7 طرق فعالة لاكتساب معتقدات تعزز قوتك

تتكون المعتقدات في أثناء خوض التجارب الحياتية، فيكتسب الفرد معتقدات تعزز قوته وتلهمه وتساعده على تحقيق أهدافه وتحسين جودة حياته، وأخرى مقيِّدة سلبية تحدُّ من نجاحه؛ هذا يعني أنَّ مستوى النجاح في الحياة يعتمد نوعية المعتقدات التي تتحكم في عملية اتخاذ القرار؛ إذ يتسنى للفرد الذي يعمل بمقتضى معتقدات تعزز قوته أن يحقق مزيداً من النجاحات، ويسهم مساهمة بارزة وفاعلة في العالم من حوله، كما أنَّه لا يعاني كثيراً في حياته بالمقارنة مع غيره، وعندما تسيطر المعتقدات المقيِّدة على قرارات الفرد من ناحية أخرى فإنَّه لن ينجز كثيراً، ولن يقدم إسهامات جديرة بالذكر للعالم حوله، كما أنَّه سيعاني في حياته.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُشاركنا فيه 7 طرائق فاعلة لاكتساب معتقدات تعزز قوتك.

تحدث التغييرات الجذرية في حياة الفرد عندما يبدأ باتخاذ قراراته باعتماد معتقدات تعزز قوته، ويبرز التحرر من المعتقدات المقيِّدة عندما يغير الفرد موقفه من موضوع معيَّن أو يكتسب رؤى جديدة، أو يحل عليه الإلهام فجأة، وهو ما يؤدي إلى إحداث تأثير وتغيير جذري في حياته، كما يؤدي اكتساب معتقدات تعزز قوتك إلى ازدياد المتعة في الحياة وبلوغ النجاح في زمن أقل، ويبحث المقال في طرائق التخلص من المعتقدات المقيِّدة وتنمية نظيرتها التمكينية.

7 طرائق فاعلة لاكتساب معتقدات تعزز قوتك:

1. قراءة الكتب التي تسهم في تمكينك:

لطالما عدَدتُ قراءة الكتب التحفيزية التمكينية من العوامل الرئيسة التي ساعدتني على تحقيق نجاحاتي البارزة في الحياة، فتزداد ثقتي بنفسي وشعوري بالحرية عندما أطَّلع على مزيدٍ من الأفكار التمكينية، ويُقال إنَّ حياة الإنسان هي ثمرة الأفكار والمعتقدات التي يكتسبها من المطالعة والمحيط الخارجي، كما أنَّ اكتساب أفكار جديدة تعزز القوة ترتبط بالحياة والنجاح من خلال المطالعة سيساعدك على تكوين معتقدات تمكينية جديدة.

تقدِّم الكتب أمثلة من الحياة الواقعية عن أشخاص نجحوا بتغيير معتقداتهم المقيِّدة، وتبيِّن لك أساليب التخلص من المعتقدات السلبية الخاصة بك، وكل كتاب تقرؤه هو تحدٍّ جديد لمعتقداتك المقيِّدة، ويقول المتحدث التحفيزي الأمريكي "زيغ زيغلر" (Zig Ziglar): "يحتاج الفرد إلى التحفيز الذاتي طوال الوقت".

لقد تعرضت لفشل ذريع في بداية حياتي المهنية، وكان لقراءة الكتب الملهمة والاطلاع على الأفكار التحفيزية الأثر الأكبر في مساعدتي على تجاوز التجربة والمحاولة من جديد، وقد قرأت كثيراً من الكتب التحفيزية التي تتحدث عن النجاح، وبتُّ أدرك أنَّ التعرض للفشل أمر حتمي في الحياة، ويقتضي دور الفرد في مثل هذه الحالة أن يستخلص العبر والدروس المستفادة من التجربة؛ وهكذا تقبلت الفشل ومضيت قدماً لتحقيق إنجازات بارزة في حياتي المهنية، وقد أُطلِق عليَّ لقب أفضل متحدثة تحفيزية عند مشاركتي في إحدى الفعاليات.

2. التشكيك بالمعتقدات:

يكتسب الفرد في بعض الأحيان معتقدات لا أساس لها من الصحة؛ إذ تتكون مثل هذه المعتقدات بعد تجربة حياتية معيَّنة، ولكن هذا لا يعني أنَّها صحيحة أو صالحة للتطبيق على الدوام؛ وعندما تشكِّك في معتقداتك فأنت تفترض أنَّها يمكن أن تكون خاطئة، أو أنَّها لم تعد تساعدك على تحقيق أهدافك، وهذه هي الخطوة الأولى في التخلص من المعتقدات المقيِّدة.

تقتضي إحدى تقنيات التشكيك في المعتقدات المقيِّدة أن تفكر بإنجاز تود تحقيقه في كل سنة من السنوات المقبلة، إنَّها طريقة رائعة للتفكير بأحوالك، والتشكيك في معتقداتك ومواجهة حياتك كما هي الآن، أو كما يُحتمَل أن تصبح في المستقبل.

3. الاطلاع على قصص النجاح الملهمة:

يندفع الفرد في تجربته الحياتية وتزداد حماسته عندما يقرأ عن أشخاص نجحوا في التغلب على الصعاب، والنهوض من الفشل محمَّلين بالعزيمة والإصرار على تحقيق أحلامهم الكبيرة، كما تمدك قصص النجاح بالأمل وتساعدك على تمييز المعتقدات التي تؤدي إلى الفشل من الأخرى المؤدية إلى النجاح، وكذلك سيتسنى لك بهذه الطريقة أن تحدد المعتقدات التي تحتاج إلى تنميتها حتى تعيش حياة ناجحة جديرة بالذكر؛ وبناءً على ما سبق عليك أن تبحث عن قصص نجاح ملهمة جديدة تحفزك على تحقيق النجاح وعيش حياة جديرة بالتذكر.

شاهد بالفديو: 10 معتقدات إيجابية يجب أن تتبناها

4. التواصل مع أشخاص ملهمين:

تساعدك رفقة الأشخاص الملهمين والمؤثرين على الحصول على الدعم النفسي والتحفيز الذي تحتاج إليه لتحقيق جميع أهدافك؛ إذ يقوم الشخص الملهم بتحفيزك، وتشجيعك، ورفع معنوياتك في الأوقات الصعبة، وزيادة شعورك بالمسؤولية والمحاسبة، وحثِّك على الالتزام والمثابرة، كما لا توجد فائدة تُرجَى من صحبة الأشخاص السلبيين الذين يمتلكون معتقدات مقيِّدة عن الحياة.

تقتضي الطريقة المثالية لاستثمار الشغف التواصل مع أشخاص هامِّين وملهمين ممَّن نجحوا في تحقيق الأهداف التي تسعى إلى بلوغها، ويمكنك أن تكوِّن مزيداً من المعتقدات التي تعزز قوتك وتنمِّيها من خلال طلب مساعدة منتورز أو التواصل مع مَثَلك الأعلى في الحياة المهنية مثلاً؛ إذ يساعدك هؤلاء الأشخاص على استبدال المعتقدات المقيِّدة بأخرى تمكينية.

لطالما قرأت عن أهمية السرد القصصي عند التحدث أمام جمهور؛ لكنَّني كنت أحسب من ناحية أخرى أنَّني أعيش حياة عادية خالية من التجارب الاستثنائية التي تستحق المشاركة مع الجمهور، ولكن ساعدتني نصائح المنتور "مايك لاندروم" (Mike Landrum) وقتئذٍ على التخلص من هذا المعتقد وتحديد التجارب المميزة التي تستحق المشاركة مع الآخرين؛ وبالنتيجة تمكنت من تنمية مهاراتي وصرت متحدثة محترفة.

إقرأ أيضاً: تغيير معتقداتنا حول الأفكار

5. التخلص من الفوضى في محيطك:

يسهم العيش البسيط في اكتساب معتقدات تعزز قوتك، وهي طريقة غير معروفة بالنسبة إلى كثير من الناس، وقد حصلت على نتائج باهرة عندما بدأت أعيش ببساطة وأتخلص من الفوضى والأشياء التي لا أحتاج إليها في محيطي، سوف تتبدل أحوالك عندما تبدأ بالتخلص من الأشياء غير اللازمة التي لم تعد تستخدمها؛ ذلك لأنَّك ستنمِّي مهارة التخلص من المعتقدات المقيِّدة في أثناء ذلك، فيتأثر العقل الإنساني بالمحيط المادي؛ ما يعني أنَّ التخلص من المقتنيات القديمة وإفساح مزيد من المجال أمام الأشياء الضرورية سوف ينعكس على حالتك العقلية والعاطفية، ويدفعك إلى التخلص من المعتقدات المقيِّدة واستبدالها بأخرى ملهمة.

6. خوض تجارب جديدة:

تقتضي هذه الطريقة أن تتعلم مهارة جديدة، أو تسافر إلى مكان لم تزره من قبل وتتعرف إلى حضارات مختلفة عنك وتخرج من منطقة راحتك؛ فالمعتقدات المقيِّدة هي حصيلة التجارب الحياتية، وهذا يعني أنَّك قادر على تكوين معتقدات جديدة أو التخلص من الأخرى القديمة من خلال خوض تجارب جديدة، ولا يخفى على أحد أنَّ الطريقة المثالية للتغلب على الخوف تكمن في مواجهته وفعل الأشياء التي يمنعك عنها.

كما يمكنك أن تُعامِل المعتقدات المقيِّدة بالطريقة نفسها؛ أي من خلال خوض تجارب جديدة تعارض هذه المعتقدات وتساعدك على تكوين مجموعة جديدة تزيدك قوةً وإلهاماً؛ ومن ثمَّ يمكنك أن تتخلص من المعتقدات المقيِّدة الراسخة التي تمنعك من تحقيق أهدافك من خلال خوض تجارب تفتح عقلك على رؤى ووجهات نظر جديدة، وكذلك تساعدك التجارب الجديدة على تكوين رؤية أكثر حكمة وشمولية للعالم من حولك، كما أنَّها تعزز قدراتك وإمكاناتك؛ وبالنتيجة تزيد من فرص نجاحك.

7. تدوين اليوميات:

يمكنك أن تتعرف إلى معتقداتك الشخصية وتقيِّمها من خلال تدوين اليوميات؛ فهو يتيح لك إمكانية تحديد المعتقدات التي تقيِّدك والأخرى التي تمدك بالقدرة والإلهام، وقد أدركت حجم النعيم الذي أعيش فيه عندما بدأت بكتابة يوميات الامتنان، وصرت أعرف أنَّ النعم التي أحظى بها تتجاوز المشكلات التي أعانيها بمراحل في جميع الأوقات، كما ساعدني شعوري بالامتنان على تحصيل مزيد من النجاح والسعادة في حياتي؛ وبناءً على ما سبق أنصحك بتدوين يوميات الامتنان قبل أن تذهب إلى النوم كل ليلة.

إقرأ أيضاً: معتقدات ستتخلى عنها تدريجياً مع التقدم في العمر

في الختام:

أنت قادر على اكتساب معتقدات تمكينية تلهمك وتعزز قدراتك إذا أردت ذلك؛ لذا اختر الطريقة التي تناسبك ممَّا ورد في المقال، وابدأ بتكوين مزيد من معتقدات تعزز قوتك، وستلاقي مزيداً من النجاح والمعنى في حياتك عندما تعتمد المعتقدات التي تعزز قوتك في قراراتك وأفعالك.




مقالات مرتبطة