7 طرق تفكير فعَّالة يستخدمها الناس السعداء

صدِّق أو لا تُصدِّق؛ لكنَّني قرأت في السنوات القليلة الماضية سبعةً وعشرين كتاباً من كتب التنمية الذاتية المتخصصة بموضوع السعادة تحديداً، وفي أثناء قراءتي لفت انتباهي، وباستمرار إحدى الأفكار، وهي كيفية انعكاس أفكارنا مباشرةً على شعورنا بالرضى وفاعليتنا في الحياة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 7 طرائق تفكير تقود إلى السعادة.

7 طرق تفكير فعَّالة يستخدمها الناس السعداء:

فيما يلي سبع طرائق غيَّرتُ بها تفكيري، التي جعلتني بلا شك شخصاً أسعد:

1. الشعور بالتميُّز والرضى لكونك حياً:

إن كنت تقرأ هذا المقال الآن، فمباركٌ لك، أنتَ على قيد الحياة، وإن لم ترسم هذه الفكرة ابتسامةً على وجهكَ، فإنَّكَ ستجد صعوبةً كبيرةً في إيجاد سبباً آخر يدعو إلى الابتسام.

الوقت الذي تقضيه وأنت حيٌّ وقت يستحق التقدير، فهذا الوقت يمنحكَ نعمة رؤية شروق الشمس وغروبها، ونعمة سماع صوت تغريد العصافير وتلاطم الأمواج، كما يمكِّنك من أن تمشي في الهواء الطلق، وتشعر بتغلغل النسمات في شعرك، ودفء الشمس على وجهك، وعندما تحقق استفادة قصوى مما بين يديك، فإنَّه يصبح أكثر بكثير مما قد تتخيل يوماً.

اليوم الجميل يبدأ بطريقة تفكير جميلة، عندما تستيقظ خصِّص ثانيةً من وقتك لتقدير الامتياز الذي تتمتع به لمجرد كونك على قيد الحياة وتنعم بصحة جيدة، واترك آثار أنفاسك على مرآة الحمام لترى روعتها، في اللحظة التي تبدأ فيها بالتصرف كأنَّ الحياة نعمةٌ، أؤكد لك أنَّها ستصبح كذلك بالفعل.

2. الإيمان بإمكانية أن يكون الغد أفضل:

ما تؤمن به يحدِّد ما الذي ستصبح عليه، إن كانت الأفكار التي تعبُر في ذهنكَ نقيةً وإيجابيةً ومشجعةً، ستنشئ لديك معتقداتٍ إيجابيةً ومشجِّعةً عن نفسك وحياتك، وبالمقابل، فإنَّ أفعالك وعاداتك وروتينك اليومي سيكون انعكاساً لهذه الأفكار والمعتقدات.

أحياناً قد تدرك نفسك وتتعجب من عدم تخليك عن كل مُثلك الإيجابية؛ لأنَّها تبدو لكَ عبثيةً ومستحيلة التحقيق؛ لكنَّك يجب أن تحتفظ بها لأنَّك عميق، وعلى الرَّغم من كل شيء، تؤمن أنَّ الناس ما تزال قلوبهم طيبةً، وأنَّ الحياة ما تزال فيها لمسةٌ من السحر.

يجب أن تؤمن أنَّ الأمل أقوى من الخوف، وأنَّ الخيال أكثر تأثيراً من الرأي العام، وأنَّ للأحلام قوة أعظم من واقع اليوم، وأنَّ العزيمة دائماً ما تنتصر على الخبرة، وأنَّ الضحك أفضل علاج للحزن، إضافة إلى ذلك كله عليك أن تؤمن أنَّ الحب أقوى من أي قوة سلبية في العالم.

شاهد بالفديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

3. إدراك أنَّ كل خطوة تستحق العناء:

خلال كل تجربة حياتية، ولا سيما تلك التجارب التي تجبرك على مواجهة الخوف والشدائد، ستزداد قوتك وشجاعتك وتنمو ثقتك بنفسك؛ لذا توقف عندما يجب عليك التوقف، وخذ نفساً عميقاً وقل لنفسك: "إنَّني أتجاوز هذه البلية، وما زلت بخير، ويمكنني التعامل مع الشيء التالي الذي سيعترض طريقي".

اعقد اتفاقيةً مع نفسك، وافعل الشيء الذي سبق وظنَّنت أنَّك لا تستطيع فعله؛ فتقدَّم خطوةً أخرى حتى عندما تشعر بأنَّك مرهقٌ أو متعبٌ، وأوجد سبباً للضحك، حتى عندما تحاول ألا تبكي، وثق بنفسك حتى عندما يشكِّك عقلك بخيارات قلبك، وارقص حتى عندما يرفض الآخرون سماع الموسيقى، واحلم حتى عندما تخشى مما قد تجلبه هذه الأحلام، وافتح باب الفرصة الموجود أمامك حتى عندما لا تعلم ماذا يوجد خلف هذا الباب.

كل خطوة وتجربة سبق وعشتها جعلتك الشخص الذي أنت عليه اليوم، ودون هذه التجارب ستكون مجرد صفحة خالية ومجلة فارغة وكلمات لم تغنَّ، فما يجعلك على قيد الحياة فعلاً رغبتك في مواجهة تحديات اليوم، ثم الانطلاق نحو الغد واثقاً، محمَّلاً بالأمل والمثابرة.

إقرأ أيضاً: 11 عادة للناس السعداء

4. تقدير الجمال في كل الأشياء الصغيرة:

انظر خلف ما هو واضح لتتمكن من رؤية المعنى العميق للأمور، وأعد اكتشاف عيون الطفل الحساسة التي في داخلك، تلك العيون التي رأت الحياة كما هي؛ مجموعة جميلة من الحيوات الصغيرة، كل منها عاش في وقت ما، مثل لقطات من صور في ألبوم العائلة، العيون التي شاهدت الجمال في الأزهار وأقواس المطر والحيوانات البرية، العيون التي تعجبت من روعة اليراع وغروب الشمس والليالي المرصعة سماؤها بالنجوم، تلك التي تجعلك تحلم في كل لحظة وعيناك مفتوحتان على اتساعهما.

تأمَّل نفسك وأنت جالس حيث أنت الآن تتنفس وتحرك أطرافك، وتقدِّر الفرصة التي سنحت لك بعيش هذه اللحظة، إن كان بإمكان طفل بعمر السنتين أن يرى الجمال في هذه اللحظة، فلماذا لا يمكنكَ أنت؟

5. الشعور بأنَّك جيدٌ كفاية:

آمن بنفسك، وضع ثقتك بقدراتك، فمن دون إيمان متواضع وصائب في قدراتك لا يمكنك أن تكون مؤثِّراً أو سعيداً، واعلم أنَّكَ جيد بما فيه الكفاية وذكي وجميل وقوي كفايةً، ولا تستمد إحساسك بقيمة ذاتك مما تملك، أو ممن تعرف أو من مكان عيشك، أو من كيف يبدو مظهرك؛ فقيمة ذاتك هي انعكاس لمن أنت حقيقيةً، وكيف اخترت أن تعيش.

إضافة إلى ذلك، لا تقارن نفسك بأي أحد آخر، إن ظننت بطريقة ما أنَّك أفضل من الشخص الذي تقارن نفسك به؛ فذلك سيعطيك شعوراً غير صحيٍّ بالاستعلاء، ومن الناحية الأخرى، إن شعرت أنَّك أدنى قيمةً منه، فإنَّك بذلك تسخف كل التقدم العظيم الذي أحرزته.

خلاصة القول هي أنَّ هذا النوع من المقارنات الاجتماعية لا ينبع عادةً من مكان صحيٍّ، فإن شعرت بالرغبة في مقارنة نفسك مع أحد ما، فلتقارنها بنسخة سابقة منك.

شاهد بالفديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

6. الانفصال بوعي عن مشاعرك والعيش في الحاضر:

أعظم خطوة نحو حياة إيجابية هي الموضوعية؛ أي أن تختبر شيئاً ما بالكامل، ثم تتعلَّم أن تتركه وتمضي قدماً؛ فالمفتاح يكمن بتقبُّلك لأنَّ كل شيء يتغير، وكل لحظة في حياتك مختلفة عن أي لحظة أخرى، ولكي تعيش كل منها بكل ما فيها يجب أن تتعلم أن تحيا في اللحظة حياة كاملة، ثم تخطو خارجاً منها.

انظر إلى أي شعور عاطفيٍّ، مثل حبكَ لشخص آخر مثلاً، أو الحزن على فقدان فرد من أفراد الأسرة، أو الخوف أو الألم في مرض مميت، إن كبتَّ مشاعرك، ولم تسمح لنفسك بأن تختبرها إلى أقصاها، لن تستطيع أبداً أن تصل إلى النقطة التي تنفصل فيها عن هذه المشاعر، وبكلمات أخرى، إن استنفدت طاقتك بالخوف من اختبار مشاعرك الحقيقية والحساسية التي ينطوي عليها الحب والإخلاص والقبول، ستظل عالقاً فيها إلى الأبد.

لكن عندما ترمي نفسك داخل هذه العواطف، وتسمح لذاتك بالغرق فيها تماماً إلى النقطة التي تصبح فيها حرفياً مغموراً بالمشاعر حتى قمة رأسك، فإنَّك بذلك لا تترك أي عاطفة مبهمة، أو سؤال عالق في ذهنك، عندها تعرف ما هو الحب، وما هو الحزن؛ إذ تكون قد اختبرت الخوف، وعندما تمتلك هذه المعرفة فقط يمكنك أن تقول: "إنَّني بخير، لقد سبق واختبرت هذا، وأعرف كيف يكون الإحساس بهذه العاطفة، والآن يجب أن أتحرر منها، وأمضي قدماً في حياتي".

إقرأ أيضاً: 10 أمور لا يكرر فعلها الأشخاص السعداء

7. تبنِّي التغيير:

كما قال الكاتب "أوسكار وايلد" (Oscar Wilde): "العيش أكثر شيء ندرةً في العالم؛ فمعظم الناس موجودون فقط، وهذا كل ما في الأمر".

ترتبط إمكانية عيش حياة إيجابية بقدرتك على تقبُّل حقيقة أنَّ كل شيء يتحرك نحو الأمام باستمرار، مبتعداً عن كل شيء سبق وكان موجوداً؛ لذا ليس عليك أن تنفصل عاطفياً عن الماضي فقط؛ بل عليك أيضاً أن تدفع نفسك عن طيب خاطر نحو المجهول، يجب أن تتقبل فكرة تجريب أشياء جديدة، ولا سيما الأشياء التي لم تكن تظن سابقاً أنَّك قد تفعلها، أو ترددت للغاية في الإقدام عليها، وهذه هي الطريقة التي يمكنك أن تفتح الأبواب لفرصة التقدم الإيجابي.

البشر يحيون في ظل وضع غير سار ويرفضون على الرَّغم من ذلك أخذ زمام المبادرة لتغيير ظروفهم الحالية، إنَّهم متكيِّفون ومقتنعون أنَّ الخيار الوحيد المتاح أمامهم هو خيارهم الحالي؛ لأنَّه يمثل الحياة التي يعرفونها، فمنطقتهم الآمنة تعميهم عن رؤية الحقيقة، وهي أنَّه ما من شيء يدمِّر الروح الإنسانية أكثر من عقل يرفض التقدم والتغير.

في الختام:

كل تطورك الشخصي، ومعظم متعك في الحياة ستأتي بوصفها نتيجة لتجاربك الجديدة، وانطلاقاً من ذلك فما من التزام أعظم من تبني أفق متغير بلا نهاية.




مقالات مرتبطة