7 طرق للعثور على راحة البال والهدوء الداخلي

نحن نسعى طوال حياتنا إلى تحقيق راحة البال، لكن من الهام أن نفهم أنَّه ليس أمراً يمكننا شراؤه أو السعي وراءه، وغالباً ما ننشغل في عملية البحث عن السلام بدلاً من تحقيقه، إنَّ السعادة أو السلام ليسا أمرين يمكننا فهمهما، إنَّهما ينبعان من داخلنا، وبالتأكيد يمكننا محاولة مقابلة أشخاص نحبهم أو شراء أشياء نحبها؛ لكنَّ السلام لا يقتصر على المتعة المادية فقط.



نحن ننجذب نحو بعض الأشخاص في عملية البحث عن السلام والهدوء، ونميل إلى الأشياء التي نعتقد أنَّها يمكن أن تجعلنا في حال أفضل، لكن لا يمكننا حقاً تحقيق السلام أو فهمه، هل سبق لك أن قابلت شخصاً يبقى هادئاً معظم الوقت؟ شخصاً لا يتفاعل عندما يحدث أمر ما سيئ؟ ربما يكون هذا الشخص في سلام، وما من شيء يزعجه بسهولة.

يمكن أن يختلف تعريف السلام بين الأشخاص، فبعض الأشخاص يجدون السلام في الجلوس في المنزل واحتساء كوب من القهوة أو في مشاهدة الأفلام أو قد يرغب المرء في استكشاف العالم حوله؛ فالأمر يختلف؛ لكنَّه لا يعني السعي إلى السلام في اللحظة التالية، ربما تكون الوظيفة التي ستحصل عليها، أو التعرف إلى شريك، أو الانتقال إلى مدينة أو مكان مختلف أشياء جميلة؛ لكنَّها لن تمنحك راحة البال.

إذا واصلنا القيام بذلك، فسنكون عالقين في دائرة البحث عن السلام، وفي هذه العملية سنشعر بالضياع، وبأنَّ شخصياتنا قد تدمرت بالكامل؛ لأنَّنا منشغلون للغاية باكتشاف أمور عن الآخرين، وليس عن أنفسنا، إذا كنت تبحث عن السلام، ابدأ في عيش اللحظة الحالية، فمن الهام أن تدرك أهمية السعادة اللحظية، عندما تبدأ في عيش كل لحظة بلحظتها، وتبدأ في فهم أهمية الحاضر وعيش كل لحظة على أكمل وجه، فإنَّك تبدأ في اتخاذ خطوات نحو تحقيق السلام.

غالباً ما نصادف أشخاصاً يعانون الاكتئاب أو يواجهون نوبات هلع أو قلق بانتظام، والسبب هو أنَّهم يعتقدون أنَّهم سيجدون السلام أو السعادة في اللحظة التالية؛ إذ لا توجد لحظة تالية، وعندما تبدأ في التأكد من الأمور، وتقرر التخلص من مشاعر الارتباك واتخاذ خطوة نحو عيش الحياة الآن، فأنت تتبع المسار الصحيح.

من الطبيعي أن تستمر في البحث عن السعادة؛ لكنَّ السلام مختلف، ويجب عليك أن تجمع كثيراً من اللحظات السعيدة لتقترب من الشعور بالهدوء الذي تستحقه، ويمكنك تطبيق قواعد معينة في حياتك قد تجعل حياتك أسهل قليلاً، كما يمكنك التحقق من بعض الطرائق الهامة التي يمكنك من خلالها تطوير حالة ذهنية من الهدوء والسلام.

كيف تجد السلام والهدوء الداخلي؟

نعم، إنَّها حقيقة أنَّنا لا نستطيع إيجاد السلام، لكن يمكننا على الأقل ممارسة بعض الأنشطة لتساعدنا على التغلب على المشكلات المؤقتة التي نتعامل معها، وفيما يأتي بعض الطرائق الشائعة؛ لذا انظر إليها وحاول القراءة والفهم والتطبيق في عملية البحث عن حياة أفضل في المستقبل.

إقرأ أيضاً: الراحة النفسية: تعريفها، وقوانينها، وأهم طرق الوصول إليها

1. التوقف عن التصرف بجدية:

من الجيد أن تكون جاداً في الحياة، وأن تتخذ قرارات هامة، لكن ليس من الجيد أن تأخذ كل شيء على محمل الجد، ومن الهام معرفة طريقة تحويل المشكلة إلى موقف جيد، وغالباً ما ننتقد الأشخاص الذين يفضلون حس الفكاهة وحل المشكلات؛ لكنَّهم غالباً هم الذين يعيشون حياتهم على أكمل وجه.

إذا كنت جاداً بما يكفي لتقديم التزامات، فيجب أن تعرف أيضاً طرائق لاكتشاف الأمور إذا لم يسر الالتزام على ما يرام، وإذا كنت جاداً طوال الوقت، فمن المرجح أن تميل نحو التفكير بالأمور السلبية، وقد تواجه معظم الصعوبات، لكن إذا كنت تتعامل معها من منظور إيجابي، فلن تسوء الأمور، وسيزداد مستوى تقبلك وتعتاد التعامل مع الموقف بطريقة إيجابية.

2. زيادة القبول:

من الهام قبول الأمور كما هي دون الإفراط في التفكير والتوقعات، ويمكنك أن تستيقظ في الصباح عاقداً العزم على أن تتقبل كل ما يعترض طريقك ثم تتفاعل معه أو تستجيب له، والقبول أمر هام، فمن دون القبول لا يمكنك الاستجابة بطريقة مناسبة، ويجب أن تصغي إلى كل ما يقوله الشخص الآخر، ويجب أن تراقب ثم تحلل ثم تتفاعل، وعندما نتوقف عن تقبُّل الأمور، فهذا يؤدي إلى مشاجرات ومخاوف لا داعي لها؛ لذلك، حاول أن تصغي وتتقبل ثم تتفاعل.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للحصول على الراحة النفسية

3. تقبُّل نفسك كما أنت:

قد تكون فوضوياً يوماً ما وأنيقاً في يوم آخر؛ لذلك، حاول أن تتقبل أنَّ يوماً سيئاً لا يجعلك شخصاً سيئاً؛ إذ يجب أن تتقبل نفسك كما أنت، وتتقبل كل عيوبك وشكوكك وفوضاك، ويجب ألا تخجل أو تشعر بالحرج من تقبُّلها، احرص على تقبُّل كل نقاط ضعفك واجتهد لتحسينها، وتأكد بأنَّك قادر على تحويل عيوبك إلى نقاط قوة.

4. عدم القسوة على نفسك:

ستواجه العديد من المواقف في الحياة عندما تشكك في نفسك، لكن لا بأس إذا ارتكبت أي خطأ، ولا مشكلة إذا كنت لا تبلي بلاءً حسناً، وحاول أن تكون أفضل صديق لنفسك، ولا تشكك أبداً في تقديرك لذاتك؛ إذ يمكنك أن تفعل المعجزات.

5. إفساح المجال للمشاعر:

يجب أن تشعر بكل شيء، احرص على الشعور بكل مرحلة تمر بها، وأن تبكي من قلبك عندما تحتاج إلى ذلك، واحرص على الضحك بصوت عالٍ عندما تشعر أنَّك بحاجةٍ إلى ذلك، إنَّ القدرة على الشعور هي كل شيء، ويجب أن تفهم أنَّ تبلد المشاعر لا ينفعك، لهذا السبب، اسمح لنفسك بالشعور بما تحبه وتريده.

إقرأ أيضاً: 8 أمور عليك فعلها لتشعر بالرضا التام عن نفسك

6. تجاوز الماضي:

لا يشعر معظمنا بالسلام؛ لأنَّنا مشغولون في الحنين إلى الماضي، ويجب أن تفهم أنَّك يجب ألا تتمسك بالماضي وتفسد الحاضر، وحاول أن تسامح نفسك على كل القرارات المثيرة للشفقة التي اتخذتها مسبقاً، وكل الأشخاص السيئين الذين منحتهم الفرصة، ولا مشكلة في أن تكون شخصاً غير مثالي، فكل ما يهم هو أن تجعل نفسك تشعر بالراحة من خلال التخلص من كل الذكريات السيئة، وحاول تزويد نفسك بالطاقة والنشاط، وتأكد من أنَّك لا تحمل أي ضغائن سابقة، ومن الهام جداً معرفة أهمية التغافل.

7. ممارسة التأمل:

بصرف النظر عن جميع الأنشطة المذكورة أعلاه، فإنَّ الرعاية الذاتية هامة أيضاً، ويمكنك محاولة تجنُّب نوبات الهلع والقلق، ويمكنك اختيار مسار هادئ ومحاولة الشعور بالهدوء والاسترخاء والتأمل؛ اسمح لنفسك أن تشعر بكل شيء يحدث، وتُظهِر الأبحاث أنَّ التأمل يمنحك مساحةً ووقتاً مناسبين للتفكير والإحساس والقدرة على التصرف؛ لذلك، لا تتردد وحاول بناء عالم خالٍ من التوتر لنفسك.

في الختام:

لقد شرحنا بعض الطرائق الهامة للتغلب على المشكلات التي كنت تواجهها، بمجرد اتخاذ خطوة واحدة، ستحدث معك بعض التغييرات، وعندما تُفضِّل النور على الظلام، والسعادة على الحزن، والحب على الكراهية، والقبول على النكران، فأنت جاهز للمضي قُدماً.




مقالات مرتبطة