ لا يمكن تغييره، ويجب أن ندرك أنَّ الحاضر هو كل ما لدينا، ويمكنك التعويض عن أفعالك الماضية بأن تصبح الشخص الذي تتمنى أن تكونه، وتعيش الحياة التي تتمنى أن تعيشها، وإذا أردت معرفة ماضيك عليك النظر إلى نفسك اليوم، وإذا أردت أن تكتشف مستقبلك انظر إلى ما تفعله اليوم؛ فالماضي والحاضر والمستقبل جميعاً مترابطون، ولكن لا يمكننا التحكم إلا بالحاضر.

5. الخوف:

إنَّ الخوف أشبه بالسجن؛ لأنَّه يمنعنا من عيش حياتنا بحريةٍ وبالطريقة التي نريدها، إنَّه شعور منهك يعرقل التقدُّم، ويدمِّر الأحلام، ويستبد بالعقل والقلب، إنَّ الخوف حقاً عدو الحياة.

لدي اقتباس متأصل في ذاكرتي، فقد كتبته على قطعة من الورق فوق مكتب طاولة الكتابة، يقول: "لا تعني الشجاعة غياب الخوف؛ بل القدرة على التحكم فيه"، وحتى نسيطر على خوفنا، يجب علينا أولاً أن نفهم ماهية الخوف، فإنَّ الخوف لا يفارقنا أبداً؛ فعندما نخاف لأي سبب كان فهذا رد فعل طبيعي تجاه أحداث الواقع، ولا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك، ما يمكننا فعله هو تحديد استجابتنا لهذا الخوف؛ فهل نستسلم لهذا الطاغية؟ أم نواصل السير قدماً؟

إقرأ أيضاً: 6 نصائح تخلصك من الشعور بالخوف

6. الملل:

يقول الكوميدي الأمريكي "لويس سي كي" (Louis C.K): "لا فائدة من قول إنَّك تشعر بالملل، إنَّك تعيش في عالم واسع وكبير؛ لكنَّك لم ترَ منه شيئاً بعد، حتى باطن عقلك هو كونٌ واسع لا نهاية له، وإنَّ كونك على قيد الحياة بحدِّ ذاته حقيقةٌ مذهلة؛ لذلك لا يمكنك أن تقول إنَّك تشعر بالملل".

ليس الملل بالضرورة أمراً سيئاً، بالنسبة إلي الملل هو حافزٌ لأعيش وأبدع وأستثمر وقتي في ابتكار أشياء جديدة، وإنَّ تخدير الملل بأشياء تافهة مثل مشاهدة البرامج التلفزيونية هو أمرٌ مسلٍّ بعض الشيء؛ لكنَّ قضاء وقتنا في هذه الأنواع من النشاطات لن يرضينا، فعندما نُكرِّم الحقيقة التي في داخلنا سوف نبدأ في عيش الحياة التي نستحقها.

7. الوحدة:

يوجد فرق بين الوحدة والاستقلالية، فمن المعروف أنَّ كل واحد منا هو فرد مستقل يعيش واقعه الخاص بمعزل عن الآخرين؛ لكنَّ الشعور بالوحدة ليس شعوراً حقيقياً، فإنَّنا نشعر بالوحدة فقط عندما ننسى هويتنا الحقيقية، وعندما نفكر بأفق ضيق وننسى حقيقة أنَّنا جميعاً مترابطون، وكلنا جزءٌ من كيانٍ واحد.

إنَّ الوحدة شعور مرعب، إنَّها تجعلنا نشعر بضعفنا وعدم أهميتنا، كما تجعلنا نُشكك في معنى الحياة بحدِّ ذاتها؛ لكنَّ هذا قد يكون أمراً جيداً؛ فإذا تقبلنا هذا الشعور وبحثنا في أعماق أنفسنا سنصل حتماً إلى النتيجة الآتية: "قد نكون ضعفاء مقارنة بهذا الكون الضخم؛ لكنَّنا أيضاً عظماء وهامون أكثر ممَّا نتصور".

إقرأ أيضاً: الخوف من الوحدة وطرق علاجه

في الختام:

هذه العواطف كلها في رأيي لا تستحق العناء والاهتمام الذي نوليه إياها؛ لهذا السبب أخذت على عاتقي السيطرة على نفسي والتخلص من هذه العواطف، وفي رحلتي هذه وجدت أنَّ التقدم ليس خطِّياً؛ بل هو دائرةٌ تتكرر باستمرار.

هذه المشاعر التي أسيطر عليها في مرحلة ما من حياتي تعود بقوة في مرحلةٍ أخرى، وفي كل تجربة نعيشها يمكننا إمَّا أن نستسلم لسطوة العاطفة، أو أن نسيطر عليها، وفي كل مرة نمتلك الشجاعة لشقِّ طريقنا خلال الصعوبات، فإنَّنا نحكم قبضتنا ونواصل تقدُّمنا نحوٍ حياة جميلة مليئةٍ بالنعيم.




مقالات مرتبطة