7 طرق للاستفادة من حدسك

يتحدَّث جميع الناس عن الحدس؛ لكنَّه حينما يأتيهم لا يدركون أنَّ ما يحسون به يُسمَّى حدساً، سواء أقيل إنَّك تنصت إلى الحدس أم تستفيد منه أم تتبعه، فإنَّ الانتباه إلى تلك المعلومات التي تخطر تلقائيَّاً في بالك مهارة ضرورية للنجاح في الحياة المهنية والشخصية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "لويجي بوتينزا" (Luigi Potenza)، ويُقدِّم لنا فيه 7 طرائق للاستفادة من حدسنا.

حتى كبار المديرين التنفيذيين والأشخاص البارزين مثل الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" (Donald Trump)، وقطب الأعمال الأمريكي "ستيف جوبز" (Steve Jobs) ورائد الأعمال البريطاني السير "ريتشارد برانسون" (Sir Richard Branson) ومقدمة البرامج الأمريكية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) والمستثمر الأمريكي "وارن بافيت" (Warren Buffet) نسبوا جزءاً من نجاحهم إلى لحظات الفهم التي راودتهم، كما قال عالِم الفيزياء "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein) ذات مرة: "هذه الحاسة هي أثمن ما نملك، وواحدة من أكثر حواسنا غير المستخدمة".

قد تحسب أنَّك لا تملك هذه الهبة؛ لكنَّ هذا ليس صحيحاً؛ لأنَّ الحدس جزءٌ أساسيٌّ من شخصياتنا جميعاً؛ إذ إنَّها إحدى أكثر وظائفنا البيولوجية ارتباطاً بالفطرة، وكل واحد منا لديه شعور خاص به لما هو مفيد وصحيح لحياته، ولا بد أنَّك تريد أن تتعلم كيفية الاستفادة من القوة اللانهائية لحدسك؛ لكنَّك لا تعرف كيف تفعل ذلك.

إليك 7 طرائق للاستفادة من حدسك:

1. الإصغاء إلى رد فعل جسدك:

هل تشعر بالتوتر أو القشعريرة؟ هل عانيت من ردود فعل فيزيولوجية، مثل الغثيان وضيق التنفس والعطاس أو الصداع؟

إنَّ جسدك هو وسيلة تواصل حدسية قوية، وثمَّة سبب لتسمية هذا الشعور "بالشعور الغريزي"؛ فإذا راودتك أفكار مزعجة ومشاعر من الريبة أو القلق أو الشك أو الفضول أو التعجب عن موقف معين، فيجب أن تتبعها وتعرف إلى أين ستقودك، فيعد الإصغاء إلى إشارات جسدك الخفية جزءاً هاماً من تمرين ما يسميه بعضهم الحاسة السادسة التي يُطلَق عليها "الحدس".

شاهد بالفديو: كيفية تدريب العقل على التخاطر الذهني

2. ممارسة التأمل:

أغلق الباب، وأطفِئ هاتفك، وأغلق جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وخذ بعض الأنفاس العميقة والبطيئة لإرخاء جسدك، إنَّ التأمل هو من أقوى الممارسات التي - في رأيي - يجب على كل إنسان في هذا الكوكب ممارستها، كما أنَّ السبب الأول لعدم قدرة معظمنا على سماع حدسنا هو أنَّ أذهاننا مشوَّشة؛ لذلك تُعَدُّ تصفية ذهنك من الأفكار والمخاوف المتكررة من أفضل الطرائق للإصغاء إلى صوتك الداخلي؛ فعند ممارسة التأمل حافظ على هدوئك، وسر مع تيار الأفكار التي تتدفق في ذهنك ودَع تلك الأفكار تشق طريقها بحرية وتقبَّل كل ما يخطر في بالك من أفكار وحلول.

3. الاستعانة بالفطنة:

لدى كل واحد منا درجة معينة من الفطنة أيَّاً كان مصدرها باعتقادنا؛ لذلك إذا وجدت نفسك عاجزاً في موقفٍ معين فاستعن بالفطنة، واطرح سؤالاً على نفسك، ثمَّ راقب العلامات والأنماط التي قد تظهر، وكن متفتح الذهن.

يمكنك أن تسأل نفسك سؤالاً مثل: "لماذا أنا هنا؟ وما هي الرسالة التي أحضرتها لأشاركها مع الآخرين؟ وهل مسار الحياة هذا مناسب لي؟"، تقبَّل أي أفكار أو أحاسيس أو انطباعات قد تتلقاها.

4. الانتباه إلى كلماتك:

كل فكرة وكلمة تأتي إلى ذهنك وتتفوه بها لها تأثير في العالم من حولك وفي داخلك، وكل فكرة أو شعور له تأثير يمكن قياسه، ومن خلال تعلم زيادة هذا التأثير ستتمكن من استحضار الفطنة؛ فالأشخاص الذين يتحدثون عن تأثيرهم وحدسهم على نحو مريح، يفرضون تأثيرهم ويستحضرون حدسهم على نحو منتظم.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقوية حدسك والاستفادة منه

5. قضاء بعض الوقت وحدك:

الهدف هنا هو قضاء بعض الوقت لتهدئة عقلك وتركيز الانتباه على لحظات الحاضر؛ فمثلاً إنَّ الجلوس إلى مكتبك في محاولةٍ للتوصل إلى حل لمشروع ما لن يسمح لك بتشغيل حدسك، في حين أنَّ الابتعاد عن جهاز الكمبيوتر الخاص بك، والخروج من المكتب والقيام بشيء لا علاقة له بالعمل يمكن أن يساعدك على الانتباه على قدراتك في الحدس.

كان ستيف جوبز (Steve Jobs) معروفاً بأنَّه يمشي لمسافات طويلة عندما يعاني مشكلة ما ليشعر بالصفاء الذهني؛ إذ إنَّ هذا الوضوح أشبه بدفعةٍ من الإلهام الخالص؛ لذلك بصرف النظر عمَّا تفعله خذ قسطاً من الراحة واقفز أو ارقص أو اركض أو امشِ لمسافة طويلة ليأتيك هذا الإلهام.

6. الانتباه إلى أحلامك:

إنَّ الحدس هو لغة الأحلام، فتُظهر الأبحاث أنَّه خلال وقت الحلم يحل الدماغ المشكلات بطريقة إبداعية؛ وهذا يساعدك على اتخاذ القرار الصحيح في حياة اليقظة؛ لذلك قبل أن تنام كل ليلة فكر في الأسئلة والقضايا التي لم تجد حلولاً لها خلال النهار.

مثل: "كيف يمكنني إصلاح هذه المشكلة؟"، وفكر في الاحتمالات المختلفة واستكشفها؛ فذلك سيحفز خيالك وسيدفع عقلك الباطن إلى تزويدك بحلول إبداعية في أثناء نومك، فإذا تفهَّمت أحلامك يمكنك الحصول على كثير من المعلومات عن كيفية عيش حياتك، ويمكنك في صباح اليوم التالي كتابة الأحلام أو الأفكار الرائعة التي تتذكرها قبل النهوض من السرير، ثمَّ رؤية ما إذا أجاب الحلم عن سؤالك، وكيف أجاب عنه.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات تحقق بها أحلامك وتصل إلى النجاح

7. الاحتفاظ بدفتر يوميات:

يمكن أن يؤدي التأمل والأحلام والمشي لمسافات طويلة إلى طرح كثير من الأفكار؛ لذا من الجيد تتبع كل فكرة أو "شعور" تشعر به، اكتب الأسئلة أو المخاوف التي تراودك، ثمَّ خذ نفساً عميقاً وأصغِ إلى حدسك.

في المرة القادمة التي تواجه فيها صعوبة في اتخاذ قرار ما أحضر قلماً وبعض الأوراق واكتب كل ما يجول في ذهنك، واستكشف مشاعرك وفكر في الموقف كله عموماً؛ فمن خلال القيام بذلك بانتظام يمكن لأفكارك أن تكون حافزاً رائعاً لإزالة العقبات والسماح لحدسك بأخذ زمام المبادرة.

إنَّ حدسك هو دليلك الداخلي، وإذا لم تصغِ إليه فأنت لا تستثمر أقصى إمكاناتك؛ فالحدس يطلق العنان لإبداعك وخيالك، ويجعلك على اتصال بقوتك اللاواعية ويساعدك على اتخاذ قرارات أفضل وأكثر تكاملاً، إنَّ تطوير حدسك أشبه بتعلُّم مهارة جديدة؛ فكلما مارستها أكثر أتقنتها أكثر؛ لذا تحلَّ بالصبر، فليس بالضرورة أن تظهر النتائج على الفور، كما هو الأمر عند تمرين أي عضلة في جسمك ابدأ بخطواتٍ بسيطة، ثمَّ طوِّر حدسك تدريجياً.




مقالات مرتبطة